مساء الخير
الموقع ذا شدني وأشعر أني وسط من يشبهني من الناس وأنا أقرأ صفحاته، شكرا لكم وإلى استشارتي:
أنا فتاة، وبالأحرى آنسة أبلغ من العمر ٢٦ عامًا مرحبًا، حاولت الكتابة هنا عدة مرات، لكن أفكاري وكلماتي مشوشة. ربما كلامي طويل جدًا، لكن أنا أعبّر عن مشاعري فقط، ولا أتوقع أن يقرأه الناس حقًا.
لطالما كنتُ الفتاة المثالية في أي مجموعة. دائما مهذبة مرتبة أنيقة متفوقة رغم ذلك لم أتلقَّ أي معاملة جيدة، فالناس غالبًا ما يتجاهلون وجودي، لا أعرف إن كان ذلك بسبب مظهري أم أن شخصيتي مملة. يتواصل الناس معي بصريًا، لكنهم يُشيحون بنظرهم عني بمجرد أن ألحظهم، ولا يقتربون مني أبدًا.
لا أقترب من أي شخص أبدًا، لأنني أخشى ألا يرغبوا في التفاعل معي، وأكون مجرد عبء عليهم، لأن هذه هي الطريقة التي عاملوني بها في المدرسة الثانوية، كعبء ينتظرون رحيلها، أو حتى قد يقفون ويغادرون دون وداع. أتساءل، هل يكره الناس الأشخاص المثاليين في عقولهم أم أنني أبالغ؟
أتذكر في صغري أنني كنتُ أرغب دائمًا في التفاعل، وكنتُ أبادر، لكن الكثير من الأطفال تجاهلوني ورفضوني، بل وهربوا مني. لأنهم لا يريدون أن يكون لهم أي علاقة بي. حتى أنني أتذكر عندما كنت في الصف الرابع أو الخامس، أرسلت رسالة إلى فتاة في صفي عبر الماسنجر قائلًا (مرحبًا، كيف حالك) وردت (بخير) ثم أردت التحدث وقضاء بعض الوقت معها فقلت (ماذا تلعبين؟ هيا نلعب معًا) وأنهت المحادثة بـ (هل تريدين شيئًا؟) قلت (لا) وغادرت الدردشة.
حدث ذلك منذ حوالي 10 سنوات، ولكني ما زلت أتذكره لأنه مثل لماذا بحق الجحيم يفعل طفل هذا لطفل آخر؟ لقد حدث ذلك لاحقًا مع أطفال مختلفين آخرين ولكن يبدو أنني اعتدت على ذلك لدرجة أنني لا أتذكر المواقف بأكملها.
آه، الآن عندما أفكر في كل هذا ما زلت أبكي ولكنني مرتاحة لمظهري وكيف أتصرف بشكل عام، لا أريد تغييره فقط لأكون مناسبةً لأشخاص آخرين. ولكن عندما أتفاعل مع الناس وهو أمر قليل جدًا، فإنهم يتحدثون بشكل سيء عن الأشخاص البدينين وكيف يعتقدون أن السمنة هي قبح وكيف أنهم لا يأكلون ليبقوا نحيفين، أنا بدينة لذا فإن كره الأشخاص البدينين أمامي هو في الأساس كره لي ولا أفهم كيف لديهم الجرأة لفعل هذا دون أي مراعاة لمشاعر الآخرين هذا شيء لن أفهمه أبدًا.
فقط تذكر أن تكون ألطف في حياتك،
فلا يستحق الأمر دموع شخص ما لتبدو رائعًا.
08/5/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "ريتا" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
يبدو أنك تعانين من مشاعر عميقة من الوحدة والشعور بعدم القبول. من الواضح أنك فكرت لكثير من الوقت في تجاربك السابقة وكيف أثرت عليك. وقد أثرت عددا من التساؤلات خاصة فيما حكيت مواقف في الطفولة، وتحتاج إجابة تلك التساؤلات إلى معرفة أكبر وسماع آراء أطراف متعددة وهو ما لا يمكن عمليا لأنها أحداث مضى عليها 10 سنوات وبالتالي فإن التجاهل هو الخيار الأفضل، كما طرحت سؤالا يهمني مناقشته هنا لعل ذلك يساعدنا على الفهم وهو (هل يكره الناس الأشخاص المثاليين في عقولهم أم أنني أبالغ؟) أولا لا أدري هل المقصود أن الناس يكرهون أصحاب العقول المثالية؟ أم أن كره الناس للأشخاص المثاليين يكون كرها عقليا أي في عقول الناس فقط ولا يظهر في سلوكهم؟
ولكن رغم تساؤلي في أولا، سأعرض عليك في ثانيا رد فعل المعتاد من الناس للأشخاص المثاليين ونفهمها هنا بمعناها الشامل أي المثالية في كل شيء العقل والسلوك -ولعلها الكمالية لا ندري-المهم أن هذا الشخص غالبا ما يحبه الناس ويعجبهم ترتيبه والتزامه وبعضهم يتمنى أن يكون مثله وربما أيضًا من ينافسه ونادرا ما يولد ذلك كراهية، وينتظر في مثل هذا الطفل أن يتلقى مديحا من الأهل والمعلمين.....
طبعا ما تصفين أنه حدث معك هو العكس؟ لماذا؟ لا توجد لدينا أسباب واضحة لما كنت تعانين من تجاهل الآخرين لوجودك في الطفولة والمراهقة والرشد المبكر، لكن لدينا ما يساعدك في المرحلة الحالية من حياتك والتي يبدو أنك تحسنين بلاء فيها من ناحية صورة الجسد وعلاقتك بجسدك فتقولين (ما زلت أبكي ولكنني مرتاحة لمظهري وكيف أتصرف بشكل عام، لا أريد تغييره فقط لأكون مناسبةً لأشخاص آخرين.) أحسنت فأنت ترفضين أن تكوني أسيرة الفكرة والصورة حياك الله.
تجدين في مجموعة الارتباطات التالية بعضا من المفاهيم التي حاولنا تصحيحها في عقول الجيل منذ أكثر من عقدين من الزمان، كنا الموقع العربي الأول الذي طرح هذه الأفكار باللغة العربية على شبكة الإنترنت، وستفيدك في التقبل الذاتي ورفع الثقة بالنفس، فضلا عن معرفة كثير من الحقائق كانت مخفية على القارئين بالعربية، وهي بعض من كثير تجدينه في المقالات الأولى ضمن ملف البدانة والنحافة
وأختار لك هنا:
هل البدانة -السمنة مرض؟
رؤية المرأةِ لجسدها من منظور اجتماعي
البدانة من الجمال إلى القبح
أكذوبةٌ اسمها الرجيم: الحميةُ المنحفة
السيلوليت -تغمز الجلد: عبادة الصورة؟
إليك بعض النقاط التي قد تساعدك في فهم مشاعرك والتعامل معها:
1. الشعور بعدم القبول: يبدو أنك تشعرين بعدم القبول من قبل الآخرين، وهذا يمكن أن يكون مرتبطًا بتجاربك السابقة في المدرسة أو في التفاعلات الاجتماعية. من المهم أن تعرفي أن هذا الشعور لا يعكس قيمتك كشخص.
2. الخوف من الرفض: واضح أنك تخافين من الرفض، وهذا يمكن أن يجعلك تتجنبين التفاعل مع الآخرين. وهو ما يجعل الأمور أسوأ، من الطبيعي أن تشعري بالخوف، ولكن من المهم أيضًا أن تتعلمي كيفية التعامل مع هذا الخوف،
ويشمل ذلك:
. التعرف على الأسباب: حاولي فهم أسباب خوفك. هل هو مرتبط بتجارب سابقة؟ هل هو خوف من الشعور بالوحدة أو الرفض؟ فهم الأسباب يمكن أن يساعدك في التعامل معها بشكل أفضل.
. التحدث عن مشاعرك: التحدث مع شخص تثقين به عن مشاعرك يمكن أن يساعدك في الشعور بالراحة وتقليل الخوف.
. ممارسة التواصل مع الآخرين يمكن أن تساعدك في بناء الثقة وتقليل الخوف. يمكنك البدء بمواقف بسيطة مثل التحدث مع شخص في المتجر أو في العمل.
. التعلم من التجارب: عندما تواجهين موقفًا يثير خوفك، حاولي التعلم منه. ماذا يمكن أن تفعلي بشكل مختلف في المرة القادمة؟ كيف يمكنك التعامل مع الموقف بشكل أفضل؟
. الاسترخاء والتأمل: ممارسة الاسترخاء والتأمل يمكن أن تساعدك في تقليل التوتر والخوف. يمكنك تجربة تقنيات مثل التنفس العميق أو التأمل الموجه.
3. الاهتمام بالمظهر: يبدو أنك تشعرين بالضيق عندما يتحدث الناس عن السمنة أو القبح بطريقة سلبية أمامك. من المهم أن تعرفي أنك لست وحدك في هذا الشعور، وأن الكثير من الناس يعانون من مشاعر مماثلة.
4. التقبل الذاتي: يبدو أنك تحاولين أن تكوني على طبيعتك وتتقبلين نفسك كما هي. هذا شيء رائع، ومن المهم أن تستمرّي في تعزيز هذا الشعور بالقبول الذاتي.
5. صحيح أنك في خانة الالتزام الديني وصفت نفسك بالمتدينة فهل حاولت الاستفادة من هذه النقطة عبر التدريبات الروحية والصلوات؟ حاولي إن لم تكوني بدأت وثابري إذا بدأت.
6. البحث عن الدعم: قد يكون من المفيد لكِ التحدث مع شخص تثقين به عن مشاعرك وتجاربك. يمكن أن يكون هذا الشخص صديقًا أو فردًا من العائلة أو حتى متخصصًا في الصحة النفسية.
أتمنى أن تجدي طريقًا لتجاوز هذه المشاعر الصعبة. ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.