أنا فتاة ولدي مشكلة...
دخل شاب إلى حياتي، وهو مكتوب كتابه "عاقد"، وكان زواجه تقليديا، ولم يحبها، ولكن نتيجة لضغوط الأهل وافق على الزواج، وبعدها لم يحدث انسجام بينهما فأحبني وأحببته كثيرا... حصل الزواج "الدخلة"، واتفقنا على أن ننسى هذا الحب، وأن يحاول هو أن يعيش مع زوجته.
وعلى الرغم من زواجه ما زال الوضع كما هو، لم ينسجم مع زوجته وقرر الانفصال رغم وجود طفلة ومعارضة أهله للطلاق.
أحس دائما أنني السبب، رغم أنه يقول إني لست السبب، فهو لم ينسجم معها، لا قبل ولا بعد الزواج، ووافق على الزواج نتيجة إصرار الأهل فقط، والآن قرر الانفصال ويرغب بعدها في الزواج مني.
أفيدوني... هل أوافق؟ وهل أنا مذنبة بحدوث الطلاق وقد مر على زواجه سنة تقريبا؟
جزاكم الله ألف خير
05/7/2025
رد المستشار
ابنتي... يمر كل زوجين في حياتهما المشتركة بمشاكل وخلافات، خصوصا في السنوات الأولى للزواج التي يحاول كل طرف فيها اكتشاف الطرف الآخر وقبول طباعه وعاداته وأسلوب حياته.
ومرور سنة واحدة على الزواج لا يمكن أن يكون فيصلا في علاقة هذا الرجل بزوجته، فهما ما زالا في مرحلة تحسس الشخص الآخر ومحاولة الانسجام معه.
أما أنك السبب في أنه طلق زوجته، فلا... ولكنك أحد أسباب عدم محاولته الجادة التواصل معها؛ لأنه كما أخبرتك يا ابنتي يحتاج الشريكان أن يتواءما وحدهما بدون مؤثرات خارجية مع بذل شيء من الجهد لاستيعاب الطرف الآخر، ووجودك جعله لا يبذل جهدا ولا محاولة.
والآن الطلاق قد تم وهو يعرض عليك الزواج، وتسألينني هل توافقين؟! وأجد سؤالك غريبا يا ابنتي... إذا كنت غير مستعدة للزواج منه فلماذا يا بنيتي تماديت معه في علاقة عاطفية؟! علاقة لم تقطعيها حتى بعد أن دخل بها ثم حملت ثم أنجبت... أكيد هو يتوقع منك القبول غير المشروط.
وأنا أتعجب من قلقك وترددك... فهذا يشير إلى أنك غير مقتنعة به، أو ربما تأنيب ضميرك يطالبك بأن ترفضيه لعله يعود إلى زوجته وابنته .
في مشكلتك ثلاثة محاور رئيسية: علاقتك به، وعلاقته بطليقته وابنته، وأخيرا علاقته بأهله.
فإذا كنت تحبينه وهو كذلك، وأنت مقتنعة أنه يستطيع أن يحقق لك السعادة، وبينكما اتفاق ووفاق في كل الأمور، فتوكلي على الله وتزوجيه، وبالتالي يكون قد تزوج من أحب ولا يكون هناك أي داع بعد ذلك للعلاقات خارج منظومة الزواج، بل تصبحان زوجين وتكوّنان أسرة سعيدة.
طبعا عليك أن تتفهمي أنه حتى بعد زواجه منك فلن يستطع التخلي عن ابنته، مما سيضعه من آن لآخر في مواجهة أمها، ولست أدري أي نوع من النساء هي، وهل هي من النوع الوادع الذي سيتقبل قدره بهدوء، أم ستحاول أن تحول حياتكما إلى جحيم؟! ولن يستطيع أحد أن يلومها، فربما كانت تشعر أن وراء ابتعاده عنها أنثى أخرى، وبالتالي ستحاول أن تصب جام غضبها عليها.
هذا هو المحور الأول، أما المحور الثاني فهو علاقته بأم ابنته، وهل هي فعلا علاقة مستحيلة، أم أن وجودك في حياته هو ما جعلها كذلك؛ لأنه -كما اتفقنا- في السنوات الأولى، يحتاج الزواج إلى تضافر جهود الطرفين للحصول على الانسجام والتوافق... فإذا كنت مترددة في قبوله، أو غير مقتنعة ولا تنوين الزواج منه فحاولي الاختفاء من حياته تماما... بمعنى ألا يستطيع أن يصل إليك أبدا بعد ذلك... وساعتها قد يحاول أن ينسجم مع تلك المرأة؛ لأنه غالبا إن لم تكوني في طريقه فسيضغط عليه أهله مرة أخرى للعودة إليها ولجمع شمل الأسرة الصغيرة وتلك الطفلة التي لا ذنب لها.
وهنا يصل بنا الحوار إلى المحور الثالث، وهو إلى أي مدى يستجيب لضغط أهله، وما مدى تأثير ذلك على علاقتكما؟ لقد استسلم في المرة الأولى أكثر من مرة، فمن خطبة إلى عقد ثم بناء ثم إنجاب، كل هذا وهو غير مقتنع وغير سعيد، فهل تضمنين أن يتقبلك أهله؟! ويا ترى إذا رفضوك فهل سيستطيع أن يقاوم ضغطهم عليه إذا ساوموه ليتخلص منك ويعود لأسرته؟ وإلى أي مدى قد يصمد أمام عدائهم لك مثلا، أو إلحاحهم عليه أن يطلقك؟ هذه نقطة يجب أن تتخيليها.
إن الإنسان يا ابنتي لا تظهر خصاله إلا تحت نار المسؤوليات والضغوط، أما العواطف والمشاعر والكلام الطيب فهو عادة بضاعة غير مكلفة، وهذا الشاب الطيب لم يستطع أن يمتنع عن إيذاء إنسانة، فإن ما فعله بالمرأة التي تزوجها هو نوع من الإيذاء، وحجته في ذلك إصرار أهله، فعليك التأكد من هذه النقاط قبل أن تتخذي قرارك.