أنا متزوجة منذ 4 سنوات، لديَّ ولد عمره 3 سنوات،
مشكلتي أنني أشعر بالوحدة، وليس لديَّ صديقات،
وزوجي دائمًا مشغول،
علمًا بأنني أقيم في ألمانيا،
وشكرًا.
26/8/2025
رد المستشار
الأخت الكريمة، شعورك بالوحدة في الغربة، وفي ظل انشغال زوجك الدائم أمر متوقع، وخاصة أن الدراسة أو العمل في أوروبا تستقطب وقتًا وجهدًا وتركيزًا كبيرًا، ونرجو أن تكوني مستوعبة أن زوجك مشغول عنك لهذا السبب، وليس بسبب إهماله لك أو لبيته "لا سمح الله".
وأنت تحتاجين إلى حسن استثمار وقت راحته المتاح، ولا بد أن يكون له وقت للترويح والراحة "عطلة نهاية الأسبوع مثلاً"، وفي هذه العطلة يمكنكما التخطيط للسفر داخل ألمانيا، وأنا أعرف أنهم عندكم لتشجيع السفر خلال عطلة الأسبوع قد استحدثوا نظاما لتذكرة خاصة تسمى: "تذكرة عائلية"، وهي لخمسة أشخاص، وكان سعرها منذ خمس سنوات هو 35 ماركا ألمانيا، وبهذه التذكرة يمكن لعائلتين مثل عائلتك السفر سويًا، ويكون هذا بالتنسيق مع عائلة زميل مناسب لزوجك.. وهكذا.
أقصد أن السفر خلال عطلة الأسبوع اقتراح طيب سيشغلك بالبحث عن المكان الذي تذهبون إليه كل مرة، وخدمة التعرف على الأماكن المناسبة موجودة، ومتوافرة بسهولة.
تحتاجين إلى تعلم لغة البلد بل وإجادتها ليس لتسهيل التعامل اليومي، ولكن لأن عدم تعلمها سيكون بمثابة إعاقة ونقص في نظر زوجك، وإن لم يصرح بهذا، وبما لا يخل بواجبات بيتك تستطيعين المشاركة في عمل مناسب لبعض الوقت أو نشاط اجتماعي تطوعي في مركز إسلامي، أو مؤسسة خيرية تقوم على النهج الإسلامي أو حتى المنطق الإنساني إذا لم يكن لديك في منطقتك "مؤسسات إسلامية".
وتستطيعين أن تكوني إحدى مراسلات "مجانين" إذا كانت لديك موهبة الكتابة فتقومين بتغطية بعض الأحداث والأنشطة، أو إرسال بعض التغطيات عن أحوال المسلمين، أو أحوال وأخبار المجتمع الألماني.
وكما ترين، فإن إجادة اللغة ستكون شرطًا مبدئيًا لبدء أي من هذه الفعاليات.
ولا يغيب عن ذهنك بالطبع أن توثيق الصلة بالجيرة المحيطة بك، وخاصة العربيات والمسلمات الملتزمات سيعاونك في حركتك هذه فقد تحتاجين أحيانًا لترك ولدك عندهم لبعض الوقت، وهناك خدمات كثيرة للأطفال في مثل سنه فاختاري ما يناسبه.
وخلاصة القول: إن عليك البدء بالخروج إلى المحيط الذي تعيشين فيه، والتعرف على الفرص التي يتيحها للدراسة والنشاط والدعوة إلى الله، والتثقيف وما شابه ذلك، ومحاولة اكتساب المهارات اللازمة للتفاعل مع هذا المحيط وأولها اللغة..
واقرئي أيضًا:
وحدي في الغربة: حنين واحتياج!
فضفضة مغتربة: صناعة الحياة وهموم الغربة