السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على جهودكم الكريمةجعلها الله في ميزان حسناتكم.... كنت أود أن أعرف كيفية التخلص من التفكير المستمر في أحداث وقعت أو في توقع ما سيحدث. كثيرا ما أفكر في حادث معين مفرح أو محزن، فإذا كان محزنافإن طول التفكير يجعل هذا الأمر يتضخم ويشغل الكثير من وقتي.... مما يؤثر سلبا على حياتي ونفسيتي....
أحاول التغلب على هذا الأمر، ولكنني أحيانا أعود وأتأثر بسرعة من موقف سيء حدث.... فمثلا إذا شعرت أنني آذيت شخصا بكلامي أو تصرفي - وفي الغالب لم أكن أقصد إيلامه، ولكن شعرت بذلك من ردة فعله- أشعر أنني سيئة جدا.... وأظل أفكر حتى يزداد حزني وغمي.... وأحيانا أعيش مواقف معينة وأتحدث مع نفسي - دون أن يراني أحد - وأقوم بدوري ودور الآخرين في الموقف - وأنا بكامل وعيي وأعلم أن ما أفعله تمثيل، ولكنني أبدأه دون أن أتكلفه بعد التفكير في موضوع ما.... كما أتذكر مواقف مضحكة حدثت منذ فترة طويلة أو قصيرة ثم أبدأ في الضحك عليها.... ومن يراني قد يظن أنني غير طبيعية....
فما سبب هذا الأمر؟
وجزاكم الله خيرا......
28/7/2025
رد المستشار
"الأخت الفاضلة"
يبدو أنك تعيشين حالة من الإنكفاء على الذات فتعيشين أحزانك وأفراحك داخل نفسك وتقضين أغلب الوقت تجترين أفكارك الحزينة منها والسعيدة دون مشاركة من أحد ويبدو أنك قد تعودت على هذه الحالة الداخلية وابتعدت بها عن أن تعيشي الواقع مع الناس وبالناس وهذه عادة قد نكتسبها في فترة معينة حين لا نجد من نتبادل معه أطراف الحديث أو نتفاعل معه على مستوى أعمق يريحنا فنلجأ إلى هذه الحالة من التألم الذاتي أو الفرح الذاتي.
إضافة إلى أنك تعيشين الماضي وتستدعين ذكرياته لتتألمي أو تسعدي بها وبدلا من أن تصححي الأخطاء التي وقعت فيها في عالم الواقع تكتفين بمعاتبة نفسك وربما معاقبتها في الداخل باستعادة الحدث وتحليله وممارسة اللوم والتأنيب بينك وبين نفسك وحتى الأشياء المفرحة لا تفكرين في أن تعايشيها مع غيرك وإنما تكتفين بمعايشتها مع نفسك.
أنت تحتاجين من الآن أن تتدربي وبالتدريج أن تعيشي اللحظة الحاضرة بملأ كيانك وأن تعيشينها مع الناس المقربين إليك سواء الأقارب أو الأبناء أو الزوج أو الصديقات أو الجيران وأن تستلهمي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه "الاختلاط بالناس والصبر على أذاهم خير من البعد عن الناس" أو كما قال صلى الله عليه وسلم وقد يأخذ هذا وقتا منك وجهدا ولكن الهدف في النهاية هو خلق قنطرة بين ذاتك وذات الآخرين أو بينك وبين المجتمع الذي تعيشين فيه واعلمي أن الصحة النفسية لا تتحقق إلا حين نعيش في نسيج اجتماعي نتفاعل معه ونتأثر به ونؤثر فيه فالإنسان ليس خلية أميبا تعيش وحدها وإنما هو كيان اجتماعي في الأصل.
واقرئي أيضًا:
دائم التفكير وحساس .... نقص توكد الذات
القلق من القلق.. والتفكير من التفكير!
الذنب والتفكير وتأنيب الضمير!
التخوف وفرط التفكير: وسواس قهري؟ ربما
أحلام اليقظة: مرض أم علاج؟!
أحلام يقظة تعويضية ووسواس قهري
الاجترار الوسواسي Obsessive Ruminations
كثرة التفكير ليست دائما وسواس قهري