السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
جزاكم الله خيرًا على هذه الصفحة الرائعة، وجزاكم الله خيرًا على جهودكم الجبارة التي تبذلونها. لقد أرسلت لكم استشارة قبل مدة، وقمتم مشكورين بالإجابة تحت عنوان: وما زالت الأسئلة تتردد: أصول الحب الإلكتروني
... للأسف أرى أن الأستاذ المجيب لم يراعِ حالتي الخاصة، وقام بالإجابة بشكل عام، فلقد أوضحت في الاستشارة أن كل علاقتي مع هذه الفتاة تقوم على قواعد سليمة وإسلامية، فنحن نحفظ القرآن الكريم، ونصلي قيام الليل معًا، ولكنه دعاني إلى قطع هذه العلاقة، العلاقة التي أنا موقن أن قطعها ليس في مصلحتى أو مصلحة الفتاة التي أحبها.
بالنسبة لحقيقة هذا العلاقة فأنا متأكد من وجود هذه الفتاة، وقد رأيتها لمرة واحدة قبل عدة أشهر، وبالنسبة لما نصحني به من التوجه إلى مجموعة نقاش فنحن والحمد لله لا نضيع وقتنا هباء عندما نتحدث على الـ"ماسنجر"، بل نناقش قضايا تهمنا وتهم مستقبلنا، والحمد لله لا أجد منها إلا كل استجابة لما هو خير، فلقد قامت والحمد لله بارتداء الحجاب، واستطاعت إقناع أمها بذلك بعد الحصول على الدعم المعنوي مني، والمساعدة المشكورة من موقعكم... أخيرًا آسف على الإطالة، وآسف إن كنت أخطأت فهمكم في الاستشارة السابقة.
أرجو أن أكون قد أوضحت الأمر أكثر، وإن ما زلتم تنصحوني بقطع العلاقة، فأرجو توضيح الأسباب، وأرجو أيضًا بيان الحكم الشرعي في هذه العلاقة،
علما بأننا ننوي الاستمرار بها والارتباط كما أمر الله سبحانه وتعالى... وجزاكم الله خيرًا سلفًا.
08/8/2025
رد المستشار
الأخ السائل:
كنت قد كتبت لك ردًّا شخصيًّا أقول لك فيه باختصار: إننا أبدًا لم نقل لك أو ننصحك بقطع علاقتك بهذه الفتاة بقدر ما أرشدناك في إجابتنا السابقة:
وما زالت الأسئلة تتردد: أصول الحب الإلكتروني
إدارة هذه العلاقة وضوابطها، وقلت لك فيها: إنك يمكنك مراجعة :
قسم الفتوى
إذا أردت المزيد حول بيان الحكم الشرعي، والعودة إلى نفس الإجابة السابقة فيه الكفاية بالنسبة لرأينا، وليس سم لدينا عليه زيادة، فقط ننصحك بقراءة عميقة وهادئة له.
ثم لاح لي أن رسالتك فرصة لا ينبغي تفويتها للإشارة إلى بعض معالم تجربتنا في هذه الصفحة، وتفاعل زوارنا الكرام معها.
فنحن نكتب الإجابة بأكبر حساسية ممكنة، وكثيرًا ما كنت أتوقف أمام كلمة كتبها أحد الزملاء في فريق الحلول، أو أحد السادة المستشارين لأقوم بتعديلها أو حذفها حرصًا على وضوح الرسالة التي يودُّ المجيب أن تصل إلى السائل، فيتم الأمر على أفضل وجه، والكمال لله وحده.
وبنفس الحساسية في وضع الإجابة – ولا يخلو عمل من تقصير – نتوقع حساسية في استقبالها والتعامل معها، وهذا لا يحدث في أحيان كثيرة للأسف، وهو ما يستدعي وقفة لنتفحص موضع الخلل: هل هو في أسلوبنا أم في بعض القراء أم هو عيب في طريقة تعاملنا جميعًا مع اللغة متكلمين وسامعين؟!!
تكررت أطروحات تنطلق من مقولات منسوبة إلينا، أو مواقف يُقال: إننا نتخذها من قضايا معينة مثل: الزواج الثاني، أو العلاقات الإلكترونية، أو غيرها... رغم أن الواقع يتجاوز هذا بكثير، وعملنا غير هذا، فقيل إننا ضد الزواج الثاني، وضد العلاقات الإلكترونية... نراها فاشلة ولا تأتي بخير!!
وأية قراءة متأنية لإجاباتنا ستجد مواقف أكثر تركيبًا من مسألة "مع أو ضد" إلى محاولة تحليل هذه المسائل وغيرها مما نعرض له من قضايا بغية فهمها جيدًا، ووضع السائل أمام حقيقتها ليتخذ قرارة مع بعض التوجيهات تعينه على الفعل.
ومن ناحية أخرى فإننا نشدد دائمًا على أن السائل أمير نفسه، وهو أدرى بظروفه وأحواله، ولا نحب أن نتقمص دوره أو نقوم بواجبه وحقه في أن يضع نفسه حيث يشاء لها، علاوة على أن ما يكتبه وما نكتبه من نص – مهما بلغت التفاصيل – لن يكفي لتغطية كل شيء؛ ولذلك نجتهد في وضع المعالم والإشارات، وعلى صاحب المشكلة مسؤولية الاختبار.
إذا كنت ترى أيها الابن السائل في علاقتك بهذه الفتاة شبهة تريبك فاقطعها، وإن كنت ترى فيها خيرًا عظيمًا للطرفين –كما تصف– فأحسن إدارتها، وقد اقترحنا عليك كيف تكون هذه الإدارة، وشكرًا على متابعتك.