الاسترجاز المتكرر: وسواس المني وقطع الصلاة م9
وساوس
بحثتُ عن المزيد من الأحاديث. أخبرت رفيف الفتاة أن صلاتها مقبولة، لكنها لن تنال ثوابها. صحيح أن صلاتها مقبولة، لكن ثوابها ناقص. هذا لا يعني أنها لن تنال ثوابًا، بل يعني أن ثوابها أو جزاءها ناقص.
(الأحاديث التي ذكرت عدم قبول صلاتها تشير إلى النهي، وتُفسر على أنها نفي للكمال لا لصحتها. أي أن صلاتها صحيحة، لكنها لا تنال ثوابها كاملًا. وكذلك الأمر بالغسل: فهو لإزالة أثر الطيب النفاذ فقط، وليس نجاسة فعلية أو إزالة نجاسة عن المرأة).
ولكن إذا لم أغتسل، فهل صلاتي مقبولة؟
إذا لم تقصد المرأة التطيب للمسجد، بل ذهبت إلى مكان آخر، ثم أُقيمت الصلاة ودخلت المسجد، فلا يلزمها غسل الطيب. جاء في الحديث السابق: "لا تُقبل صلاة امرأة تطيبت في هذا المسجد". مع ذلك، هناك حالات يجوز فيها للمرأة أن تخرج متطيبة إلى غير المسجد. قد يكون ذلك من الكبائر، وقد يكون محرمًا، وقد يكون مكروهًا. فهل يجوز ذلك فقط إذا قصدت التطيب في المسجد؟
(المقصود: لا ثواب لها على صلاتها، لأن معصيتها بالتطيب أبطلت ثواب صلاتها. مع ذلك، فالصلاة صحيحة ولا تحتاج إلى إعادة. والمقصود بـ "حتى تغتسل" هو حتى تغسل موضع التطيب. فإن كان على جسدها كله اغتسلت، وإن كان على يدها غسلت يديها فقط). هذا ما قالته رفيف، ولكن قرأت أن الأجر يبطل، لا أن الأجر كله يضيع. إذا عادت دون أن تغتسل، فماذا يحدث؟ ما دامت صلاتي صحيحة، ورجعت إلى البيت وصليت الصلاة التالية دون غسل الطيب، فهل صلاتي اللاحقة ناقصة أو بلا أجر؟ لا يجوز للمرأة أن تذهب إلى المسجد متطيبة، حتى لو لم تقصد إغواء الرجال. فإن فعلت، فعليها أن ترجع وتغتسل، كغسل الجنابة، إذا كان الطيب في جميع بدنها. وإن كان الطيب في موضع واحد، يكفيها غسل الموضع فقط، ولا يلزمها غسل جميع بدنها. وإن كان الطيب في ثوبها، فعليها غسل الموضع أو استبداله بثوب آخر. وإن لم ترجع وتغسل الطيب، فصلاتها صحيحة وتسقط عنها الدية، ولا يلزمها إعادتها. إذا كانت صلاتي صحيحة، فلماذا اغتسلت عند عودتي؟ أم يعني ذلك أنه إذا اغتسلت، يعود لي ثواب صلاتي فقط؟ وإن لم أغسل موضع الطيب، تبقى صلاتي صحيحة ولا يعود لي ثوابها؟
إذا كان الأمر يقتصر على ذهابي إلى المسجد متطيبةً عمدًا،
ولكن إذا خرجتُ به إلى مكان معين ثم ذهبتُ للصلاة، فهل لا يلزمني ما سبق، أم أن صلاتي ناقصة الأجر؟
٢٠/٩/٢٠٢٥
أريد معرفة الفهم الصحيح
سألتُ ذات مرة عن المادة ١٢٠هـ، التي قالت رفيف إنها محرمة على موقعكم. عندما سألها أحدهم عن الأطعمة التي تحتوي على اللون الأحمر الموجود في الحلويات وغيرها من الأطعمة، قالت إنها مستخلصة من الخنافس. ولكن عندما بحثتُ في الأمر، وجدتُ اختلافًا في الرأي حولها.
سبق أن بينا اختلاف العلماء في أكل الحشرات. انظر التفصيل. المذهب المالكي يقرر جواز أكل جميع أنواع الحشرات. قال العلامة خليل المالكي في شرحه لما يجوز: "الحية التي يسلم سمها إذا ذبحت... وهوام الأرض... كالعقرب والخنفساء والبق والجندب والنملة والدودة والسوسة... والجراد، كل ذلك يحتاج إلى ذبح يموت به". وهذا يعني أن ذبح هذه الحشرات يكون بذبحها أو بتعجيل موتها، كقطع جناح أو حرق.
وعلى هذا الرأي، لا حرج في أكل الطعام الذي يحتوي على أجزاء من هذه الحشرات إذا ذبحت بذبح تموت به.
اختلف العلماء في حكم أكل الحشرات، فلماذا لا... يحرم المذهب المالكي أكلها، ولكن بشرط أن تذبح ذبحًا سليمًا. يقتله. حرم جمهور العلماء أكله. قال ابن هبيرة: "اتفقوا - يعني الأئمة الأربعة - على تحريم حشرات الأرض، إلا مالكًا، فإنه كرهها ولم يصرح بتحريمها في إحدى الروايتين. وقال في الأخرى: إنها حرام".
ويجوز جواز مثل هذه الصبغة المصنوعة من الخنافس بناءً على مذهب المالكية. وبالمثل، اختلف العلماء في حكم أكل الحشرات. فلم يحرمها المذهب المالكي، بل شرط ذبحها قتلاً. وقد حرمها المذهب المالكي، بل أكلها جمهور العلماء. قال ابن هبة: "اتفق الأئمة الأربعة على تحريم حشرات الأرض، إلا مالكاً، فإنه كرهها دون تحريمها في إحدى الروايتين، وفي الأخرى قال بتحريمها".
يُباح أكل الصبغ المصنوع من الخنافس عند المالكية. وكذلك إذا حدثت تفاعلات كيميائية أو فيزيائية، حوّلت الصبغ من صورته الأصلية إلى مادة أخرى، فإنه جائز أيضاً بناءً على مبدأ الطهارة من النجاسة بالاستحالة.
وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تُبيح بعض أنواع أصباغ الطعام بناءً على هاتين الروايتين، ما لم يثبت ضررها. أما التحذير من المواد التي تحتوي على هذه الصبغة، فإذا شك في وجودها، فلا يجوز التحذير منها لما تسببه من ضرر لمنتجيها ومسوقيها. وإذا ثبت وجودها وثبت صحتها، فينبغي بيان ذلك وبيان أي إشكالات فيها.
رأيتُ هذا الكلام، فكذبتُ على الفتاة. المسألة خلافية. في الحقيقة، معظم المنتجات تحتوي على هذا الملون، فبدأتُ بتناولها بناءً على ما رأيت. معظم الحلويات والعصائر تحتوي على هذا الملون، وكنا نتناولها سابقًا. فهل من الممكن تصحيح هذا أو توضيحه بشكل أوضح؟
وأيضًا، هل هذه المواد أو الأطعمة طاهرة إذا استحالت (أي عند لمسها)، أم بشكل عام، هل دم الخنافس وغيرها من الحيوانات طاهر؟
أما الحشرات، أي إذا سُكب منها عصير أو مواد أخرى، مع اختلاف الآراء، فهل يجوز أكلها، أم أن في أكلها ضررًا؟
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥
وساوس
قرأت مرة لرفيف عن المكياج الذي يمنع الوضوء والغسل، ورأيت مثلاً جليتر وغيره مما لا يضر الوضوء، أو مكياج غير مقاوم للماء، وكحل وغيره، فقالت للفتاة أن تحذر من الخروج به وغيره، فخطر ببالي مثلاً لو خرجت بهذا المكياج أو وضعته وخرجت به متعمداً وتوضأت به وصليت مثلاً في الشارع، هل صلاتي تبطل أم لا يجوز لي أن أتوضأ به؟ يعني لو فعلت هذا المحرم، هل تبطل صلاتي بالمكياج حتى لو خرجت به ولم أمسحه عند عودتي إلى البيت وصليت صلاة أخرى؟ وأيضاً خرجتُ ومعي عطر ولم أزله بعده أو قبله وصليتُ صلاةً أخرى عندما عدتُ إلى المنزل ولم أزله، أليس من المفترض ألا يُبطل الصلاة وأشياء أخرى، على سبيل المثال، في أسوأ الأحوال فتاة، على سبيل المثال، مصافحة الرجال ومصادقتهم وأشياء أخرى، وكانت تصلي، أليست صلاتها صحيحة وهي لم تكن ترتدي الحجاب وكل شيء، وتضع المكياج والعطور وأشياء أخرى، أليست صلاتها صحيحة وصيامها صحيحًا ولا هل تقذفه بإعادة صلواتها السابقة أو صيامها؟ لأن هذا ما أعرفه، لأنه عندما يزني الرجل تُقبل صلاته أو تصح، مع أنها كبيرة من كبائر الذنوب.
بخصوص حديث البخور وغيره، وضعفه في الصلاة، فقد عرفتُ طوال حياتي أن تارك الصلاة ليس جاحدًا لها، ولا كافرًا، ومن قطعها عمدًا أو كسلًا، فإنه يُستتاب عند الحنابلة. صادفتُ مرةً رفيفًا تتحدث عن شخصٍ مذهبه الحنابلة وغيرهم، وهو كافرٌ لا غيره. كانت تستشيره في مذهبه، فانقطع صلاته وسواسًا أو تركها ونحو ذلك. فهل حتى لو كان حنبليًا، ألا يستطيع الأخذ برأي عامة الفقهاء؟ أنا لست حنبليةً، وأنا عند عامة الفقهاء غير كافر، سواء تركها وسواسًا أو عمدًا أو كسلًا. إذا أخذتُ بهذا الحديث، فلا يلزمني النطق بالشهادة لأني لستُ كافرًا أصلًا! أما المصاب بالوسواس القهري، فلا يكفر بالكفر ولو عمدًا أو بغير عمد، أو باللعن. هل هذا ينطبق عليه طوال حياته، عمدًا أو بغير عمد، أو حسب ظروفه؟ هل كل ما يُصيبه بالوسواس القهري يُبطل نيته ووضوئه (بسم الله الرحمن الرحيم)، مع أنني أعلم أن البسملة سنة. أم أن الوسواس القهري المتعلق برائحة الجسم أو البول أو النجاسة ينطبق عليه طوال حياته؟
إذا اعتذر شخصٌ بهذا لأنه لا يصلي وكان يفكر في كلام وأشياء أخرى، ثم نطق بالشهادة واغتسل، ألا يُلزمه إعادة الصلوات التي فاتته؟ ثم تاب وترك الصلاة، أو تركها مدة، ثم عاد، لكنه اتخذ رأيًا عامًا. قال إنه مسلم عاصٍ لا كافر، فعاد إلى الصلاة دون أن ينطق بالشهادة ولا غيرها، إلا أنه توضأ، وهذا محل خلاف، أو أنه نطق بالشهادة نطقًا صحيحًا، حتى لو كان على حدث أكبر وتوضأ دون نية الإسلام. قرأت أنها صحيحة لأنه نطق بالشهادة، وهذا يكفي، والوضوء فقط للوضوء من الحدث الأكبر.
ورأيت شيوخًا يقولون: لا تقضي الصلاة، حتى لو لم يكفر، أو اعتبر نفسه كافرًا لأنه لا يصلي، فعاد إلى المحافظة على صلاته. يقولون: أكثروا من الأعمال الصالحة، وخاصة من تارك الصلاة سنوات أو أكثر، حتى لو حافظت عليها دون قضائها، لا أُعتبر كافرًا.
أي، بالنسبة لي، إذا صلت المرأة بدون حجاب، أو عطر، أو مكياج، أو غير ذلك، أقل ما في الأمر أن صلاتها لا أجر لها أو باطلة. ومن الممكن أن تترك الصلاة. صلاتها صحيحة كما أعلم، وصيامها لا يلزمها. تعيد صيامها وصلاتها، وصلاتها صحيحة سواء أزالت الطيب أم لا أو استمرت عليه، والأجر على الله وحده. لم أقل بلا أجر لحديث ضعفه البعض. هذا هو الحال، فلم أُعر كلامها اهتمامًا كبيرًا لأني أبحث وأبحث ولا أسمع من جهة واحدة أو رأي من جهة واحدة كما في موقعكم.
المشكلة ليست هنا. وجدتُ شيخًا أخبرك أن هناك حديثًا يبطل صلاتها إلا إذا اغتسلت من الطيب، وأخبرك أن الراجح بطلان أجرها، ولم يذكر أن البعض ضعفه أو قال إن صح فهو صحيح بمعنى يضيع الأجر وتُقبل صلاتها ولا تُعيدها. لا أدري لماذا، مع أنه حديث يبطل الصلاة والغسل. شيخ آخر يخبرك أنه أجر قليل وصلاتها صحيحة، وإن صح الحديث لأن البعض ضعفه فمعنى ذلك قبول الأجر وليس بطلان الصلاة. شيخ آخر يخبرك أنك فهمت خطأً وصلاتها صحيحة ولا علاقة للغسل بصحتها ولا بقبول صلاتها أصلًا، أو حتى إن لم تغسل موضع الطيب فصلاتها صحيحة لاختلاف شروط الصلاة، وهذا شيء.
أعلم أننا لا نستمع لجميع المشايخ، ولا لجميع المواقع والفتاوى، ولا أريد أن أجد هنا شيئًا لا أفهمه وأبحث عنه. من المفترض أن يكون هذا موقعًا لمرضى الوسواس القهري، لمساعدتهم، لا أن يربكوني وأضيع في الفتاوى وما شابه. ثم في النهاية، تقول لي إننا لسنا موقعًا للفتاوى. لماذا تتركها تتحدث إذا لم تناقشها؟ أريد أن أفهم.
عندما يسألها أحد عن حديث، تذهب وتجيب عنه، لا تذكر صحته ولا ضعفه، ولا تذكر نوعًا من الطعام أو ملونًا محرمًا، إلخ،
وتقول إنه جائز ولا حرج فيه، إلخ.
11/10/2025
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "سلمى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
نشكرك على المعلومات القيمة التي جمعتها لنا وعرضناها أعلاه والتي من المؤكد أنها ستفيد من يبحث عنها من الموسوسين والموسوسات، ونراك ذكرتنا بمقالنا القديم عن: أكلُ الحشرات؟ هل هو عقعقة؟ كما تطرقت لها في مقالة: بودابشت .. باريس .. تايلاند مجانين !5
إذا أردت معرفة الفهم الصحيح لأمور فقهية فلا يجب أن يكون مجانين مقصدك في ذلك وإنما عليك بالمواقع المتخصصة في الفقه والشريعة.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.