الخلاص من الوساوس الكفرية: الفهم وطلب العلاج م3
أسطورة الخلق اليونانية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أولا أعزي نفسي والموسوسين في وفاة الأستاذة رفيف الصباغ والتي كان لها الفضل في تخفيف الكثير معاناتي منذ 12 سنة من الآن؛ 12 سنة نعم و15 سنة حتى الآن من المعاناة وأعترف أنني السبب في دوامها؛ لأني لا أحسن التعامل مع هذا المرض أو بالأحرى فقدت السيطرة عليه.
أكتب هذه الأسطر والدموع تنهمر على جبيني؛ أعلم أني مقصر في تجاهل الوسواس وعدم الإهتمام به؛ وأنني من يُصَعِّبُ على نفسي الأمر بالبحث وراء كل فكرة تأتيني ؛ ولكن ما بيدي حيلة؛ أنا الآن محطّم نفسياً بسبب فكرة خبيثة؛ تتعلق بأساطير الخلق ونشأة الكون ؛ خاصة عند الإغريق القدامى؛ أعلم أنها مجرد أساطير وخرافات؛ وأن الله تعالى هو الأول والآخر؛ الخالق الأزلي سبحانه لا يشاركه في ذلك أحد ؛ أردد هذا الكلام دائماً بعد ما قرأت في موقعٍ كلاما يتحدث عن الخلق ونشأته عند اليونان القدامى وهذا النص حرفياً وأعتذر مسبقاً عما فيه من باطل
"بداية الخلق عند اليونان... البداية الغامضة...
تقول أسطورة الخلق اليونانية إن هذا الكون كان عبارة عن فراغ أي في حالة من الفوضى وغياب النظام المطلق... كان يشكل المادة الخام الأولية التي تفتقر إلى الهيئة والشكل والصورة، لم تكن هناك أرض ولا سماء ولابحار ولاجبال ولاليل ولا نهار... ومن هذه الفوضى أوما يسمى الهيولى تلك المادة غير المتعينة أو اللاشئ تولدت جايا Gaia أي الأرض"
أعلم أن هذا باطل ولكن لسبب ما عقلي لا يتوقف عن التفكير في كلمة "الفوضى" أو "chaos" عندهم؛ أعلم أن هذا باطل وأن الله وحده تعالى الأزلي؛ الخالق؛ الموجِدُ من العدم؛ ولكن بعدها بفترة قصيرة يعود الشك وأضطر لتصحيح الفكرة بأن هذا الكلام مجرد خرافة وتصور بشري قاصر غير مستند لأي وحي؛ خاصة عندما أقرأ نسخات مختلفة من هذه النظرية؛ البعض يسميها لانظاما؛ والآخر عدما؛ والآخر هيولي أو المادة التي تكون منها كل شيء والعياذ بالله؛ عقلي في حالة من الغليان الآن؛
ما أحتاجه الآن هو جواب شرعي بخصوص هذه الأساطير وكيفية التعامل معها؛
وكيف أتعامل مع إصرار عقلي على الأخذ والرد ومناقشة فكرة باطلة كهذه وتحليل خيال قاصر لكاتب وشاعر من العصر اليوناني!
7/10/2025
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
أولا رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته، وما علينا إلا بالصبر والدعاء.
ما تمر به من أفكار حول الخليقة والدين لا يقتصر عليك وإنما تراود هذه الأفكار الجميع بين الحين والآخر خاصة مع تقدم العلوم وفي نفس الوقت ترى هناك كتبا حديثة أحدها سيصدر قريبا يتطرق إلى الخليقة بصور علمية لا تتناقض مع الدين.
الأساطير اليونانية محض خرافات وأقوال بشرية لا سند لها من العقل الصحيح فيما يتعلق بأصل الوجود والخلق. أما في العقيدة الأصل في الله سبحانه أنه الباقي الأزلي الخالق المتكفّل بخلق الكون من العدم كما جاء في القرآن والسنة. القصص النحوية أو الأسطورية في مسائل العقيدة لا تعدو أكثر من تأملات بشرية أو تمثيلات شعرية.
احفظ كلام الله تعالى وأدلته في التوحيد والخلق (آيات مثل: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}) وغيرها. الترديد المعقِد والموقن بنية الإيمان يخفّف الوساوس.
حين تداهمك فكرة "الفوضى" أو غيرها، قل فورًا: "هذا كذب وأساطير بشرية، والله خالق كل شيء من العدم" ثم انتقل إلى ذكر آية أو ذكر قصير (مثلاً: سبحان الذي خلق السماوات والأرض).
إياك وأن تناقش الوسوسة: الوسواس يحب الجدال واستخدم تقنية الإيقاف: امنع الحوار الداخلي فورًا، وغيّر التركيز إلى عمل مفيد أو ذكر أو صلاة واستعن بالذكر والعبادات.
النصيحة العامة هي تحديد وقتٍ قصيرٍ جدًا (مثلاً دقيقة واحدة) إذا كنت لا تستطيع إيقاف التفكير فورًا، ثم أقنع العقل بالتأجيل: "سأتفحّص هذا لاحقًا مع شيخ مختص" ثم انصرف عنه.
الوسواس القهري يحتاج إلى العلاج السلوكي المعرفي وتقنيات التعرض والوقاية من الاستجابة فعّالة. راجع طبيبًا نفسانيًا فالعقاقير لها دورها. احرص على إيقاع يومي منتظم.
وأخيرا عالج الوسوسة بقوة العبادة، الذكر، تثبيت العقل بنصوص شرعية، وتجنّب الجدال الداخلي واطلب دعمًا من شيخ موثوق وطبيب نفساني إن استمرت الوساوس وأثّرت على حياتك.
وفقك الله،