الإعاقة والزواج
السلام عليكم قلبت كثيرا صفحاتكم وصفحات إسلام أون لاين... ولم أجد ما يذكر عن مشاكل المعاقين وهمومهم...
ليس بودي أن أكتب الكثير مع أن هناك الكثير مما يقال في هذا الصدد... لكن في عجالة أريد رأيكم في زواج المعاقين... وأقصد طبعا الإعاقات التي لا تؤثر على الناحية الجنسية ولا تمنع الشخص من العمل وتحمل المسؤولية ولكنها نظرة قاصرة من المجتمع تجاه المعاقين...
الفتاة مشكلتها أعقد فهي دائما في وضع المطلوب ولا يمكن أن تكون طالبة وأي أمر بسيط يؤثر على قضية زواجها... فهل يكون الحل أن تتزوج معاقا وغالبا ستكون إعاقته أكبر من إعاقتها بكثير، يعني أنا مثلا أعاني من إعاقة حركية بسيطة لا تمنعني من أي عمل... وعرض علي الزواج من شاب معه ضمور في العضلات ولكنه مرض غير وراثي ولا قرابة بيننا... وهو مقبول من ناحية الشكل والأخلاق وطموح والمشكلة هي إعاقته.... وبصراحة أنا أفكر ماذا سيقول عني الناس لو قبلت به.... كما أني أخاف لا أكون قادرة على تحمل المسؤولية...
في نفس الوقت أقول لنفسي أنا بحاجة لشخص يبادلني المشاعر والأحاسيس وأشكو له ويشكو لي ونفرح معا..ونبني أسرة صغيرة تقر عيوننا.... علما بأني أعمل وهو كذلك والأمور المادية محلولة... لكنه الخوف فقط هو ما يمنعني من القبول حتى الآن... جزاكم الله خيرا وكل عام وأنتم خير.
28/10/2005
رد المستشار
الأخت السائلة؛ أهلا بك أولا على صفحات استشارات مجانين.
ستجدين على "مجانين" وعلى صفحة مشاكل وحلول بموقع إسلام أون لاين، وكذلك في أقسام أخرى على نفس الموقع كلاما متنوعا عن المعاقين، وعن مفهوم الإعاقة نفسه حيث أرى أن الإعاقة الظاهرة أقل شيوعا من إعاقات ذهنية ونفسية واجتماعية وعلل كثيرة مشابهة خافية تهدم بنيان الفرد والمجتمع والأمة ولا يكاد ينظر أو يهتم بها أحد!!!
ثم إن تصنيف المجتمع إلى فئات وإطلاق أسماء مثل ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من التقسيمات هي من البدع التي لم تعرفها حضارة أو ثقافة الإسلام في عصورها الزاهرة.
ولعل أحدا ممن له غوص في تاريخنا وتراثنا ومسيرة حضارتنا أن يسعفني بما يؤكد غلبة ظني بأننا لم نعرف وصفا مثل هذا، إنما كان من يبتلي بمثل هذا يصبر ويستوعبه المجتمع مثل كل مبتلى، ولا تخلو الحياة من بلاء أو آخر، وهنا حديث يطول حول موقف الثقافة والحضارة الغربية ونظرتها للإنسان "الطبيعي"، من هو؟!
وعلاقة هذا بنزعها للتنميط، ولعلنا في عامة علمنا نكاد نعزف عن إتباع هذه الحضارة والثقافة فيما ذهبت إليه في هذا الصدد، وننتقدها فيه، كما نفعل في نواحي شتى.
النظرة الاجتماعية السالبة للمعاق هي ليست من عمق الإسلام في شيء لأسباب لا تخفى على لبيب، وزواج المبتلي بعلة جسدية مثل المبتلي بعلة في نفسه أو وجدانه أو مشاعره، وهي كلها أمور يستقل بتقديرها أصحاب الشأن من أطراف هذا الزواج، ومن حولهم بالمعروف، وبما يرضي الله، ولا مكان هنا لصواب أو خطأ طالما كان الوضوح والاتفاق من البداية.
"ماذا سيقول الناس؟"... تسألين؟!!
فهل سمعت "جورج وصوف" وهو يغني "كلام الناس"؟!!
وهل مررت بما هو بارز في توجيهات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم من تقليل الاهتمام بالقيل والقال، وعدم إتباع الناس فيما يذهبون إليه طالما لم تكن مرجعيته الحق والعدل والصواب والهدى؟!
عليك فقط أن تفهمي حالته المرضية جيدة، وبالتالي انعكاساتها على حياتك المنتظرة في حالة زواجكما، وهذه مسألة معرفة علمية تحتاجين إلى التبحر فيها لتكون الأمور على بينة، ويحتاج هو كذلك إلى معرفة تفاصيل حالتك، وأن تقبلا معا بالعيش والتعايش مع مقتضيات هذه الأوضاع، ولا أقول بعد ذلك أنه من حقك أن تقيمي أسرة... الخ ، بل أقول أنه من واجبك لأنه هذه هي قطرة الله التي فطر الناس عليها، ولا مجال هنا للخوف أو التردد من البداية، وتمنياتنا لك بالسعادة.
**ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك ابن عبد الله لكن فقط أرشدك إلى بعض الروابط التي تناولنا فيها موضوع الإعاقة على مجانين وكلها على باب مدونات مجانين فانقري ما يلي من عناوين:
مدونات مجنونة: جعلناكم أمة وسطا
يوميات ولاء: لو كنت كفيفة
يوميات رحاب: المنغوليوأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.