مشكلتي هي أنا..!؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛
بداية أحب أن أشكر حضراتكم على هذا الموقع الممتاز... وأقولها صراحة الموقع الذي ساعد الكثيرين بالمصارحة مع ذاته ومواجهة مشاكله الخاصة بعيدا عن هلع العيادات النفسية وتعجب عيون الخلائق... عندي مشكلة أتمنى من الله أن أجد لها حلا عندكم.
مشكلتي هي ذاتي، كثيرا ما هربت منها، كثيرا ما أطعتها، كثيرا ما طعنتها، وأخيرا.... تهت في درب من الخوف لا نهاية له...خوف ينتابني كلما تحين مواجهة لإثبات الذات.... ليس المشكلة في ثقتي بذاتي... وإنما المشكلة في قدرتي على تخطي الصعاب.
أنا طالبة في سنه خامسة كلية طب بشري أبلغ من العمر21 عاما، كنت في الثانوي من المتفوقين... بل من المتميزين بالذكاء... وهذه نعمة أشكر الله عليها ولكن لم تعد موجودة الآن، بعد أن دخلت الجامعة وخصوصا كلية طب انتقدت أسلوب الحفظ العقيم وبُعدنا عن الخبث العلمي وبُعدنا عن حب العلم ولكن الهدف الأساسي لكل منا هو حب الدرجات، لم أكن كذلك، وكانت النتيجة كما هو متوقع، ضياع في سنه أولى، حاولت في سنه ثانية أعيد ثقتي بنفسي وأني أهملت في حق المذاكرة ولكن لم أحرز المطلوب وعلى قد وسعي درست ونجحت بجيد جدا
وبدأ المستوى الدراسي ينخفض شيئا فشيئا
في سنه رابعة النتيجة جيد مرتفع رغم الدراسة، فقدت الأمل في كل شيء، في دراستي وفي طريقة تحصيلي للعلم، إنني مهما درست أضيع لا أعلم لي سبب يجعلني أخسر، نعم أصبح أنا الخسرانة في نهاية المطاف، والآن أنا في خمسه وطبعا ندرس باطنة والهم كبير جدا والكم أكبر، أصبح الهروب يسيطر علي.
وعندما أعزم المواجهة.... تتراءى لي كل الذكريات السلبية في الكلية.... ويوم الامتحان الفلاني كنت مذاكرة كويس جدا وفي الأخر النتيجة كانت وحشة... ولا أسوأ مما أتى..... ومهما ذاكرت هفشل ويصبح الفشل والضياع والخسران من نصيبي دائما... أحاول أن أهرب بحب الدراسة ولكن أفتكر عقدة يوم الامتحان وقبل الامتحان وعقدة النتيجة... وأقول مفيش فايدة.. بذاكر وبنسى... بذاكر وبرضه أنا ولا حاجة.... أخاف تكون أرواح الناس في أيدي وأنا مستاهلش... أنا في الأول وفي الأخر طبيبة ولكن.... ضايعة ولا حاجة ولا أجد لي سوى البكاء....
ما الذي فعلته بنفسي، أحاول أن أبحث عن كلمة تدفعني للأمام، أجد حينها كل التقديرات تلقي بي في قاع الفشل
أنا بجد... تعبت من نفسي.... ومن نظرات زميلاتي بأني لست على مستوى عالي من الفهم ولكن يعلم الله أن الدكاترة بيقولوا البت دية مخها نضيف... طيب والحل..؟؟ إيه الحل؟؟ بجد أنا تعبت جدا وكنت هاجي لحضرتك في الكلية في قسم النفسية.... ولكن في الأول وفي الأخر بهرب وبهرب، سئمت داء الهروب، وسئمت خوفي وضعفي، ولا أجد حل حتى المواجهة تكون خاسرة.
الامتحانات قربت معها يزداد رعبي وقلقي وهمي وحيرتي، ماذا سأفعل؟؟؟ وماذا سيكون مصيري؟؟
أتأسف للإطالة ولكن لم أجد سوى ورقة أخاطبها ولا أعلم إن كانت ستصل إلى ناظركم أم لا ولا أعلم سيصل ندائي إلى قلوبكم أم لا، فأنا بحاجة إليكم.
24/03/2006
رد المستشار
دكتورتنا الفاضلة "مها"، السلام عليكم بداية أرجو المعذرة على تأخري في الرد عليك، وذلك نظراً لما تعلمينه من ضغوط يمر بها مجتمعنا العربي، ونرى لنا فيه دوراً نحاول أن نبحث عنه.. وقبلها مررت أنا بظروف خاصة..
المهم، مرحباً بك على موقعنا يا دكتورة، شوفي يا "مها"، لن أخفيك سراً ربما أجد في رسالتك بعض المبالغات اللفظية من قبيل كان لدي ذكاء في الثانوي، ولكنه انتهى في الكلية؟! ثم حصلت على جيد جداً ثم جاء الضياع فحصلت على جيد مرتفع!! ثم زميلاتي ينظرن لي على إني لا أفهم؟! ثم أنا الخسرانة......
حبيبتي، هل جيد جداً يحصل عليها الكثيرون، بمعنى هل هو في كلية الطب يساوي التقدير الشعبي في الكليات الأخرى، وهو المقبول عندنا مثلاً في الكليات الأدبية؟ ما هي خبرات الفشل التي تتحدثي عنها؟ هل حدث وفشلت في أحد الأعوام الدراسية؟....
وهكذا كانت كل رسالتك، ولكن حبيبتي هذا لا يعني مدى شعوري بما تعانيه، وتعالي معي لنتحدث حول بعض المقترحات التي ربما تفسر ما تعاني منه من شعور بالظلم نتيجة لكونك تجتهدي في مذاكرتك ولا تحققي النتيجة المرغوبة والاحتمالات هي:
1- إنك تذاكري بطريقة تقلل من تحصيلك بمعنى أن طريقتك في الاستذكار تختلف مع الطريقة المطلوبة، وهنا علينا أن نسأل من تفوقوا في المواد الدراسية التي تعثرنا فيها، كيف حدث ذلك؟
2- إنك تعانى من قلق الامتحان، وهو أحد الاضطرابات التي يعاني منها البعض فتقلل من قدرته على التعامل مع الموقف، وإدراكه له.
3- إنك لا تميلي لدراسة الطب، وقلة ميلك أو حبك أو تقبلك على المستوى الوجداني، تقلل من قدرتك على المستوى العقلي أو على مستوى القدرات.
4- ربما تؤثر عليك فكرة أنك لن تحققي مهما ذاكرتي، مما يقلل من قدرتك على التحصيل أيضاً..
هذه من وجهة نظري بعض الاحتمالات التي تقع خلف اختلاف المستوى بين مجهودك، وما تحصلي عليه من نتيجة..
على أية حال يا دكتورة "مها"، ألحظ في كتابتك حالة من اليأس، أو الشعور بعدم جدوى ما تقومين به، ثم تقليل لقدراتك، للدرجة التي ترفضي فيها أنك سوف تصبحين في يوم طبيبة.
وأرى أنه ربما من المفيد أن تطلبي المساعدة النفسية قبل الامتحان، حتى لا تؤثر حالتك تلك على أدائك في الامتحان فتتأكد بالنسبة لكي فكرة الإحساس بالفشل أو الشك في قدراتك..
على الأقل سوف تساعدك تلك المساعدة النفسية من مختص على القضاء على هذا الشعور المؤلم بالخواء أو عدم الكفاية، فهو إحساس مؤلم بالفعل أرجو أن تسعي للتخلص منه حتى لا يؤثر على مختلف أوجه نشاطك في الحياة. ووالينا بأخبارك..