أعيش في أسرة مفككة..!؟
السلام عليكم
إخواني وآبائي المستشارين إنني لم أرسل هذا المشكلة إلا بعد استفحالها إنني أقف على شفير وادي الجريمة لولا لطف اللطيف لكنت خلف قضبان السجون ولخسرت مستقبلي وسمعتي.
إخواني إني أعيش في أسرة مفككة وتربيت بقسوة نوعا ما يخالطها بعض الدلال وحالتي المادية متوسطة ولا أعاني من صعوبات مادية مشكلتي باختصار أنني في بعض الأحيان وخاصة عندما أقود السيارة ويحصل خطأ معين من أحد السائقين أو أتعرض لمضايقة تنتابني ثورة عارمة من الغضب حتى أنني أشهرت سلاحي ((الرشاش)) أكثر من مرة وعندما لا يكون معي سلاحي ويحصل لي موقف يثير أعصابي أتمنى أنه معي حتى استعمله.
إخواني.. بعد مراجعة للنفس أجد أن هذه الأمور لا تستحق أبدا أن يلتفت لها الشخص فما بالك برفع السلاح وأنا موقن أنني مخطأ لكن ما الحيلة؟؟
أرجو منكم المساهمة بالرأي السديد حتى أخرج من عنق الزجاجة مع العلم أنني مصاب بمرض الرهاب الاجتماعي وأنا الآن تركت الدواء بدون استشارة الطبيب فهل هذا هو السبب..؟
أفيدوني.
11/08/2006
رد المستشار
الأخ الفاضل؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحباً بك على موقعنا، ونرجو من الله أن يعيننا على إفادتك..
أما عن مشكلتك فهي ذات عدة أبعاد، اسمح لي أولاً أن أتحدث معك عن أكثرها إثارة بالنسبة لي ثم نحلل معاً مختلف جوانبها، وما يثيرني، أو بالأحرى يثير حفيظتي، هو حيازتك لسلاح ناري، رشاش أو غيره، هل هذا هو المعتاد لشاب في مثل عمر، وبأي حق يتم هذا، هل مهنتك تتطلب ذلك، بمعنى أنك ضابط مثلاً، أم أنك تملكه للدفاع عن النفس، وهل عند حيازتك له لم تدرب أو تكتب ما أشبه بالتعهد على مجالات استخدامه..
كان هذا الشق ما أردت البدء به، وإن لم يكن قلب مشكلتك، ولذا، ندخل الآن إلى مشكلتك وأساسها.. أرى في ظهور مشكلتك عدة عوامل تسهم بجزء كبير في ظهورها وتتمثل في:
1- التدليل الذي تتحدث عنه في الطفولة ، وإن كان يبدو لي أنه ربما استمر .
2- عدم تريبك على ضبط النفس.
3- توقفك عن الأدوية دون استشارة الطبيب المعالج، وهو ما قد يكون أثر في ازدياد تلك الأعراض لديك.
4- هذا بالإضافة إلى الظروف التي سمحت لك بالتعبير عن غضبك بهذه الطريقة، فقد يكون لدى الفرد الثلاث نقاط السابقة ولكن لا تتاح له الفرصة لتفعيل غضبه.
5- ربما يكون لديك استعداد شخصي للتخلص من طاقتك العدوانية –وهى طاقة موجودة لدى كل البشر– بهذه الطريقة.
وأرى أن التخلص مما تعانيه يتطلب منك ما يلي:
1- محاولة معاودة الطبيب للتعرف على تأثير وقف الأدوية، ومناقشة خطة العلاج معه إن كان هناك ما يزعجك في العلاج وجعلك تتوقف عنه.
2- محاولة تعلم طرق أخرى غير تفعيلية للتعامل مع ما قد يواجهك من مواقف ضاغطة، كالاسترخاء مثلاً أو تغيير المكان، أو التدريب على التنفس الباطني، وكلها طرق يوجد عنها معلومات في العديد من الكتب ويتم توضيحها بالصور أيضاً.
3- تقليل فرص وجود الأشياء الضارة للآخرين بحوزتك، كالأسلحة بمختلف أنواعها.
4- محاولة التدرب على ضبط النفس، ويتم ذلك من خلال التعرض التدريجي لمواقف تعد بالنسبة لك مثيرة ثم الاجتهاد في التعامل معها بشكل عقلي، دون إصدار رد فعلى أولى، ثم مناقشتها كفكرة للتعرف على رد الفعل المناسب..
5- سيتم ذلك بشكل تدريجي إلى أن تكتسب مهارة التعامل الكفء مع الموقف بما يحتمل.
6- لا مانع من عمل مناقشة بينك وبين نفسك لطريقتك في رد الفعل بعد كل موقف، ويتم ذلك وأنت هادئ وبعد مرورك بالموقف حتى لا تكون تحت تأثير حدوثه، ومن خلال مقارنتك للطريقة التي تصرفت بها أثناء الموقف، والطريقة التي ترى بعده إنه كان يمكنك التصرف بها سوف تتعلم عن طريق هذه الخبرة كيف تتصرف في المواقف المشابهة.
7- إن خلق درجة من التواصل بينك وبين الأفراد أحد العوامل الهامة في التخفيف عن ذاتك، وكذلك في التعلم من خلالهم ما هو مناسب للمواقف المختلفة، وما هو غير مناسب، فحاول أن تخلق لنفسك مجال اجتماعي تتفاعل فيه مع الآخرين، وبالتالي لن يحدث ذلك إلا بعد اكتمال علاجك من الرهاب الاجتماعي، وربما يكون التواصل الاجتماعي أحد خطط معالجك في التعامل مع هذا الرهاب.
نتمنى أن تطمئننا عليك، وعلى تحسن حالتك في وقت قريب إن شاء الله.