هذه مشاركة من المستشار د.أحمد الموجي في مشكلة ابني عنيد جدا
ابني يبلغ من العمر 14 وهو الأكبر في أخوته منذ سنتين بدأ يهمل في دراسته وأصبح عدوانيا كثيرا خصوصا أنه في طفولته كان شقيا، والآن يضرب أخوته ويسيطر عليهم وأيضا في المدرسة والشارع ويحب اللعب كثيرا حتى مع أطفال صغار أما أنا أمه فلا يسمع كلامي في شيء وإذا نصحته يضع يديه على أذنيه لكنه يخاف من أبيه وينفذ ما يقوله له بس في نفس الوقت وبعد كذا خلاص أردت أن آخذه إلى دكتور نفسي لكن أبوه رفض وهو لا يصاحب أصدقاء سوء ودائما في البيت.
أردت أن أشجعه على تنمية هواية عنده وأن أجعله يصادق عبر النت لأشغله لكنه رفض، ونحن نعيش في أسرة كبيرة جد وجدة في الثمانينات من العمر وعم وأولاده لكن كل واحد معه شقة منفصلة وكبار السن لا يحبون الفوضى ويصيحون من ذلك، ودرجة الإهمال في دراسته كبيرة فلقد كان يأتي بمعدل 90% أما الآن يجيب 59 % وهو لا يحب الكتابة وطول الوقت دفاتره ناقصة ويقول لنا كاملة كذب!
ماذا أفعل معه؟؟؟
أرشدوني
16/12/2006
رد المستشار
الأخت صاحبة المشكلة:
إن سن المراهقة هو سن يتسم بنار موقدة بداخل كل مراهق حيث تنشأ صراعات شتى داخل وحول المراهق وتكون متعلقة بالتداخلات ما بين دوافعه وتعاليم الأعراف والتقاليد من ناحية وبين إمكاناته ومتطلبات الأسرة من تقدم ومستوى ثقافي من ناحية أخرى.
لذا فالمراهق قد يعيش بين أربعة نيران ولا أحد يشعر به فتنعكس حرارة تلك النيران التي يكتوي بها على نفسيته وتصرفاته بما نعرفه بتوتر المراهقين، ويؤدى هذا التوتر إلى تغير في تصرفات المراهق على شكل حدة وسرعة رد الفعل العكسي وسوء تفسير بعض مواقف أفراد أسرته إزائه بحيث أن المراهق قد لا يستريح إلى وجود فرد دائما ينصحه ويراقبه لأن المراهق يرى ذلك امتهانا لحريته، وقد يتغير سلوك الفرد ويميل إلى العدوانية والقسوة على من يرحمهم ،وعلى مستوى التعليم لا شك أن التوتر ينعكس على مستوى تركيز المراهق وعلى تخزين واستدعاء المعلومات متميزا بعدم استقرار وعدم ائتناس بكتابه وغرفة مذاكرته لأنه قد يرى في ذلك قيودا يود أن يكسرها.
وهنالك يكمن المرض لأن مستوى الفرد السلوكي والتعليمي قد يتأثران.
الأخت الفاضلة:
أما عن ولدك فالأمر ما يزال بسيطا فإنه يعانى من مجرد توتر وقليل من الاكتئاب التفاعلي مع صراعات المراهقة كما أسلفت، لكن عليك وعلى والده أن تأخذان الأمر مأخذ الجد وتبدءان من حيث مشكلة ولدكما وهى المخاوف التي تؤرقه محاولين إيصال إليه أنه قد كبر بالفعل وأضحت له شخصيته المستقلة لكنكما مجرد ناصحين لا مراقبين له بحكم أنكما تكبرانه سنا وخبرة وحنكة بالأحداث.
عليكما أيضا أن تقتربا منه محاولين إزالة الفوارق قليلا بحيث يكون هناك مجال للصداقة والحوار مع الولد وبحيث تدخلان عليه الطمأنينة وتشعرانه أن ما يشعر به إنما هو أمر عادى طبيعي وفطري وكل منا قد مر بهذه المرحلة وهى مرحلة مؤقتة وسرعان ما ستنتهي ويشعر الإنسان بالطمأنينة مع غرائزه ودوافعه الداخلية، لكن على الإنسان أن يجد لنفسه طريقا يرتضيه هو لنفسه، بغض النظر عن رغبات والديه.
وحاولا تنمية هواياته لأن هذا السن الذي يعيشه هو سن الإبداع واختمار المواهب، وحبذا لو وجد الإنسان لنفسه متنفسا ينفث فيها الإنسان عن مكبوتة ومخاوفه الداخلية وحبذا أيضا لو بدأ يتعلق بربه ويتعرف على تعاليم دينه لأن هذا السن أيضا هو سن بداية التدين الحقيقي ولو استثمر جيدا صلح الإنسان دنيا ودين.
وأخيرا أيتها الزميلة نصحي لك أن تعرضي الولد على طبيب نفسي فان الولد سيستجيب جيدا له لأنه شخص متعادل التأثير بالنسبة له وسهل على الطبيب أن يستميله ويخلصه من مخاوفه.
مع تحياتي