الصف العادي م
الصف العادي مشاركة
أشكر جهودكم في هذا الموقع الرائع وأتمنى لكم مزيداً من التقدم والنجاح.
سيدي لقد وصلت لمرحلة من التوهان والارتباك... لم تمكني من ترتيب أفكاري والحديث عما يجول بخاطري، كلما حاولت كتابة مشكلتي على ورقة توقفت في المنتصف وانهمرت دموعي وناجيت الله أن يحل لي هو مشاكلي لأني مهما حاولت لم أتمكن من وصف مشاعري، وفي كل مرة اعتقدت أن الكتابة لا تكفي لأني أحس أنه معقد.... فماذا أفعل في هذا يا سيدي...
ثانياً قررت أن أكتب لكم بالتحديد عن مشكلة مع أن ما لم أستطع الحديث عنه قد يكون أهم بكثير سيدي أنا لا أعرف ربما لا أكون كما أعتقد ربما أنا لست جيدة لا أعرف.
فتاة في 21 من عمري تعلقت بشاب على الانترنت من مدة سنة تقريباً هو مصري الجنسية، أحببته جداً وأحسست أنه يشبهني، لا داعي لهذا الوصف حاولنا كثيراً الابتعاد لأجل الله تعالى لا أعرف في فترة تقدر بأشهر قرر هو الابتعاد عني لأنه لم يرتب نفسه بعد، ولما قلت له عن صعوبة أهلي وخصوصاً والدي ذو العقلية الصعبة جداً حسب ما قال أنه أراد أن أنتبه لدراستي وأرى نفسي بعيداً عنه أنا لم أصدقه في ذلك الحين واعتقدت بكذبه وعشت حالة نفسية أصعب مما كنت فيه لأني بالأصل كنت أعايش حالة صعبة مرت الأيام على سنين إلا أني لكثرة عثراتي ولعدم تحقيق أي شيء في حياتي حاولت أن أكون أقوى وهذا ما لا يوصف بالكلمات.
جاهدت ولا أقول أني نسيته في يوم أبداً ولكن حاولت أن أرجع لنفسي ولمستواي الدراسي المتفوق وكنت أقول في نفسي في هذه الأشهر لابد أن الله سيعوضني ونجحت ولو أني لم أصل لما أريده.... مع أني لا أخفي عليك كيف يعيش الإنسان لمجرد الدراسة... رغم أني كنت أعتبر أن العلاقة انتهت لكن هو لم ينهيها فبعد حوالي شهر أرسل لي الرسائل يطمئن علي وكانت رسائله متقطعة، في كل مرة كنت أرفضها ولا أرد عليها وكنت أحار في أمره هل يحبني أم لا؟ لماذا قال لي أنه يريد أن يتركني ولم يفعل؟ لماذا يرسل الرسائل بين الحين والآخر.
آخر مرة كانت من حوالي 10 أيام ألح علي كثيراً أنه يريد رؤيتي لأمر ضروري فأجبته وسألني لما لا أرد على رسائله أو تليفوناته، فأجبته: أنت من تريد ذلك، فقال: أنه كان يريد أن يتركني لما رأى من صعوبة الأمر ولكنه لم يستطع، فما كان عندي إلا أن أخبره أن أخي أمامك إن كنت تريديني فعلاً فاذهب إليه، وهذا ما حصل فعلاً تعرضت بعدها لحوار ساخن مع أخي اضطررت أن أوضح له ما حدث جملةً وتفصيلاً...
أخي يقول أن الموضوع هو من المستحيلات السبعة لبعد المكان وصعوبة توصيل الموضوع لأبي وللناس، أما أمي فتقول أني أول فرحتها وكيف لها أن تخرجني خارج البلاد كلها مع أنها أحبت الشاب من حديثي معها عنه وأنها فعلاً تمنته لي ولكن الآن تتصعب من ذلك.
أما أنا فلا أعرف شيئاً أعيش بحالة من الارتباك سببها فشل في كل محاولاتي السابقة التي لا أعرف كيف أحدثكم عنها، وبعدما أحسست بجدية الموضوع أعايش حالة من الخوف لأني فلسطينية وأحب كل شيء في فلسطين وأجد صعوبة بالغة في التخلي عن أهلي كما أجد صعوبة في التخلي عن الشاب وأخاف من الآتي.
سيدي أنا لا أريد أن أتخذ قرار أندم عليه مع أن قراري قد لا يقدم أو يؤخر لأن الأمر يعود لأبي ولكن أنا بيني وبين نفسي لا أعرف هل أجيب بالرفض أو الإيجاب.
أرجو أن تجيبوني وتشرحوا لي طريقة أستطيع بها توصيل أشياء أخرى غير هذا الذي كتبت عنه فأنا لا أدري لما كل ما حاولت لا أستطيع.
وشكراً جزيلاً لكم.
16/12/2007
رد المستشار
حضرة الأخت "فلسطينية" حفظك الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
"الحب على النت" لطالما تحدثنا عنه، ولكننا مهما جهدنا لا نستطيع أن نوفيه حقه. لأنه البحر الذي يغرق فيه الكثيرون من الناس. فلطالما ابتلع سبّاحين ماهرين، دخلوا إليه وبكل براءة للاستمتاع بأمواجه الصوتية الدافئة، ولكنه سرعان ما انقلب عليهم وأغرقهم في بحرٍ من الحب والحيرة والضياع.
واليوم، يجئ الإنترنيت ليجيب لكِ عن أسئلتك! نعم نحن كما أهلك نقول بأن الحب على الإنترنيت هو مشروع عادةً ما يكون فاشلاً منذ البداية، ولم يكن يجب الدخول فيه أولاً.
والآن بعد أن غرقت؛ فما عليكِ إلا أن تستيقظي من هذا الحلم الجميل، لكي تعرفي بأن الحقيقة هي أنكِ فتاة في مقتبل العمر، قد نضجت أحاسيسكِ وأينعت، ولمّا يقطفها أحدٌ بعد. فتسلّل أحدهم عبر هذه الآلة العجيبة ليمرّر يده على شعركِ ويلامس شعوركِ بدفءٍ وحنان، فوقعتِ في المصيدة! ولما لا؟ فهي المصيدة الجميلة!!! لكنها كالرمال المتحركة، إذا ما دخلتِ فيها لا تكتفي إلا بخنقكِ.
الآنسة "فسلطينية" المحترمة؛ إننا ننصحكِ بأن تستفيقي وتعودي إلى كنف العائلة، وأن تنظري من حولكِ فإنكِ بالطبع سوف تستطيعين أن تري غمزات أحدهم، أو همسات الآخر من جيرانكِ ومواطنيكِ، وعندها.... سوف لن يبقى من الحب على الإنترنيت إلا الذكريات الحالمة وابتسامة المتعجّب.
قدّركِ الله على النسيان، وعلى أن تكوني من المتفوّقين في مجتمعكِ والسعداء دائماً بالإيمان وبمرضاة الله والوالدين.
ودمتِ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع >>>>>: الصف العادي مشاركة1