رهاب الدم الحقن الإصابة: فيمَ يختلف؟ مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إخواني الكرام... تصفحت بعض المشاكل الشبيهة بمشكلتي، ولكن والله للدرجة التي ضاق بها صدري لم أستطع إلا أن أكتب! لا أعلم بماذا أبدأ، قد يكون العنوان كافياً لشرح ما أريد...
فبسم الله أبدأ... تكتب لكم طالبة طب، عمري الآن 19 عاماً، في السنة الثانية طب، اجتزت الثانوية العامة بتفوق والحمد لله، وترددت قليلاً في دخولي هذا التخصص إلا أن ما شجعني هو والداي فقد تمنيا أن أكون طبيبة. سجلت بالكلية على مضض والسبب الذي جعلني مترددة هو علمي بأنني أخاف الدم، لا أدري هل أنا حقاً أخافه أم لا؟! هل هذا وراثي أم مكتسب! صدقاً لا أدري.
قبل الثانوية العامة بسنة ذهبت لعمل تحليل طبي فإذا بي يغمى عليّ، فوجئت بل صدمت! لم أكن أعلم أنني أخافه، وهذا الذي دفعني للتساؤل هل هو مكتسب أم وراثي؟ حقيقة، في أول عام لي في كلية الطب، وأثناء محاضرة "الهستولوجي" كان الدكتور يشرح عن مكونات الدم وكأنني تذكرت الموقف السابق فوجدت نفسي فجأة ملقاة على الأرض في حالة إغماء أمام ما يقارب 400 طالب وطالبة، وهذا أشعرني بالخجل...
والله والله أني لم أكن أشعر أني أخاف الدم، لكنني الآن أخافه لأجل خوفي من الموقف الذي سيحدث. حاولت جاهدة إقناع والديّ بأنني أريد أن أغيّر تخصصي إلى هندسة أو ما شابه لأتخلّص من هذا الكابوس الذي أعيشه كل لحظة، وفي كل يوم وفي كل محاضرة.
لا أخفي عليكم سراً، غداً عندي حصة مختبر، وقد يكون بها دم لأنه مختبر مادة المايكروبيولوجي، وأنا خائفة جداً، صدقوني خوفاً من تلك اللحظة الذي لا أعود أرى بها شيئاً، وهكذا حتى أستيقظ من تلك اللحظات المؤلمة وقد اجتمع الناس حولي، نظراتهم تتساءل ما بها؟ ما الذي حدث معها؟ لا أدري ما الحل؟! أغيّر تخصصي؟ هل آخذ أدوية ترفع ضغطي بساعة قبل المحاضرة؟ علماً بأنني والحمد لله ملتزمة بديني وعلى يقين بأن الله هو الشافي وأنه هو الذي يعطي وهو الذي يأخذ، لكني لا أجد حلاً!.
مررت بفترة صرت لا أريد أن أرى بها أحداً، قد يكون هذا الخوف أو الفوبيا انتقلت وأصابتني بعدواها فوبيا أخرى، لكني شجعت نفسي وعدت للحياة، أجبر نفسي على الذهاب إلى الجامعة في كل يوم، وصدقاً أحارب نفسي. تساؤل أخير يدور في ذهني: هل يمكنني أن أتمالك نفسي وأسيطر عليها في تلك اللحظة؟ هل هو دلع كما يصفه الناس؟
أعينوني بخبرتكم
أعانكم الله في أمور الدنيا والآخرة.
26/10/2008
وبعد ظهور ردنا السابق على مشاركة صاحبة هذه المشكلة في إجابة: رهاب الدم الحقن الإصابة: فيمَ يختلف؟ والذي ظهر تحت عنوان: رهاب الدم الحقن الإصابة: فيمَ يختلف؟ مشاركة أرسلت بعد أسبوع أو يزيد باسم دمعة مبتسمة تقول:
رد....
الدكتور الفاضل والأب الحاني...
صدقا أعجز عن شكرك على كلامك الطيب...
أريد أن أضيف نقطة أو أن أقدم اعتذاااار...
فوالله ظننت عند إرسالي للرسالة التي قمت حضرتك بالرد عليها أنها لم تصل لكم
لذلك قمت بإرسال مشكلة منفصلة وعنوانها على ما اذكر طالبة طب وتخاف الدم..!!
وكان اسمي بها هبة الرحمن...
أكرر اعتذاري...
لكن كما ذكرت سابقا بأنني لم أذكر أيا من التفاصيل.. ففي المشكلة المذكورة سابقا كنت قد ذكرت ما لم أذكره هنا... وتساؤلي الذي لا أجد جوابا عليه...
هل يمكن لرهاب الدم أن يؤدي إلى الإصابة برهابات أخرى...
حقيقة... لم أكن أهاب أي شيء... لكن بعد علمي بنقطة ضعفي..
أصبحت أخاف ما لم أكن أخاف منه... قد يكون ذلك أثر على ثقتي بشجاعتي أليس كذلك..؟؟؟
كما ذكرت أنني عندما أغمى علي أمام جمع من طلاب الكلية وفي قاعة كبير صرت أخاف القاعات الكبيرة...
لا أعلم ما السبب... صدقا هي تساؤلات حائرة لا تجد لها سبيلا...
أريد أن أضيف أمر مهم... هو أنني رأيت في الأسبوع الماضي عينة بسيطة ولم يصبني أي شيء... أتعلمون ما السبب... لأنني كنت أشجع نفسي بقراءة القرآن والأدعية والرقى النبوية... صدقا أحسست بشجااااعة لم أشعر بها من قبل... لكن سرعان ما أعود وأشعر بالخوف...!!
كم أتمنى أن أصبح طبييييبة ... وأن ألبس الروب الأبيض ... نعم سأحاول وأتحدى إن شاء الله... ليس لي غير الله معين........ أشكركم شديد الشكر
وإن كان بإمكانكم الرد على تساؤلاتي فشكرا لكم... وإن كان ذلك تكرارا لما سبق من أسئلة من مشاركات قديمة فعذرا إخواني الكرام...
وجزاكم الجنان ومن بعد الجنان رفقة حبيب الرحمن...
5/11/2008
رد المستشار
أختي الفاضلة، تحية طيبة وبعد؛
واضح من فحوى رسالتك أنك تعانين من رهاب الدم أو الحقن وهو نوع من عدة أنواع من المخاوف المحددة ويكون عادة مصحوبا بحالة إغماء، وهو يحدث في سن الطفولة أو بعد البلوغ ويحدث في كل من الجنسين على حد سواء وفى مثل حالتك يبدو أنك تعانين أيضاً من رهاب الأماكن المتسعة الأمر الذي جعلك تفضلين البقاء في المنزل. وهو ناتج عن حالة الرعب التي أصابتك في المدرج أمام الطلبة.
على كل حال علاج هذه الحالة يعتمد على العلاج السلوكي المعرفي وهو مبنى على فكرة تهدئه أعراض المرض عن طريق تعديل تفكير وسلوك المريض.
كذلك يمكن استخدام بعض المهدئات في الفترة الأولى من العلاج لمساعدة المريض على التغلب على المخاوف، وكذلك هناك طرق أخرى منها التعرف على المرض ودراسته.
لكي نعرف حقيقة هذه المخاوف يجب أن تعلم أن هناك أربع أنواع من المخاوف الرئيسية وهي:
1) الخوف من الحيوانات Animal phobias مثل الخوف من الثعابين، الخوف من العناكب والخوف من الكلاب.
2) الخوف من البيئة والطبيعة Natural Environment phobias مثل الخوف من المرتفعات، الخوف من العواصف، الخوف من الماء والخوف من الظلام.
3) الخوف من المواضع أو المواقف Situational phobias مثل الخوف من الأماكن المغلقة Claustrophobia مثل الخوف من المصاعد، الخوف من الطائرات، الخوف من قيادة السيارات، الخوف من الأنفاق والخوف من الكباري.
4) الخوف من الدم – الحقن – الجروح، ويشمل الخوف من العمليات الجراحية.
وهنا يجب تصحيح مصطلح Agoraphobia حيث كان يصنف سابقاًُ مع مخاوف المواقف التي ذكرت سابقاً، وهو الخوف من الأماكن المتسعة ولكنه يعتبر الآن نوع من مضاعفات نوبة الهلع panic attacks.
وهناك أيضاً الخوف الاجتماعي ويسمى أيضاً اضطرابات القلق الاجتماعي، وهو الخوف من المواقف الاجتماعية حيث يجد الشخص نفسه مصابا بالإحراج الشديد بسبب قلقه حول كيف ينظر الناس إليه وكيف يفكر الآخرون، مما يجعل الشخص يبتعد عن بعض المواقف الاجتماعية. الخوف من الكلام أمام جمهرة من الناس يعتبر الأكثر شيوعاً بين المخاوف الاجتماعية، وتشمل أيضاً الخوف من الأكل والشرب أمام الناس.
أعراض مخاوف الدم والحقن والجروح
تختلف أعراض الخوف من الدم والحقن عن المخاوف الأخرى حيث الأعراض لا تشتمل الخوف فقط بل الاشمئزاز. مثل معظم المخاوف الأخرى هناك ارتفاع ابتدائي في ضغط الدم وتسارع في ضربات القلب، ولكن اختلافا عن تلك المخاوف هذا التعجيل في النبض والضغط، يتبعه انخفاض شديد في الضغط والنبض مما يؤدي إلى الشعور بالدوخة والغثيان والإغماء مع أن الخوف من الإغماء يحدث في معظم حالات المخاوف المحددة أو المعينة Specific phobia إلا انه يحدث فعلياً في الخوف من الدم والجروح والحقن.
نعلم أن جميع أنواع المخاوف هي شائعة الحدوث بين الناس ونادراً ما تسبب انزعاجا أو عطلا وظيفيا خلال النشاطات اليومية، فمثلاً إذا كنت تعانين من الخوف من الثعابين فهي ليست ذات قيمة فعلية حيث أنك نادر ما تتعرضين لها خاصة إذا كنت من قاطني المدن. ولكن إذا كانت هذه المخاوف تعرقل الأداء الوظيفي كما في مثل حالة طالبة الطب التي تتعرض تكراراً لمواقف الدم والحقن فهذه الحالة تستوجب العلاج السريع، حيث أن تغيير التخصص لا يمنع من تكرار مشاهدة الدم والحقن أو تخيلها.
العلاج
العلاج الأكثر تكراراً لمعالجة المخاوف هو نوع من العلاج المبنى على السلوك المعرفي C.B.T ويسمى العلاج بالتعرض Exposure therapy حيث أن 75 % من الناس يصبحون قادرين على التغلب على مخاوفهم (اعتماداً على المؤسسة الوطنية للصحة العقلية) NIMH وفى هذه الطريقة يتم تعريض الشخص إلى مصدر الخوف بطريقة آمنة وتحت السيطرة ويبدأ بالتعرض إلى مصدر الخوف بالخيال وتنتهي بالتعرض الحقيقي إلى مصدر الخوف. طبعاً خلال تكرار التعرض إلى مصدر الخوف، ومعرفة أنه قد يكون غير ممتع ولكنه غير ضار تصبح المخاوف أقل شدة وتفقد طبيعتها التخويفية.
ومن الطرق الأخرى التي تساعد في علاج المخاوف ما يلي:
* أن تتعلمي ما هي المخاوف، حيث أن فهم مخاوفك يساعدك على التغلب عليها. وكونك مصابة بإحدى هذه المخاوف لا يعني أنك مجنونة. وهي قابلة للشفاء بنسبة عالية جداً.
* محاربة الأفكار السلبية التي تغذي المخاوف فمثلاً هناك ناس كثر يستعملون المصاعد ويركبون الطائرات ويتعاملون مع الحيوانات إلى آخر مثل هذه المخاوف دون خوف.
* تعلم طرق الاسترخاء مثل التنفس العميق وارتخاء العضلات حيث أنه أفضل طريقة للتخلص من حالة الرعب والقلق. طبعاً بالممارسة المنتظمة. وأخيراً يمكن استعمال بعض العقاقير التي تفيد في مثل هذه الحالة، مثل استعمال:
Alprazolam (xanax) 0.5 mg 1 X 2
Paroxetine (seroxat) 20 mg 1 X 1
مع متابعة العيادة النفسية
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي على النبي الأمي المصطفى محمدٍ أفضل الصلاة وأتم السلام شكرا لدعوتك الجميلة ونسأل الله أن يمن علينا بها سبحانه..... الابنة العزيزة دمعة مبتسمة ليست لدي إضافة بعد التوصيف العلمي الدقيق الذي تفضل به الزميل الدكتور طارق فوزي بدر والذي أجاب فقط على نص مشكلة هبة الرحمن ولم تصله متابعتك لمشاركتك كدمعة مبتسمة عندما رأيتِها تظهر على مجانين..
فقط أجيب على سؤالك الجديد يا ابنتي: هل يمكن لرهاب الدم أن يؤدي إلى الإصابة برهابات أخرى...؟؟ والجواب نعم وإن لم تكن العلاقة السببية المباشرة دائما واضحة عند معاينة مريض بأحد أنواع الرهاب النوعي أو غيره.... فمن الممكن أن يعد وجود أكثر من رهاب في شخص واحد تواكبا مرضيا بين اضطرابين مختلفين مثلما ينظر للتواكب بين الرهاب والاكتئاب أو القلق.... في حين أننا إذا نظرنا من الناحية السببية نجد أن إحدى أهم آليات إدامة الرهاب هي ما يسمى بعمليات التعميم والتي تعني زيادة التشريط بين حالة القلق أو الهلع أو الإغماء الناتجة عن التعرض لمثير الرهاب ومثيرات أخرى لتظهر في الصورة المرضية بعد ذلك كمثيرات أخرى لحالة القلق أو الهلع أو الإغماء فمثلا في حالتك ظهر الخوف من القاعات المتسعة.... وهكذا.... وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات عديدة عبر زيادة احتياطات الأمان التي يلجأ لها المريض ومن أشهرها التحاشي.... المهم يا هبة أو يا دمعة مبتسمة أنني أراك مصرةً على الشفاء وإكمال الطريق في الطب وأضم صوتي إلى صوت مجيبك د.طارق لأقول عليك بزيارة العيادة النفسية للحصول على العلاج المعرفي السلوكي وعدم الاكتفاء بالعقَّاقير المدرجة.. وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.