الشر يكسب مشاركة2
الشر يكسب
حضرة الأستاذة أميرة بدران، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وكل عام وأنت وجميع القائمين على موقعكم الزاهر بألف خير.
أنا الحزين صاحب المشكلة التي أسميتموها "الشر يكسب" وإني لألتمس العذر لكم في تأخركم بالرد على مشكلتي، وذلك مرده إلى كثرة الرسائل الواردة إليكم، جزاكم الله خير الجزاء. وقد تأخرت في تعليقي على ردكم أملاً في قراءة تعليقات متصفحي الموقع إلا أنها تأخرت أو أنها أرسلت ولم تنشر بعد، على كل حال لي تعليقان على ردك الكريم:
أولاً، قد جاء ردك وكما توقعت مطمئناً أن الدنيا لا زالت بخير، وأنا أعلم أنها لا زالت بخير، لكنك لم تعطني جواباً يطفئ النار التي تتأجج في عقلي: كيف أجد هذا الخير وأتأكد أنه خير؟ وكيف لعديم الخبرة أن يميّز الخبيث من الطيب؟ قديماً قالوا -أعذريني- الشيطان تلميذ المرأة، ويؤسفني أن أبوح لك أن إحدى أختاي قد خاضت تجربة الزواج العرفي وهي قصة طويلة يصعب سرد كل فصولها، أما الأخرى وقبل أن تتدين كان لها بعض العلاقات التلفونية، وقد اصطدمت مرة مع أخي وأبي رحمه الله بسبب ذلك.
أنا أعرف أن لكل حصان كبوة، وأنه لا توجد شجرة لم يهزها الهواء، ولكن إذا كان بيتنا الذي يعتبره الكثيرون نبراساً للاستقامة قد وقعت فيه هذه المآسي والتي بحمد الله بقيت مستورة، فكيف ستكون البيوت الأخرى التي توصف كذلك بأنها بيوتات عريقة؟ هذا ما جعلني أفكر بهذه الطريقة السوداوية وأنظر للفتاة التي سأتزوجها على أنها قنبلة موقوتة، خاصة مع ضعف خبرتي في تحليل شخصية الفتاة، فأنا لست كغيري يعرف الفتاة من نظرة واحدة، بل أعترف أن أي فتاة يمكنها خداعي بسهولة، وهو ما تقوله لي أختي أنني على الرغم من قوة شخصيتي وثقافتي ومؤهلي الدراسي العالي واللغات الأجنبية التي أتقنها إلا أنني مع الفتيات كطفل عمره 12 سنة!! ولا أدري من أين آتي بتلك الخبرة؟! خاصة أني قد وصلت لسن يفترض فيها البحث عن زوجة، أي الدخول في علاقة جدية لا الدخول في علاقات بقصد التسلية واكتساب الخبرات.
ثانياً، قلت أن التلقائية المفقودة مع الفتيات العربيات يحتاج الحصول عليها إلى بعض التدريب، فكيف يكون هدا التدريب؟ وأين سيكون؟ ومن سيكون المدرب؟.
أرجو أن يتسع صدرك لي فأنا لا أتسلى وأراسلك بصفتك أختاً كبرى -ولا أريد أن أكبرك- أرجو أن تجيبيني بصراحة، هل ما أفكر فيه طبيعي أم أنه مؤشر لاضطراب نفسي؟ وكيف سيكون تعاملك لو كانت هذه الأفكار تملأ رأس أخيك أو ابنك؟ علماً أنني لست الوحيد، فجُلّ أصدقائي ينتابهم هذا الهاجس ولا ابالغ إن قلت لك أن معظم اوقاتنا نناقش فيها هذا الموضوع، خاصة عندما نسمع قصة ما مثل قصة طالبة شريعة دخلت في علاقة مشبوهة، أو فيلم إباحي صور سراً لفتاة منقبة، أو لفتاة تمارس الجنس من الدبر حفاظاً على عذريتها، أو لشاب مارس الجنس سطحياً مع زميلته في الجامعة، أو لموقع انترنت يبين كيفية كشف عملية الترقيع...!
وفي الختام أشكر لك سعة صدرك، وأدعو لك ولكل القائمين على هذا الموقع الكريم بدوام التوفيق والنجاح، وأن يحمل العام الجديد كل خير لكم وأن يحفظنا جميعاً من كل سوء، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.. آمين، اللهم آمين.
4/1/2009
رد المستشار
لقد صرت تحتاج لتغيير تفكيرك فهل أنت راغب في ذلك؟ أم أنك فقط تريد أن ندلل لك بطرق محددة كيف تكتشف أن فتاتك لم يسبق لها أي نوع من أنواع العلاقات قبلك؟ أم تريد أن نقول لك أنك تعاني اضطراباً نفسياً لتقوم بالعلاج؟ فما تحتاجه بحق هو تغيير طريقة تفكيرك، ولن تتغير ما دمت تجعل مجالستك لأشخاص يفكرون بنفس الطريقة وتستمع لقصص التزييف والترقيع واستغفال الرجال بشكل مستمر. تصوّر معي لو أن شخصاً الآن يرى القنوات الأمريكية أو الإسرائيلية فقط ويتحسس كل خبر جديد يحدث من خلالهم ويجلس مع أمريكان أو يهود فكيف سيكون رؤيته للقضية الفلسطينية؟
سيراها من وجهة نظر واحدة فقط بلا شك، رغم أن الحقيقة هو ما نراه على شاشة الجزيرة وما شابهها، وما ينتج عنا كمسلمين وعرب سواء بالخير أو بالشر سواء بعزة أو بذلة. هذا ما قصدت قوله لك قبل ذلك، أنت تعيش نفس المناخ، تعيش وسط نفس الأصدقاء الذين يفكرون بتلك الطريقة، وأنا أقول لك أن هناك الكثيرات المحترمات العفيفات، ولا أقولها دفاعاً عن بنات جنسي أو لأخفف عنك وطأة شعورك بعدم الأمان، فأنا أحدثك من واقع ميداني حقيقي أمارسه مع فتيات كثيرات أعرف فيهن المزيف والحقيقي، فالوساوس والشكوك تزداد بتغذيتها، فتجعلك تأبى أن تسمع صوتاً آخر.
ولكني أقول لك:
* لديك مفاهيم تعتبرها ثوابت أو مرادفات بعضها يعني بعض وهي ليست كذلك، فالالتزام أو التدين هل يعني عدم وقوع الشخص في خطأ ما؟ فالله عز وجل قال أن الإنسان خلق جهولاً ضعيفاً، وأن خير الخطائين التوابين بصيغة المبالغة، فهم كثيرو الخطأ كثيرو التوبة، ولو قرأت في قصص التوبة لن تصدق عينيك مدى كرم ورحمة الله سبحانه وتعالى، هل تذكر الصحابي الذي زنا؟؟!! فلقد كان صحابياً، أي كان يعيش وقت وجود النبي صلوات الله وسلامه عليه ويتعامل مع الصحابة الأخيار صفوة الأمة ومع ذلك وقع في هذا الحد، وفي المقابل تجد فتاة تبيع اللبن ليست أم مؤمنين وليست صحابية ولكنها ترفض الغش في اللبن فضميرها حي! وما أقوله لك لا يجعلك حائراً بقدر ما يجعلك "ناضجاً" في فهم الإنسان وتقبّل ضعفه حتى وإن التحى أو لبست خماراً، ويجعلك توقن بأن ليس هناك بشراً ملاكاً طاهراً ولا شيطاناً رجيماً، وسأدلل للمرة الثانية على وجود شرفاء بوجودك أنت ومن شابهك، فأنت لست نموذجاً فريداً لن يتكرر فهناك مثلك شباب وفتيات.
* فكرة كيف ستعرف..؟ فلا تنس أنني قلت لك نقطتين أحدهما يخص ظنّك بالله والآخر يخص محيطك، وأضيف لك اليوم ألا تقلل من شأن إحساسك فأنت موجود هل تصدق؟ فلديك حاسة وضعها الله بك تجعلك بقربك من الله وتوكلك عليه تستشعر الخير أو عكسه، ومواقف احتكاك تظهر أموراً واختبارات غير مفضوحة ولكن بشرط أن تبحث عن الصفات التي تريد وجودها فيمن ستشاركك حياتك كأنثى وزوجة وأم وتكون على وعي بعيوبها ووعي بقدرتك على تحمل تلك العيوب، فكم من زيجات تمت بين تقيين ولكنهما فشلا كزوجين أو أبوين، فلا تجري فقط وراء التدين والالتزام وتُوقع أمور أخرى مهمة كالشخصية والصفات والتفكير وغيره.
* اختيار شريك الحياة ليست مهمة صعبة مستحيلة وكأنها حاجز عالٍ لا يمكننا اجتيازه، فلا تعقد الدنيا بنفسك على نفسك، ولكنه قرار مهم وهناك فرق بين قرار صعب وقرار مهم.
* قصدت حين قلت لك تدريب وتدرج أن تقوم بعلاج ذاتي مع نفسك إن استطعت؛ بأن تقرر أن تتعامل بهدوء ودون توتر مع العربيات، بأن تجعل تقدمك في التعامل معهن بسيطاً جداً في البداية، وكلما حققت نجاحاً تشجعت أكثر في التواصل معهن أكثر، ويمكنك أن تتدرب على ذلك في منزلك وحدك بأن تتحدث كأنك تتحدث لإحداهن، أو تقوم بعمل ذلك كـ"بروفة" مع أحد أصدقائك المقربين جداً، ويمكنك استخدام التصورات أو كما نسميها أحلام اليقظة بأن تتصور أنك قابلت إحداهن واخترعت موضوعاً للتحدث وكيف أنك ستقاوم فكرة أنك لا تستطيع التحدث، وأنك ستحاول مرة بأن تقول كذا أو تفعل كذا، كل هذا داخل حلمك لتنقله تدريجياً مرة بعد مرة من الخيال للواقع. وإن كنت مصراً على التواصل مع طبيب أو أخصائي نفسي فيمكنك التواصل مع من يُعْرَف عنه العلاج المعرفي السلوكي ليقدم لك برامج وطرق تدريب فردي أو جماعي، بجانب بعض الأدوية المطمْئِنة، وأتمنى ألا تغضب مني وأن تفهم ما قلته.
ويتبع >>>>>: الشر يكسب مشاركة3