يحتاج علاج الوسواس لوقت وصبر وخبرة

السلام عليكم ورحمة الله

مشكلتي تتلخص في النقاط التالية:
1- التحقت بكلية الهندسة ودخلت قسماً غير الذي كنت أتمناه وهو كهرباء عام (أعشق الإلكترونيات والاتصالات بشكل غير عادي، والتكنولوجيا بوجه عام)، حيث حال التحويل بين الجامعات دون دخول قسمي المفضل. كنت وقتها ليس عندي وعي كامل بسوق العمل، ولم أكن أعلم أنه سيء لهذه الدرجة (لا أحب العمل بالمصانع أو المواقع حيث يتطلب هذا شخصية قيادية وعنيفة بعض الشيء للسيطرة على العمال)، وقد تأكدت من هذا من العمل في موقع تابع لشركة فرنسية لمدة شهرين ولم أصمد أكثر من هذا، تركتها واضطررت للعمل بمجالات أخرى تافهة بعض الشيء تتيح لي وقتاً للقراءة وتطوير نفسي، أو بالأصح تعليم نفسي من جديد (يمكن أن تطلق عليّ bookworm لأني أحب القراءة جداً).

خلال الثمانية أعوام (graduated on July 2000) حاولت بكل الوسائل أن آخذ Masters degree في تخصصي من جامعات أجنبية لعل هذا يتيح لي العمل الذي أريده، ولكن كنت أُُستقبل بالرفض نظراً لانخفاض المجموع التراكمي (مقبول). وبعد 4 سنوات من المذاكرة المتواصلة لم أحصل إلا على وظيفة متواضعة لا تعطي أي نوع من الخبرة في الدعم الفني (وذلك لشدة الزحام والتنافس، ومن كافة التخصصات في هذا المجال، عمل من لا عمل له!). المهم أنه وبمرور الوقت بدأت عقدة الدونية والنقص تتأصل وتأخذ مجراها في حياتي وأنا أرى سنوات عمري تضيع مني دون اكتساب أي مهارة أو خبرة. كثرة الأعمال التافهة جعلتني غير قادر -حتى مجرد تصور- على القيام بأي عمل مهم وجاد.

2- أُصبت بالوسواس القهري في أمور النظافة منذ 4 سنوات. فعندما أنظر لأي مشهد إباحي أشعر بأني أنزلت السائل المنوي، وأنتم تعرفون ما يستتبع ذلك من تنظيف لملابسي وتضييع للوقت (سامحوني على السفالة، ولكن شهوتي الجنسية قوية جداً، مع أني والله أحاول الالتزام قدر المستطاع بالصلاة في المسجد وقراءة التفاسير وسماع الشرائط الدينية، ومع ذلك لا أرتدع إلا قليلاً– ماذا أفعل؟). ملتزم بالعلاج الدوائي (Lustral and Anfranil 25 mg) ولكن غير قادر على المواظبة على العلاج المعرفي.

3- علاقاتي مع البنات في العمل محدودة وأعاملهم بكل أدب واحترام ومنذ 10 شهور، تعرفت على بنتين في الشركة: الأولى ملتزمة دينياً جداً وجميلة، حاولت أن أفاتحها في مسألة الارتباط (سنها حوالي 27 سنة) ولكنها رفضت، وخصوصاً أن هذا كان متزامناً مع تركها العمل، اعتذرت وقالت أنها لا تفكر في هذا الموضوع في الوقت الحالي وغير مستعدة للارتباط بأحد (على الأقل حتى تستقر في العمل الآخر- I’m not ready to commit to anyone right now- كان ردها بالضبط). احترمت رغبتها فربما تكون مرتبطة بأحد أو على وشك ذلك ولا تريد أن تصرح. بعد ذلك ب3 شهور تعرفت بالمصادفة على بنت أخرى كانت جديدة الشركة.

أخذنا في تبادل الأحاديث كلما التقينا، وخصوصاُ أن عملي يقتضي التنقل كثيراُ في الشركة. جذبتني إليها جداُ وأصبحت أحبها بشدة حتى أني كنت أتصنع الأسباب لكي أراها وأتكلم معه. مرات كانت تقابلني بترحاب ونتبادل أطراف الحديث، ومرات أخرى كانت تتجنب الحديث معي بل والتظاهر بأنها لم ترني أصلاُ. ظللنا على هذا المنوال لمدة شهرين وكل يوم يزداد حبي لها وخصوصاُ أنها جميلة جداُ وكلامها شيق وجذاب (لكن سنها 30 وأنا 31). وفي يوم ما صرحت لها بحبي الشديد لها لأرى ما إذا كان لديها من الأصل رغبة في مواصلة هذا الموضوع ولنتعرف على بعض أكثر أم لا، فلربما كانت تسايرني لتتخلص من محاولاتي للكلام معها، بدت على وجهها علامات الفرح ولكنها كانت في عجلة من أمرها، وأعطتني رقم هاتفها.

اتصلت بها ورتبنا مقابلة، كلمتها عن ظروفي وعملي وأهلي وهي أيضاً، ولم يبد عليها أي علامات لعدم القبول بل كانت على العكس منطلقة ومرتاحة في الكلام. انتهت المقابلة بنجاح، بعد ذلك بأسبوع كلمتها مرتين على الموبايل لأقابلها مرة أخرى وعرضت عليها أن أصطحب أختي معي حتى لا تكون محرجة من لقائي وحدها -وليكون الموضوع رسمي- (المقابلة الأولى كانت في كافيتيريا الشركة). في المرتين كانت تتهرب مني باصطناع بعض الحجج، أحسست أنها لا تريد المواصلة في هذا الموضوع، قابلتها في الاستراحة break وأخبرتها أنه يبدو عليها أنها غير مهتمة interested to continue not فاعترفت فعلاً أنها غير مهتمة ولا تريد الاستمرار في ذلك doesn't want to continue in this not interested and ولم تذكر السبب، تركتها وأنا في قمة الارتباك.

تدهورت حالتي النفسية والمعنوية جداً ووصل معها إحساسي بالتدني إلى مستويات غير مسبوقة، وانخفض معها مستواي في المذاكرة وخصوصاً أني مقبل على التحضير ل .Master degree by distance learning وأن هذه الجامعة وافقت عليّ بعد معاناة. هذه هي الفرصة الأخيرة لتحسين مستقبلي والخروج من دائرة الوظائف الوضيعة أو حتى السفر للخارج. وفي ذلك كله تلح عليّ أمي بالارتباط (حالتنا المادية لا بأس بها وعندنا شقة)، وأحس أني غير قادر إقناع أي فتاة، حيث أنني غير وسيم بالمرة لأتقدم لأي بنت مرة أخرى، فأنا غير مستعد نفسياً للرفض مرة ثانية، وأشعر بالإحراج والعجز وأنا أرى زملائي في سني وأصغر مني ناجحين جداً في الارتباط، بل ومنهم من عنده أطفال منذ سنتين أو ثلاثة.

3- أحس بضعف الشخصية جداً، ولا أحب أن أتصور أبداً مما يسبب لي السخرية والانتقاد وخصوصاً في المناسبات الاجتماعية لأنني بدأت أفقد شعري بغزارة مما يعمق من مشكلة إحساسي بقبح منظري. هذا الضعف في الشخصية أيضاً جعلني submissive خانع بطريقة غير عادية (يعني جبان وأوافق على أي شيء بسهولة ودون مناقشة).

4- لا أستطيع النوم بسهولة وأشعر أن مخي hyperactive ودائم التفكير، فعندما يخطر ببالي شيء أريد أن أقوم بتنفيذه على الفور، وأحياناً أقوم من النوم لتنفيذه.

5- أثناء قيادة السيارة دائماُ أحس أني صدمت أحداً وأظل أنظر في المرآة لأتأكد أني لم أصدم أحداً.

6- أشعر أن مخي لم يعد نشطاً ومرناً في المذاكرة كما في السابق، وخصوصاً في الرياضيات (يعني الاستيعاب والحساب بسرعة).

7- عند التحدث أمام الناس قد أتلعثم أحياناً، ولا أستطيع الإقناع بوجهة نظري، ولم أعد أقابل زملائي القدامى الذين سلكوا حياتهم بصورة طبيعية نظراُ لقلة انجازاتي في الحياة بالنسبة لهم.

8- أشعر بتفاهة مشاكلنا أمام ما يحدث في غزة، وأشعر بالندم الشديد لعدم قدرتنا على فعل شيء لهم. الخلاصة: لم أعد أحتمل عمل أشياء لا أحبها وأريد حلاً لكل هذه المشاكل.

آسف للإطالة، ولكني أردت أن أوضح مشاكلي بالتفصيل لأن ما أشعر به قليل بالنسبة لما كتبته، 
فأرجو المساعدة.
08/02/2009