السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
R03;
مشكلتي بدأت منذ وقت طويل... وتطورت مع الزمن. عمري الآن 21 سنة، أعاني كل يوم من مآسي وأحزان لا توصف، أسأل الله العليّ الكبير أن يجنبكم منها حتى ذكرها... عندما كان عمري خمس سنوات تقريباً كنت أقلّب مجلة علمية؟ عجيب! كنت أحب المشاهدة والتمتع بالصور الملونة والغريبة والكبيرة عن عالمي. في إحدى المرات وأنا أقلّب الصفحات رأيت صورة رجل نصف عارٍ -يعني القسم الأعلى- نظرت إليه بتعجب ثم أكملت تقليب الصفحات، وفجأة شعرت برغبة في مشاهدته مرة أخرى، طبعاً في عمر 5 سنوات لا أعي معنى الإثارة حتى أني كنت آخذ المجلة وأراقب صورته بعيداً عن أعين الأسرة، ومع مرور الوقت نسيت الأمر.
في عمر الثامنة بدأ ميلي بمداعبة أعضائي التناسلية، وفي التاسعة بدأت أمارس العادة السرية يومياً، وبدأت تنتابني موجات من ضعف الذاكرة والشعور بالوحدة والشرود، وألم شبه دائم ودوار بالرأس، والضيق وعدم الشعور بأي مشاعر تجاه أحد خاصة الوالدين، أشعر أنهم أغراب وأنهم يكرهونني مع أن العلاقة بين الوالدين لها تاريخ حافل بالصراعات والشجارات.
عندما بلغت السابعة عشر في الصف الثامن زادت الحالة وكنت في بعض الأيام أمارس العادة السرية مرتين أو ثلاث، وأصبح عندي هوس ضحك من أتفه الأسباب، كنت فقط أضحك في المدرسة! وأثّر كل ذلك في مستواي الدراسي مع أني كنت أحصل على درجات المعدل لا تقل عن 95%، نعم 95%! أصبت بهذه الحالة مع شعور الذنب وتأنيب الضمير وقد انخفض مستواي الدراسي جداً، حتى أني خفت الرسوب. في الصف الثاني الثانوي اختفى الضحك وزادت الحالة أكثر، ماعدا العادة السرية، فقد بدأت أحاربها واستطعت التقليل منها بنسبة 20% تقريباً، لكني دخلت في دوامة أعمق!.
بدأت الوساوس تفتك بي والنسيان، وأصبحت شبة منعزل عن الناس وأكره التجمعات وخاصة في طابور الصباح، كنت أشعر بالإحراج والخوف والقلق والتوتر، كنت أشعر أني أنسلخ من جلدي، كنت أشعر بالضيق الشديد... كنت عندما يحين دور شعبتي في البرنامج الصباح ودوري في المشاركة أقف مذهولاً وأرتعد وأشعر أن زلزالاً داخلي يعصف بي، كنت أتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعني على أن أقف هذا الموقف، وكلما حاولت بعدها في تخفيف الشعور وأحاور نفسي وأحاول تعديل سلوكي يرتد عليّ بشدة وسوء وألم مضاعف. كنت أبكي في بعض الليالي بعيداً عن الناس ولا أعرف ما يحدث لي، حتى أني كنت أتهرّب وأتملّص ولا أحب الذهاب للسوق وشراء حاجيات المنزل لأني كنت أشعر أن الناس تسخر مني أو تعيب عليّ أو تنظر إليّ وتتهمني أني مخبول ومجنون! أسرح في عالم آخر وأشعر بالتعب والنعاس والضيق عند مراجعة دروسي رغم أن لا أحد كان يعلم بحالي، لا أحد، وكانت سمعتي عند جميع أهل حارتي أني شاب محترم ومهذب وملتزم بالصلاة والتقوى ومن أذكى الشباب.
في حين الوساوس تفتك بي تارة أثناء الصلاة وتارة في الوضوء - موسمية، شهرية، دائمة رمضانية- تحدثني نفسي أخطأت نسيت قلت البسملة لم تقرأ جيداً، أعيد المحاولة أحسن! في الصلاة قرأت جيداً؟ لا نسيت، حاول! فأعيد أعيد... شيء بشع.
أنا الآن في السنة الأولى في كلية التربية، وبرغم تفاهة المنهج وسهولته إلا أني أصبحت أواجه صعوبة في الحفظ؛ أحفظ ثم أنسى، أحفظ ثم أنسى وكأني في دائرة مغلقة تنتابني الهواجس التخيلات، كأن أتخيل نفسي مع عائلة أخرى أو أب آخر مثلاً عائلة إنجليزية أو أمريكية لأنهم لا يهينون أو يضربون أولادهم.. أتخيّل منذ العاشرة من عمري، خاصة والد آخر: طوله، شكله، يكلمني يضاحكني يسليني يهتم ويشعر بالمسؤولية... أنهمك في ألعاب الحاسوب بشكل إدماني، وكأن لا سعادة إلا بها.
أكره الاختلاط بالناس خاصة المواصلات العامة لأنها تشعرني الضيق والكرب والتلف. أشعر أنني أتقيء روحي وأكره البقاء في القاعة وأنظر في الساعة طيلة الوقت بانتظار انتهاء الحصة، وأضيق وأتوتر، أجلس في أبعد الصفوف عن أعين زملائي رغم أني أتقطع وأريد أن أتعرّف عليهم وأندمج معهم، لكن أيقنت أن من أول مكالمة معهم يرون فيّ الغريب والمضطرب والهستيري! صرت أتصرف مع من أعرفهم من أصحاب الطفولة والمعارف بطريقة غريبة ومنفرة، حتى السلام عليكم أشعر بالاشمئزاز والتطيّر من غيري من الناس.
أشعر بالإثارة من الذكور ضخام البنية أو منتفخي الجسم، رغم أن هذا يحدث رغماً عني لكني أحاول قدر الإمكان التحول بتفكيري وإلهائه بشيء آخر، منذ عمر الخامسة عشر حتى اليوم أريد شيئاً وأرحب بالآخر! لا قدرة ولا تمييز بين الرغبات، أعاهد نفسي على ألا أعمل شيئاً أو بداية التزام، وما هي يومان حتى أتركه وأشعر بالسوء الشديد منه كأنه شيء بغيض!. خطي أشبه بطلاسم أو خربشة، أتوتر وأخاف من شخص أو شيء عندي معه مشكلة وكأنه سيأكلني!. أصاب بحالة صدمة بعد الخسائر أو الفشل، يومان وأنسى وكأن المشكلة لا تخصني تقريباً أنا عديم المشاعر، أحس بفراغ داخلي عميق ومظلم لا محبة لا شعور بالذات وكأن لا شيء مما حولي يهمني. ضياع، فراغ، قهر، ذنب، برود، انفعال، يمين، يسار،... أريد لا أريد، ممكن لا ممكن... ضيق، كرب، تلف، نكد، رغبة، رفض، هسترة، لا مبالاة، شهوة، اعتراض، خوف، خجل، نقصان، امتعاض، حزن غير مبرر، سعادة مطربة، لا مسؤولية كارثية، تسيّب مقلق... لا يمرّ يوم إلا وأنا أسب نفسي سراً ومن خلّفني، وكل حجر وشجر يمر أمامي، أشاهد مسلسلات الأطفال كثيراً لأني أراها لطيفة ومسلية. لا أتمتع بشخصية منفردة أو شعور قوي بوجودي، وأتجنب دخولي في أي موضوع حتى لوكانت تخصني...
حالياً صرت أقلل من العادة السرية حوالي 30%، ولكن هوسي ووساوسي وهواجسي وضياع أفكاري وشخصيتي وذاكرتي صار شيئاً مقلقاً، وخلصت بعد فترة أني مصاب بخصام شخصية وانحراف جنسي ووساوس قهرية!.
أرجو مساعدتي لني بدأت أفكر أفكاراً سوداوية، يعني الموت وإيذاء نفسي والانتحار لأني لا أريد هذا لنفسي بل أريد أن أكون إنساناً طبيعياً حتى من غير مواهب أو قدرات أو حتى مستوى ذكاء.
وجزاكم الله الجنة.
27/12/2009
رد المستشار
الأخ الكريم "ماجد"،
حياك الله،لقد قرأت رسالتك وتبين أنك تعاني من مشاكل نفسية بدأت معك منذ الصغر وتفاقمت مع تقادم الأيام.ذكرت أنك أعجبت بصورة الرجل نصف العاري أثناء تقليبك للمجلة وأنك من عائلة بها مشاكل وصراعات بين الأبوين، وثم استخدامك العادة السرية بشكل مبكر، ومن بعد ذلك خجلك الرهيب من الكلام أمام الآخرين متمثلاً بالخوف من الكلام بالطابور والخزي والخجل من الخروج إلى السوق لأنك تحس أن الناس يستهزؤون بك. وأخيراً تكلمت عن التردد الذي تعاني منه والوسواس بالوضوء والصلاة وضعف الذاكرة والخوف من المواصلات العامة وأحلام اليقظة في أنك ابن لوالدين غير أبويك.يتبين من البداية أنك عانيت كثيراً من أسلوب عائلتك ولعله كانوا يسخرون منك أو ينتقدونك أمام الآخرين والذي أدى إلى ما نسميه بالخجل أو الرهاب الاجتماعي: والذي يتميز بعدم القدرة أو الخوف من الكلام أمام الآخرين وأنه محل انتقادهم أو سخريتهم. وكان استخدامك العادة السرية ربما نوع من الهروب من المشاكل إلى ما يثير اللذة في الجسد، ولعل استخدامك المفرط لها يكون هو مع الوساوس بالوضوء والصلاة إلى عصا بالأفكار التسلطية أو ما يسمى بالوسواس القهري، كما أن طبيعة شخصيتك المترددة يتماشى مع التشخيص.وضعف الذاكرة يأتي من عدم القدرة على التركيز وتشتت الانتباه فيؤثر على قدرتك على الحفظ. إن الدراسات العلمية أثبتت أن العادة السرية ليس لها تأثير على البدن أو الذاكرة كما يظن كثير من الناس، ولكن الشعور بالذنب هو الذي يمكن أن يكون نتيجة لذلك.لذلك تحتاج أن تواجه نفسك مع الآخرين لترى أن ما تخافه من انتقادهم وسخريتهم هو مجرد أفكار في رأسك وليس في الواقع، وتحتاج أيضاً للرجوع إلى العلاج الديني للوسواس بالصلاة والوضوء، وذلك أن تبني على الأكثر وليس على الأقل ولا تعيد ذلك وتحتاج إلى عمل روابط ذهنية لكي تتحسن ذاكرتك.في الختام مراجعتك للطبيب النفسي ستساعدك كثيراً بإذن الله مع تمنياتي لك بالصحة والشفاء.
واقرأ أيضًا:
وساوس الوضوء والصلاة