اللغز: نفعلها ونبكي، ثم نتركها فنبكي
أنا بنت من أسرة ذات مستوى عالٍ الحمد لله وأسرة متدينة... والدي ووالدتي مطلقان منذ 10 سنوات، ولي أختان.
مشكلتي منذ صغري أني أفكر في الجنس وأرغب في ممارسته! وللأسف حدثت أشياء بسيطة مع أخواتي واثنين من أقاربي كنوع من اللعب، لكنه لعب قذر إلى حد ما... وأنا في الثالث الإعدادي كنا نتكلم كأصحاب في كل شيء، وخاصة هذا الموضوع، لكن وجدت نفسي مشدودة لإحدى صديقاتي بطريقة ما وهي كذلك... بدأنا بتقبيل بعضنا، لكن توقفنا عن فعل ذلك مدة سنة. أريد أن أقول أن في هذا الوقت كنت مرتبطة بولد وكنت بحبه جداً... ثم بدأت أقترب منها ثانية بسبب ما توقفنا عن فعله... لكن للحق بعيداً عن هذا كنا صديقتان حقاً، وارتبطنا ببعضنا أكثر لذاتنا وليس لسبب آخر.. في السنة الأولى من الكلية لا يمكنني أن أقول أكثر من أن ما لا يمكن توقعه حدث بيننا، لكن في السنة الثانية -وحتى الآن- توقفنا تماماً للمرة الثانية، ونحن الحمد لله صديقتان جداً.
المشكلة أني بدأت أحس أننا نعود ثانية، بدأنا نتكلم مجدداً في الموضوع ونحن أساساً لا نريد ذلك لكننا نحتاجه جداً... أريد أن أقول أن في فترات فعلنا ذلك وتوقفنا عنه كنا نبكي كثيراً ونحاول أن نعود لله... هي خطبت لكن لم تكمل.
أود أن أعرف لِمَ أنا هكذا؟ وما سبب ما يحصل معنا؟ أنا لست كذلك مع غيرها، ولا هي مع غيري؟.
مشكلة أخرى؛ كنت في صغري -وحتى الآن- أحلم أن هناك جماعة من النساء يحاولن تجريدي من ملابسي واغتصابي بالعنف وضربي بينما أنا أبكي لكن أتلذذ بهذا جداً... أنا فعلاً أحب هذه الطريقة من النساء بالذات، أحب أن يتم صفعي على جسمي بعنف وأن أكون خاضعة رغماً عني... مع العلم أني والحمد لله لم أتعرّض لشيء وأنا صغيرة، لكن هذا الحلم وما أتلذذ به يجعلني أشعر أنه حدث بالفعل! بعيداً عن هذه الأفكار أنا شابة عادية جداً، بل وأحببت في هذه الفترة رجالاً كأي بنت طبيعية، ولي مشاعري عند ملامسة أي رجل وأتمنى الزواج بمن أحبه، لكني لست مرتبطة به... أرجو الرد على مشكلتي سريعاً لأني في حيرة شديدة.
شكراً لجميع القائمين على هذا الموقع، وأرجو عدم نشر رسالتي والاكتفاء بإرسال الرد عليها فقط.
شكراً.
14/01/2010
رد المستشار
لا أدري على أي أساس ثم تصنيف رسالتك بوصفها حالة من المخيلة الجنسية المشوهة؟! ولا أدري كيف يمكن الحصول على مخيلة جنسية غير مشوهة في واقع مضطرب ومشوِّهٍ ومشوَّهِ- بكسر الواو المشددة وفتحها؟! هذا السؤال موجه للزملاء من المتخصصين والمستشارين؟! كيف يمكن أن نتطور نفسياً وجنسياً في هكذا مجتمعات؟!.
أسئلة ما زلت أطرحها كما طرحت مفارقات وأسئلة أخرى دائماً، ومن قبل في إجابتي: ميول شاذة أم مجتمعات مريضة، ولا أميل إلى تشخيص مندفع لحالتك، غير أنك مثلنا جميعاً –أو غالباً- محرومة من الحياة الجنسية المطرية الطبيعية في بيئة إنسانية طبيعية تحترم المعرفة السليمة، وتتعاون على دعم الممارسة الصحيحة للوظائف البيولوجية والنفسية والاجتماعية للعلاقات العاطفية والجنسية بين الرجال والنساء.
إذن أنت وما تشتكين منه هي مجرد تجليات لحياة جنسية مضطربة يعيشها مجتمعنا العربي، وفي إطار هذه الحياة لا توجد فرصة طبيعية شرعية أن تنشأ علاقة سوية بينك وبين رجل كما عرفت الدنيا كلها وعاشت وتعيش، وكما عاش مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم في حال يصفونه هم أنفسهم بقولهم: "كنا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا نرى للمتحابين إلا الزواج" والمعنى أن الحياة الطبيعية يتلاقى فيها الناس بالدوائر والمناشط والعاديات والتعاملات اليومية، ويتعارف الرجال والنساء، وتميل القلوب وتنبض ثم يكون التتويج الشرعي البسيط الواضح الميسر بالزواج، ولا تسأليني أين ذهب هذا كله؟! لأننا ببساطة فقدناه عندما فقدنا عقولنا! وصار الزواج على أيدينا مشروعاً فاشلاً، ومساراً متعدداً أو مسدوداً!.
وأنا أكتب في هذه المساحات من عشر سنوات تقريباً، ولا أحب أن أكرر أو أعيد، ولا أجد ما أزيده، ولا أجد لمشكلتك أو ما تعتبرينه مشكلة حلاً حقيقياً إلا أن تتغير أوضاعنا، ولا أحد يتحرك لذلك! فأنت تعرفين جيداً أن علاقتك بتلك الصديقة هي علاقة غير سويّة، ولو تراجعين حياتك ستجدينها مثل حياة الملايين منا خاوية وخالية من أي معنى عميق حقيقي، وفقيرة جداً فيما يخص الاهتمامات والأنشطة الإنسانية التي تساهم في تكوين بناء البشر من فنون وآداب ورياضات وملتقيات، ولا ألومك أن تكون حياتك هكذا، أو بالأحرى لا ألومك وحدك، لأن البنية التحتية للحياة الإنسانية السوية تكاد تكون غائبة أو منعدمة في أوضاعنا، فلا ترفيه حقيقي، ولا نشاط سياسي ولا اجتماعي ولا غير ذلك مما يشبع الاحتياجات الفطرية التي أودعها الله فينا!. لا حب ولا عمل ولا فرصة للتنفس بعيداً عن الملل وحياة الضجر والسأم التي نعيشها، فلا يبقى إلا الجنس بشكله المشوه أنه المتاح: قبلة مختلسة من صديقة، أو خيالاً صاخباً يحاول ارتياد المغامرة، ويشتعل بالفضول في غياب أدنى فرصة للنمو الطبيعي، أو التلاقي الطبيعي، أو الجنس الطبيعي، أدعو الله أن يفرجها عليك قريباً..
ويفيدك الاطلاع على إجابة: استرجاز وانتظار يومياً وباستمرار
وأختم بنقطتين:
الأولى؛ أن استسلامنا لهذا الموات، وهذه الأوضاع، وعدم سعينا لتغيير أحوالنا النفسية والاجتماعية فردياً وجماعياً من شأنه أن يبقينا في مستوى كالأنعام بل أضل، وإذا كنا نتعامل مع الإنسان بوصفه ثوراً أو جاموسة للحمل والولادة، وحلب اللبن فلن نحصل من الإنسان إلا على ذلك، أي إنجاب حيوانات صغيرة مزعجة، وألبان في أثداء، وليس أكثر، ولا أدري عمن يبحث عن أفكار في عقول، أو مشاعر في وجدان، أو أي نبض إنساني آخر، لا أدري من أين سيأتي؟! وبأمارة إيه؟! والاختيار واضح ومحدد ويومي، والسؤال مطروح على كل فتاة أن تجيب عليه: هل أنت إنسان أم جاموسة؟! واختيار الجاموسة سهل للغاية ما عليك إلا الرضوخ للواقع!.
النقطة الثانية؛ أن تغيير هذه الأوضاع في حياة كل منا هي مسؤوليته أولاً، وقبل كل أحد، ولا جدوى من إلقاء التهم أو توزيعها أو الهروب من المسؤولية، أو التلاوم والتشاكي أو الاحتجاج بالظروف، بأسرة منشأ فاشلة، أو سياق اجتماعي ميت أو متخلف، فمن يملك عقلاً وإرادة، ويجدد هدفاً ويرسم خطة لتحقيق غاية يمكنه فعل ما يريد، فما بالنا بمن يملك وصلة انترنت، أي مدخل إلى بحار الاتصال والمعرفة والتلاقي؟! لا حجه لمستسلم اليوم إلا الخيبة، وقلة الحيلة، وضعف التدبير، ولا أظنها حجج.
ودمتم سالمين، ونتواصل.