أأمنح زوجي فرصة أم لا..!؟
سلام عليكم ورحمة الله، أشكركم للمرة الثانية على موقعكم المتميّز عن غيره. هذه المرة الثانية التي أبعث لكم؛ الأولى كانت قبل سنة، كنت مقبله على زواج وكانت لي عدة استفسارات وتخوف من بعض الأشياء وقد قدمتم لي نصيحة ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيراً عني وعن الجميع.
وهذه المرة عندي مشكلة أريد لها حلاً وعوناً. تزوجت من سنة بإنسان يكبرني بعشرين عاماً، والحق يقال أنه من أروع ما يكون؛ متفهم، خلوق، يعتمر منذ عدة سنوات. المشكلة: ونحن في شهر العسل وجدت في نقاله أنه بعث برسائل "وحشاني يا بطة" و"يا ريتك كنت معايا" فوجئت وصدمت واوجهته فقال أنها لصديقه. زواجي كان تقليدياً من غير حب لكن هذا لا يغفر له! حين رجعنا لبلدنا واكتشفت أني حامل ففرح كلانا، بعدها بفترة وجدت صوراً له مع امرأة تدل على أنها كانت -أو شبه- زوجة، يعني صور وهي في سرير بفساتين نوم قصيرة وشفافة -على جهاز الحاسوب والنقال- وبعدها وجدت لهما صورة معاً في مكتبه مع بطاقة إهداء مكتوب فيها اسمه، بحثت على صاحبة الاسم والرقم الذي يبعت له في الرسائل القصيرة فوجدت أنها لنفس الشخصية.
انهرت بالكامل وصدمت، انهارت جميع قيمي ومبادئي وانهارت ثقتي في الناس، وأصابني اكتئاب وأنا حامل لم أصرح به لأحد، كنت أدعو ربي أن يصبرني ويعينني. واجهته فقال أنه موضوع قديم وانتهى، طلبت منه حرق الصور ولم يفعل فقمت أنا بذلك. لاحظت بعد فترة أن صاحبة الرقم تتصل به وهو لا يجيب، ومره بعثت برسالة تسأل إن كان به شيء أم لا؟ بعدها وجدت أنه أخرج صور أهله من محفظته -كان يحمل صورتها في محفظته في السابق- ولم أجد صورتها ففتشت فيها ووجدتها مع صورتي فمزقتها، كانت كل مرة تتصل به وهو يقفل يقول لي أنها ليست هي.
بعدها هدأت الأمور وسافرنا للخارج، لم أجد لها أي اتصال لكن اكتشفت أن له علاقات على النت -قد تكون جنسية-، لم أهتم كثيراً، فلو كان موضوع النت حقيقياً لاتصل بأي واحدة منهن وقابلها، فبعضهن من البلد الذي نحن فيه، كما أنه لم يتركني وحدي ولا مرة. وبصراحة موضوع النت لم يهمني لدرجة لأني أعرف أنه "تخاريف" شباب! لكن أمر تلك البنت كان ما يشغلني وخاصة أني اكتشفت رسالة على نقاله من صديق له -يبدو أنه يعرفها- يبارك له في ابننا الذي رزقنا به ويخبره أنها مشتاقة له وأنه يتمنى أن يحل المشاكل التي بينهما وأن ترجع المياه إلى مجاريها.
قلقت ولم أعرف ماذا أفعل! حين رجعنا إلى البلد قمت بالاتصال بها، خفت وأغلقت الهاتف ولم أكلمها، ثم ما لبثت واتصلت هي بدورها من رقمها ذاك بعد ثوانٍ فلم أردّ فقامت بالاتصال بي من رقم آخر ثم من رقمها فرددت عليها فقالت لي: "أنت اتصلت بي لأنك تريدين زوجي فلان الفلاني" فقلت لها: "لا"، ثم ذكرت لي اسم زوجها كاملاً وإن أردتُ ذكرت لي اسم أمه -هي من بلد أمه وليست من بلده وبلدي- كما قالت أنها كانت في بلد زوجها في الشهر الفلاني... اسم زوجها هو نفس اسم زوجي! انهرت فقامت صدمتي بنهري وقالت لي أنها كاذبة وأنها عرفت أو شكت أن المتصلة هي أنا، فليس هناك من امرأة عاقلة تقول أو تفعل ما فعلت وأخبرتني أن أخبر زوجي أني اتصلت بها لأنها متأكدة أنها اتصلت به فامرأة من نوعها ستفعل ذلك، ولأنها فرصتها أن تخرب عليّ خاصة لو كان زوجي صادقاً وقطع أي صلة بها.
أخبرت زوجي فتشاجرنا وبعدها أراني رسالة منها تخبره فيه أن هذا الرقم من بلده يتصل بها أكثر من مرة ويشتمها وأنها في بيتها ولا تريد أي مشاكل وأن عليه أن يعرف رقم من ذاك؟ الرسالة بلا مقدمات أو أي كلام يدل على أنه من زوجة لزوجها؟ وحين أخبرته بما قالته لي قال أنه موضوع قديم وانتهى من سنة، أي بعد زواجنا بفترة، وأنها كاذبة وليست زوجته... أنا ارتحت لكني خائفة، صار الخوف صديقي والشك رفيقي، وخاصة أني أحببته، أحس أنه بدأ يحبني.. سألته مرة لم لا يقول لي "حبيبتي" فقال: "الا يظهر فعلي ذلك؟ أنا من نوع من يفعل أكثر مما يقول؟ بصراحة لقد أظهر اهتماماً بي أني أعني له شيئاً في أكثر من مرة. عندما علمت بقصته معها قلت له أكثر من مرة إن كان يحبها فإني أنسحب من حياته ولا أريد منه شيئاً، فرفض وبإصرار وأكثر من مرة هددته أني قد أتركه بكل سهولة وسأعيد له ماله والمصاغ لكنه رفض. علمت أنه كان يعيش معها وأنهما تقريباً كانا متزوجين عرفياً، وأن أهله طلبوا منه أن يتزوجها بسبب ركضها خلفه وخلف أهله لتتزوجه لكنه رفضها وبعدها خطبني. بصراحة أنا أحس بالذنب تجاهها لأني أخذت مكانها، كل دعائي أن يهدي الله زوجي ويبعد عنه بنات الحرام وأولاد الحرام. أنا ألاحظ أنه يريد من تساعده على الطريق المستقيم فاختار محجبة ملتزمة متعلمة والحمد الله.
آسفة للإطالة عليكم أنا محتاجة لمن أكلمه وأن يكون محايداً ويساعدني، وأنا أثق فيكم. سؤال محرج: أنا من الناحية الجنسية ليس لدي خبرة، يعني في الأوضاع و... لا أعرف كيف،
أيمكنكم تزويدي بمعلومات تساعدني؟ شكراً أرجو رداً سريعاً.
30/1/2010
رد المستشار
دائماً نتصور أن الخديعة تأتي من الخارج فتصيبنا بقلم حاد يفيقنا، ثم نتألم ونكره وننتقم، ثم نخرج بدرس نتعلمه في حياتنا لا ننساه، ولكننا ننسى أن هناك خديعة أفظع حين تأتي من الداخل، فنناور حقيقة إحساسنا ونخدره، أو نخدع عقولنا فنجعلها تُمرر ما يحتاج للوقوف عنده برشوة مال أو احتياج لحب أو لزواج!، وخديعة الإنسان لنفسه أقسى من خديعة الآخر له، وقد حدث معك الاثنين؛ فقد خدعك زوجك بعدم توضيح الأمور لك، وخدعت نفسك حين انجذبت للزواج بمن يملك المال والسفر والنضوج دون أن تتأكدي من مناسبة من تعيشين معه باقي عمره لك.
ورغم أنني أكره تأنيب الشخص على ما فات إلا أنني معك لن يجوز في حقك ذلك؛ لأنني ما زلت ألمس لديك عدم النضوج، فزوجك كان على علاقة حب وزواج عرفي وذكريات من خلال علاقة مزمنة لم تنتهِ فصولها حتى الآن، ناهيك عن طيشه من خلال الانترنت الذي سيتفاقم بعد قليل لتكتشفي أن الانترنت ضرتك الجديدة التي سيصعب طردها من حياتك بتليفون يردعها أو يردعه! ولأنك في طريقك للأمومة وجب عليك أن تحسمي معه الأمور أكثر من ذلك، فزوجك ليس شاباً صغيراً لا يعرف المسؤولية، هو في الخامسة والأربعين من عمره، ويجب أن يفيق من غرقه فكوني حاسمة جداً معه وهدديه بقوة لتركه بعيداً عن الكلام المكرر، وابدئي في الخطوات العملية التي تجعله يشعر أنك تتحدثين بجدية فلا تكلميه ولا تتعاملي معه ولا تنامي بجانبه، وتطلبي منه العودة لبلدك إن لم ينهي تلك الأمور بلا ذيول ولا مواربات، واخرجي منه باتفاق يبين كيف سيتم إنهاء تلك القصة وكيف سيتم التأكد منها وكيف سيكون الحال إن تم نقض الاتفاق؛
ولا مكان لفكرة "داري على الموضوع" أو لا داعي لتدخل الأهل أو أن اللين والنفس الطويل سيأتي بنتيجة؛ لأنك لست الزوجة التي عاشرت زوجها منذ عشرين عاماً ثم وقع في فخ أزمة منتصف العمر فتسانديه، ولست الزوجة التي ليس لها مكان ولا عائلة تقف بجانبها لتحل مشكلتها، فلقد اكتشفت قصته في أول شهر لزواجه منك وبشكل وضح أنه لم يبذل عناءً في ستر ذلك عنك بأبسط الطرق! وأتصور أن القراء سيتصورون قسوتي أو تعنتي ولكن الحقيقة أن زوجك إن لم يقدر حياة الاستقرار والشرف والمسؤولية الآن وبقوة منك فلن تقوم له قائمة معك بعد ذلك، وسيكون الحال تكرار الاكتشافات وتكرار الوعود بعدم العودة والحال كما هو الحال، فهو لم يتزوجك دون أهله ودون اهلك فيجب أن يكون لهما دوراً حاسماً وحكيماً في نفس الوقت، وأتمنى أن تفهمي قصدي تماماً، فأنا لم أقل لك اخربي البيت وانفصلي عنه، لكن لا يجوز في مثل حالته الخنوع أو التسامح الذي يضر ولا يأتي بنتيجة، فبعض من"العين الحمرا" تنفع كثيراً لتفادي سياسة الأمر الواقع أو مشكلات نفسية له ولك وللأبناء أقلها الشك والشجار المتكرر والتجسس الذي يؤلمك ويؤلمه.
التعليق: أ.أميرة بدران
ما هكذا تؤكل الكتف
بس أحتاج الرجل إلا واحدة بهذي