السادة المحترمون؛
بداية، أشكركم على موقعكم المميز ومجهوداتكم الرائعة التي أسعدت كثر ممن اختفت من حياتهم البسمة، أرسل لكم هذه الرسالة لمساعدتي في إيجاد حل لمشكلة.
مشكلتي باختصار بدأت منذ فترة زمنية بعيدة وهي أني أصبت بمرض أو هاجس نفسي وهو أن أخاف من التقيؤ في الأماكن العامة أو الأماكن التي يتواجد فيها الناس بعدد كبير، مع إحساسي بعدم القدرة على الخروج من المكان في حالة أني أريد التقيؤ، مما يجعلني في موقف محرج. مع العلم أني ذهبت لأحد الأطباء المحترمين وشخّص حالتي بأنها نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي.
أخذت علاجاً مكوناً من "زاناكس" و"فافرين" لمدة تقارب 7 شهور والحمد لله تغلبت على جزء كبير من المشكلة وحالات الرعب التي كانت تصيبني، لكن بشكل جزئي ولم تصل لنسبة 100%، فقد كان المرض يمنعني من السفر بالسيارة لأنني كنت أصاب بنوبات من الرعب والتعرق وجفاف الحلق وذلك لتوهمي أني سأتقيء مما يجعلني في موقف حرج، وأيضاً المسألة لها جذور من الصغر حيث أنني من الأرياف وقليلاً ما كنت أركب سيارة للسفر. عندما كنت أسافر أنا وأخي مع أبي إلى القاهرة كان أخي يمرض ويتقيء في السيارة مما كان يخيفني، وبالرغم من أن أخي لم تظهر عنده نفس مخاوفي من التقيؤ مثلما حدث لي، والآن أنا ما زلت أرهب ركوب السيارة لمسافات كبيرة جداً، وأقصى وقت يمكنني تحمل السفر خلاله هو 3 ساعات، لكن أخشى السفر لمسافات تستغرق وقتاً أطول ولا أتوقف عن التفكير في التقيؤ طوال الوقت.
وأيضاً المشكلة الكبيرة وهي أني أرغب في الزواج، وكما تعرفون عليّ أن أجلس في "الكوشة" وطبعاً أنظار كل الحضور عليّ. ما يؤرقني وأخافه هو ألا أستطيع الجلوس أو أصاب بخوف كبير مما يجعلني محرج ويفسد ليلة عرسي!.
أرجو منكم مساعدتي في حل هذه المشكلة ولو بأي وسيلة تمكنني من قضاء ليلة عرسي في سعادة دون خوف أو قلق... بأي شكل من الأشكال.
وشكراً لكم وآسف على الإطالة.
13/4/2010
رد المستشار
السلام عليكم أخ "عادل"،
إن ما تعانيه هو ما يسمى بالرهاب وتعريفها الرهاب أو الذعر أو الخوف عبارة عن: حالة شديدة من الخوف الذي لا يستطيع صاحبه أن يسيطر عليه ولا يستطيع الأشخاص الآخرين التخفيف من حدته عن طريق تطمين المصاب وإقناعه المنطقي بأن الأمر غير مخيف بالشكل الذي يتصوره.
نجد أن هذا الخوف بما يصاحبه من قلق عام وارتباك يتسبب في صعوبات عملية عند القيام بالواجبات، وأنواع الرهاب يا أخ "عادل" هي كالتالي:
1. الرهاب من موقف أو حالة معينة.
2. رهاب الانغلاق.
3. الرهاب الاجتماعي.
أما أسباب حدوث الرهاب على الغالب هي:
1. شخصية الإنسان المصاب بالرهاب وظهور عامل القلق.
2. تعتبر الاضطرابات العاطفية والمزاجية ذات إحداث أو إظهار حالات رهابية.
3. الحوادث التي يتعرض لها الشخص خلال طفولته في حياته كما حدث لك ولأخيك في حياتكما المبكرة.
4. الحوادث المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان في شبابه وبعد بلوغه.
سننظر إلى الحالة؛ كما ذكرت لك هي تعتبر مخاوف مكتسبة، المخاوف دائماً تعالج بأن يقوم الشخص بتفسيرها!
الأخ "عادل"، بما أن المشكلة اقترنت بمرحلة الطفولة والعلاجات التي أخذتها والتي كانت لها نتائج جزئية، يجب أن أوضح لك أن عملية التخلص من تلك الحالة تحتاج إلى مزيد من المواظبة والصبر وتعتبر متنوعة، وكالآتي:
أولاً :الأسلوب العلاجي المعرفي:
وتطبق في علاج بعض حالات الرهاب. يقوم المعالج النفسي عادة بتعليم الشخص المريض جمل معينة يرددها على نفسه ليخفف من قلقه واضطرابه عندما يجد نفسه مباشرة أمام الشيء المخيف. وغالباً ما تكون هذه العبارات جملاً مشجعة لرفع المعنويات، كأن يقول المريض لنفسه مثلاً : إنني أستطيع المحافظة على هدوئي.
ثانيا: الأسلوب العلاجي السلوكي:
والمعالجة السلوكية للرهاب من أكثر الطرق استخداماً في علاج مثل هذه الحالات من الخوف كالسفر والجلوس في كوشة الزواج. وتجري هذه المعالجة وفق قدرة المعالج وخبرته.
وهناك عدة طرق أخي عادل تستعمل أثناء المعالجة النفسية وسنستعرض وبشكل مختصر بعض هذه الطرق السلوكية
بما أن هذه المشاعر مرضية أستاذ عادل ولعلاج المشكلتين معا فالأولى عليك هو أن لا تتجنب دخول السيارات وركوبها، حاول أن تركب السيارة عدة مرات لمسافات قصيرة فمتوسطة، ستشعر بهذا القلق والخوف والتوتر، ولكن حين تكثر من ذلك التمرين ستجد أن الأمر قد أصبح جدّ عادي، حين تدخل السيارة خذ نفساً عميقاً، والنفس العميق يخفف كثيراً من تلك الحالة، والأمر كذلك مع استعدادك للزواج بالتقرب من مكان إقامة حفل الزواج ولعدة مرات، ولا بأس من استخدام "إندرال".
ينصح أخ "عادل" أن تكون تلك المعالجات تحت إشراف متخصص بالطب النفسي، وبمشاركة موجّه نفسي بأسلوب الفريق، مع تمنياتي لك بحياة زوجية سعيدة ولولا انشغالنا بالدوام الجامعي والامتحانات الفصلية لكنا بمصر أم الدنيا لنشاركك أفراحك.