أنا وأبي .... والمعركة مستمرة...
الحل الأمثل
قرأت الكثير من الكتب والمقالات والاستشارات فلم أجد لقصتي مثيلا خصوصا في شقها الثاني لأن الأول أصبح جزءًا من حياتي أما الشق الثاني فلا أستطيع التكيف معه لتعارضه مع الطبيعة. إليكم مشكلتي :
كان يوما مشهودا من ناحيتين الأولى أنه غير حياتي والثانية أنه اليوم السادس والعشرون من رمضان أي ليلة السابع والعشرين وبالأخص في الركعة السابعة من صلاة التراويح هذا هو الزمان أما المكان فهو مسجد كبير في بلد صغير في الأراضي المقدسة ( فلسطين ) لم أفهم ما حدث إلا بعد ما يقارب الثلاث سنوات من الحدث الجلل أما جذور المشكلة فكما يلي:
هزة ارضية متوسطة الشدة شعر بها غالبية السكان لم تسفر عن أضرار مادية ولا حتى خسائر بشرية كان تأثري بها لحظيا وزال بزوال حديث الناس عنها هذا هو الأمر الطبيعي في الإنسان الطبيعي أن يزول التأثير بزوال المؤثر. بعد قرابة الستة شهور وفي الزمان والمكان الذي وصفتهما آنفا حدث ما حدث ففي الركعة السابعة راودتني فكرة أن تعود تلك الهزة لتحدث ثانية في هذه اللحظة وسيهدم المسجد فوق رؤوس المصلين وسأكون من الضحايا وبما أنني أصلي في مسجد صلاة الرجال فيه ليست في طابق أرضي فالخوف كان مزدوجا انهيار السقف فوق الرؤوس وانهيار الأرضية من تحت الأقدام.
حصل هذا كله في ثانية أو ثانيتين فقط ورغم أن الوقت اللازم للتحقق من صدق أو كذب مثل هذه الأفكار لا يتعدى بضع ثوان فشلت في ذلك وتحولت هذه الفكرة من فكرة خاطئة عابرة إلى فكرة وسواسية تطاردني ليلا ونهارا . كنت أخشى الموت هذا هو النفسير لما حصل أو هذا ما توصلت إليه لاحقا، لم أدرِ كيف استطعت الصمود حتى انتهى الإمام من الركعة الثامنة لأخرج مذعورا من المسجد لم أستطع إنهاء الصلاة وحرمت من قيام تلك الليلة في المسجد الذي لا زلت محروما منها حتى الآن.
الذعر كان داخليا لم يشعر أحد به ولو تمعن بالنظر إلي ولم أخبر أحدا به حتى الآن. منذ ذلك اليوم أصبحت فكرة انهيار المبنى نتيجة زلزال تراودني بمجرد الدخول في الصلاة في ذلك المسجد بالتحديد وأصبحت تشكل عبئا كبيرا علي لم أستطع التخلص منه حاولت بالكثير من الطرق أن أبتعد عن المؤثر وأن أجبر نفسي على مواجهته وأن وأن وأن ...... ولكن لا فائدة من ذلك.
ازداد الوضع سوءا فأصبحت تلك الفكرة تطاردني فكل مبنى يتكون من أكثر من طابق أرضي واحد وأصبحت أخشى الجلوس فيه فانتقل التأثير إلى المدرسة التي كان صفي فيها في الطابق الثالث عانيت كثيرا حتى وصل الحال أن لاحقتني تلك الأفكار إلى أطهر بقاع الأرض فعندما سافرت لمكة والمدينة سكنت في الطابق التاسع وكنت أجبر نفسي أن أصلي أما في فناء الكعبة أو في الساحات أو بجانت الأعمدة والجدران في المسجد النبوي كنت أصاب بالرعب إذا وقفت تحت قبة من القبب وكانت المشكلة أن المسجد الذي أعده مسقط رأس الفكرة الوسواسية اللعينة يحتوى على قبة ضخمة تكاد تضاهي قبة الصخرة في ضخامتها فكنت لا أجرؤ على الوقوف تحتها فكيف بالصلاة تحتها.
دخلت الجامعة وعانيت من ارتفاع مبانيها إذ كنت أحضر بعض المحاضرات في الطوابق السادس والسابع وقد أضطر بعض الأحيان للصعود للطابق التاسع فقد اضطررت في أحد الفصول إلى التغيب عن حضور محاضرات نصف فصل كامل لأن القاعة في الطابق السابع ووالله لن أستطيع أن أصف لك ما بداخلي في تلك اللحظات ولو أوتيت جوامع الكلم. بالرغم من ذلك فإن كل تصرفاتي كنت أضبطها بحيث لا يستطيع أحد أن يشعر أن هذا الإنسان غير طبيعي وكنت أمارس حياتي اليومية وأتحمل ضغطا شديدا نغص علي حياتي.
مرت 8 سنوات كاملة منذ بدأت هذه الحالة إلى لحظة كتابة هذا النص ولم أجد حلا رغم أني درست الهندسة لأجد حلا لكني فشلت. ليس هذا كل شيء فالفكرة الوسواسية لم تبقى على هذا الحال بل أخذت بالتطور ألا يتطور العلم ألا يتقدم الإنسان فكأن لسان حال الفكرة تقول أنا سأتطور كما تتطور الإنسانية والعلوم والمعارف. شكلت نفسي بيئة مناسبة جدا لتطوير الفكرة فأحذت بالانشطار والتضاعف مع بقاء الأصل موجودا أفكار جديدة ولو عاد بي الزمن لاخترت أن أعيش عمري كله برفقة الفكرة الأولى على أن أسمع بما تبقى من أفكار لن أسرد حتى 1% منها فإن كانت فكرة انهيار المباني قابلة للتحقق بنسبة 0.0001 % في لحظة سيطرة الفكرة علي فما تبقى من أفكار لم ولن تحدث أبدا وأنا لأعرف ذلك وأنت أخي بحكم تخصصك تعرف أنه رغم معرفة المريض أن الفكرة باطلة إلا أنها تبقى تسيطر عليه ولربما تدفعه إلى أكثر من مجرد التفكير.
سأعطيك مثالا واحدا على التطور الحاصل وطريقة تطوير الفكرة ألم يقل الله في كتابه "وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم" صدق الله العظيم (سورة الطور آية رقم 44). فانظر إلى طريقة تفكيري الحمقاء التي لم أستطع إلى الآن أن أضبطها أليست السماء؟ بناء مشيدا ؟؟ إذن هي قابلة للانهيار . والبقية عندك أخي الكريم.
انظر لسذاجة وحماقة وفقر التفكير السلبي عندي والله إني لأعرف أن ذلك مستحيل الحدوث ولكن .......... أصبحت أنظر إلى السماء الصافية بخوف واضح أصبحت أنتظر الشتاء وغيومة الملبدة لأمشي في الشوراع براحة لم تكتمل منذ زمن بعيد أصبحت لا أجرؤ على الجلوس في المقعد الأمامي للسيارة لا أدري لماذا لا أجلس وسط الغرف سواء الصفية أو البيتية لا أمشي وسط الشارع لا أقف وسط الساحات. (طبعا هذا هو ما يعرف عندي بالـ extream event وهو يحدث عند الفقدان التام على السيطرة على التفكير والضعف النفسي الكامل ولا يتكرر كثيرا وآمل أن لا يتكرر أبدا ) بل خرج نطاق تفكيري عن قوانين الطبيعة التي تحكم العالم الذي يعيشه البشر وأصبحت أفكر في قوانين جديدة اخترعها من عندي وأطبقها على الأرض ومن بداخلها وحتى على من خارجها
أصبحت أفكر في النجوم والكواكب وقوانين الحياة هنالك وكل الأفكار التي تأتيني أفكار سلبية تدفعني لمزيد من الخوف والرعب وتزيد من تنغيص حياتي . في الوقت الذي أكتب فيه إليكم أمر بحالة مستقرة يصل وصفها إلى الجيدة جدا في نظري ولكن ما كتبته لم ينتهي أمره وآمل أن تنتهي بأهون الأسباب.
اعلم أخي أن الكاتب لو عرفته واتخذته صديقا لما صدقت ما أكتبه لك الآن فأنا أعيش حياتي بشكل طبيعي جدا لأن الافكار الوسواسية التي تراودني وما أكثرها لم تتحول إلى الآن لأفعال قهرية. لم أذهب لطبيب نفسي قط رغم اقتناعي بضرورته لأسباب كثيرة منها الأهل وهذا أقواها وأسباب تتعلق بالطبيب نفسه فأنا لا أعرفه ولا أعرف إن كان سيتفهمني أو يفهمني،
مرت علي فترات تحسن وفترات انتكاسات كثيرة !!
ولا أدري إلى الآن ما هو الحل؟؟.
20/04/2012
رد المستشار
الابن الفاضل "محمد" السلام عليكم
أمرك عجيب.. رغم اقتناعك بضرورة الذهاب لطبيب نفسي لم تذهب، وأول مرة في حياتي أعرف أن أيّ مريض لا يذهب إلى أي طبيب قبل أن يعرفه على حد كلامك..
ولا أعرف هل تريد أن تعرفه في المدرسة أو العمل مثلاً ولا تعرف إن كان سيفهمك أم لا.. تماما مثلما تذهب لكي تشتري الخبز من المخبز ولا تعرف إن كان سيعطيك خبزا أم طماطم..
تقول إن الأفكار الوسواسية تراودك ولكنها لم تتحول بعد إلى أفعال قهرية كيف تقول ذلك وأنت غارق في الأفعال القهرية العديدة المتمثلة في أفعال التجنب (أو أفعال التحاشي Compulsive Avoidance Behaviors ) مثل خروجك مذعورًا من المسجد.. أليست فعل قهري.. والبعد عن الأعمدة والجدران والصلاة في فناء الكعبة أو الساحات أليست فعلا قهريًا.. والهروب من تحت قباب المساجد والتغيب عن حضور المحاضرات في الأدوار العليا وعدم الجلوس في المقعد الأمامي لسيارة والجلوس وسط الغرف وعدم المشى وسط الشوارع وعدم الوقوف بالساحات.. كل هذه الأفعال هى أفعال قهرية تجنبية في محاولة للسيطرة أو تقليل الخوف والقلق والرعب الناتج من التعرض لها والعيش فيها بتلقائية.
يجب أن تعلم أن استبصارك ومعرفتك بمرضك وتشخيصه لن يؤدي بالضرورة إلى تغيير في ألإكارك ومشاعرك وبالتالي سلوكك.. وإن شاء الله ستظل متكعبل بلغة المصريين أو ستظل تعاني وتعاغني حتى تعرف طريق التخصص وتبدأ في تذوق معنى التحسن أو الاستقرار أو الهدوء..
لابد أن تعلم أن مرض الوسواس القهري مرض يصيب المخ وهو مرض يستجيب للعلاج وبالعلاج سوف تكون قادرًا على التغلب على دوافعك الملحة التي تجعلك تتجنب أشياء كثيرة رغما عنك..
علاجنا يشمل العلاج السلوكي والعلاج المعرفي والعلاج الدوائي..
العلاج السلوكي:
يشمل التعرض ومنع الاستجابة.. والتعرض يعتمد على حقيقة أن القلق عادة ما يقل بعد مواجهة الشيء المثير للقلق والخوف.. فترات تتزايد تدريجيا في الشدة والوقت وهكذا.. فلابد أن تدخل المشاجد ولا تبتعد عن الأعمدة والجدران ولابد أن تصلي بجانبها، وفي المساجد لابد أن تكون تحت القباب ولابد أن تذهب وتزور كل أقاربك وأحبابك الذين يسكنون في الأدواء العليا ولا تجلس في سيارة إلا في المقعد الأمامي وفي أى غرفة لابد أن تكون في وسطها وفي الشوارع لابد من المشي وسط الشارع وأن تختار الساحات الكبيرة وتمكث في وسطها في النهار..
كل هذه التدريبات تسمى التعرض ويكون هذا التعرض لفترات قليلة تزداد تدريجيا في الوقت والشدة وبتكرار التعرض وعدم الهروب من هذه الأشياء والمواقف والأماكن سوف تتعود عليها ولن تمثل لك بعد ذلك هذا القلق والفزع والخوف والهروب حتى يقل القلق ويصل إلى درجة لا تخاف منها أبدًا ولكي يكون التعرض ناجحا لابد أن تساعد نفسك على التوقف عن طقوس الهروب Avoidance Rituals أي لا تتجنب القرب أو رؤية أي شيء أو مكان يثير قلقك.
العلاج المعرفي:
أما العلاج المعرفي والذي لابد أن يضاف إلى العلاج السلوكي فيتلخص في مقاومة وتغيير الأفكار الخاطئة في حساب الخطر وتضخيم الإحساس بالمسئولية الشخصية والذي يلاحظ دائمًا في مرضى الوسواس القهري، فقد ظهر أن هذه المفاهيم والمواقف الخاطئة لها دور كبير في وجود واستمرار أعراض الوسواس ولذلك يجب مناقشتها مع الطبيب ووضع خطط علاجية لتغييرها لما لها من أثر على السلوك.
العلاج الدوائي:
لقد ثبتت فاعلية الدواء في علاج مرض الوسواس القهري في محاولات ودراسات كثيرة وفي الواقع العملي خصوصًا الأدوية الحديثة التي تتميز بقلة أعراضها الجانبية وتسمح للمريض بالذهاب لعمله وأن يحيا حياة حرة بسيطة لا يظهر على المريض فيها أى شئ غير طبيعي.
وأنا هنا سوف أقترح عليك طريقة سهلة ومقنعة لعلها تفيدك كثيرا في العيش مع أفكارك ولكن بدون القلق والذعر والضيق المصاحب لها.. أكرر عليك طريقة سهلة تفيدك في العيش مع أفكار تغم العيش والتكيف مع الأفكار بدون تعب أو ارهاق وشيئا فشيئا سوف تبعد عنك وكأنها صوت من بعيد.
لابد أن تعلم أن المعتقدات الخاطئة عند مرضى الوسواس القهري عن المجازفة والتعرض للخطر والأذى تلعب دورا هاما في زيادة المخاوف والقلق والهلع الذي يتعرض له هؤلاء المرضى..
إن تخيل حدوث هزة أرضية وهدم المسجد فوق رؤوس المصلين ورأسك وانهيار الأسقف فوق الرؤوس وانهيار الأرضية من تحت الأقدام وسقوط الأعمدة والجدران والقباب فوق رأسك في المسجد الحرام وسقوطك من الأدوار العليا كل هذه الأفكار والاحتمالات فجأة تهاجمك وتنبه جسمك لمواجهة هذه المخاطر ما سوف تصبح منفعلا خائفا قلقا وسوف تتسارع دقات قلبك وتصبح عضلاتك مشدودة وسوف تتسارع خطاك وأنت تفكر في أسرع طريقة للهرب.
إنك لن تستطيع أن تتحرر من هذا التوتر إلا بعد أن تبتعد عن كل هذه المخاطر المزعومة وعندها سوف تتنفس الصعداء.. كل ذلك سوف يحدث وبالرغم من علمك أنها أفكار خاطئة وأن حدوثها من المستحيل على حد قولك فإن مخك لا يهتم وأنك سوف تتفاعل وحسب بقلق وخوف لتقييمك لهذه المواقف سواء كان الخطر موجودًا بالفعل أو لا.. مثل هذه الاعتقادات يكون لها من القوة التي تنبه فيك التفاعلات والأحاسيس الجسمانية القوية المرعبة..
إن مرضى الوسواس القهري لديهم اعتقادات قوية عن احتمال أن يكون موقف معين يحمل لهم الخطر لهم أو للآخرين وفي الغالب لا يكون هناك من الحقائق التي تدعم مثل تلك المعتقدات مما يجعلها خاطئة ومن هذه المعتقدات:
• المبالغة في تقدير المجازفة والأذى والخطر وبالتالي لابد أن أحمي نفسي والآخرين والهروب من هذا الخطر.
• الرغبة في التحكم والسيطرة والكمال مادامت هناك نسبة ولو ضئيلة جدا من الخطر لابد من أن أحمي نفسي والآخرين بمنتهى القوة والحزم.
• الشك المتواصل والدائم في حدوث الخطر وبالتالي لابد من أخذ الحيطة والحذر حتى لو كان الخطر لا يتماشى مع الحقائق.
• تفكير ماذا لو... ماذا لو انهار السقف أو الجدران أو القباب والأعمدة.. ماذا لو لو حدثت فعلا هزة أرضية.. ماذا لو....... ماذا لو.........
• التفكير السحري Magical Thinking (مجرد تسمية) ويعني أن مجرد وجود الأفكار المرعبة المقلقة من المؤكد أنها سوف تحدث أشياء مرعبة ومقلقة.
• التفكير الوهمي أو الخرافي Superstitious Thinking .. لو فعلت كذا، لو هربت من كذا، لو تجنبت كذا سوف أتفادى الخطر أو الموت.
• اندماج الفكر والفعل.. مجرد التفكير في شئ لابد من حدوثه والمشاعر المصاحبة هى المشاعر وكأن الفعل التابع للفكرة قد حدث فعلا.
• المبالغة في إعطاء الأهمية للأفكار.
• عدم تحمل الغموض والأمور المشكوك فيها.
• اضفاء الصبغة المأساوية على الأمور.
• أسباب ونتائج استثنائية أو فوق العادة.
• عدم تحملك للقلق.
أ ب جـ د المعتقدات الخاطئة:
إن دور الاعتقاد الخاطئ في استمرارية أعراض الوسواس القهري يمكن أن نفهمها باستعمال طريقة أ ب جـ د.
أ. حادث مثير أو مقلق أو منبه: مثل هزة أرضية متوسطة الشدة شعر بها غالبية السكان لم تسفر عن أضرار مادية ولا حتى خسائر بشرية.
ب. تقييم غير حقيقي وغير واقعي للحدث: فكرة أن تعود تلك الهزة لتحدث ثانية وتتسبب في هدم مسجد المدينة فوق رؤوس المصلين وطبعا ستكون أنت من الضحايا وإذا كنت تصلي في الطابق الثاني من المسجد فسوف تنهار الأرضية من تحت الأقدام وإن كنت في مسجد في الطابق الأول فسوف تنهار القباب وتسقط فوق رأس المصلين ورأسك أو يسقط عامود ويسحقك وإذا صعدت إلى الأدوار العليا فحتما عليك النظر من الشرفات والنوافذ وحتما سوف تسقط من الشرفة لأنك بمجرد النظر سوف تحدث لك دوخة ودوار.. وكلما جلست في المقعد الأمامي للسيارة حتما ستصدمكم السيارات القادمة وحتما ستكون أول من يتلقى تلك الصدمة و............... و.........وبالتالي عند حدوث أي حدث من الأحداث المتخيلة السابقة في الخطة أو في جزء من الثانية يحدث هذا التقييم السلبي غيرالحقيقي وغير الواعي بعيدا عن الوعي والإدراك...وهذا التقييم غير الواقعي يتضمن الإحساس بأن خطرا ما أو أذى أو كارثة على وشك الحدوث أو الوقوع نتيجة لهذا الحدث وهذا سوف يتسبب في أن تشعر بقلق بالغ ورعب شديد.
جـ . قلق زائد: إن التقييم غير الحقيقي يثير مستويات عالية من القلق والضيق وربما الرعب وهذه بدورها يجعلها التقييم غير الواقعي غير محتملة أو مقبولة وخطرة في ذات الوقت ومع الشخص المصاب بالوسواس القهري يكون القلق خارجا عن السيطرة ويكون هناك حافز قوي لكي يتم التخفيف من هذا القلق بأي وسيلة ممكنة.
د. طقوس معادلة أو مبطلة أو مخففة أو مانعة: أى يقوم المريض بعمل أعمال نسميها طقوس لأنها تتكرر كل مرة وبنفس الطريقة وبتكرار وتكرار وتكرار.. إن فعلا قهريا أو مجموعة من الأفعال القهرية مثل الغسيل المتكرر أو التحقق المتكرر أو الفحص المتكرر أو الحفاظ على النظام والدقة الصارمة بتكرار عجيب وبالنسبة لك أنت الهروب المتكرر والتجنب المتكرر من مصادر القلق والخوف والرعب كل ذلك يمكن أن يضع القلق تحت السيطرة لفترة ما إلى أن يحدث حادث آخر وبالنسبة لك أن تتعرض مرة أخرى أي تذهب إلى أماكن قلقك وخوفك المذكور آنفا متهرب منها وتتجنبها تماما بصورة قهرية..
تصحيح المعتقدات الخاطئة:
إن " إعادة البناء المعرفي Cognitive Restructuring " هو الاصطلاح الخاص بخطوات المواجهة المباشرة للمعتقدات الخاطئة المختفية خلف سلوكيات مريض الوسواس وهذه العملية لا تجعلك تتوقف عن التفكير غير الصحيح بل بالأحرى تساعد من خلال تشجيعك على أن تصبح ملاحظاً جيداً لأفكارك الخاصة .. الشيء الذي أطلق عليه جيفري شفارتز 1996 (ملاحظ متجرد).
وبتعلم مواجهة الأفكار الذاتية يصبح تسلسل وتعاقب الوساوس والطقوس أقل اعتياداً وذاتية.
الخطوة الأولى: ...اكتب الاعتقادات الخاطئة والتقييم الـ "غير حقيقي"...
إنه من الأهمية أن تعرف تماماً ما هي المواقف والأحداث التي تنشط تقييمات غير حقيقية خاصة وما هي المعتقدات الحقيقية.
اكتب المواقف المنشطة أو الأحداث في العمود الأول في الجدول التالي...
اكتب التقييم الـ "غير حقيقي" في العمود الثاني وفي العمود الثالث: مستعملاً كلماتك الخاصة .. اكتب الفكرة أو الاعتقاد الخاطيء.
ارجع إلى الجدول السابق ( جدول المعتقدات الخاطئة العامة) وبمساعدته .. اكتب المعتقدات الخاطئة الخاصة بك وغالباً ما يكون هناك أكثر من معتقد مسبباً لكل فكرة وسواسية ...
إن هذا التمرين يجعلك ترى كل التقييمات الـ "غير حقيقية" كنتيجة للأحداث المنشطة.
جدول تقييم الاعتقادات الخاطئة
أ- حادث منشط : حادث أو موقف مثير للقلق
ب- تقييم غير حقيقي: فكرة ذاتية غير عقلانية جـ- المعتقد الخاطيء (اختيار من الجدول السابق) ...............
................
................ .................
.....................................
................
................ .................
................
.....................................
................ .................
................
................ .......................
......................
......................الخطوة الثانية: ... واجه التقييم الـ "غير حقيقي" بحديث النفس المنطقي...
ابدأ الآن بمواجهة التقييمات غير الحقيقية لدماغك المصاب بالوسواس القهري بتطبيق تقييمات أكثر عقلانية لهذه المواقف المثيرة.
معظم الأشخاص يخلطون بين هذه الخطوة وبين ما يسمى التفكير الإيجابي Positive Thinking إن الهدف هنا ليس أن يكون تفكيرك إيجابياً بل دقيقاً وصحيحاً.
التفكير الدقيق أو الصحيح:
يعني أن تعرف أفكارك الوسواسية وأن تصفها كما هي تماماً.. وبالتالي تستطيع أن تتعرف على الحقائق الفعلية عن الموقف أو المواقف المثيرة للطقوس والقلق.
إن التخيلات الوسواسية والأفكار يمكن أن تكون قوية جداً ودائماً ما تكون مبنية على أساس من الأحاسيس والمشاعر السلبية عن مخاطر مستقبلية.
إن هذا الجدول يمدك بطرق مواجهة التقييم الخاطيء بسبب الوسواس مع استراتيجيات مصممة لمساعدتك المجابهة بالكلام مع النفس Self-Talk Coping .
المعتقد الخاطئ
التقييم الـ "غير حقيقي"
جاهد بواسطة تقييم منطقي
المبالغة في تقدير الأذى والخطر
يجب أن أحمي نفسي أو الآخرين أو من أحب حتى لو كان هناك إحتمال بعيد جداً للأذى أو لحدوث شر
- يجب أن أتعلم أن آخذ الفرصة للأفضل.
- ماذا يمكن أن يفعل شخص عاقل (خالي من الوسواس)المبالغة في السيطرة.. الكمالية
يجب أن أضغط بسيطرة مطلقة على أفكاري وأفعالي وكذلك كل ظروف حياتي. أنها لن تكون محتملة إذا لم أقم بهذا بشكل كامل إذا لم تظهر أنها صحيحة سوف تكون غير محتملة
- هذا متعب.. صعب.. ولكن اعتقد أني سوف أعطي لنفسي فرصة لأكون غير تام أو ناقص لمجرد التغيير. أنا أخشى التغيير..لكنه دماغ وسواسي يلعب معي.
- للتغيير: سوف أكون غير تام تماماًإضفاء الصبغة المأساوية على الأمور
تفكير الأبيض أو أسود
الكل أو لا شيء
إذا لم أكن متأكد تماماً من أن كل شيء آمن تماماً فأنني متأكد من أني أو من أحب في خطر داهم
ما هو وأين هو الدليل على هذا الخطر. لا يوجد هناك ما يبرهن على أن خطر ما سيقع
الشك المستمر
قد أكون قد تأذيت أو أصابني إزعاج أو سرقت أو خدعت أو سرقت آرائي وأفكاري
- إن دماغي الموسوس يلعب معي بعض الخدع والحيل.
- أنا منطقياً أعرف ماذا يكون كنهه
-لا أقبل الرسائل الغيبيةتفكير سحري Magical Thinking
اندماج الفكرة مع الفعل
تفكير "ماذا لو"مجرد التفكير في فكرة سيئة يجعل سوءاً يحدث
أنها مجرد فكرة, أنا لست مجرد أفكاري.
إنها مجرد فكرة وسواسية ولهذا فهي لا تعني شيء.
الأفعال فقط هي التي تؤذي وليست الأفكارتفكير خرافي أو وهمي
Superstitious Thinkingبتنفيذ طقوسي أستطيع منع أشياء سيئة من الحدوث لي أو لمن أحب
هذه الطقوس متعبة للغاية.. يجب أن أغتنم الفرصة ولا أقوم بهذه الطقوس ولن يحدث شيء لي أو لمن أحب.
هذه الطقوس لا تفعل شيئاً سوى تعذيبي أنا والآخرين من حوليعدم تحمل الغموض والأمور والمشكوك فيها
مجرد الشك البسيط في أي شيء : الصحة .. المستقبل.. وصحة الآخرين من حولي ... إنه غير محتمل
أستطيع أن أبقى هادئاً في مواجهة الشك وطالماً أنني لا أستطيع على كل شيء فلماذا المحاولة.. مجرد هذه المحاولة تجعل الوسواس أسوأ
المبالغة في تحمل المسؤلية
قد أتسبب في حدوث شيء سيء, ,إذا فشلت في منعه من الحدوث هذا يعني أنني شخص سيء للغاية
- أنا مجرد بشر مسئولياتي تنتهي عندما تبدأ مسئوليات الآخرين.
- أستطيع أن أكون مواطن جيد بدون أن أكون الملاك الحارس لكل فرد
انحياز متشائم
إذا كان هناك سوء سوف يحدث فإن الاحتمال الأقرب أنه سوف يحدث لي أو لمن أحب
احتمال حدوث سوء لي أو لمن أحب هي نفس احتمالات حدوث هذا السوء لأي شخص آخر.. أنا شخص عادي ولا أتميز بشيء
كرة الكريستال
تفكير "ماذا لو" What If Thinking
ماذا لو حدث وقمت بشيء خاطئ, أو مرضت بالسرطان أو بالايدز أو آذيت أي شخص
إن العذاب الذي وضعت نفسي فيه بالقلق على المستقبل بالتأكيد أسوأ من أي شيء ممكن حدوثه, سوف أتعامل معه عندما يحدث. هذا التفكير سوف يهدد حياتي ووقتي. ماذا تضيف إصابتي بالسرطان أو الايدز... إنها اصغر من يصدقها عقلي الموسوس
عدم تحمل القلق
لا أستطيع تحمل كوني قلقاً حتى لمجرد وقت قصير
سوف أقوم بفعل أي شيء لأستقر وأشعر بالتحسن...الآن- أستطيع التعامل مع الإزعاج.
- لا يجب علي أن أقوم بالطقوس الآن.
- مستوى القلق سوف ينخفض لو أنني فقط انتظرت قليلاً.
الآن وقد حصلت على بعض الأفكار عن كيفية مواجهة معتقداتك الوسواسية الخاطئة.. جربها بنفسك مستخدماً المعتقدات التي كتبتها بنفسك في الجدول الأسبق.. اعمل صور من جدول تحدي أفكارك الخاطئة التالي واملأه لكل الأحداث المثيرة المختلفة.. مستخدماً التعليمات الآتية:
1. اكتب حادثاً مثيراً الذي وبانتظام يثير قلقك.. اختر حادثا واحدا للبداية وبعدها بالأحداث الأخرى.
2. رتب مستويات الانزعاج لديك
3. اكتب وصفاً عن تقييمك غير الصحيح لأي موقف يسبب قلقاً وإزعاجا.ً
4. مستخدماً نسبة مئوية قيم درجة اعتقادك أن التقييم الذي قمت به لموقف معين دقيق (مثلاً لما تعد إلى (8) ست مرات سوف تحفظ من تحب من أي سوء).
5. قرر أي اعتقاد غير صحيح أو خطأ في التفكير تستخدمه في تقييمك.. يمكن أن يكون هناك أكثر من خطأ في المعتقدات وإذا لم تكن متأكداً.. ما في مشكلة.
6. اكتب بعد ذلك تقييم واقعي مستخدماً الجدول السابق الذي يمكن استخدامه في كل موقف لمواجهة وسواسك.. يجب أن تكتب نفس الكلمات التي تأتي في تفكيرك المنطقي
7. استعمل النسبة المئوية للترتيب لتتبين مدى اعتقادك بأن هذا التقييم المنطقي أصبح صحيحاً الآن.
8. كرر هذا التمرين مع كل حادث مثير ...كلما أمكن ذلك.
نموذج مواجهة المعتقدات الخاطئة...
§ .............. الحادث المثير أو المنشط....
§ .............. مستوى الإزعاج...(صفر - 10)
§ .............. تقييم غير واقعي (أفكار ذاتية غير منطقية....)
§ .............. إلى أي مدى تعتقد أن هذا التقييم حقيقي (صفر-100%)
§ .............. أي اعتقاد خاطيء موجود الآن نشطاً (اختر من الجدول السابق....)
§ .............. تقييم واقعي أو (Coping self-Talk)
§ .............. إلى أي مدى تعتقد أن هذا التقييم حقيقي (صفر- 100%)
تحديات إضافية للمعتقدات الخاطئة...
لقد واجهت معتقداتك الخاطئة _ في الجزء السابق _ بتغيير حديث النفس حين حدوث فكرة وسواسية.. وهذا يحتاج تمرينا ومثابرة وثبات.
وهناك طريقة أخرى لمواجهة الاعتقاد الخاطيء من خلال استعمال ( التجريب السلوكي Behavioral Experiments )... وهذه التمارين تتيح لك الفرصة لكي تقاوم و تفند التوقعات الوسواسية لحدوث شر أو خطر مأساوي.
و باختبار هذه الاعتقادات الخاطئة في الواقع فإنك سوف تضعف من قبضة المعتقدات الخاطئة على تفكيرك
ويضيف د. وائل أبو هندي الأخ الفاضل محمد أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة ليست لدي إضافة بعد البرنامج العلاجي الكامل الذي أهداه لك ولمجانين مجيبك د. محمد شريف سالم لكنني فقط أردت أن أنبه إلى أحد عوامل الإدامة المهمة لمشكلتك ألا وهو العجب بالوسوسة أو الإعجاب بالوسوسة أو بالأحرى بطريقة التفكير التي تعرفها ويعرفها كل الموسوسين فأنت في معظم حديثك معجب بأفكارك وتوالدها من بعضها البعض وأيضًا بقدرتك على التعايش معها غير منتبه إلى كم الأفعال القهرية الاحترازية Anticipatory Compulsions أو سلوكيات التأمين Safety Behaviors التي تملأ حياتك 24×7 ..... أظن كفى يا "محمد"! واقرأ أيضًا على مجانين:
وسواس قهري برنامج علاجي فقهي سلوكي م
برنامج دوائي وسلوكي لدريد م1
وسواس قهري عيار أثقل من الثقيل
ويتبع >>>>>: تيك تاك توك...هااااي الواقع هنا