السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا دائما أشعر أنني كبيرة كبيرة جدا مثلا في سن 60 أشعر أنني لا أعرف أعيش سني هذا والحقيقة كنت أعتقد أنه لا يوجد أحد مثلي ولكن بعد قراءتي لبعض المشاكل عرفت أن هناك مثلي، ومشكلتي هي أنني لا أحب أحد ويمكن أن أكون لا أحب أمي وأبي أيضا وظننت أن كتابة مذكرات سيزيح همي ولكني لم أتحمس لهذا ولا يوجد لي من الأصحاب الذين أحكي لهم همي
أنا أعرف أن من المفروض ألا أكتم غضبي ولكن فعلا لم أجد الشخص المناسب الذي أبوح له بهذا.
15/12/2012
رد المستشار
البنت العزيزة؛ ربما إحساسك بالهرم نتيجة لمعاناة مررت بها مثلا سوء معاملة من الأهل المعارف أو الأقارب أو نتيجة لفرط قيود شديدة في التربية ويبدو ذلك من عدم قدرتك على تحديد مشاعرك تجاه أبويك لكن اطمئني يا حبيبتي أنت بنت كويسة لأنك لا تحتملين مشاعر الكره الوهمية تجاه بابا وماما.
الموضوع يتلخص في أنك في صراع يفرضه عليك النضج والنمو فأنت تطمحين للاستقلال وتكوين رؤيتك الحياتية ولكن سرعان ما تخافين وتلجئين للبالغين (منهم بابا وماما) للحصول على الدعم والدفء والمساندة التي لا يمكن تركها الآن بحكم سنك كما ينصحك عقلك بأن الوالدين حريصين على تقويمك وتربيتك خوفا وحبا ولكن استقلاليتك ومشاعرك تهتاج لذلك وكل هذا طبيعي في هذه المرحلة العمرية حاولي تعلم الصبر على الإحباط والتعبير المهذب عن رأيك للآباء سيكسبك ثقتهم واحترامهم وفرج الله كربك وهمك يا حبيبتي.
وكما تخبرنا د.منال القاضي أن الذكاء العاطفي عنصراً أساسياً في تعريف الذكاء، فلم يعد الإنسان الذكي هو من يمتلك قدرات معرفية هائلة وحسب، فمثل هذه القدرات قد تتكهن بمدى نجاحه الأكاديمي لكنها ليست كافية لتحديد الاختيارات الأنسب له في كل لحظة وعند كل مفترق، ولا تضمن له نجاحاً في الحياة العملية. وربما كان هذا هو السبب في إعادة النظر في مفهوم الذكاء، فهناك أسئلة كثيرة لا نجد لها إجابة مثل، لماذا لا يحقق أشخاص ذو قدرات معرفية كبيرة نجاحاً يذكر في الحياة، بينما تمكن آخرون أقل في قدراتهم المعرفية مـن تحقيق نجاحات باهرة؟!.
ولكن ممَ يتكون الذكاء العاطفي؟ وكيف تساعد طفلك على اكتساب مهاراته المختلفة؟
يعتمد الذكاء العاطفي على خمسة محاور رئيسة يمكن البدء في تنميتها منذ مرحلة الطفولة المبكرة، كما يأتي:
* الوعي بالذات والآخرين، بأن يدرك الصغير طبيعة مشاعره وأثر تصرفاته على مشاعر الآخرين.
* تعليم الطفل التحكم في المشاعر السلبية التي قد يعاني منها، مثل الإحباط والقلق والعنف والغضب والاندفاع.
* حفز الذات، وذلك بمساعدة الطفل منذ سنواته الأولى على وضع أهداف من خلال اللعب، ثم من خلال وقائع حياته بعد ذلك، وتشجيعه على تحقيقها حتى مع وجود عقبات، وغرز روح التفاؤل والأمل لديه.
* التعاطف مع الآخرين، إذ يجب أن ننمي لدى الصغير القدرة على فهم مشكلة الآخر وتفهم دوافعه وردود أفعاله وإظهار التعاطف له.
* تنمية القدرة لديه على مد جسور الصداقة مع الآخرين والتعاون معهم وإذابة الصراعات التي قد تنتج من أية علاقة.