هي امتداد لسياسة الحروب الباردة وهى أحد أنواعها وروافدها وترتكز هذة السياسة في التحكم في الحاجات الأساسية Basic Needs للإنسان, وبما أن حاجات المجتمع هي جماع حاجات أفراده فإن التحكم في إشباع أو عدم أشياع حاجات المجتمع وبخاصة الأساسية منها يجعلني أتحكم في ذاته.
والحاجات الأولية Primary Needs منها ما يتعلق بالحفاظ على الحياة للفرد وخاصة بنموه وارتقائه (كالجوع والعطش.......الخ) ومنها ما يتعلق بالحفاظ على النوع (الجنس) ويرى "مازلو" أن هناك خمسة مستويات للحاجات الإنسانية متدرجة بشكل هرمي:
1- المستوى الأول: الحاجات الفسيولوجية ( Physiological Needs)
وهي قاعدة الهرم وهي الحاجات الأساسية سالفة الذكر التي على أساسها تقوم باقي الحاجات الأخرى.
2- المستوى الثاني: الحاجة إلى الأمن (Safety Needs )
وهى حاجة الفرد إلى أن يعيش الفرد في هدوء وطمأنينة وسلام بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية.
3- المستوى الثالث: حاجات الحب والانتماء ( Love & Belongness Needs)
وهي كالحاجة إلى تلقى الحب ومنحه والتعاطف والانتماء.
4- المستوى الرابع: الحاجة إلى التقدير (Esteem Needs)
كالحاجة إلى المكانة الاجتماعية واحترام الذات.
5- المستوى الخامس: الحاجة إلى تحقيق الذات (Self actualization)
وهى الحاجة في إثبات الوجود بين الناس وتحقيق ألذات.
فسياسة التجويع تحاول جاهدة على تثبيت: Fixation الدول النامية على المستويين الفسيولوجي, والحاجة إلى الأمن مما يثير القلاقل بين جنبات الدول وتتخبط في صراعات داخلية. فيظل المجتمع النامي غارقا في إشباع حاجاته الفسيولوجية ولو أراد الانتقال إلى إشباع حاجات الأمن التي ينهض على أثرها أي مجتمع فسياسة التجويع لها إستراتيجية مضادة وهى الدخول من ثغرات الاختلاف لإثارة خلاف أمثال فتن طائفية, عرقية, إرهاب... الخ واعتمادا على مبدأ الفروق الفردية بين الأخر من اختلاف وتحويله إلى خلاف وما يترتب عليه من عدم استقرار.
فحتى أظل في قمة الهرم لابد ألا أسمح لأحد أن يكون أمامي أو جواري فالأول لا يُعرف إلا بالأخير والمتقدم لا يُعرف إلا بالنامي.
وأخيرا من لا يملك غذاءه لا يملك حريته.. ومن لا يملك الحرية لا يملك القرار.
واقرأ أيضًا:
مدارس علم النفس المعاصر آبراهام ماسلو