كانت معدلات العنف (المجتمعي والأسري) والتحرش والانتحار تزداد بشكل يدعو للقلق في السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك, وتعددت التفسيرات والتحليلات, وكان العامل المشترك بينها أن ثمة حالة من الكراهية للآخر وللذات تكمن وراء هذه الجرائم, وأن حالة الحب والوئام تتآكل, وأن المصريين فقدوا الثقة ببعضهم وبأنفسهم, والنتيجة أنهم راحوا يقتلون بعضهم أو يتحرشون أو ينتحرون.
وتراجعت الكثير من القيم الإيجابية التي اشتهر بها المصريون (كالشهامة والمروءة والطيبة والتسامح والإيثار والتكافل) وحل محلها قيما سلبية (كالأنانية والانتهازية والفهلوة والقسوة والعدوانية والطائفية والعنصرية), وسادت أغاني هابطة وتسللت إلى كل طبقات المجتمع, وتوحشت العشوائيات, وقلّ الذوق وتوارى الجمال, وأصبحت الصورة مزيجا من البلادة والسلبية والجمود والركود والملل وبطء التفكير وسلحفائية الحركة وبلادة الحس وفقد الهيبة والاحترام وعدم القدرة على المواجهة أو التغيير والخضوع للأمر الواقع والتسول والتوسل والخنوع والاستلاب والاستهواء, وفشلت محاولات الإيقاظ المتكررة في تغيير هذه الحالة وبدا أن مصر مخطوفة وأن الشعب المصري "مربوط", والربط هنا بمعناه الشائع في الثقافة المصرية أي عدم القدرة على ممارسة الدور الذكوري في الحياة الزوجية, وأن ثمة حالة من الخصاء العام قد تمت فأثرت على صفات الرجولة فيه, وكأن فرعون العصر بدلا من أن يقتل الذكور (حتى لا يهددوا ملكه) اكتفي بربطهمم وخصائهم فكانت النتيجة حالة من الارتخاء العام أصابت الجميع بنوع من اليأس وضعف الانتماء وكراهية الآخر والذات وكان ختام المشهد أكثر من ثمان حالات تنتحر حرقا في ظرف أسبوع أمام الجهات السيادية.
فما هو يا ترى دور مبارك في ترسيخ هذه الصورة؟
قد كان مبارك يشعر أن المصريون أعدادهم زائدة عن الحاجة وأن تلك الأعداد ليست قوة بشرية مبدعة وإنما هم عبء على برامج التنمية الكسيحة الفاشلة التي كان يتبناها هو ونجله ونظامه, وأن المصريون يأكلون كثيرا (همهم على بطنهم) ولهذا فهم سمان ولهم كروش, وأنهم كسالى وفوضويون, وأنهم لا يعرفون مصلحتهم ولذلك يقرر لهم مبارك كل شيء بدءا من اختيار الخفراء والعمد والعمداء مرورا برؤساء تحرير الصحف والإذاعة والتليفزيون ونواب الشعب والشورىى وانتهاءً بالسياسة الخارجية, وكان تصوره عن الشعب أنه يفكر بعواطفه ويندفع بلا تفكير ولديه تطرف ديني وعنف طائفي, وأنه لا يهش ولا ينش وأنه "بق على الفاضي", وأنه يعيش على الشعارات الفارغة, ولا يعي الواقع المحلي والعالمي, ولذلك كان يتحرك عكس اتجاهه دائما في السياسات الداخلية والخارجية.
باختصار كان المصريون في نظر مبارك (كما كان يتبدى من كلماته ودعاباته الثقيلة وزلات لسانه وسياساته) شعب ناقص الأهلية, أو ضيف ثقيل, أو كائنات زائدة عن الحاجة. وبناءا على هذه الصورة الذهنية التي ترسخت في وعي مبارك عن المصريين مارس قدرا هائلا من التعالي عليهم والاحتقار لهم, وإهمال رأيهم, والاستخفاف بتوجهاتهم ومطالبهم, والانعزال بعيدا عن صخبهم ورائحتهم والعيش في منتجع هادئ في شرم الشيخ ثم تسليط جيشه الجرار من الأمن المركزيي عليهم إن هم تذمروا أو رفضوا أو صرخوا.
وللحقيقة لم يكن مبارك وحده يقوم بهذا الدور السلبي تجاه المصريين بل لقد تماهى به وتوحد معه عدد كبير من قيادات الحزب الوطني وأمانة السياسات وكثيرين ممن يشغلون وظائف قيادية في البلد (وهم مازالوا للأسف موجودين حتى الآن ولم يبتعد عن الصورة إلا الرؤوس الكبيرة), فأصبح في كل موقع قيادي مبارك متوسط أو صغير يتعامل مع الناس بنفس أسلوبه وطريقة تفكيره وإدراكه, حتى أصبح النظام كله مباركيا.
لقد أسدل مبارك (والذين معه وتحته وخلفه) على مصر حالة عامة من الانطفاء والرتابة و"التناحة" والبلادة والملل ففقدت الأشياء معانيها وروحها وتحولت إلى مسوخ مشوهة, وتوقف النبض الحيوي في الوطن, وفقد الانتماء حرارته, وفقد علم مصر ألوانه الزاهية وأصبح رماديا كئيبا, وفقدت الأغاني حلاوتها, وتراجع الدور المصري حتى أصبح مجرد نوع من السمسرة السياسية أو المقاولات المحلية أو الاتصالات التليفونية بين بعض الأطراف, واختفى معنى الأمة العربية والأمةة الإسلامية والقارة الإفريقية, وضبط مبارك والمباركيون موجات مصر على الموجات الأمريكية والإسرائيلية حتى أنه في آخر لحظاته قبل الرحيل اتصل بأحد كبار القادة الإسرائيليين يحذرهم من آثار تنامي الديمقراطية في مصر وباقي المنطقة, وقد ظل يلعب على هذا الوتر في اتصالاته بالقادة الأمريكيين والإسرائيليين وظل يراوغ في خطاباته ويحاول كسب الوقت لعلهم ينعموا عليه بقبلة الحياة مرة أخرى وهو لا يدرك – كعادته – حجم القوة الشعبية التي تريد خلعه لتتحرر من ركوده وملله وجموده وبطء تفكيره وحركته.
وقد استعان بأصدقائه الإسرائيليين لإقناع أمريكا بالكف عن الضغط عليه لإحداث التغيير وبالفعل اجتمع إيهود باراك مع أوباما وخرج بعد الاجتماع يصرح محذرا من خطر سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الحكم في حالة رحيل مبارك, وأنه يتفهم تخوف مبارك من سيطرة المتطرفين على الحكم إذا تنحى أو سمح بانتخابات في وقت قريب... وبدأت اللهجة الأمريكية تتغير وتتفهم, وهذا ما جعل مبارك يخرج على الشعب متعاليا مرة أخرى ومستفزا لمشاعر الملايين التي تهتفف بسقوطه, وتخرج الخلايا النائمة في الإعلام تطلب من الناس الصبر حتى ينهي ولايته, ويرتب للشعب المصري حياته ويقود الإصلاح والتغيير الذي ينشده الشباب الثائر, وانطلقت أبواق الكذب والتزييف والعهر الإعلامي تطلب من الثوار العودةة إلى منازلهم والاكتفاء بما حققوه من مكاسب, ولكن الثوار كانوا مدركين لحجم الخديعة حيث خبراتهم مع مبارك على مدى ثلاثين عاما أنه دائما يعد ولا يفي وأنه من السخرية أن يكون شخصا قام بإفساد الحياة المصرية على مدى ثلاثين عاما هو نفسه الذي يصلحها في تسعة أشهر, لذلك استمروا في الضغط حتى أسقطوه, بعد أن تأكدوا من طول الوقت ومحاولات الالتفاف والمراوغة والاستقواء بأصدقائه في إسرائيل وأمريكا, أن هذا الشخص ونظامه جديرون بالإسقاط.
مبارك كان لديه مشكلة كبيرة في إدراك الأمور فكان دائما يراها كما يريدها أن تكون وليس كما هي عليه, وقد اتضح هذا جليا في أيامه الأخيرة حيث ظن أن الحركة الشعبية الحادثة هي مجرد مظاهرات واحتجاجات كالتي تعود عليها طوال عهده الطويل الثقيل, وأن وزير داخليته سيقمعها كالعادة في وقت قصير ولهذا ضنّ على الشعب بالخروج عليه أو مخاطبته أو تهدئته, وبعد أربعة أيام من الأحداث جاءت استجابته بطيئة ومتأخرة وغير متوافقة مع حجم وسخونة الحدث, ثم جاء خطابه الثاني مخيبا للآمال وأكثر بعدا من وتيرة الأحداث, ثم كان الخطاب الثالث كارثة كادت تحدث مواجهة بين الجماهير التي ازداد غضبها ونفد صبرها وبين أي قوة تحاول أن تقف في طريقها, ولكن الله سلم. وعناد مبارك الذي أصبح سمة حكمه ونظامه خدم الثورة كثيرا حيث أعطاها وقتا إضافيا ازداد فيه زخمها ونضجها.
وفي الخطابات الثلاثة كان مبارك مهتما بنفسه وبصورته وبرسم نهايته بصرف النظر عن احتياجات الشعب وإرادته, لقد بدا وكأنه يخاطب نفسه ويتحدث عن إنجازاته وبطولاته في الحرب والسلام على مدى ستين عاما وينظر إلى المطالبين برحيله على أنهم أبناء عاقين لا يعرفون تاريخه أو قيمته, وراح يلعب على عواطف الأبوة للشعب وعلى مسائل الموت والحياة التي لم يعرها اهتماما قبل ذلك طوال حكمه.
لقد عاش مبارك وهما طوال حياته أنه الزعيم الحكيم المتأني, وأن العالم يجب أن ينهل من حكمته ويتأسى برويته, وأنه الأروع والأجمل والأقدر والأعرف. لقد تضخم شعوره بذاته على مدى سنوات طويلة من السلطة والتسلط لم يكن يسمع فيها غير صوته وأصوات المديح والنفاق, لقد انفصل عن الحياة الطبيعية وفقد اتصاله بالشعب الحقيقي, ولم يعد يتحمل كلمة نقد أو تعديل أو اعتراض أو توجيه. وفي اللحظات الحرجة التي سمع فيها الملايين يطالبونه بالرحيل راح يستخدم في خطاباته الأخيرة دفاعات نفسية لكي يتوازن أمام هذا الطوفان الشعبي فراح يذكر نفسه ويذكر الناس ببطولاته وتضحياته, وراح منكفئا على ذاته يبحث عن نفسه بعيدا عن صوت الحقيقة, ذلك الصوت الذي يناديه بأن يرحل.
لم يكن يستطيع أن يستوعب تلك الحقيقة المرة في وعيه أو لا وعيه, وراح يتشبث بالكرسي الذي عشقه وتوحد به محاولا إيجاد تبريرات وهمية لاستمراره ولو لعدة شهور, وظن أنه مازال قادرا على أن يوهم الشعب بأنه الأب القادر على حمايته من الفوضى ومن تحكم قوى يخشاها مثل الإخوان المسلمين, ويتحدث عن مصلحة مصر وسلامة الوطن, ويتحدث عن رفضه للتدخل الأجنبي وللإملاءات الأجنبية وهو الذي عاش طيلة عمره وضبط دقات قلبه على إيقاعات أمريكية إسرائيلية.
وهو حين يمارس هذه الدفاعات النفسية يعتقد فيها تماما لأن الدفاعات النفسية هي عمليات غير واعية يلجأ إليها الإنسان ليتوازن نفسيا في مواجهة الأزمات والضغوط, وقد تدرج مبارك في دفاعاته النفسية من الإنكار إلى التهوين إلى التبرير إلى الإسقاط, وكلها لم تجد صدى حيث كانت أصوات الجماهير مدوية وكان الطوفان عاليا يجرف في طريقه كل الأكاذيب والخداعات والألوان الزائفة والادعاءات, هو وحده مبارك الذي لم يرد أن يرى أو يسمع أو يفهم ما يجري وظل لآخر لحظة يقنع نفسه أنه قدم لمصر والمصريين تضحيات هائلة ويصدق أن غالبية المصريين يعرفون من هو حسني مبارك وأنه مستاء مما يسمعه من "بعض" بني وطنه.
لقد اضطر مبارك في خطاباته الثلاثة أن يقدم تنازلات متزايدة مع الوقت والضغط, وعلى الرغم من نطقه لهذه التنازلات بلسانه إلا أن اللغة غير اللفظية لديه كانت مليئة بالتعالي والعجرفة والاستهانة بالحدث, فقد كان يهتم بصبغ شعره والتأنق الشديد في ملبسه, ويستخدم الإشارة السلطوية التهديدية بسبابته, وكان هذا أوضح ما يكون في خطابه الأخير الذي أعلن فيه لفظيا تفويضه لنائبه للقيام بمهامه, ولكن لغته غير اللفظية كانت توحي ببقائه واستمراره, لذلك غضب الناس غضبا شديدا واستفزوا لأقصى درجات الاستفزاز وقرروا الذهاب للقصر الجمهوري ليواجهوه مباشرة ويسقطوه من عرشه.
كان مبارك يحكم بلدا لا يعرف قيمته الإنسانية والحضارية بل كان يسخر من كل ما يتصل بهذه المعاني ويعتبرها شعارات وعنتريات فارغة, وكان يتصرف في مصر كأي خولي أنفار في عزبة, كل ما يهمه هو أن ينهي يوميته دون مشاكل أو وجع دماغ لكي يتسلم من صاحب الشأن نصيبه بعد أن أنهى مقطوعيته في الشغل وينصرف لينام. كان إيقاعه البطيء يخنق كل شيء في مصر ويوقف عجلة التقدم والتغيير ولا يتناسب مع إيقاع العصر ولا مع روح الشباب وعقولهم التي تواصلت مع العالم كله بالوسائط الحديثة واستوعبت علومه وفنونه.
وحين انصرف المصريون عن مبارك وأداروا له ظهرهم وخرجوا بالملايين في مشهد سلمي أخلاقي نظيف ومنظم ومتناغم كانوا يخلعون عن أنفسهم أغلال مبارك وأوهامه عن نفسه وعنهم, كانوا يستعيدون روحهم التي قتلها ووعيهم الذي أطفأه, وحيويتهم التي كبتها, وألوانهم التي محاها, ومعالمهم التي طمسها, وحركتهم التي قيدها, وحضارتهم التي أهال عليها التراب, وتميزهم الذي أنكره, وشبابه الذي وأده, ورواده ومبدعيه الذين وضعهم على دكة الاحتياطي.
ثمانية عشر يوما – عمر الثورة – استعاد فيها المصريون ما نزعه منهم مبارك, وحين تدخل ميدان التحرير أو تمشي في مظاهرة مليونية تشعر أن شيئا هائلا قد حدث, الروح تدب من جديد, ألوان العلم أصبحت واضحة ومؤكدة وزاهية ومبهجة, الأغاني الوطنية صارت تحرك الوجدان: "حلوة بلادي السمرة بلادي الحرة بلادي".. "عظيمة يا مصر يا أرض النعم.. يا مهد الحضارة يا بحر الكرم.. نيلك دا سكر وشهدك دا عنبرك"... "مصر هي أمي نيلها هو دمي شمسها في سماري شكلها في ملامحي حتى لوني قمحي لون نيلك يا مصر"... "بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي"... "دولا مين ودولا دولا مين.. دولا ولاد الفلاحين.. دولا القوة ودولا العز"... "وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي، وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي، أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي".
حتى الأغاني العاطفية أصبحت أجمل وأرقى, وابتسامة المصريين صارت أكثر صدقا وصفاءً, والنكتة أصبحت مبهجة, والدموع صادقة, والأحضان دافئة, والعلم أكثر جدوى, والسياسة واضحة ومستقيمة, والجو نقي وصاف, والنسمات رقيقة, لقد عادت ساعة العصاري وبياض القطن وذهبية القمح ورائحة غيطان الأرز ودخان المصانع وورديات العمال وغناوي الصعايدة والفلاحين, عادت الحمرة لخدود بنات ثانوي, وعاد العشاق لكلمات الحب والغزل, وعاد القمر بدرا, وعاد صوت مصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد والحصري والبنا, وعادت أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم يغنون للوطن (بحق وحقيق). كل شيء في ميدان التحرير وفي المظاهرات صار أصليا وأصيلا... كلمات عبد الرحمن الأبنودي وعبد الرحمنن يوسف وهشام الجخ تعلو في الميدان فتثير مشاعر الناس, وتسبقها كلمات صلاح جاهين يشدو بها عبد الحليم أو شادية أو سعاد حسني.
كيف عاد كل هذا؟... بل كيف استطاع مبارك (ومن معه وعلى شاكلته) على مدى ثلاثين عاما أن يطفئ كل هذا؟... الإجابة تتضح لكل شخص خرج إلى الشارع بعد إعلان تنحي مبارك عن الحكم... ملايين البشر خرجوا مبتهجين متعانقينن ملوحين بإشارات النصر... والأعلام ترفرف في البلكونات وفي السيارات، والأغاني الوطنية تنطلق من كل مكان... لقد عادت الروح المصرية، ونفضت الشخصية المصرية عن نفسها تراب مبارك وبطانته، إنه إذن انتصار وطني، انتصار النبل علىى الانحطاط، انتصار الشباب على العواجيز المتصابين، انتصار الشفافية على الضبابية، انتصار الصدق على الكذب، انتصار الشرفاء على اللصوص، انتصار الرقي الأخلاقي على البلطجة والبلطجية، انتصار الحلم على الكابوس، انتصار الحب علىى الكراهية، انتصار الاستقامة على اللف والدوران والمراوغة، انتصار الأسود على الثعالب والجرذان، انتصار النور على الظلام، انتصار الحق على الباطل، انتصار الحركة الشبابية العفية الغضة على العجز والجمود والتصلب والتعفن والموت، انتصار ورد الجناين على الإبل والبغال والحمير، لقد تعافى المصريون من الربط والخصاء والارتخاء والانطفاء والرتابة والملل والجمود والبطء والبلادة والنفاق والخداع والجبن والسلبية... كل ذلك حدث في رحاب ميدان التحرير وبتوفيق من الله... والآنن يخرج أوباما ليقول للعالم: لقد كانت الثورة المصرية المتحضرة ملهمة لنا وللإنسانية كلها... وكانت بمثابة قوة أخلاقية تعبر عن حضارة ورقي الشعب المصري..... شكرا أوباما, ومعذرة مبارك فقد حكمت وتحكمت في شعب لم تعرف قيمتهه وحضارته وأصالته.