التدريب على استعمال التواليت
التدريب على التحكم في القدرات الإخراجية
التدريب على التبول والتبرز Toilet Training
ربما تكون عملية التدريب تلك أكثر الأشياء طبيعية والتي يمر بها كل أب وأم، وربما تكون أيضًا أكثرها إثارة للقلق عند الوالدين وذلك لأنهما يرونها عملية صعبة وطويلة، ومع ذلك فإن كثير من تلك الصعوبات يمكن تقليلها أو حتى منعها لو انتظر الوالدان حتى يصبح الطفل متأهبًا للتدرب، ولو تقبلاهما تلك العملية بطريقة واقعية، منظمة ومنطقية.
التأهب: التدرب على الإخراج لا يحدث عند الطفل بطريقة آلية عند سن معين ولكن عملية التأهب تلك تحدث بصورة تدريجية على مدى شهور عندما يكون الطفل مستعدًا جسديًا وعاطفيًا لها، وفيما يلي سنوضح الآتي:
٠ المعلومات التي تساعد الأهل على معرفة الوقت المناسب لبدء التدريب.
٠ ما هي الوسائل المناسبة للتدريب.
٠ نصائح لجعل عملية التدريب بدون أو بأقل قدر من الضغط.
وأثناء قراءة تلك المادة العلمية يجب أن يضع الوالدان في اعتبارهما ألا يجعلا عملية التدريب على الإخراج مسألة حياة أو موت.
متى نبدأ تدريب الطفل على استخدام المقعدة (النونية) Potty ؟
لابد أن يضع الوالدان أشياء كثيرة في الاعتبار عند اختيار الوقت الملائم للبدء في التدريب:
1- سن الطفل: يبدأ الأطفال في دخول سن (التأهب) ما بين 24 – 30 أسبوع، وهذا مدى كبير جدًا، ولكن إعرف أن وقت التأهب هذا يختلف من طفل لآخر وكلما زاد عمر الطفل واقترب من الأسبوع الـ 30 كلما زاد تأهبه أكثر وأكثر، وغالبًا قبل الأسبوع الـ 24 معظم الأطفال يكونون غير قادرين جسديًا على التحكم في البراز أو المثانة ولا يدركون كيفية عمل معظم وظائفهم الجسدية، وكقاعدة عامة كلما كبر سن الطفل عند بداية التدريب كلما كانت العملية أكثر سرعة فالغالب أن مقاومة الطفل تكون أكبر كلما صغر سنه.
ما هي علامات التأهب الأخرى؟
ليس سن الطفل هو علامة التأهب الوحيدة، هناك علامات أخرى.. عدم ملاحظة الأهل لتلك العلامات يكون سببًا كبيرًا في إحباطهم بعد ذلك.
2- الطفل نفسه: من المهم أن يترك الآباء الطفل لكي يشعر أنه قائد في تلك العملية، وكلما أبدى اهتمامًا بالعملية أعطوه تشجيعًا، ولو أبدى مقاومة أو ممانعة فمن الأفضل تأجيل التدريب قليلاً، فلن يمكن أبدًا إجبار الطفل إن لم يرد ذلك.
3- الضغوط: ليس جيدًا أبدًا أن نبدأ التدريب إن كان الطفل أو عائلته يتعرضان لضغوط معينة، مثل وصول طفل جديد، الانتقال إلى منزل آخر، متغيرات في الدخل أو أي مسبب آخر للتوتر، من الأفضل الانتظار حتى تهدأ الأمور حتى نتفادى الإحباط وخيبة الأمل.
كم من الوقت ستستغرق تلك العملية؟
ضع في ذهنك أن كل طفل يختلف عن الآخر وبالمثل الأخوة، بعض الأطفال يتعلمون أسرع من غيرهم، والبعض الآخر قد يواجه صعوبات ومعظم الأطفال تعلم التحكم في الإخراج يكون أسهل كثيرًا من التحكم في المثانة.
والتحكم في التبول الليلي غالبًا ما يكون آخر ما يتمكن منه الطفل، وغالبًا ما يأتي بعد أن يتعلم السيطرة خلال وقت النهار. وليس مستغربًا لأطفال لديهم 4 أو 5 سنوات أن يقوموا بتبليل فراشهم ليلاً.
علامات التأهب الجسدي
يعطي الجسم علامات للتأهب غالبًا ما تبدأ في سن 18 شهر والأغلبية بين 24 – 30 شهر.
البقاء جافًا: البقاء جافًا لمدة ساعتين من الوقت، مثلاً بعد نوم ساعتين يستيقظ الطفل وحفاضه جافًا أو في الصباح.
تزيد كمية التبول: بدلاً من التنقيط في حفاضه خلال اليوم يبدأ الطفل الذي يتأهب للتحكم في إخراج كمية بول كبيرة مرة واحدة.
الانتظام في حركة الأمعاء وبالتالي إخراج البراز: يبدأ وقت البراز في الانتظام بمواعيد ثابتة يلاحظها الوالدان.. مثلاً كل يوم بعد الغذاء، أو بعد الاستيقاظ مباشرةً.
يبدأ الطفل في التعبير عن رغبته الملحة في التبول أو التبرز: وتلك تغيرات قد لا تكون لفظية، قد يتغير شكل الوجه، قد يتحول لونه إلى الأحمر، قد يبدو عليه التركيز، أو يصدر أصواتًا، قد يتوقف فجأة عن النشاط الذي كان يفعله، قد يأخذ ركنًا منعزلاً يقف فيه.. كلها علامات توحي برغبته في التبول أو التبرز.
الاستعداد أو التأهب العاطفي
وبالمثل هناك عدة علامات توحي بالتأهب العاطفي:
يطلب تغيير ملابسه: مما يوحي بضيقه وعدم راحته عندما تتبلل ملابسه الداخلية أو تتلوث.
يرفض ارتداء الحفاض: ويطلب بدلاً منه ارتداء الملابس الداخلية، ويعبر عن رغبته في أن يكون ولدًا كبيرًا أو فتاة كبيرة.
ينعزل بعيدًا عن الناس عندما يريح نفسه: رغبته في البعد عن أعين الناس خلال التبول أو التبرز تؤكد قدرته على إرجاء تلك الرغبة ولو قليلاً.
التأهب العام
هناك بعض الأشياء التي لابد أن يتمكن منها الطفل قبل البدء في التدريب على التحكم:
1. إتباع التعليمات البسيطة: يجب أن يتمكن من فهم التوجيهات البسيطة، يجب أن يرينا رغبة في التعاون مع توجيهات الأهل.
2. أن يمشي جيدًا: إن المشي مهارة لازمة قبل التدريب، يجب أن يتمكن من الذهاب إلى المقعدة (Potty) أو إحضارها.
3. أن ينزل بنطلونه: لابد أن يتمكن الطفل من خلع ملابسه ويساعد الأهل كثيرًا أن يلبسوه قطعًا من الثياب سهلة الخلع.
4. فهم مبدأ استخدام المرحاض: يجب أن يفهم الطفل المبدأ العام وراء استخدام المرحاض، لماذا وكيفية استخدامه.
5. أن يربط بين قدرته على التحكم وبقاء ملابسه جافة ونظيفة: لا تهم الألفاظ التي يستخدمها الوالدان للتعبير عن عملية الإخراج، ولكن ما يهم الانتظار والاستمرار على استخدام نفس تلك الألفاظ، ويجب استعمال نفس الألفاظ بواسطة كل أفراد العائلة.
6. رغبته في إرضاء الآخرين (الوالدان): غالبًا ما يمر الأطفال بفترة سلبية، يتمردون فيها على الأبوين، غالبًا في سن الثانية من العمر، وهي تبدأ مع رغبتهم في الاستقلال عن أبويهم، إن إظهار عدم التعاون ليس له غرض إلا أن يروا ماذا يحدث لو...
وتلك المقاومة قد تتحول إلى معركة شرسة بين الإرادات، ولذلك يفضل أن ينتظر الأهل حتى تمر فترة المقاومة تلك وبعدها يهدأ الأطفال ويبدون أكثر استعدادًا للتعاون وأكثر رغبة في إرضاء والديهم منهم لإثبات استقلالهم منهم وبالطبع تلك الفترة تختلف من طفل لآخر.
7. يستطيع إبداء رغبته في (الذهاب) للآخرين: يجب أن يستطيع أن يرى الآخرين بواسطة الكلمات أو الأفعال رغبته في الذهاب للحمام.
8. البقاء هادئًا لفترات قصيرة من الوقت: يتوقع من الأطفال الذين انتظموا على ذلك التدريب أن يجلسوا هادئين لبعض الوقت على المقعدة أو Potty وهذا منطقي أن يستطيع الطفل فعله قبل البدء في التدريب.
المعدات
1. كرسي المقعدة “Potty chair”: عند شراء كرسي المقعدة هناك نوعان:
نوع مستقل يمكن وضعه على الأرض ويستطيع الطفل الجلوس عليه أو الوقوف منه بسهولة.
النوع الآخر هو الذي يوضع على مقعدة الحمام والذي يفضله الأطفال الأكبر سنًا لرغبتهم في تقليد الكبار مثل الأب والأم.
وعند اختيار النوع يجب أن يتأكد الأب والأم من قدرة الطفل على النزول والصعود إليه بسهولة. ومن المهم أيضًا في أىٍ من الحالتين أن تلمس قدمي الطفل الأرض لأن ذلك الوضع يساعد عضلات الأمعاء في إخراج البراز.
كثير من الخبراء يفضلون النوع الأول وهو الكرسي المخصص للطفل وعلى مقاسه لأن الطفل يعتبره من مقتنياته الخاصة وكجائزة له على تعاونه، وأيضًا سهولة الجلوس عليه والوقوف منه، وبالتالي يحقق له الاستقلالية التي يسعى إليها خاصةً وإن كانت أقدامهم تلمس الأرض مما يعطيهم إحساسًا بالاتزان والأمان.
من الأفضل أخذ الطفل معكم عند شراء كرسي المقعدة ليختاره، ويجب المرونة الشديدة من جانب الأبوين عند الاختيار.
2. الملابس الملائمة: خلال فترة التدريب من الأفضل مراعاة الملابس الملائمة التي يسهل على الطفل الدخول والخروج منها، البنطلونات الواسعة، الأحزمة المطاطة التي سهل على الطفل جذبها للأسفل بسهولة، تجنبوا الملابس المعقدة.
3. خلع الحفاضات: كثيرًا ما يرغب الأطفال في أن يماثلوا الكبار في الملابس، ويبدون رغبة قوية في خلع الحفاض، ولكن يجب على الأهل الانتظار قليلاً حتى يتمكن الطفل قليلاً من التدريب وبذلك يتجنبون الإحباط المبكر، وفي البداية عند خلع الحفاض لابد من إلباسه إياه في أثناء الغفوات خلال النهار والليل.
المكافآت (الحوافز)
الصور الملونة، الهدايا الخاصة، الأنشطة المميزة، تعتبر دائمًا حافزًا للتقدم في التدريب، ويجب دائمًا تقديمها بعد أن يحرز الطفل تقدمًا في التبول أو التبرز داخل المقعدة. وإذا استطاع الطفل البقاء جافًا عدة أيام متتالية يجب أن تكون الجائزة أكبر مثل رحلة إلى المنتزة مثلاً ولكن يجب أن نتذكر أن تكون الهدية أو المكافأة بعد وليس قبل إحراز التقدم.
خريطة أو لوحة: من المشجع دائمًا إبقاء لوحة أو خريطة توضح التقدم الذي يحرزه الطفل، وضع النجوم على تلك اللوحة في كل مرة يتبول فيها الطفل داخل المقعدة أو كل يوم يبقى فيه جافًا وسيلة رائعة لرؤية التقدم الذي ينجزه الطفل في التدريب.
البداية
يجب أن تكون البداية أيامًا أو أسابيعًا قبل بداية التدريب الفعلي على استخدام كرسي المقعدة:
1. اقرأ مع طفلك خطوات التدريب العملي قبل البدء: قراءة كتب، أو لفت انتباهه لنماذج ناجحة في فيلم كرتون على الكمبيوتر يشجع الطفل كثيرًا في البداية أن يبقى جافًا.
2. اسمح لطفلك أن يراك أو يرى أخوه يستعمل المقعدة وذلك لأن الطفل في ذلك السن يميل جدًا للتقليد.
3. اشتري كرسي المقعدة قبل أن يبدأ التدريب الفعلي بأيام أو شهور، واسمح له باختيار الشكل والطراز الذي يعجبه وحتى اللون.
شراؤه قبل فترة معقولة من بدء التدريب يسمح للطفل بالتعود على الفكرة، اسمح له بتزيين كرسي المقعدة أو حتى لصق الصور عليه، أو حتى كتابة اسمه عليه مما سيشعره بالفخر وبأنه إحدى مقتنياته.
4. في البداية احرص على وضع كرسي المقعدة دائمًا أمام نظر الطفل خلال النهار في غرفة الجلوس، وسترى أنه يحاول دائمًا تجربته والجلوس عليه وعند البدء الفعلي للتدريب تستطيع إرجاعه إلى الحمام.
5. قرر واتفق على اللغة التي ستستعملها للإشارة على عملية استخدام الكرسي، التبول والتبرز، لا تهم الكلمات ولكن الأهم أن تتفقوا جميعًا على لغة واحدة تفهمونها ويفهمها الطفل للإشارة إلى تلك الأشياء.
6. يستفيد الطفل كثيرًا أن يعرف أجزاء الجسم الأساسية ومن أين يأتي البول والبراز.
7. تعرف على علامات الجسد: التوقف المفاجئ عن الأنشطة، الأصوات المختلفة، احمرار الوجه، ومساعدة الطفل أن يربط بين لغة الجسد وبين رغبته في التبول والتبرز.
8. تذكر دائمًا أن تتخذ موقفًا إيجابيًا، وذلك لضمان عدم الإحباط في أثناء عملية التدريب، إنه وقت يحتاج فيه الطفل للمساعدة والتشجيع من والديه.
9. توقع وحضِّر نفسك لوقوع (حوادث): وهو شيء متوقع جدًا، وهو جزء من التدريب على استخدام المقعدة إنها عملية تعليمية تستهلك وقتًا ولكن وقوع تلك الحوادث يتباعد مع الوقت.
تذكر أن تتجنب التأنيب أو النهر عند وقوع تلك الحوادث، قدم له التشجيع دائمًا، وذكره إن هذا ممكن الحدوث، وتجنب تذكيره بذلك (الحادث) من حين لآخر.
10. تجنب العقاب: تجنب الانتقاد المستمر والعقاب القاسي على تلك الحوادث، تعامل معها بواقعية، حتى لو رفض الطفل التعاون خلال التدريب، تجنب التأنيب، اللوم، لأن هذا سيؤدي إلى إحباط الطفل وسيزيد المشكلة سوءًا.
خطوات التدريب
1. حضِّر الوقت الملائم: وقتًا تكون فيه متفرغًا بالمنزل خلال معظم أوقات النهار وخاصةً في فترة التدريب الأولى.
يجب دائمًا أن يكون الوالدان متواجدين ليقدما التشجيع والمدح للطفل خاصةً في البداية، ومن المهم أن تكون فترة التدريب الأولى في المنزل لتجنب التشتت والمقاطعة، فكرة جيدة أن يبدأ التدريب خلال فترة إجازة الصيف أو إجازة نهاية الأسبوع خاصةً عندما يعمل كلا الوالدين.
2. قدم الاقتراح تدريجيًا وخاصةً بعد أن يختار طفلك كرسيه ويبدأ في التعود عليه، اقترح عليه أن يجرب الجلوس عليه، مرة في اليوم، ثم عدة مرات خلال النهار، واحرص دائمًا ألا تجعل طفلك يمل ذلك الاقتراح ولا أن تجبره على الجلوس حتى لو أبدى مقاومة، بل حاول تأجيل الموضوع واقتراحه لاحقًا، لو كان الطفل متعاونًا قدم له مديحًا واجعل الجلسات الأولى دقيقة أو دقيقتين فقط.
3. اقترح عليه أن يخلع ملابسه التحتية ويبدأ في الجلوس، وتذكر دائمًا أن تنتقل من خطوة لأخرى ببطء شديد. ولو قاوم فأجِل التدريب لوقت آخر.
4. اعرف الأوقات التي غالبًا ما يعمل فيها طفلك، واقترح أن تكون تلك هي أوقات الجلوس على المقعدة، مثل عند الاستيقاظ من النوم، بعد الوجبات، قبل الخروج، قبل اللعب، اقترح عليه استعمال المقعدة قبلاً وبذلك تعطي احتمالية أكبر للنجاح. ولو أحسست أنه يريد فعلاً قده إلى المقعدة واجعله يكمل هناك.
5. علمه النظافة: غسيل الأيدي فور أن يتعلم أن يجلس على المقعدة وينزل بنطلونه، مثلاً تتعلم البنات أن تمسح من الأمام للوراء لمنع انتشار البكتريا، وأن تغسل يديها في كل مرة تستخدم فيها المقعدة.
تعليم الطفل عادة النظافة لا يقل أهمية عن تدريبه على استخدام المقعدة.
6. وفر له دائمًا حوافز للنجاح: وتذكر بعد وليس قبل نجاحه في استخدام المقعدة وتذكر:
٠ ألا تتوقف أبدًا عن مدح طفلك على نجاحه.
٠ شجعه على الاستقلالية عن طريق استخدام المقعدة، عن طريق خلع ملابسه بمفرده، التخلي عن الحفاض، أن ينظف نفسه، تلك الخطوات الصغيرة ستؤدي به إلى دخول الحمام بمفرده في النهاية.
٠ درِّج المكافآت وخاصةً بعد أن يصبح النجاح في البقاء جافًا مستقرًا لابد من جعل المكافآت للمناسبات الخاصة، مثلاً عندما يتمكن من تنظيف نفسه والمقعدة بمفرده.
٠ انقل التدريب إلى الأماكن الخارجية وشجعه على استخدام المقعدة هناك، في المطاعم، منازل الأصدقاء أو الأقارب، لا يوجد ما يخجل من حمل المقعدة معك في العربة وخاصة في الرحلات الطويلة وبذلك لن يقلق الوالدان من قطع التدريب في الخارج أو من البحث المحموم عن حمام.
٠ توقع الانتكاسة: متوقع وطبيعي أن يحدث حادث من حين لآخر حتى ولو كان التدريب يسير بطريقة جيدة، يجب على الوالدين أن يحتفظا بهدؤهما وأن يتجنبا تأنيب أو عقاب الطفل.
تعليم طفلك التحكم في البول Potty training
من الهام جدًا اعتبار تلك المرحلة من حياة طفلك (potty Training) فرصة لتعليم طفلك كيف يتحكم في جسده ويتحكم في سلوكه، ووظيفتك كوالد أن تساعده على أفضل استخدام لموارده، أما الإرهاب – القهر – العقاب – السخرية – والمشاعر الحادة من جانبك لن يكون لها أثر إلا العواقب السلبية.
جسديًا الطفل ليس متأهبًا لذلك التدريب قبل سنة ونصف من العمر، (وإن كان ذلك يوجد به الكثير من الاختلافات)، ولكن تبقى القاعدة العامة واحدة وهو أن اكتمال نمو الجهاز العصبي لا يتحقق قبل ذلك السن.
يجب أن تبدأ تلك الخطوة بتفهم وبصبر لا نهائي.
لا يجب أن يراك الطفل وأنت تتنازعك المشاعر ما بين الفرحة الغامرة أو الغضب القاتل، ففي خلال عملية التدريب وأنت تحاول تنمية استقلاليته عن طريق التحكم في التبول أو البراز قد يحاول استخدام عادات التبول أو التبرز لإسعادك أو مضايقتك عندما يرى تأثير تلك العملية عليك.
سيصبح البراز ذا قيمة ويصبح مصدرًا لتعبيراتك العاطفية ووسيلة للتحكم فيك.
إنك تنقل لطفلك رسالة (لماذا سينفعل بذلك القدر لو لم يكن ذلك الشيء هام بالفعل؟).
قد يمتنع الطفل عن التبرز مثلاً لعدة أيام مع أبويه شديدي القلق (يجب أن تفعل الشيء الصحيح في الوقت الصحيح في المكان الصحيح).
من الطبيعي أنها عملية هامة في حياة طفلك ومن الطبيعي أن تهتم بها ولكن مقدار ذلك الاهتمام لا يجب أن يكون كبيرًا بحيث يترجمه الطفل كمساويًا للحب أو فقد للحب، تستطيع أن تبدأ حين يكون طفلك بين الثانية والثالثة من عمره بأن تفهمه أن ذلك متوقعًا منه، وتذكر أن تتبنى موقف التفهم والصبر، وأن تكون واقعيًا في توقعاتك. حتى بعد تحقيق النجاح في التدريب توقع حدوث انتكاسات من حين لآخر، وخاصةً في أوقات التوتر أو الضغط.
وربما من أكثر تلك الأوقات شيوعًا ولادة طفل آخر بعد عملية التدريب مباشرةً، من المفهوم جدًا أن يحاول الوالدان تجنب وجود طفلين يستعملان الحفاضات في نفس الوقت فيؤدي بهم إلى استعجال عملية التدريب على التحكم عندما يكونون في انتظار مجيء طفل آخر وسيؤدي ذلك إلى مشاكل عديدة عند ولادة الطفل الثاني، فمن المنطقي جدًا أن يرفض الطفل الأول التخلي عن راحة الحفاضات خاصةً وهو يرى أخيه الرضيع يحظى بكل أنواع الراحة والدلال والحب، خاصةً وإن هذا (الدخيل) لا يزال يستعمل الحفاضات. من الطبيعي جدًا أن يكون الطفل ذو العامين معاكسًا لكل ما تقوله وموقفه متحدي دائمًا مما يجعل عملية التدريب على التبول معركة قاسية بينك وبين طفلك.
مشكلة أخرى إنك عندما تصمم على التدريب المستمر في وقت مبكر بتلك الحدة فإنك توصل للطفل رسالة أن الإتقان، النظام، النظافة فقط هي أن تلاقي السلوك الأبوي المحب. ويبدأ الطفل في الربط بين (طقس) النظام وبين التقبل والحب الأبوي.
وليس غريبًا أن يبدأ الطفل في الخوف من القاعدة (النونية) (Potty) عندما يكون جالسًا وتشغل نظام الطرد (طرد المياه)، قد يخاف أن ينجرف هو ذاته مع المياه، هذا الخوف طبيعي، ويجب تقبله ولذلك تجنب أن تشغل نظام الطرد حتى ينتهي طفلك ولعل من الأفضل أن تجعل طفلك يشغله بنفسه بعد أن ينتهي، فقيامه (بوداع فضلاته) والتي كانت جزء من جسده هو جزء من نضوجه وسيطرته على جسده.
(كانت سلمى ابنتي تقول لعمرو ابنها الأكبر امشي يا كوكو، امشي يا كوكو وتشد السيفون فيستعجل عمرو بإنزال البراز والانبساط بصوت الماء يجري)
من الأشياء المألوفة أيضًا أن يشعر الطفل بالفضول تجاه فضلاته، خاصةً ما بين سن الثانية والثالثة، حين يكون الطفل فضوليًا تجاه كل شيء في عالمه الجديد ويرغب في لمس فضلاته ولا تنسى أنها من إنتاجه وإنه لا يفكر فيها على أنها سيئة، قبيحة، أو مثيرة للقرف، وبالرغم من بشاعة الفكرة بالنسبة إليك إلا أنك ستشاهدها تحدث رغمًا عنك، تذكر ألا يكون انفعالك مبالغًا فيه، دعه يشبع فضوله وكن هادئًا وأنت تخبره أن يغسل يديه جيدًا وبذلك سينتهي فضوله.
كمبدأ عام تجنب أن تربط ما بين فضلات عملية الإخراج وبين مشاعر الضيق والقرف ولا تنسى أنها عملية طبيعية.. كن واقعيًا.. لو بالغت في منعه سيزداد فضوله ورغبته في اللعب بهم، أو قد تقود طفلك لفكرة أن أعضاؤه التناسلية والإخراجية منطقة قذرة ومقززة، وهذا يتنافى مع النشأة الجنسية والتطور الطبيعي لهويته الجنسية.
لن أتمادى فأخبرك أن تشجع الطفل على اللعب بفضلاته لإشباع (فضوله العلمي) ولكن تذكر أن توازن الانفعالات أمام الأولاد هو أهم عامل في النشأة النفسية المتزنة.
من الممكن عمل جدول يومي للطفل عندما يقوم بعمل البول والبراز في النونية (القصرية) أو (Potty) أو التواليت، عليه أن يأخذ بنفسه ستيكر ملون ويضعه في الخانة الأولى وإذا فعلها خارج التواليت وبلل نفسه عليه أن يلون المربع باللون الأسود.
بعد عدد معين من الاستيكر يحصل الطفل على هدية بسيطة، في نهاية اليوم إذا زادت المربعات السوداء عن الاستيكر يحرم من الهدية.
واقرأ أيضاً:
الطفـل العنيـد (1-18) / التدريب على المرحاض