تائهة بين سطور الحياة : نص اكتئابي

أشعر بأني مجرد صخرة قاسية لم يعد يؤثر أو يغير فيها عوامل الدهر... لم تعد عواصف الدنيا تحركني ولا تطرف لي عين...... وأخطر كائن على الإطلاق إنسان يائس ليس لديه ما يخسره وهذه حالي قاتمة حال مسودة حالكة لربما أتحدث باسم اليائسين الذين أجحفت الحياة بحقهم الذين تحطمت سفن حياتهم وغرقت في قاع البحر وأصبحت ذكرى حزينة جدا، تلقى لهم أكاليل الورد حيث ابتلعهم البحر وغدرت بهم الدنيا ولفتهم الأحزان وجفت الدموع وكتمت الأهات وزاد الألم حيث لا يمكن احتماله. ولا يمكن علاجه، حزن عميق ويأس دفين يصل العظام.
 
الدنيا تصفع وتصفع وبقية البشر يعيشون حياتهم يوما بيوم, أنا أعيش على الهامش بلا حاضر وفقط ماض... أمشي هائمة على وجهي بين الطرقات أتفحص وجوه البشر وأستغرب منبع ابتساماتهم الابتسامة التي فارقت وجهي منذ دهر... يدي فوق قلبي أحس بموتك يا قلبي لا أستطيع سماع نغمات دقاتك ليس من صوت سوى صوت عقلي يحسب ويفكر ويرتب ويحاول إقناعي بأني على قيد الحياة لست شخصية من شخصيات الكوميديا الإلهية هذه ليست الآخرة وليس يوم الحساب ما زلت في الحياة الدنيا.

عيوني تحاول أن تصل لما قد يثير اهتمامي ما قد يثير إعجابي ما يبعد حالة الموت هذه...... لقد عجز البشر عن إحياء موتاهم، فليس ذلك إلا قدرة الله.
أرتدي نظارتي السوداء ليست حماية من شمس قاسية تلسع قطع الثلج الذي يغلفني, ما زلت أمشي وأمشي دون هدف دون معنى ليس هناك معنى للدنيا دنيا زائلة تافهة بلا قيمة... مشيت كثيرا لدرجة أدميت أقدامي وأنهكت أنفاسي... أريد الابتعاد عن كل ما يذكرني بك لكنك تسكن حجرات القلب ويضخك قلبي لكل ذرة في كياني أنت قابع في ولن تذهب أرجوك اذهب دعني أعيش بسلام جنبني هذه الحرب الدائرة أو أرجوك اقتلني لكن لا لا تبقى في قلبي صورتك الماثلة أمامي تدمي قلبي تبكي مقلة عيني تطلق الأهات.
 
ما زلت أمشي عيوني الهائمة تبحث في فيضان الحياة عن حياة لي لكن لا أجد.
أجلس تحت شجرة كبيرة، ألتقط أنفاسي، أحدثها، لا ترد كالمعتاد لربما مصابة بحال مثل حالتي تضربها الرياح وبل تحاول اقتلاعها ويغمرها المطر بقطراته وتغضب منها السماء فتزمجر برعد مخيف يسبقه برق مرعب لكنها متشبثة بمكانها لا أحد يقتلع جذورها......

قد تدهسني تلك الشاحنة وتذهب همي للأسف لم تفعل، قد يسقط نيزك ما ويسحق بؤسي للأسف لم يسقط قد يحدث انفجار يفتت خلايا رأسي لا لم يحدث قد يحترق المكان وتتبخر خلايا جسمي لا أشتم رائحة حريق أبحث عن سناريو للموت... الموت موت مهما كانت بشاعته قد يطلق أحدهم علي النار لكني نكرة لا يعرفني أحد أنا لا أعرف نفسي.
 
قد يطعنني أحدهم وأنزف حتى الموت لم ولن يحدث لم ولن لم ولن....... تتراقص الشياطين حولي وتجول حولي تسخر من ألمي يا بشر هل من مجيب هل من يسمعني؟ أحدث نفسي لا أسمع سوى صدى صوتي.
تعاقبني السماء وما زلت كتلك الشجرة لا أدري من سيقتلعني ويدفنني ولا يحزن بموتي وتأتي ديدان الأرض وتلتهم جسدي ولا يبقى سوى روحي المعذبة المضطربة هائمة كعادتها، أستجدي الموت وما زال بعيدا طالت مدة الرحلة ونفذت مني أنفاسي....... وصلت حيث أنت تقبع تحت التراب تحسست ذرات التراب التي تغطيك قبلتها أحسدها لاندماجها بك ولقربها منك يا ليتني هذه الحبات بللت دموعي قبرك الصغير أزعجت بنحيبي جيرانك من الأموات أتمنى أن أصبح جارتك قريبا يا حبيبي أعانق قبرك أقبله ألقي بنفسي فوق قبرك، أحاول احتضانك أسمعك دقات قلبي، مات قلبي بعدك تبدل حالي هزل جسمي ابيض شعري توقف الزمن عندك، عد لي ارجع لحضني وسترى أي حياة سنحيا لكني أكلم ميت... أودعك حبيبي غدا سآتي لزيارتك.
 
عدت لبيتي لغرفتي لمقبرتي لمقر حزني حبيسة الماضي والحاضر حبيسة الجدران أغطي مرآتي أتحاشى النظر لنفسي
أبحث عن أقراص تسبب النوم العجيبة، أتناول عددا كبيرا من الأقراص من كل صنف ولون وأنتظر مفعولها المدهش في إفقادي الوعي وأغط في موت قصير إلى يوم جديد لا يحمل شيئا لي سوى المزيد المزيد من الألم
جئت للدنيا باكية من منا جاء مبتسما أو ضاحكا.... تلعب الدنيا بنا بأقدارنا تكيل لنا البؤس ولا نتجرع سوى المرارة والألم
بدأت بالنعاس أتمنى أن تكون آخر مرة أغلق فيها عينيّ لا أتمنى يوما جديدا تمثل صورتك أمامي أرجوك اتركني فارقني لا تظهر في أحلامي فهي ليست سوى كوابيس........

واقرأ ايضًا: 
الاكتئاب عاد من جديد / موجة اكتئابية3 مشاركة / يوميات ولاء: لماذا أنا مكتئبة؟ / حكايات أخصائية نفسية : زيارة لمكتئبة / المرأة والاكتئاب