2. الفطرة في اللاشعور
٠ قال تعالى في سورة النحل: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
٠ وقال في سورة الأعراف: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}
٠ وقال في سورة الأنعام: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}.
٠ روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِن مَولودٍ إلاّ يُولَدُ على الفِطرَةِ، فأبَواهُ يُهوِّدانهِ أو يُنَصِّرانِه أو يُمجِّسانه، كما تُنْتَجُ البَهيمةُ بَهيمة جمعاءَ، هل تُحِسُّونَ فيها مِن جَدعاءَ»؟
٠ وروى مسلم في صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث صحابته: «أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ. ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ. فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ».
٠ وروى أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له}.
٠ وقال تعالى في سورة الأحزاب: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)}
٠ ما علاقة الإيمان بالأمانة ولم لا نذكر واقعة إشهاد الله لنا على أنفسنا أنه ربنا، وهل يعقل أن يرى أحد النار بعينيه ثم إذا عاد إلى الدنيا عاد إلى الكفر والعصيان؟
٠ تبدأ الحكاية عندما أخبر الله الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة له: قال تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30))
٠ والخليفة هو الذي تجعله مكانك ليتصرف تماماً كما كنت ستتصرف لو كنت موجوداً، أي جوهر خلافة الإنسان لله تعالى في أرضه أن يحقق في نفسه صفات الله وأن يتخلق بأخلاقه التي تلخصها أسماؤه الحسنى، وهذا يقتضي أن يكون الإنسان حراً في كل شيء حتى في أن يؤمن بخالقه أو أن يكفر ثم هو محاسب عما عمل من عمل.
٠ كيف يمكن للإنسان أن يكفر بعد أن أشهده الله على نفسه أنه هو ربه، أو بعد أن يرى القيامة ويرى جهنم؟ لو تذكر الإنسان هذه المواقف لما استطاع أن يكفر، هل يقدر عقل إنسان مبصر أن ينكر وجود الشمس مثلاً؟ إنه حتى لو أراد ذلك فإن عقله لن يطيعه طالما أنه يراها بعينه.
٠ لذلك أزاح الله ذكرى موقف الإشهاد إلى اللاشعور وكذلك سيزيح ذكرى مشاهد القيامة لو استجاب لأهل النار وردهم إلى الدنيا، وعندها يكون الإنسان حراً حتى على المستوى العقلي أن يؤمن أو أن يكفر.
٠ كذلك أخفى الله نفسه أن تدركه حواسنا في الدنيا وترك لنا الآيات أي العلامات الدالة على وجوده وعظمته توصلنا إلى الإيمان به عن طريق الاستقراء، أي بطريقة علمية إلى أبعد حد، لأن العلوم كلها قائمة على الاستقراء حيث تجمع الشواهد والأمثلة وتجري التجارب لتصل إلى قانون طبيعي.
٠ ومن أجل أن تكون حريتنا في أن نؤمن أو أن نكفر حرية حقيقية جعل الله عقولنا لا تصل إلى اليقين بطريق الاستقراء بل تصل إلى غلبة الظن، ثم نؤمن بهذا الظن الغالب ونتعامل معه على أنه يقين لا شك فيه.
٠ العقل أي الجزء الذي نشعر بعمله من أدمغتنا ونسميه الشعور مبرمج على التفكير المنطقي وعلى قانون السببية وعلى محدودية الأبعاد التي يستطيع أن يدركها، وهو قادر على استناج حقائق يقينية لو أنه انطلق من مقدمات يقينية، لذا كانت البدهيات التي تقوم عليها الرياضيات التي هى علم استنتاجي بحت، أما فيما عدا ذلك فإن عقولنا تؤمن بما تدركه حواسنا وبما تصل إليه بطريق الاستقراء.
٠ الاستقراء يعطينا احتمالات متزايدة لصحة فرضية نفترضها لفهم ما حولنا لكنه لا يوصلنا إلى اليقين، بل عقولنا تشك حتى في ما تراه وتسمعه هل هو حقيقة أم منام، ومن أشهر الفلاسفة من شك في كل شيء إلا في أنه يشك (أنا أشك إذا أنا أفكر، وأنا أفكر إذاً أنا موجود....)، لم يكن مجنوناً لكن ليس هنالك شيء يقيني في الوجود تنطلق منه عقولنا لتستنتج الحقائق الفلسفية إلا إن نحن اعتبرناه يقينياً، لأن عقولنا الواعية المفكرة مبرمجة بحيث أنها لو رأيت ملايين الأمثلة والشواهد على وجود شيء مثلاً لا تراه يبقى لديها القدرة على تخيل احتمال أن يكون هنالك أمثلة لا تتحقق فيها الظاهرة التي تبحث فيها، أي هي قائمة على الوصول إلى الاحتمالات التي تبقى احتمالاً بنظر العقل حتى لو بلغت درجة تسعات لا تحصى من الرقم الصفري الذي يليها.
٠ هنا يأتي دور القلب أي اللاشعور الذي منه تنبع المشاعر والعواطف، فإن كان الأمر عادياً تقبلنا ما وصل إليه العقل من احتمالية شيء ما على أنه حقيقة مثبتة لا شك فيها، أما إن كان لديه هوى أو مصلحة أن لا تكون الحقيقة هكذا فإنه يتمسك بذرة الشك التي ما زال عقله المفكر الواعي يتصورها، فيقوم هذا الإنسان بالإيمان بهذا الاحتمال الذي يتنهى إلى الصفر ويعتبره الحق وينكر ما عداه.
٠ أنزل الله ملكين يعلمان الناس السحر كي يبقى لدى الإنسان فسحة للإنكار حتى عندما يرى معجزات الرسل، يقول تعالى في سورة الحجر: (لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15))
٠ كل الآيات في الأنفس والأفاق تدل على الخالق العظيم، لكن العقل البشري قادر على أن يتخيل أن ذرات المادة المختلطة بشكل عشوائي تفاعلات في لحظة من الزمن البعيد فنشأ أو جزيء عضوع ثم تطور إلى خلية ومن بعدها إلى حيوان أو نبات حتى وصل إلى الإنسان، إنه المستحيل بعينه لكن الله جعل في عقولنا إمكانية الشك كي لا نضطر للإيمان به اضطراراً بل نؤمن به بحرية تامة، ففي سورة البقرة يقول تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)..} ويقول في سورة البقرة: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)} ليس كل ما يتصوره الوعي ويتخيله ممكناً ومثال ذلك تصور العقل للنشوء والارتقاء حتى تكون البشر، وليس كل ما يعجز العقل عن تصوره هو مستحيل ومثال ذلك وجود لله دون موجد له، فعقولنا تعمل ببرامج لها حدودها وما زاد عن ذلك ارتبكت فيه وكان Error .
٠ ما يحويه اللاشعور أمانة لدى الإنسان لأن الأمانة هي ما يودع عندك وتكون قادراً على إنكاره، وفطرة التوحيد أمانة في جذر قلوب البشر أي في اللاشعور وتبقى قدرتهم على إنكارها تؤكد حريتهم المطلقة في أن يؤمنوا أو أن يكفروا.
لذا كان الإيمان فعلاً إرادياً لا اقتناعاً لا يقدر على رفضه:
٠ يقول تعالى في سورة النساء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136))
٠ وكان الإيمان مرتبطاً بالحب, والرغبة بالانتماء والعزة،
٠ يروي ربنا في سورة العنكبوت ما قاله إبراهيم عليه السلام لقومه: (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)).
٠ وقال تعالى في سورة مريم: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82))،
٠ وقال تعالى في سورة النمل وهو يحكي لنا ما جرى لبلقيس مع سليمان: (وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44))،
٠ وقال عندما تم فتح مكة: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3))،
٠ ويقول في سورة يونس: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23))،
٠ وبالمقابل كان الكفر فعلاً إرادياً نابعاً من الكبر على الله أو على رسله أو على المؤمنين وليس مجرد عدم اقتناع لأسباب معرفية،
٠ يقول تعالى في سورة الشورى: (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16)).
٠ ويقول في سورة غافر: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56))،
٠ ويحكي لنا ربنا عن قوم صالح في سورة الأعراف فيقول: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76)).
٠ إن دراسة ما توصلت إليه العلوم النفسية حول خداع الذات Self-Deception تساعدنا كثيراً على فهم كيف يتم الإيمان والكفر.
٠ الإيمان يكون عندما توجد الدوافع النفسية له حتى لو كان موضوع الإيمان سخيفاً جداً بالنسبة لعالم متخصص، وحتى لو كان احتمال صحة المعتقد لا يزيد عن ذرة يتصورها العقل.
٠ يقول تعالى في سورة يونس: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)) وذلك دون إكراه.
٠ والكفر يكون عندما توجد الدوافع له حتى لو كانت الاحتمالات لصحة ما كفر به تكاد تكون مئة بالمئة.
٠ يقول الله في سورة الزخرف: (وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33))
ربنا لم يلزمنا بالإيمان به لكنه أراد منا أن نلتزم من أنفسنا لنستحق الثواب على إيماننا به.
ينقسم عمل دماغ الإنسان أو قلبه بالمصطلح القرآني إلى قسمين:
1- الأول عمل آلي لا إرادي نسميه اللاشعور The Unconscious وكأنه عضو محدد المعالم وذلك بسبب شيوع هذا المصطلح في الثقافة النفسية العالمية.
2- والثاني عمل إرادي مفكر وشعوري وهو مستويان من حيث الشعور بعمله:
أ - المستوى الأول مستوى العمليات العقلية الواعية التي نشعر بها وهي تحدث، ونسميه تجاوزاً الشعور The Conscious كما لو كان عضوا يمكن تمييزه تشريحياً.
ب - والمستوى الثاني شبه لا شعوري نسميه شبيه اللاشعور The Unconsciousoid وفيه تتم عمليات عقلية هي بالأصل شعورية وإرادية تحولت بكثرة الممارسة إلى عمليات أتوماتيكية لا تشغل أي حيز من وعينا إنما نشعر بنتائجها وكأننا وصلنا إليها دون تفكير.
التفصيل:
1. اللاشعور: وهو جزء لاشعوري مئة بالمئة ولا إرادي وهو آلي انعكاسي موروث وموجود عند الولادة يشمل البرامج العقلية التي تنتج الأفكار والمشاعر والمهارات العملية والأعمال الفنية، منه تأتي العواطف والشهوات ودوافع السلوك والطاقة المحركة، وفيه تتم عملية الإشراط الكلاسيكي والإشراط الفعال. وهو الجزء من عقولنا الذي يشبه عقول الحيوانات.
واللاشعور هو الجزء من عقولنا الذي يشبه عقول الحيوانات، وهو لا يتعلم بالإقناع المنطقي بل بتكرار الخبرة حتى يتكون لها منعكس مكتسب، ومثالها حالات الإدمان والرهاب، حيث تبقى الرغبات أو المخاوف رغم القناعة العقلية المناقضة لها.
هذا اللاشعور يلح على الشعور بالشهوات أو العواطف أو المخاوف أو الدوافع النفسية سواء الدوافع الحيوية المشتركة مع الحيوانات أو الدوافع الإنسانية الهادفة إلى تحقيق الخلافة في الأرض التي تجمعها صفات الله وأسماؤه الحسنى، ومنه يأتي الإعجاب أو النفور، والغريزة الجنسية.
عند فرويد هذا الجزء حيواني هو الذي يحرك الإنسان ويدفعه إلى العمل من أجل تحقيق غريزة الجنس التي تضمن بقاء النوع وغريزة العدوان التي تقود الكائنات إلى نهايتها المحتومة. أما كارل يونغ فقد أضاف إليه ما تراكم من معانٍ ومشاعر مكتسبة لكنها تورث من جيل إلى آخر ويضاف عليها كل جيل حتى بلغت قدراً عالياً من التركيب أسماه اللاشعور الجمعي Collective Unconscious واعتقد يونغ أن هذا اللاشعور الذي اكتسبته البشرية هو مصدر الأساطير والخرافات.
اللاشعور عند فرويد جزء حيواني موروث وجزء يكتسبه الفرد من خلال كبته للمشاعر والذكريات والأفكار التي يؤلمه الاعتراف به فينكرها ويكبتها، لكنه لم يقل إن هذا اللاشعور يورث من جيل إلى آخر مثل الجزء الحيواني. أما يونغ فقد آمن بانتقال مكتسبات اللاشعور من جيل إلى آخر وبالتالي تراكمها وتشكيلها للاشعور الجمعي. وسنظل دائماً ننسب الحب إلى قلوبنا مهما تيقنا أن مراكز المشاعر هي في الدماغ.
2. الشعور: إرادي مفكر يحكمه المنطق الإنساني المعروف نشعر بنشاطاته حين نفكر وتعكس عضلات الرأس هذا النشاط لذلك نحس أننا نفكر برؤوسنا.
بخلاف العواطف والمخاوف والشهوات والدوافع النفسية الآتية من اللاشعور حيث تعكسها عضلة القلب لذلك ننسب الحب والكره والخوف والطمأنينة وغيرها إلى القلب، وسنظل دائماً ننسب الحب لقلوبنا مهما تيقنا أن مراكز المشاعر هي في الدماغ.
3. شبيه اللاشعور The Unconsciousoid: باستمرار يتحول الكثير مما نتعلمه من شعوري إلى شبه لاشعوري أوتوماتيكي سريع في عمله وتلقائي أي دون تفكير ظاهرياً يوفر الشعور ليهتم بالمستجدات والأمور ذات الأهمية العليا. وهو يشمل كل المعارف والمهارات اللاشعورية ظاهرياً لكن يمكن للإنسان أن يستكشفها ويفهمها من خلال العلاج النفسي التحليلي الذي يحاول كشف آليات الدفاع النفسي التي يلجأ إليها الشخص بشكل أوتوماتيكي.
وكذلك تستكشف في العلاج النفسي المعرفي حيث البحث عن الأفكار الأتوماتيكية السلبية التي تسبب القلق أو الكآبة أو غيرهما من الأعراض النفسية.
وهذا الجزء الشبيه باللاشعور جزء إرادي يحمل الإنسان مسؤولية ما يقوم به، وهو الجزء الذي يقوم بخداع النفس عن طريق آليات الدفاع النفسي المعروفة وغيرها من الآليات التي اكتشفها الباحثون في سيكلوجية خداع النفس، وفيه تخبأ الذكريات المكبوتة لإبعادها عن بؤرة الوعي لكنها تبقى مؤثرة في المشاعر والأفكار والسلوك.
الإسلام أشار إلى اللاشعور وإلى شبيه اللاشعور في عدة نصوص منها:
٠ روى أحمد والدارمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه الذي سأله عن البر والاثم: (اسْتَفْتِ قَلْبَكَ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَـيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَـيْهِ الْقَلْبُ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِـي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِـي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ.) وفي رواية ثانية: (يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك ـ ثلاث مرات ـ البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك).
٠ يقول تعالى في سورة طه: وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)
٠ ويقول في سورة الأنفال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)
٠ والإسلام دائماً ينسب الوظائف العقلية ومنها الإيمان والكفر إلى القلب ليجعلنا ننتبه إلى دور شبيه اللاشعور The Unconsciousoid لدينا في اتخاذ قرارنا بالإيمان أو الكفر أو الحب والكره،
٠ ففي سورة الأنفال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24))
٠ وفي سورة التغابن: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)) (سورة التغابن)
٠ وفي سورة الصف: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وفي سورة الحج: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)) الإنسان في الإسلام يحمل مسؤولية أعمال قلبه سواء شعر بها أم لم يشعر
٠ يقول تعالى في سورة البقرة: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10))
٠ وهذا يؤكد أنها إرادية سواء كانت شعورية أو شبه لا شعورية، ولا لوم على ما يأتي من اللاشعور اللا إرادي من مشاعر أو رغبات أو شهوات. لكن الله يلومهم إن هم استجابوا للمحرم من هذه العواطف أو الدوافع أو الغرائز، أي إن الإنسان حر حرية مطلقة على مستوى العقل والقلب وهو سيد نفسه وصاحب القرار، يقول تعالى في سورة الكهف: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)).
٠ ووسوسة الشيطان وما يعاكسها من وسوسة القرين من الملائكة هي على مستوى اللاشعور وربما على مستوى شبيه اللاشعور، وهي مسؤولة عن استثارة الدوافع أو العواطف أو المخاوف أو الشهوات، أما النفس الحرة المريدة فهي التي تختار بين أن تستجيب للإيجابي القادم من اللاشعور أو السلبي الآتي منه.
٠ ما يأتي من اللاشعور يعطي الإنسان الطاقة النفسية أي الدافعية التي تمكنه من تحويل أفكاره أو اختياراته إلى أفعال.
٠ هنا يكون الافتراق بين العلوم النفسية المعاصرة والنظرية النفسية الإسلامية حيث يعتبر الشعور هو النفس المسؤولة عن تصرفات الإنسان. في القرآن الكريم للنفس معنيان بحسب السياق، الأول النفس تعني الكائن الإنساني بكامله بمكونتيه المادية والروحية، والثاني العقل الواعي وما يلحق به من العقل الشبيه باللاشعور.
٠ قال تعالى في أول سورة النساء: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1))
٠ وقال تعالى في سورة الروم: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21))
٠ وقال في سورة المائدة: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116))
٠ وقال أيضاً في سورة الزمر: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42))
٠ وقال في آل عمران: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55))
٠ وقال في سورة النحل وهو يحكي لنا عن عناد قوم فرعون رغم الآيات الكثيرة التي جاءتهم: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)).
٠ الإنسان في الإسلام خليفة عن الله في الأرض لا يخضع للاشعور أو الغرائز إلا في أنها تطلب من النفس أن يشبعها ويلبيها لكن لا تستطيع أن تقسره على ذلك، ومثالها الأفعال القهرية، وكذلك قدرة الإنسان على عدم الاستجابة حتى للجوع فيضرب عن الطعام أو يصوم. الإنسان عندنا هو النائب عن الخالق والمخلوق على صورته وله سخر الله ما في السماوات والأرض جميعاً، وهي مكانة لا تقل سمواً عن مكانة الإنسان عند الإنسانيين الذين ينكرون الخالق ولا يعترفون في الكون بسيد سوى الإنسان.
٠ الإنسان عندهم ينافس الخالق ويجعل نفسه نداً له، بينما في الإسلام هو نائب عنه يأتي بعده مباشرة وتربطه به علاقة قائمة على الحب المتبادل والطاعة والتكريم. الإنسانيون أطلقوا طاقات الإنسان الأوربي فتقدم وساد باقي الشعوب، أما طاقاتنا نحن المسلمين فستنطلق إن فهمنا جيداً المقصود بالخلافة عن الله في الأرض وحريتنا وأنه لم يكرهنا ولا حتى على الاعتراف بوجوده، وفهمنا أنه لم يحرم علينا من الدوافع إلا الكبر وإرادة الفساد في الأرض تحدياً لله كما فعل إبليس وكما تصور مسرحية سارتر الذباب.
٠ يقول تعالى في سورة القصص: (تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83))، والرسول صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه الطبراني: (إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلـى وُلَدِهِ صِغَاراً فَهُوَ فـي سَبـيـلِ الله، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَـى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِـيرَيْنِ فَهُوَ فـي سَبـيـلهِ الله، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَـى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فـي سَبـيـلِ الله، وَإِنْ كانَ خَرَجَ يَسْعَى رِيَاءً وَمُفَـاخَرَةً فَهُوَ فِـي سَبـيـلِ الشَّيْطَانِ).
ويتبع>>>>>> : أسس النظرية النفسية الإسلامية الأولى3
واقرأ أيضاً:
بصائر نفسية إسلامية (4) / ما لنا غيرك يا الله(3) / الطب النفسى شبهات وردود / الطب النفسى الإسلامى