مقدمة
الشكوى من الأفكار القاتلية نادرة في الممارسة العيادية ولكنها مثيرة للقلق وتؤدي إلى عملية تقييم المخاطر بسرعة والعمل بخطوات تضمن سلامة الآخرين وسلامة المريض نفسه.
تعريف الفكرة بقاتلية هو وصف لمحتوى الفكرة وليس إطارها. مهمة الطبيب النفسي هي تعريف إطار الفكرة إن كانت فكرة طبيعية لا علاقة لها باضطراب نفسي أو فكرة حصارية (وسواسية) أو مجرد فكرة بالغة القيمة للفرد Over Valued Idea أو فكرة وهامية Delusional Idea . في الوقت الذي يركز فيه الطب النفسي عادة على الإطار دون المحتوى فإن الأفكار القاتلية غير ذلك ولا يمكن الاستهانة بمحتواها مهما كان إطارها.
الأفكار القاتلية الحصارية
الأفكار القاتلية التي تصاحب الحصار المعرفي لا تختلف في إطارها عن بقية الأفكار الحصارية (الوسواسية) التي تطارد المصاب بهذا الاضطراب ويطلق عليها البعض حصار معرفي ضار Harm OCD مرضى الحصار المعرفي يتميزون عن غيرهم من البشر بأنهم آخر من يفكر بإلحاق الأذى بالآخرين بسبب أو بدون سبب. هذه الفكرة تتميز بإدراك المريض لسخافتها ومقاومته لها وبأنها تتعارض مع شخصيته ومبادئه وقيمه الأخلاقية. لكنها رغم ذلك تثير القلق وهذا القلق بحد ذاته قد يدفع الإنسان إلى موقع وجداني اكتئابي ويمنعه من البوح بسره للطبيب أو المعالج النفسي خشية العواقب ووصمه بشخصية بعيدة عن الكمال الذي يميزه عن الآخرين ويفتخر به.
الحصار المعرفي واحد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا وانتشاره لا يقل عن 1 % من السكان والكثير منهم لا يصل إلى مراكز الطب النفسي قبل أعوام من ظهور أعراض المرض. الأفكار الحصارية الدخيلة على الفرد والتي تتميز بالعنف والعدوان شائعة ويشكو منها ما لا يقل عن 25 % من المرضى. هذه الأفكار العنيفة والعدوانية يشكو منها أيضا بين الحين والآخر ما لا يقل عن 80% من السكان ولا يعيرون أهمية لها ولكن المصاب بالحصار المعرفي يعطي لها معنى خاصا ويخشى تنفيذها. الحقيقة هي أن المصاب بالحصار المعرفي يعتبر وجود هذا الأفكار بحد ذاته لا يقل سوءً عن تنفيذها(1)، وهو ما يدفعه لطلب العون من مراكز الطب النفسي. القاعدة العامة بأن احتمال تنفيذ المصاب بالحصار المعرفي لعمل اجرامي مصدره أفكار حصارية ضعيف جدا وربما أقل من بقية السكان أو لا وجود له.
تمر على الطبيب النفسي حالات مرضية لشاب في آخر أعوام المراهقة يشكو من أفكار قاتلية ويخشى أن يقوم بتنفيذها. يميل العامل في الصحة النفسية إلى وضع هذه الأفكار بصورة تلقائية في إطار الحصار المعرفي رغم غياب تاريخ سلوك قهري وصفات تميز الفكرة الحصارية عن غيرها.
حالة مرضية
شاب في نهاية عمر المراهقة من أسرة محافظة وملتزمة دينيا. تعثرت مسيرته التعليمية ولم يفلح في الانتقال إلى التعليم الجامعي ولا توجد لديه شبكة اجتماعية ينتمي إليها من أقرانه من الذكور. بدأ يشكو من نوبات هلع وتم تحويله إلى مركز للصحة النفسية ويشكو من أفكار قاتلية لتصفية المجتمع من الآثمين مستندا إلى روايات في الكتاب المقدس. لم تكن هذه الأفكار حصارية بكل معنى الكلمة ولم توجد أعراض طبنفسية أخرى سوى أعراض غير مقنعة من اختلال الانية. لم يستجيب للعلاج بالعقاقير ودخل المستشفى 15 مرة ودخل في علاج نفسي مع معالج مختص بالطب النفسي العدلي. تغيرت شخصيته تدريجيا وظهرت أعراض شخصية حدية من خدش الذراعين ومحاولة القفز من الجسور وتعاطي مواد كيميائية محظورة. بعد خمسة أعوام قتل نفسه شنقا تحت تأثير الكحول.
تثير حوادث القتل الجماعي انتباه الإعلام وهناك الكثير منها في الولايات المتحدة. الكثير منهم يقتل الضحايا ويقتل نفسه وفي غالبية الحالات يتم صب اللوم على توفر السلاح بسهولة في الولايات المتحدة الأمريكية ومعارضة المؤسسة السياسية التي يهيمن عليها المحافظون تشريع القوانين ضد تقييد حرية امتلاك السلاح. لكن في يوم 21 يوليو قتل شاب ألماني من أصل إيراني زملائه في مدينة ميونيخ وبعض المارة وفي بلد يصعب الحصول فيه على رخصة لامتلاك السلاح. كان تحت المراقبة الطبنفسية وتم علاجه من الاكتئاب وما نعرفه بأنه كان يشكو من نزعة لقتل جماعي.
الأفكار القاتلية الاكتئابية
الأفكار الاكتئابية يصاحبها الشعور بالذنب والغالبية العظمى من المرضى لا يفكرون بقتل الآخرين وإنما قتل أنفسهم. اليأس من الحاضر والمستقبل والندم على الحاضر والماضي والعجز عن مواجهة الحياة مواضيع متكررة في الاكتئاب وتولد من جراء الحالة الوجدانية الاكتئابية فلذلك يصفها الطب النفسي بأفكار ثانوية وغير أولية كالتي تظهر في مختلف الاضطرابات النفسية المتميزة بعملية وهامية.
ولكن هناك مراحل من الاكتئاب الجسيم وأشدها هو الاكتئاب الذهاني Psychotic Depression أو الاكتئاب الوهامي Delusional Depression وفي هذا النوع من الاكتئاب تتطور الفكرة الاكتئابية المحاطة باليأس من الحاضر والمستقبل والندم على الماضي إلى ضرورة الرحمة بالمقربين من العائلة وقتلهم قبل أن يقضي عليهم شر المجتمع. يتم حشر المقربين من المريض في الشبكة الوهامية في أغلبية الحالات ولكن لكل قاعدة استثناء.
الأفكار الوهامية الزورانية المطابقة لحالة وجدانية اكتئابية ليست بغير الشائعة في الاكتئاب الذهاني ورغم أن المريض يتصور في غالبية الحالات بأنه يستحق احتقار الآخرين له ولكن هذا لا يمنعه أحيانا من الاستجابة لضغط الأفكار الوهامية وتنفيذ حكم الإعدام بهم.
أما أكثر الحالات التي تثير الأسى فهي حالات اكتئاب ما بعد الولادة حيث يتم حشر الطفل الرضيع في الشبكة الوهامية للأم المريضة. لذلك لابد من الاستفسار عن الأفكار القاتلية في كل مريضة مصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
العقاقير المضادة للاكتئاب وجرائم القتل
العقاقير المضادة للاكتئاب هي لعلاج اضطراب الاكتئاب الذي تم تشخيصه بدقة وتقييم خطورته والتفكير بخطة للعلاج ثم تحديد أهدافها. لكن استعمال هذه العقاقير تجاوز الاكتئاب الجسيم إلى أعراض اكتئابية وقلق في جميع المرضى ومن الذين يواجهون ضغوطا في العمل والعلاقات أو الذين يتصفون بصفات شخصية عدوانية. لا يتوقف الطبيب عن استعمال هذه العقاقير عند عدم استجابة المريض لها وإنما يعيد الكرة مع عقار آخر. من جراء ذلك تظهر بعض الحين والآخر مقالات تحذر من استعمال هذه العقاقير وتربطها بولادة أفكار إجرامية وارتكاب جريمة قتل.
الفصام
يشكل المصابون بالفصام الغالبية العظمى من مرضى مراكز الصحة النفسية العدلية بسبب إدانتهم بجريمة اعتداء على الآخرين. جريمة القتل ترسل المريض تجاه مركز أمنى عالي High Security ولمدة لا تقل عن عامين وبعدها يتم البت في إمكانية إرساله إلى مركز أمنى متوسط Medium Secure ويبقى المريض المدان بجريمة قتل تحت المراقبة الطبية طوال عمره.
الأفكار القاتلية الوهامية في الفصام والاضطراب الوهامي المزمن تولد نتيجة عملية زورانية مزمنة ولكنها أحيانا تكون استجابة لهلاوس سمعية تأمر المريض بارتكاب جريمة قتل. الكثير من المرضى لا يصل إلى مراكز الصحة النفسية إلا بعد ارتكابه الجريمة والبعض منهم يختفي من رادار الصحة النفسية لأسباب متعددة. الحقيقة التي لا تقبل النقاش هي أن احتمال ارتكاب المصاب بالفصام لجريمة قتل أضعاف غيره من البشر(3) ولذلك يجب عدم التفكير بالتخلي عن متابعة المريض.
يختلف المريض المصاب بالفصام عن المجرم غير المصاب باضطراب نفسي بسهولة الكشف عن جريمته واعترافه وتبريره لفعله بما يعكس اضطراب تفكيره.
القصد والفعل الجنائي والأفكار القاتلية
يعني القانون الجنائي في جميع أنحاء العالم بعاملين لإدانة الإنسان بجريمة قتل وهما:
1- القصد الجنائي Mens Rea
2- الفعل الجنائيِ Actus Rea
لابد من تواجد القصد (العقل المذنب) والفعل لإدانة المتهم ولكن الأول يتطلب وجود الفكرة في عقل سليم والنية لارتكاب الجريمة. هذا القصد الجنائي الناتج عن اضطراب ذهاني وأفكار وهامية يعفي المريض من المسؤولية الجنائية ولكن هذا لا يعني براءته وإطلاق سراحه وإنما تحويله باتجاه مؤسسة تتحمل مسؤولية علاجه وحماية الآخرين منه وتخضع لإرادة الجهات القانونية والقضاء بدلا من الخدمات الصحية.
هذه القاعدة تفسر السبب وراء عدم معاملة المرضى المصابين باضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية الحدية ومثل المريض المصاب بالفصام أو الاكتئاب الذهاني أو حتى الذي يعاني من أي اضطراب نفسي آخر لأن القصد الجنائي ناتج من عقل لا يخضع لتأثير عملية ذهانية.
أما الذي يرتكب جريمته تحت تأثير الكحول والمخدرات التي قد تؤدي إلى عملية ذهانية فلا يختلف تعامل القانون معه كأي مجرم آخر ويتحمل بالكامل مسؤولية فعله.
مناقشة عامة
يوضح المخطط أدناه الكثير من القواعد العامة في ولادة وعلاج وتنفيذ الأفكار القاتلية في الطب النفسي. يبقى الناقل الكيمائي المعروف بالدوبامين مصدر اندفاع الإنسان ويلعب دوره عبر سكته التي توصله إلى النوى القاعدية في الدماغ. يؤثر ويتأثر إفراز هذا الناقل الكيمائي بالجهاز الحوفي الذي هو مركز الحياة العاطفية للفرد ويصل كذلك إلى الفص الجبهي الذي يتحكم بإرادة وتعقل الإنسان ويحدد عتبته في عدم الاندفاع وارتكاب حماقة ما. الفص الجبهي للمخ هو الذي يحدد عتبة تثبيط السلوك البشري ويمنع الإنسان من الانحدار نحو سلوك يلحق الأذى به وبغيره سواءً كان ذلك جسديا أو عاطفيا.
التلاعب بفعالية الفص الجبهي عن طريق استهلاك الكحول أو تعاطي المخدرات والتي تؤدي إلى هبوط عتبة التثبيط وارتكاب حماقة لا تعفي الإنسان من المسؤولية وعدم وجود القصد الجنائي والعقل المذنب. كذلك الحال مع اضطرابات الشخصية وفي مقدمتها الشخصية الحدية التي تتميز بانخفاض عتبة التثبيط أحيانا وخاصة في ممارسة سلوك إلحاق الأذى بالنفس وتكرار السلوك الانتحاري. في الوقت الذي يدفع السلوك الانتحاري مريض الشخصية الحدية نحو الرعاية الطبنفسية ولكن توجيه هذا السلوك نحو الآخرين بدافع الانتقام يدفعه نحو القضاء وخلف القضبان.
هذه القاعدة الأخيرة في القصد الجنائي والعقل المذنب يتم تطبيقها على جميع الاضطرابات الطبنفسية غير الذهانية مثل اضطراب الكرب التالي للرضخ المعروف بـ PTSD. لا يكفي أن يعلل المصاب بهذا الاضطراب انتقامه من الذين استغلوه جنسيا في السابق أو اعتدوا عليه جسديا. هذا يقودنا نحو الوصول إلى استنتاج آخر وهو أن نزعة الانتقام لا يسامح عليها القانون ويشمل ذلك حتى جرائم غسل العار والشرف فهي مجرد جريمة لا تختلف في إطارها عن الجرائم الأخرى.
نزعة الانتقام موجودة في جميع البشر ولها أبعاد نفسية واجتماعية واقتصادية ودينية. القاعدة العامة هي أن هذه النزعة يتم تحفيزها حين يشعر الإنسان بأنه ضحية الالتفاف حول العدالة الإنسانية والاجتماعية لسبب أو آخر. الإرهابي الذي يفجر نفسه ويقتل الأبرياء بدافع الشهادة والوصول إلى الفردوس لا يمارس سوى عملية انتقامية ولدت لأسباب عدة ولكنه مجرم بكل معنى الكلمة. كذلك الحال مع الشعوب التي تنتقم من شعوب أخرى بحجة حماية كيانها أو ما تمارسه السلطات بحق شعوبها. جميع ذلك يدخل في نطاق واحد وهو الانتقام. قد يعترض البعض ويضع ارتكاب المصاب للذهان في إطار الانتقام ولكن المريض مصدر انتقامه عقل مضطرب بسبب عاهة مرضية وعقله غير مذنب ودون ذلك فإن العقل المنتقم عقل مذنب.
المغفرة مقابل الانتقام
في الوقت الذي يقبل الجميع بأن الانتقام غريزة ترى الحديث عن المغفرة أقل شيوعا. لا تسمع عن المغفرة بمقدار ما تسمع عن الانتقام على مستوى المجموعات الصغيرة والكبيرة من البشر في العالم. هناك من يضع المغفرة بأنها غريزة ثانوية ولدت مع تطور العقل البشري عبر العصور وفي طريقها إلى احتلال موقع الصدارة في التعاملات البشرية ولكن ما نراه اليوم في عالمنا المعاصر لا يثبت هذه النظرية وإنما يناقضها.
وردت كلمة المغفرة في القرآن الكريم 234 مرة وهي من صفات الله عز وجل. هناك التركيز على العفو دون العقوبة وأن أجر العفو عليه جل جلاله: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِين (الشورى ٤٠). رغم ذلك ترى سلوك الفئات الإسلامية أو الإسلاموية إذا صح التعبير تركز على الجهاد ومفهوم الجهاد الذي يتحدثون عنه ما هو إلا نزعة انتقامية بحتة لا غير.
القاعدة التي يستعملها الطب النفسي لعلاج الأفكار القاتلية الذهانية تستند على استعمال العقاقير المضادة لمفعول الدوبامين أو المضادة للذهان. يتم استعمال هذه العقاقير سواء كان التشخيص الأولي فصامي أو وجداني المنشأ أو خليطا من الاثنين. أما العلاج الكلامي فله دوره أيضا ولكن لا جدوى منه بدون استعمال العقاقير ومن الحماقة استعمال الكلام فقط للسيطرة على أفكار ذهانية قاتلية. استجابة المرضى للعلاج تكون مرضية ولكن يحرص الطبيب على ضمان استعمال الدواء لفترة طويلة وأحيانا طوال العمر.
واحدة من المعضلات التي تواجه الطبيب النفسي أحيانا هو وهام الغيرة(4) ووهام الحب. فهذا النوع من الاضطراب الوهامي شديد الارتباط بالأفكار القاتلية وجريمة القتل. لا يستطيع الطبيب بحكم عمله ضمان سلامة زوج المريض في الاضطراب الوهامي ولا مكان لحفظ سرية المريض في الممارسة المهنية. كذلك الحال في وهام الحب فخطورته لا تقل أحيانا عن وهام الغيرة.
الاستنتاجات
٠ يمكن القول بأن الأفكار القاتلية تولد نتيجة شعور النسان بالأذلال. العاطفة التي تصاحب هذا الشعور خليط من الغضب والشعور بالاحتقار. تولد هذه الأفكار في عقل مريض وعقل غير مريض. كلاهما يؤدي الى نزعة الفرد للانتقام.
٠ في العقل المريض تولد هذه الأفكار عن طريق عملية ذهانية في عقل مصاب بعاهة مرضية يصاحبها ارتفاع إفراز الدوبامين. هذا العقل المريض هو عقل غير مذنب وغير جنائي ويستحق رعاية المجتمع.
٠ في العقل غير المريض تولد هذه الأفكار بسبب ظروف بيئية من اجتماعية وعائلية واقتصادية ونفسية. يعتبر هذا العقل عقلا جنائيا مذنبا سواء وجدت علامات اضطراب شخصية أو لم تجدها.
٠ رغم أن الحضارة الراهنة تشجع على المغفرة(2) ولكن النزعة الانتقامية موجود على مستوى الأفراد والمجموعات البشرية في جميع أنحاء العالم وقد وصلت ذروتها في الإرهاب الذي انتشر وبائيا في العالم العربي.
المصادر:
1- Booth B, Friedman H, Curry S, Ward H, Stewart E (2014). Obsessions of child, murder: Under recognised manifestations of obsessive-compulsive disorder. The Journal of the American Academy of Psychiatry and the Law. 42: 66-74.
2- Carlsmith K, Wilson T, Gilbert D (2008). The paradoxical consequences of Revenge. Journal of Personality and Social Psychology 95: 1316-1324
3- Ernonen M, Tllhonen J, Hakola P (1996). Schizophrenia and Homicidal Behaviour. Schizophrenia Bulletin 22(1): 83-89.
4- Kingham M, Gordon H(2004). Aspects of morbid jealousy. BJPsych 10(3): 207-215.
واقرأ أيضًا:
حرية الرأي في العالم العربي والإسلامي / الجريمة ورادار الصحة النفسي