الجمال والجاذبية ٤- التوسطية في الجمال
الجمال والجاذبية لها أهدافها البيولوجية في البحث عن شريك الحياة ونقل جينات الفرد إلى أبنائه. ولكن هناك جانبا آخر يتداخل مع الهدف البيولوجي وهو طموح الإنسان لحياة خالية من العزلة ووجود من يسانده في مواجهة تحديات الحياة. تجنب العزلة يعني تجنب الألم، وتجنب الألم هو ما يسعى إليه الإنسان طوال عمر سواء كان ذلك الألم جسديا أو نفسيا أو اجتماعيا أو فكرياً. لذلك فإن الحديث عن الجمال والجاذبية لا يتعارض مع فطرة الإنسان ولا يجوز لأحد أن ينتقد من يحاول أن يعرض نفسه في أفضل صورة ممكنة.
تبحث المرأة عن الكمال في الرجل، ويبحث الرجل عن الكمال في المرأة. عامل التوسطية وعامل التناسق لا يختلفان كثيراً في المرأة والرجل، ولكن هناك عاملاً آخر يتأثر بتركيب الإنسان البيولوجي وهي الصفات الجنسية الثانوية. هذه الصفات هي التي تحدد أنوثة المرأة وذكورية الرجل، ويتحكم فيها هرمون التستوستيرون. هذه الصفات هي:
١- عظام الفك الكبيرة في الذكور عكس الإناث.
٢- عظام الخد البارزة أكثر في الذكور عكس الإناث.
٣- رقة الخد في الذكور أكثر من الإناث.
أما شعر الوجه في الرجال فالعلاقة بين الجاذبية واللحية أو حلاقتها لا وجود لها. معظم الدراسات تتميز بإطارها التجاري الإعلامي، وفي جميع الأحوال ما يثير انتباه الآخرين نظافة الإنسان وعنايته ببشرة الوجه بلحية أو بدونها.
الجاذبية والجمال والتحيز الوقائي Protective Bias
تعريف الجاذبية إعلامياً واجتماعياً أحياناً يختلف عن تعريفها علمياً. الجاذبية العلمية التي تستهدف علاقة زوجية تميل إلى الوسطية والتناسق وصفات الأنوثة في المرأة وصحة البشرة. هناك أيضاً العوامل الاجتماعية وتوجه الإنسان لا شعورياً نحو زوجه التي يعثر عليها من معدل ما هو موجود حوله. يتم توطيد العلاقة عن طريق التواصل الفكري والثقافي والجسدي السليم الذي يتم حصره في إطار الحب. هذا الطريق في الدخول إلى علاقة زوجية يؤدي إلى ولادة ما نسميه بالتحيز الوقائي الذي يدفع الإنسان إلى موقع جديد يرى الآخرين دون زوجه جمالاً وجاذبيةً.
أما الإنسان الذي يتم وصفه بجاذبية عالية فهو يبتعد عن المعدل ونادراً ما يحصل على التحيز الوقائي بعد الزواج. هذا ما يفسر أحياناً فشل الزواج بامرأة جمالها وجاذبيتها أعلى من المعدل أو رجل عالي الوسامة، حتى وإن لم تنتهي العلاقة بالطلاق. رغم أن التحيز الوقائي يلعب دوره ولكن الدراسات في هذا المجال ضعيفة مقارنة بالعوامل البيولوجية والتطورية التي تعرف لنا الجمال والجاذبية.
المصادر
1- Folstad I., Karter A. J. 1992. Parasites, bright males and the immunocompetence handicap. Am. Nat.139, 603–622.
2- Hillgarth N., Wingfield J. C. 1997. Testosterone and immunosuppression in vertebrates: implications for parasite mediated sexual selection. In Parasites and pathogens (ed. Beckage N. E., editor. ). New York, NY: Chapman & Hall
3- Kanda N., Tsuchida T., Tamaki K. 1996. Testosterone inhibits immunoglobulin production by human peripheral blood mononuclear cells. Clin. Exp. Immunol. 106, 410–415.
4- Rhodes G., Chan J., Zebrowitz L. A., Simmons L. W. 2003. Does sexual dimorphism in human faces signal health? Proc. R. Soc. Lond. B 270, S93–S95.
5- Yesilova Z., Ozata M., Kocar I. H., Turan M., Pekel A., Sengul A., Caglayan Ozdemir I. 2000. The effects of gonadotropin treatment on the immunological features of male patients with idiopathic hypogonadotropic hypogonadism. J. Clin. Endocrinol. Metab. 85, 66–70.