احتقان والتهاب البروستات والطب النفسي
البروستات غدة بحجم الجوزة يمر عبر مركزها الإحليل في طريقه من المثانة وتفرز سائلاً يغذي ويحمي الحيامن ويتم قذفه مع السائل المنوي.
يتم فحص غدة البروستات عبر المستقيم لتقييم حجمها. بعد ذلك هناك فحوص مختبرية وإشعاعية. لا يمكن لطبيب أن يرى الغدة ولا يمكن أن يحكم على وجود احتقان فيها. يتم تقسيم الحالات المرضية لغدة البروستات كما يلي:
١- التهاب البروستات.
٢- التضخم الحميد للبروستات.
٣- أورام البروستات الخبيثة.
التضخم لا مفر منه بعد عمر ٥٠ عاماً ولكن الغالبية العظمى من الرجال لا تشكو من أعراض. الأورام تحدث بعد عمر ٦٠ عاماً وقد تحتاج إلى علاج أو لا علاج. الأعراض هي صعوبة في التبول ولا يصعب تشخيص التضخم والورم هذه الأيام. العلاج هو الانتظار أو العقاقير أو الجراحة مع الإشعاع الموضعي في حالة وجود ورم.
بحث الكثير في العلاقة بين استعمال العقاقير الطبنفسية والتضخم والأورام، والعلاقة إن وجدت فهي ضعيفة ولا يصعب الاستنتاج بأن مصدرها هو التحيّز الاختياري للعينة Selection Bias. العقاقير المضادة للاكتئاب من صنف ثلاثية الحلقة TCA) Tricyclics Antidepressants) تتميز بمضاد الفعل الكوليني الذي يؤثر على المثانة والإحليل وبالتالي قد تظهر أعراض صعوبة التبول الشديدة في المريض المصاب بتضخم البروستات. كذلك الحال مع العقاقير المضادة للذهان من الجيل الأول (First Generation Antipsychotic Drugs (FGAD ولذلك لا بد من الاستفسار عن أعراض التبول في كل مريض خاصة إذا تجاوز الأربعين من العمر.
هذه الحالات الطبية من الأورام والتضخم معروفة ولكن الإشكال هو في التهاب البروستات واستعمال مصطلح الاحتقان. الاحتقان الدموي هو ظاهرة تحدث طبيعياً ومع كل عملية التهابية، ولكن استعماله بمفرده لتفسير ما يشكو منه المريض من أعراض جسمانية أو جنسية فذلك بعيد عن الصواب. يستعمل البعض المصطلح أيضاً لتحذير البعض من مشاكل العادة السرية، وهذا التحذير إن لم يكن بعيداً عن الصواب فهو لا يخلو من الغلو.
التهاب البروستات
التهاب البروستات من نوعين:
١- التهاب البروستات الحاد.
٢- التهاب البروستات المزمن.
الأول نادر جداً وأعراضه حادة من آلام وارتفاع درجة الحرارة ويصاحب ذلك تفريغ سائل سميك عبر الإحليل ولكن بكميات قليلة. الأعراض هي الألم حول القضيب ، والخصيتين والشرج وحتى في أسفل الظهر أو البطن. الأعراض البولية هي المفتاح إلى التشخيص مع كثرة الشعور بالحاجة إلى التبول، تقطع البول، الدم في البول، وأحياناً لا يستطيع المريض التبول وينتهي في غرفة الطوارئ بسبب احتباس البول الحاد. أما العوامل التي تؤدي إلى التهاب البروستات الحاد فهي تتعلق بأمراض المجاري البولية وجروح الحوض والجنس الشرجي(لاحظ أدناه).
البكتريا التي تسبب التهاب البروستات الحاد لا تختلف عن التي تسبب التهابات المجاري البولية أو التهابات الدم. يتم فحص البول واستعمال مضاد حيوي لمدة أسبوعين أو ثلاثة.
التهاب البروستات المزمن
التهاب البروستات المزمن أكثر تعقيداً من الالتهاب الحاد. الأخير يرسل المريض صوب الطبيب العام أو جراح المجاري البولية والأول يتنقل بالمريض من طبيب إلى آخر وما يقارب النصف منهم تنتهي رحلته إلى الطبيب النفسي أو مراكز الألم المزمن التي طالما تستعين بخدمات الطبيب النفسي أو المعالج النفسي أو كليهما.
السبب في ذلك يعود إلى تشابك حالات التهاب البروستات المزمن مع متلازمة ألم الحوض. لا يختلف الأمر في النساء حيث يكثر الحديث عن التهابات مزمنة في مختلف أعضاء الحوض وتشابك ذلك مع ألم الحوض المزمن(لاحظ المخطط أدناه).
يتم تقسيم التهاب الحوض المزمن إلى نوعين:
١- التهاب بسبب بكتريا ( يقارب ٤٠٪).
٢ التهاب بدون بكتريا ( يقارب ٦٠٪).
الكثير منهم لا يستجيب للعلاج بمضاد بكتريا وعقار سايبروفلوكسين Ciprofloxacin هو من أكثر العقاقير استعمالاً ويتم وصفه لمدة ٤ – ٦ أسابيع. يستجيب البعض له والكثير لا يستجيب وتستمر الأعراض ويتنقل المريض من مركزٍ إلى آخر. الكثير منهم يستعمل عقاقير الألم المزمن ومنها مضادات الاكتئاب ومضادات الالتهاب بصورة منتظمة مع عقار تامسولوسين Tamsulosin لعلاج أعراض التبول. هناك من يحتاج إلى عقار أميتربتلين Amitriptyline وعقار كابابينتن Gabapentin بصورة منتظمة.
العوامل كثيرة الملاحظة مع التهاب البروستات المزمن هي:
١- عمر ٣٠ – ٥٠ عاماً.
٢- تاريخ سابق التهاب البروستات.
٣- وجود متلازمات الألم الأخرى مثل القولون العصبي.
٤- تاريخ تحرش جنسي.
أما ربط العادة السرية بأمراض البروستات فهو مجرد خرافة لا أكثر ولا أقل من ذلك. على العكس هناك أكثر من دليل بأن تكرار القذف يخفض من احتمال الإصابة بأورام البروستات بما لا يقل عن ٣٣٪ وهذه حقيقة متداولة من أكثر من ٢٠ عاماً.
المصادر
1- Banyra O, Ivanenko O, Nikitin O, Shulyak A (2013): Mental status in patients with chronic bacterial prostatitis. Cent European J Urol. 66(10: 93-100.
2- Janseen P, Kukahn R, Spieler K, Weissbach L (1983): Psychosomatic studies of chronic prostatitis. Z Psychosom
واقرأ أيضًا:
الإمساك / آليات الدفاع النفسية / المرآة والطب النفسي / السبانخ والوقاية من الخرف