الرموز متعددة وهي كالعلامة التجارية المسجلة التي تشير إلى شركة ما أو مؤسسة أو جمعية أو حزب، فلكل حالة ما يرمز لها ومن المعروف أن الدول تختار علماً يرمز لها وشعاراً يمثلها، ولكل منها نشيدها الوطني المترجم لذاتها وآليات تؤكد جوهرها. فالرمز إشارة لمعاني وتفاعلات وسلوكيات عليها أن تؤكدها في الواقع المكاني والزماني، وأن يكون الرمز أميناً ووفياً لما يمثله ويتصل به.
وعندما يرمز الشخص لدين بما يظهر به ويلبسه من زي يشير إلى أنه ممثل رسمي وعملي لذلك الدين فعليه أن يكون أميناً صادقاً في تحمل المسؤولية لأنها تتسبب بآثار سلبية وإيجابية على الدين الذي اختار أن يكون ممثلاً واضحاً له.
فالذي يضع العمامة على رأسه يقول للناس من حوله بأنه يمثل الدين ويطرح نفسه بهذا الشكل فإنه يتحمل مسؤولية كبيرة ويلقي على عاتقه أمانة عظيمة، ولهذا فعليه أن يكون في ذروة النباهة والورع والحذر فيما يقوله ويبدر منه لأن الناس من حوله ستقرنه بالدين وستقلده وتتعلم منه بالفعل الذي يقوم به ومن القول الذي ينطقه.
إن للعمامة حرمتها ودورها وأهميتها في الحياة الاجتماعية عبر الأجيال وعليها أن تعرف ذلك وتتصرف وفقاً لما في الدين من جوهر مبين لا أن تصبح أمراً مشاعاً وقبعةً يضعها مَن يشاء على رأسه ويدّعي زوراً وبهتاناً وعدواناً أنه يمثل الدين فيختلط على الناس فهم الحقيقة ويضيع الدين بقيمه وأخلاقه ومعانيه الإنسانية السامية.
ولهذا فمن الواجب أن يكون للعمامة مجلس علمي فقهي شامل يمنحها كما تُمنح أي درجة علمية في المحافل الأكاديمية، وأن تكون مقرونة بشهادة ودليل يعترف بقدرات صاحبها على التحدث عن الدين وفقا لمنطلقاته الرحيمة وما يحمله من رسالة معرفية حضارية للألفة والأخوة الإنسانية.
كما أن العمامة عليها أن تكون ذات اختصاص، فلكل منها لون يمثل اختصاصاً معينا في الدين، فلا يُعقل أن يكون المعمم عارفاً موسوعياً في الدين فهذا أمر لا تُقرّه بديهيات الأمور ولا يتوافق مع الكم الهائل من المعارف الدينية.
ولهذا يمكن القول أن احترام العمامة يعني حترام الدين، أما أن تصل العمامة إلى نوع من الدجل والخداع والتضليل والمتاجرة بالدين والتعبير عن أمّارات السوء والبغضاء فذلك هو الفساد المبين والحرب المعلنة على الدين.
فاحترموا العمامة بوضعها على الرأس المناسب لكي يسلم الدين من العدوان الأثيم!!
واقرأ أيضاً:
قتلُ الأعلام من الإظلام!! / المسلم يقتل المسلم ولو كَرِهَ المسلمون!! / دموع القبلات!!