الفصام (شيزوفرنيا) (2-3)
ملاحظات سريرية
الأعراض السالبة Negative Symptoms
تتميز هذه الأعراض بقلة استجابتها للعلاج قياساً بالأعراض الموجبة التي تم تطرق إليها بالتفصيل. كذلك يتم التركيز على هذه الأعراض من أجل تأهيل المريض علاجياً بعد السيطرة على الأعراض الموجبة. هذه الأعراض لا توجد فقط في الشيزوفرانيا، ولكنها أكثر الأعراض تحدياً للعلاج والتأهيل على المدى البعيد. هناك الكثير من المصطلحات التي تستعمل أهمها:
١_تسطح المزاج Affective Flattening.
٢_انعدام الإرادة Avolition.
٣_ قلة الكلام Poverty of Speech .
الجدول أدناه يوضح هذه الأعراض:
العرض السالب | ملاحظات |
التسطح الوجداني Flat Affect | غير الاكتئاب ولا يستجيب لمضادات الاكتئاب |
حبسة الكلام Poverty of Speech | نادراً ما يتكلم المريض بتفصيل |
فقدان الاندفاعAmotivational State | يؤثر سلبياً على أداء المريض الوظيفي عموماً |
انعدام التلذذ (اللاتلذذ)Anhedonia | لا يبالي به المريض ولكن يجب التحري عن الاكتئاب |
ضعف الانتباه Attention Deficit | لا علاقة له باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ا.ن.ا.ف.ح) |
الانسحاب العاطفيEmotional Withdrawal | يعتزل المريض من حوله ولا يبالي بالأزمات |
الاختلال المعرفي
تتميز هذه الأعراض بوجودها منذ بداية المرض، وتتناسب طردياً مع حصيلة المرض النهائية. لا تزداد هذه الأعراض في حدتها مع الوقت على عكس ما يتصور الكثيرون، ويمكن ملاحظة البعض منها في أقارب المريض. من هذه الأعراض ضعف في التركيز والذاكرة وحدة الذكاء. لا تستجيب للعلاج بصورة كاملة وسيتم تناولها بصورة مفصلة لاحقاً.
الهلوسة
بالإضافة إلى الهلوسة السمعية هناك أنواع أخرى تتناول جميع حواس الإنسان والتي يمكن مشاهدتها في المرض وخاصة في المراحل المتأخرة منها:
• بصرية : لا تظهر بمفردها وكثير الملاحظة في الحالات المزمنة.
• تذوقية : متنوعة وكثيراً ما تلفت النظر إلى وجود الصرع وعمل فحوصات طبية لا فائدة منها.
• شمية : هي الأخرى متنوعة ومستمرة.
• لمسية.
الوهام الأفكار الوهامية أو الضلالات Delusions
تتميز الأفكار الوهامية في مرض الفصام بكونها:
١_ غريبة وعجيبة Bizarre وهذا ما يميز وهامات الفصام عن الوهامات في الاضطراب الوهامي.
٢_ عدم مطابقتها للمزاج، وهذه أهم قاعدة لتمييز الفصام عن الاضطرابات الوجدانية.
٣_ يمكن تصنيف تجارب التأثرية بأنها أوهام السيطرة على الأفكار والوظائف الجسدية.
اضطراب التفكير الشكلي Formal Thought Disorder
رغم أن هذه الأعراض لا يتم الاعتماد عليها لتشخيص المرض ولكنها من أهم الأعراض التي ترشد الطبيب لتشخيص الفصام والتحري عن أعراض المرتبة الأولى. عند سماع حديث المريض يتميز الكلام بما يلي:
١_ الغموض Vagueness.
٢_ الخروج عن خط الحديث Derailment.
٣_ تفكك الارتباط Loosening of Association.
هناك العديد من المصطلحات المستعملة ولكن يمكن اختزالها والاكتفاء بالمصطلحات الثلاثة أعلاه.
الاكتئاب
يعاني كثيرون من المصابين بالفصام من أعراض اكتئاب، وترى العقاقير المضادة للاكتئاب توصف لهم. تتراوح نسبة الاكتئاب بين 10% في الراقدين في المستشفى إلى 50% من المرضى الموجودين في المجتمع. أما تعبير "الاكتئاب ما بعد النوبة الذهانية Post- psychotic Depression" فهو لا معنى له ولا يجوز استعماله. يكثر الاكتئاب في المرضى الذي يعانون من الشك وضلالات الشك، وجود إدراك حول طبيعة المرضى أي درجة عالية من الاستبصار Insight، والإدمان على الكحول والمخدرات.
على ضوء ذلك ترى أن ما لا يقل عن 10% من مرضى الفصام ينتحرون في نهاية الأمر وبطرق مثل الشنق والطعن. محاولات الانتحار تتراوح نسبتها بين 20-50% وتعطي إنذاراً للطبيب النفساني لاتخاذ جميع الوسائل الممكنة لمساعدة المريض اجتماعياً وصحياً. يكثر الانتحار في الذكور، بداية المرض في عمر مبكر، الإدمان، العزلة الاجتماعية، وعدم السيطرة على المرض طبياً.
السلوك المتكرر Repetitive Behavior
يكثر مشاهدته في الفصام مثل:
١_ العقعقةأو البيكا Pica (أكل مواد غير غذائية).
٢_ العطاش Polydipsia (شرب كميات هائلة من السوائل).
٣_ الاكتناز Hoarding.
٤_ سلوك الشره Bulimic Behaviour.
معاقرة المواد Substance Abuse
يكثر هذا الاضطراب في الشيزوفرانيا ويُلاحظ فيما يقارب 50% من المرضى. يبدأ الجدال إن كانت المواد الكيمائية السبب الأول والأخير للمرض. ترى أقارب المريض يفضلون لوم المواد في ظهور المرض ولكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك. القاعدة العامة هي أن أكثر من نوبة ذهان مع استعمال مواد محظورة يعني احتمال وجود عملية فصامية.
الحركات المختلة غير الإرادية Involuntary Dyskinetic Movements
يكثر ظهورها بسبب المرض والعلاج ويمكن مشاهدتها في الأطراف والوجه. تظهر في 4% من المرضى عند التشخيص وتزداد نسبتها سنوياً لتصل إلى 40% بعد عمر الستين عاماً. هناك علاقة بين علاج المرض وهذه الحركات أيضاً.
أعراض الوسواس القهري
تتراوح نسبتها بين 15 – 25 % من المرضى. اضطراب الحصار المعرفي أو الوسواس القهري لا يعني بالضرورة وجود علاقة بين الاضطرابين، وعلى العكس من ذلك توجد علاقة عكسية بينهما. وجود الاضطرابين معاً يعرقل مسيرة العلاج.
نوبات الهلع PANIC ATTACKS
تظهر في ما يقارب 25 – 40% من المرضى، وكذلك في أقارب المريض.
العنف والفصام
في معظم الحالات ترى هؤلاء المساكين ضحايا اعتداء الناس عليهم، لكن إن حدث واعتدى أحد منهم على شخص ما من عامة الناس تبدأ الصحف بالحديث عن خطورة المرضى المجانين على عامة الناس ويبدأ رجال السياسة بسن التشريع بعد الآخر لإجبار المرضى على العلاج قانونياً. ربما هناك زيادة طفيفة في اللجوء إلى العنف في الشيزوفرانيا ولكنه يقل بوضوح مع العلاج وتوفر الخدمات.
الأمراض الطبية في الفصام
يتعرض المرضى لأنواع متعددة من الأمراض الطبية من جراء الإهمال الاجتماعي وعدم توفر الخدمات الاجتماعية والصحية لهم. كذلك لا تخلوا العقاقير المضادة للذهان من أعراض جانبية تودي إلى تغيرات أيضية مزمنة مثل: زيادة الوزن وارتفاع تركيز الدهون في الدم. غير أن هناك مرضاً واحداً يقل ظهوره عند هؤلاء المرضى بصورة ملحوظة وهو التهاب المفاصل الروماتيدي Rheumatoid Arthritis.
ويتبع >>>>>>: الطب العصبي النفسي للفصام
واقرأ أيضاً:
الهجرة والذهان Migration and Psychosis / اضطرابات الشخصية / سيرترالين Sertraline