فذ: ألمعي، ذكي، فريد ومتميز.
ملاذ: ملجأ، حِصن.
الأمة تكنز قدرات فائقة الطاقات والتطلعات، وفيها بكل الميدان عقول ذات إمكانات هائلة وقابليات متميزة تتفوق فيها على قدرات الآخرين، فلا يخلو تخصص معرفي إلا ولديها عقول بارعة فيه، لكنها أمة تبدو خاوية كسيحة معطلة وكأنها خارج زمانها ومكانها، ومُبَدِّدَة لطاقاتها فيما يضرها ولا ينفعها.
أمة أنوار وعلوم ومعارف لا تنضب، وتعجز عن توظيف ما عندها من الثروات الحضارية لصناعة كينونتها المعاصرة والتعبير عن جوهرها وذاتها الإبداعية التي تكنز النفائس والنوادر والجمال الأثير.
ولا نريد أن نتساءل "لماذا؟" لأن الجواب لن ينفع، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة والجرأة ونتساءل عن "كيف نستثمر طاقاتنا، ونحيِّ أمتنا، ونخرجها من وهاد الضياع والضلال إلى أنوار التفاعل المعاصر مع التحديات التي تواجهها؟".
أبناء الأمة جميعهم مُطَالبون بإعمال العقل واستحضار الأجوبة العملية الراشدة القادرة على توظيف الطاقات ومنع هدرها وتبدُّدها فوق رمال الويلات والتداعيات الخسرانية المُكيدة.
فعقول الأمة عليها أن تتفاعل بإيجابية ونكران ذات، وأن تبتعد عن الخصومات وترى بعيون نحن، وتنكر الأنانية والغرور والتخندق في متاريس "أنا"، وأن تكون مصلحة الأمة إرادة مشتركة وهدف جامع لبناء الهوية والقدرة على الانطلاق الواثق للأمام.
والسؤال الصعب هو: كيف تتفاعل عقول الأمة وما فيها وما حولها يعدُّها للتشظي والتناثر؟
لابد من الاجتهاد في البحث عن كيفيات الوصول إلى منطلقات كينونتنا الجامعة الكبرى... فهل لنا أن نتحرر من قيود القنوط، ونعتصم بإرادة أمتنا، ونؤمن بأننا بها نتحقق ونكون؟
د-صادق السامرائي
25\11\2020
واقرأ أيضاً:
إنك لمن الجاهلين / أمةٌ تكون، ولن تهون / المجتمع الغائب والكرسي الواثب