الأمّة معرفة، والمُعرَّف يتبعه حال... وأمّة نكرة، والنكرة تبحث عن صفات.
فالأمّة المُعرّفة كانت أحوالها واضحة وزاهية، وحينما تحوّلت إلى نكرة أخذت تبحث عن صفاتها المفقودة، فتقهقرت إلى غابر الأزمان المُعرّفة بأل، أي أن الأمّة لانغماسها بالنكرة فقدت أدوات تعريفها!.
وأمّة منصوبة ساكنة جامدة تستهلك ما تنتجه الأمم الأخرى، فهي مفعول بها، والفاعل هو الأمم المُعرَّفة بإنتاجها وقدرتها على السيادة الاقتصادية والعلمية والثقافية.
الأمّة المُعرفة بـ "اقرأ" أضحت أمّة جهل!، الأمّة المُعرفة بنور صارت أمّة نار!، الأمّة المُعرفة بأحد غدت أمّة لا أحد!، الأمّة أمست أمّة!، فالمُعرّفة تحوَّلت إلى نكرة!، والكتاب إلى كتاب!.
أمّة تنكّرت لذاتها وجوهرها، وخلعت أدوات تعريفها، واستلطفت حياة النكرة... وصوت الأمّة يتردد في مسامعها، ويتمسك بهويتها.
أمّة "اعرف" لا تعرف!، أمّة "اقرأ" لا تقرأ!، الأمّة تهمة... فهل لأمّةٍ أن تكون الأمّة؟
واقرأ أيضاً:
الصورة المنصورة / الخرافة والرذيلة والدين / الأم تلم