والجواب، أن البحث فيما يعتري الأمة يكشف عن زعزعة نفسية تعصف في مسيرة الأجيال، لتوهمهم بأنهم عجزة، وخارج عصرهم وعليهم بالتبعية والخنوع للغير، وباستلطاف مشاعر الدونية والانكسارية والخمود والقنوط.
ولكي نبني إرادة الأمة ونرمم نفسيتها المتضررة، لا بد من استحضار ما هو إيجابي في مسيرتها، لتنبيهها على أنها أمة ذات طاقات وقدرات ومهارات تؤهلها لكينونة حضارية أصيلة سامقة.
ومن أهم وسائل علاج الوهن والإحباط والخوار النفسي، أن نستحضر رموزها وأعلامها الذين واجهوا الصعوبات والتحديات، وعبّروا عن جوهرها المعرفي والعلمي، وما تنازلوا عن دورهم القيادي الإنساني الذي دفع بعجلة التطور إلى ما هي عليه اليوم.
فالأمة حية وتكنز القابليات والقدرات الكفيلة بتأكيد ذاتها وبناء موضوعها، والانطلاق في تفاعلاتها المتميزة مع الآخرين من أبناء الدنيا أجمعين.
إنها أمة حضارات، ولم تكن أمة بلا جذور وامتدادات في أعماق الأزل الذي بدأت منه الخطوات. ولهذا فإن التذكير بدورها وقيمة ما قدمته للإنسانية من إنجازات أصيلة، يساهم في ضخ الأجيال بالمعنويات الإيجابية المحفزة على توطيد الثقة بالنفس، والعمل الجاد للإتيان بما يتناسب وجوهر الكوامن المكبوتة في دنيا الأجيال، التي يتم تعويقها وتعضيلها بالأضاليل والتقولات المجردة من الرصيد البرهاني والدليل الواضح.
فواقع الأمة يقول بأنها حية متفاعلة مع أزمنتها، بإرادة مقدامة وثقة وإيمان وتفاؤل، وإصرار على إنجاز ما تريده من أهداف سامية ذات إشراق وتباشير إتيان. فالأجيال عندما تدرك حقيقة مسيرتها وجذورها، ستتوثب وترفد الحياة بما فيها من الأفكار الجادة، والتطلعات الماجدة الكفيلة برسم خارطة المجد العربي الأثيل.
فتحية لأجدادنا، فهم قدوتنا وموئل وجودنا السامق النبيل؟!!
واقرأ أيضاً:
إعادة توازن الأمة!! / الأقلام الافتراضية!! / الورائية!!