خضرمة: المقصود بها مَن أدرك قرنين أي مخضرم.
أضرمة: من ضرمَ أي أشعل، أوقد، أجج.
الربع الأول من القرن الحادي والعشرين يئن من تداعيات القرن العشرين، التي تُقحم فيه بقسوة ما لا يتوافق وإرادة الحياة، وقوانين الزمن وسلطة الدوران. فأجيال القرن المنصرم يتوهمون بقدرتهم على فرض رؤيتهم على أجيال القرن الحالي، ويمعنون بأنانيتهم وتعاليهم وأوهامهم، التي لا تمت بصلة إلى الواقع الجديد.
فما نقرأه إبداع بائد لا ينفع الأجيال المتوافدة إلى الزمن المعاصر، والتي تعرف أكثر منا، ولديها آلياتها الاقترابية وأفكارها الكامنة فيها، والمتطلعة إلى غدٍ آخر تعجز عن تصوره أجيال قرن مضى.
فحقيقة الانتقال من قرن إلى قرن لها أحكامها، التي تعرفها المجتمعات المتقدمة، ولهذا أوجدت للأجيال الجديدة أدوارها وميادينها اللازمة للتعبير عن طاقاتها، وقد بدأت الحكاية في الصين في العقد الأخير من القرن العشرين، وتواصلت في المجتمعات الغربية حتى صار الشباب الواعد فيها يقود، ويساهم بتجسيد الرؤية وتأكيد المنطلقات الجديدة، لقرن عليه أن يأتي بأضعاف ما أتى به سابقه.
أما في واقع أمتنا، فإن كهلة القرن الماضي يكتمون أنفاس البراعم الواعدة الساعية للتفتح والنماء، بل إن القبضة تزداد إحكاما وجبروتا، باستحضار ما مضى وما انقضى، بواسطة منابر لا تؤمن بأن الزمن قد تغير، والدنيا تستدعي المواكبة والتفاعل المتجدد في نهر الحياة الجاري.
وعندما تتصفح ما يُنشر في المواقع والصحف، ويتردد في وسائل الإعلام الأخرى، تتعجب من الطرح الظلامي البائس الدامع الدامي، المشحون بالخنوع والقنوط والخصوع والاستسلام لأعداء الحياة، والرافض للبهجة وفرحة الأنام.
وفي هذا الاضطراب السلوكي العارم، يتحدثون عن السلبيات والمعوقات المكدسة في الطرقات بجهودهم، لأنهم يجنون منها مغانم كبيرة. بينما الواقع المعاصر يتطلب من أجيال القرن السالف أن يتفاعلوا برؤية جديدة، ويبذلوا جهودا لوعي مسارات القرن الجديد، ويبتعدوا عن التوهم بأنهم من العارفين، لأن الثورات المعلوماتية، قد رمت بهم في أتون الجاهلين، وعليهم أن يجتهدوا في محو أميتهم، لأنهم بإمعانهم في وهم المعرفة يساهمون بإضرام الويلات، وتأجيج التداعيات، وهم في طغيانهم يعمهون!!
فهل لنا أن نعيش في أنوار يكون؟!!
واقرأ أيضاً:
العرب والطاقة الشمسية!! / الشك والسؤال!!