هل كان العرب أميين؟
أي لا يقرأون ولا يكتبون، وهو تعريف ضيق للأمية.
والسؤال الأدق هل كان العرب يعرفون؟
إذا اعتمدنا الخطاب القرآني، فلا يمكن للمخاطب به أن يكون أميا، وإنما من العارفين!!
فالخطاب القرآني موجه لعامة الناس، وليس لخواصها، مما يعني أن المستوى المعرفي للعرب آنذاك كان يؤهلهم لاستيعابه.
أما موضوع القراءة والكتابة، فيبدو أنها كانت موجودة، والدليل أن النبي، حسب ما ورد ومدون، أمر كل أسير في معركة بدر أن يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، كفدية لتحريره من الأسر، أي أن قريش كانت تقرأ وتكتب، والذين لا يقرأون ولا يكتبون ربما من الأقوام الدخيلة فيها بأنواعهم.
ترى هل كان النبي والصحابة يقرأون ويكتبون؟!!
لا يمكن الجزم بأنهم لا يقرأون ولا يكتبون لعدم ورود مدونات وآثار تشير لذلك، غير أن منطقهم وآليات تفكيرهم تشير إلى أنهم يقرأون ويكتبون. فموضوع الأمية فيه وجهات نظر، وربما المقصود بالأمية معنى آخر غيره في عصرنا.
فالعرب على تواصل مع مجتمعات الدنيا، وكانوا يعيشون عصرهم، ونشاطاتهم التجارية تستوجب القراءة والكتابة، وتفاعلاتهم مع أقوام أخرى تتطلب معارف جمة، كتعلم لغاتهم وفهم عاداتهم وثقافاتهم.
إن نزول القرآن بهذه البلاغة واللغة والمفردات لدليل على أنه جاء لأمة عارفة، استوت قدراتها الإدراكية والثقافية إلى درجة فهم ما يتلى عليها من الآيات. وأظن العرب قد كتبوا ودونوا كثيرا، ولو تحقق التنقيب العلمي الجاد في مكة، لتم العثور على الكثير من المدونات، ففي ذلك الزمان كانوا يكتبون على كل شيء من العظام إلى الجلود، وحتى ورق البردي المعروف منذ آلاف السنين.
كما أن علاقتهم بالهند والصين، لابد لها أن أثرت وأسهمت في إحضار الورق الصيني الذي تحقق تدوين الكثير فيه، وهناك أدلة على أن النبي كان يرسل رسائل، وأن صلح الحديبية كان يكتب على رقاق، فالكتابة موجودة والعهود والمواثيق سارية بين الناس.
وفي القرآن ما يشير إلى أن العرب أمة تكتب، في إشارته إلى عهود البيع والشراء والوصية.
فهل من رؤية مغايرة؟!!
واقرأ أيضاً:
التكرار والإثمار!! / الخرافة!!