ولولة: صوت النائحة، صوت متتابع بالويل والاستغاثة، والنواح والصياح.
الولولة بمعناها الواضح الصريح تسود تفاعلاتنا، فلدينا قدرة هائلة على الولولة أمام التحديات والمواجهات المصيرية.
وبسبب ذلك يكون إبداعنا بأنواعه ممهورا بها، بل أن معظم الأقلام تولول!!
وهذه ظاهرة تنفرد بها مجتمعاتنا وتميزها عن الآخرين، الذين يتخذون الإصرار على الجد والاجتهاد للانتصار على المصاعب، وهزيمة التداعيات وإنهاء الكوارث والخطوب والملمات.
ولهذا صمدت وتطورت وعاصرت، ونحن تأخرنا واندحرنا في الماضيات، وما امتلكنا القدرة على صناعة الحاضر، والاستعداد للمستقبل الأفضل.
نظرة فاحصة لسلوك مجتمعاتنا في أي مدينة، إلا ما شذ وندر، ستكشف عن سلوك الولولة الذي يمنعنا من التقدم والرقاء، ويدفعنا إلى النواحية والندب والبكاء على الأطلال التي نزيدها خرابا ودمارا.
وطاقة الولولة تمنعنا من البناء، وتحجّم دورنا، وتقمع وجودنا، وتجعلنا موجودات هامدة وطاقات خامدة.
وقد أمضينا القرن العشرين في مشاريع (ولولية)، وما انطلقنا في مسارات ذات قيمة حضارية معاصرة.
وبسبب الولولة، ما انطلقنا به خربناه، وما كان شامخا وسامقا هدمناه، وعشنا نتخبط في أوحال أيامنا، ونتوهم الانقضاض على بعضنا سيمنحنا شعورا بالنصر والاقتدار.
وهكذا نستنزف طاقاتنا، ونخرب مكاننا، ونتشامخ على بعضنا، ويحسب كل منا أنه "فحل التوت" في بستان الوجيع وناعور الهلاك يدور، ومن حولنا تتكاثر القبور!!
أغتيلت الكلمة بوحشية، والتشكي والتظلم والندب والنحيب ديدننا!!
فإلى متى تبقى الأجيال مقيدة بأصفاد الولولة؟!!
واقرأ أيضاً:
القوة النفسية!! / الأمة تعوِّق أفذاذها!!