الزراعة والصناعة متكاتفتان، فمن لا يزرع لا يصنع، ومن لا يشبع لا يصنع، وتلك بديهيات أمور اتبعتها مجتمعات الدنيا فكانت بها وتطورت، وفي مقدمتها الصين وغيرها من الدول.
في القرن الماضي عندما تعبر المنفذ الحدودي العبدلي نحو الكويت تجد نفسك في عالم آخر، وكذلك عندما تعبر جسر إبراهيم الخليل إلى الجهة التركية، تكون في دنيا مغايرة، وتتساءل وتحتار بالأجوبة.
علمونا أن الزراعة عيب، والتربية الحيوانية كذلك، ولابد لنا لنتقدم أن نتنكر لهما ونهملهما تماما، فأصيبت الزراعة بكارثة مروعة وفقا لقوانين الإصلاح الزراعي المزعومة، وتحت سعار "الأرض لمن يزرعها"!!
وانتهينا إلى مجتمعات تعجز عن إطعام نفسها، وتعتمد على الآخرين لتوفير الطعام للمواطنين، ولولا النفط وعائداته لضربت المجاعات معظم دول الأمة.
فهل وجدتم دولة ذات اكتفاء ذاتي؟!!
توجد دولة واحدة وتحقق تدميرها، ولا تزال تدور في فلك الصراعات المتصاعدة.
الزراعة أساس القوة والحياة، ومَن لا يزرع لا يصنع، ولا توجد دولة صناعية غير زراعية، فدول أوربا من أولوياتها الأساسية الزراعة والثروة الحيوانية، وبدونها لا قدرة لها على الصناعة والحياة الحرة الكريمة، والحفاظ على السيادة.
إن دول الأمة لكي تستعيد قوتها وكرامتها، عليها أن تهتم بالزراعة والثروة الحيوانية وتعتمد على نفسها في الطعام، وترعى الشجر وخصوصا النخيل، وتؤسس مشاريع ستراتيجية للمواشي والأبقار، وبعدها من حقها أن تفكر بالصناعة وفقا لحاجتها.
والصناعة ليست صعبة، وإنما متيسرة لدى شعوب الدنيا كافة، وعليها أن تشبع لتصنع.
فهل سنعرف كيف نكون؟!!
واقرأ أيضاً:
أسئلة بلا أجوبة!! / مقتضيات الزمان والمكان!!