هل النصوص الدينية في الكتب السماوية تستوجب التأويل والتفسير؟
التأويل: إعطاء معنى لحدث أو قول أو نص لا يبدو فيه المعنى واضحا لأول وهلة.
التفسير: توضيح المعنى ووجوه البلاغة وشرح ما انطوت عليه الآيات.
العقل لا يرى بوضوح ويروي ما يرى، والذي يراه لا وجود له، وفيه ما حضر من تصورات.
وهذه الظاهرة جلية عند قراءة التفاسير ومتابعة التأويلات، فتجد المكتوب لا يمت بصلة للعبارات التي يتناولها، ويعكس ما ولدته في عقل الشخص الذي كتبها.
النصوص في الكتب السماوية، من المفروض أن تكون مباشرة وقريبة إلى الفهم العام، ولا تحتاج لتعقيدات التفسير والتأويل.
فهل يوجد تفسير للرسل لما نزّل إليهم، أم أنهم كانوا ينقلونه للناس بأمانة؟
إن نشاطات التفسير والتأويل عقّدت الدين ومزقته، وأوجدت فيه ما يضره ويعاديه.
فلا يمكن لعقلين تفسير ذات الكلمات بنفس المعنى والطريقة، لأنها ستستنهض في أحدهما ما لم تستنهضه في الآخر.
وبسبب ذلك تجد في الإسلام عشرات أو مئات الكتب التي تفسر وتؤوّل، وكل مَن يبلغ درجة من العلم يأخذ بالتفسير والتأويل على هوى رؤاه.
إن المنتمي للدين عليه أن يفعِّل عقله، ويمارس دينه وفقا لما يستوعبه منه، ويكون موضوعيا، لا ميّالا للتبعية والتطرف والتقليد، وتمويت عقله واستعارة رؤى وتصورات غيره، ولهذا كانت (اقرأ) أول الكلمات.
إن علة معظم الأديان، تنبع من التفسير والتأويل، فهذا يقول أن العبارة تعني كذا، وغيره يرى أنها تشير لكذا، ولديهم مَن يخنع ويتبع ويضع الدين بين التي واللتيا.
الدين تعاليم بسيطة تخاطب الناس بمستوياتهم المتنوعة، أما التعقيد بالتفسير والتأويل فعدو الدين.
فهل سنقرأ؟!
اقرأ أيضاً:
تحت أقدام الحياة!! / الحاضر المنكور والمستقبل المقبور والماضي المنصور!!