الفصام واضطرابات ذهانية أولية1
التصنيفات الفرعية للشيزوفرنيا Schizophrenia Subtypes
لا يعير الكثير في هذه الأيام أهمية لهذه التصنيفات المدونة في الكتب والمجلدات، ولكن يكثر تداولها بين الأطباء النفسانيين دون غيرهم. هناك سبعة فروع وهي:
الزورانية Paranoid
المراهقية Hebephrenic
الجامودية Catatonic
غير متمايزة Undifferentiated
المتبقية Residual
البسيطة Simple
حالة العجز Defect State
تطغى العملية الزورانية على بعض المرضى وتصنيف السلوك الصبياني (المراهقية) يعتمد على تقييم الطبيب النفساني وفي غالبية الحالات هناك خليط من الأعراض. الأعراض الجامودية (حركيّة) قليلة الملاحظة هذه الأيام ولذلك لا يميزها الكثير من الأطباء في الممارسة المهنية بسهولة.
التشخيص الفارقي:
إن تشخيص مرض الشيزوفرانيا عملية تشخيص إيجابية. متى ما تم فحص المريض بصورة علمية فمن النادر أن يخطأ الطبيب في الوصول إلى التشخيص النهائي. هناك العديد من الأمراض التي تملأ الكتب الطبية حول أمراض أعراضها مشابهة للشيزوفرانيا. معظم هذه الأمراض نادرة جداً وليس من المعقول محاولة شطب الواحد بعد الآخر لغرض الوصول إلى التشخيص الصحيح. من هذه الأمراض:
طبية عامة مثل نقص فيتامين B12.
أمراض عصبية مثل الصرع.
معاقرة المواد مثل الامفيتامين Amphetamine Abuse والإدمان المزمن على الحشيش Chronic Cannabis Abuse.
عقاقير طبية مثل توبيراميت Topiramate المستعمل للصرع والشقيقة.
سموم مثل الزرنيخ والثاليوم.
أمراض طب نفسية مثل الثناقطبي.
القاعدة العامة لتشخيص الشيزوفرانيا هي:
المسار الطولاني للمرض يتميز بتدهور الأداء الشخصي والمهني.
فحص المريض عرضيا يتطلب وجود أعراض ذهانية لا يمكن تفسيرها بالمزاج لأنها غير متماشية معه Mood Incongruent وخاصة أعراض الرتبة الأولى.
قياس الشيزوفرانيا
هناك العديد من الوسائل لقياس المرض والتي تستعمل في مجال البحوث العلمية. هناك قياسات تشخيصية ومن أكثرها شهرة هو ما يسمى فحص الحالة الحاضرة Present State Examination. إن إتقان استعمال هذا القياس للتشخيص يساعد الطبيب النفساني في استيعاب أعراض الأمراض النفسية وكيفية التحري عنها باستعمال أسئلة واضحة وبصورة علمية. هناك أيضاً قياسات حدة المرض ومن أكثرها استعمالا سريرياً لقياس استجابة المريض للعلاج وأكثرها استعمالا هو جدول تقدير الذهان المختصر Brief Psychotic Rating Scale BPRS. رغم أن هذه القياسات أكثر ملاحظة في النشرات العلمية، ولكن اللجوء إليها في الممارسة المهنية يساعد على تقييم استجابة المريض للعلاج.
الأعراض السالبة Negative Symptoms
تتميز هذه الأعراض بضعف استجابتها للعلاج قياساً بالأعراض الموجبة التي تم تطرق إليها بالتفصيل. كذلك يتم التركيز على هذه الأعراض من أجل تأهيل المريض علاجياً بعد السيطرة على الأعراض الموجبة. هذه الأعراض لا توجد فقط في الشيزوفرانيا، ولكنها أكثر الأعراض تحدياً للعلاج والتأهيل على المدى البعيد.
أعراض ملاحظات:
-
التسطح الوجداني Flat Affect غير الاكتئاب ولا يستجيب لمضادات الاكتئاب
-
حبسة الكلام Poverty of Speech نادراً ما يتكلم المريض بتفصيل
-
فقدان الاندفاع Amotivational State يؤثر سلبياً على أداء المريض الوظيفي عموماً
-
انعدام التلذذ Anhedonia لا يبالي به المريض، ولكن يجب التحري عن الاكتئاب
-
ضعف الانتباه Attention Deficit لا علاقة له باضطراب عجز انتباه وفرط الحركة
-
الانسحاب العاطفي Emotional Withdrawal يعتزل المريض من حوله ولا يبالي بالأزمات
الاعتلال المعرفي
تتميز هذه الأعراض بوجودها منذ بداية المرض وتتناسب طردياً مع حصيلة المرض النهائية. لا تزداد هذه الأعراض في حدتها مع الوقت على عكس ما يتصور الكثيرون، ويمكن ملاحظة البعض منها في أقارب المريض. من هذه الأعراض ضعف في التركيز والذاكرة وحدة الذكاء لا تستجيب للعلاج بصورة كاملة.
الهلوسة
بالإضافة إلى الهلوسة السمعية هناك أنواع أخرى تتناول جميع حواس الإنسان والتي يمكن مشاهدتها في المرض وخاصة في المراحل المتأخرة منها. الهلاوس البصرية لا تظهر بمفردها وكثير الملاحظة في الحالات المزمنة، ولكن بروزها في المراحل الأولية للفصام كثيرا ما تثير الشك بوجود اضطراب عضوي أو استعمال مواد كيمائية محظورة. الهلاوس الذوقية والشمية متنوعة وكثيراً ما تلفت النظر إلى وجود الصرع وقد تكون عاملاً في عمل فحوصات طبية لا فائدة منها.
الوهام أو الضلالات
تتميز الوهام في المرض بكونها غريبة وعجيبة Bizarre وهذا ما يميز الفصام عن الضلالات في الاضطراب الوهامي حيث تكون الضلالات أقل غرابة في محتواها. القاعدة الأخرى التي هي في غاية الأهمية بأن الوهام لا يمكن تفسيره بمزاج المراجع. كذلك يتم تصنيف التجارب التأثرية بأنها أوهام السيطرة على التفكير والوظائف الجسدية.
اضطراب التفكير الشكلي Formal Thought Disorder
رغم أن هذه الأعراض لا يتم الاعتماد عليها لتشخيص المرض، ولكنها من أهم الأعراض التي ترشد الطبيب لتشخيص الشيزوفرانيا والتحري عن أعراض المرتبة الأولى. عند سماع حديث المريض يتميز الكلام بغموضه وخروجه عن خط الحديث مع تفكك الارتباط بين جملة وأخرى. هناك العديد من المصطلحات المستعملة، ولكن يمكن اختزالها والاكتفاء بأعلاه منها.
الاكتئاب
يعاني الكثير من المصابين بالفصام من أعراض اكتئاب وترى العقاقير المضادة للاكتئاب توصف لهم. تتراوح نسبة الاكتئاب بين 10% في الراقدين في المستشفى إلى 50% من المرضى الموجودين في المجتمع. أما تعبير الاكتئاب ما بعد النوبة الذهانية Post- psychotic Depression فهو لا معنى له ولا يجوز استعماله. يكثر الاكتئاب في المرضى الذي يعانون من الشك وضلالات الشك، وجود إدراك حول طبيعة المرض، والإدمان على الكحول والمخدرات. على ضوء ذلك ترى أن ما لا يقل عن 10% من مرضى الشيزوفرانيا ينتحرون في نهاية الأمر وبطرق مثل الشنق والطعن. محاولات الانتحار تتراوح نسبتها بين 20-50% وتعطي إنذاراً للطبيب النفساني لاتخاذ جميع الوسائل الممكنة لمساعدة المريض اجتماعياً وصحياً. يكثر الانتحار في الذكور، بداية المرض في عمر مبكر، الإدمان، العزلة الاجتماعية، وعدم الاستجابة للعلاج.
السلوك المتكرر Repetitive Behaviour
يكثر مشاهدته في الشيزوفرانيا مثل العقعقة أو البيكا Pica : أكل مواد غير غذائية. العطاش Polydipsia وشرب كميات هائلة من السوائل يوميا له تحدياته الطبية وتكثر ملاحظته في الحالات المزمنة. الاكتناز Hoarding هو من الأعراض الحصارية (الوسواسية) ونادراً ما يصاحبه أعراض أخرى للحصار المعرفي (الوسواس القهري) ولا يستدعي وصف عقاقير مضادة للاكتئاب. او سلوك الشره فهو الآخر لا يعني وجود اضطراب أكل منفرد بحد ذاته.
معاقرة المواد 1Substance Misuse
يكثر هذا الاضطراب في الشيزوفرانيا ويُلاحظ فيما يقارب 50% من المرضى. يبدأ الجدال إن كانت المواد الكيمائية السبب الأول والأخير للمرض. ترى أقارب المريض يفضلون لوم المواد في ظهور المرض، ولكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك. القاعدة العامة هي أن أكثر من نوبة ذهان مع استعمال مواد محظورة يعني احتمال وجود عملية فصامية.
الحركات المختلة غير الإرادية Involuntary Dyskinetic Movements
يكثر ظهورها بسبب المرض والعلاج ويمكن مشاهدتها في الأطراف والوجه. تظهر في 4% من المرضى عند التشخيص وتزداد نسبتها سنوياً لتصل إلى 40% بعد عمر الستين عاماً. هناك علاقة بين علاج المرض وهذه الحركات أيضاً ويتناسب ظهورها طردياً مع كمية العلاج الذي استلمه المريض عبر السنين وخاصة مع استعمال عقاقير الجيل الأول من مضادات الذهان.
أعراض الوسواس القهري
تتراوح نسبتها بين 15 – 25 % من المرضى. اضطراب الحصار المعرفي أو الوسواس القهري لا يعني بالضرورة وجود علاقة بين الاضطرابين، وعلى العكس من ذلك توجد علاقة عكسية بينهما. وجود الاضطرابين معاً يعرقل مسيرة العلاج. رغم وجود الكثير من النشرات العلمية حول ما يسمى اضطراب الفصام الوسواسي Schizo-Obsessive Disorder ولكن مثل هذا المصطلح لم يتم استحداثه في التصنيف العالمي الحادي عشر.
نوبات الهلع Panic Attacks
تظهر فيما يقارب 25 – 40% المرضى وكذلك في أقارب المريض.
المراجع:
1- Thoma P, Daum I. Comorbid substance use disorder in schizophrenia: a selective overview of neurobiological and cognitive underpinnings. Psychiatry Clin Neurosci. 2013 Sep;67(6):367-83.
ويتبع: الفصام واضطرابات ذهانية أولية3
واقرأ أيضًا:
العلاقة بين الهرمونات والوزن / الجريمة والعنف والصحة النفسية