الفصام واضطرابات ذهانية أولية9
التشخيص الفارقي
أما التشخيص الفارقي لاضطراب الوهامية فهو بالأحرى تشخيص فارقي للفكرة الوهامية. متى ما وجدت أعراض عضوية يتم تشخيص اضطراب عضوي نفساني. متى ما وجدت علامة من علامات الشيزوفرانيا يكون الحديث عن المرض الأخير وليس اضطراب الوهامية رغم أن هناك تعبيرا شائعا يجمع بعض اضطرابات الشخصية الفصامية النوع Schizotypal واضطراب الوهامية تحت مظلة الشيزوفرانيا. إن اضطراب الوهامية ليس مرحلة بدائية لاضطراب الشيزوفرانيا أو غيره وإنما اضطراب مزمن له صفاته المرضية الخاصة.
أما اضطراب المزاج فقلما ترى الوهامات مزمنة وجميعها مطابقة للحالة الوجدانية للمريض Mood Congruent الأهم من ذلك أن وجود هذه الوهامات تعلن عن زيادة احتمال استجابة المريض للعلاج. على ضوء ذلك ترى الطبيب النفساني أحياناً يعطي العقاقير اللازمة لعلاج اضطراب المزاج حتى وإن كان غير متأكدٍ من وجود اضطراب وجداني.
وأما الأمراض العصابية فهي واضحة للمريض والطبيب على حد سواء، ولكن هناك بعض الإسراف في تصنيف المعتقدات الوسواسية على أنها وهامات. أما اضطرابات الشخصية فلا يصعب تحري بدايتها إلى أعوام المراهقة ولا يصعب كذلك الكشف عن وجود أفكار وهامية اضطهادية.
عند النقطة الأخيرة لابد من المرور سريعاً على استعمال اضطراب الوهامية على الكثير من الطغاة الذين رحلوا أو سيتم رحيلهم عن الشعوب الذي تسلطوا على رقابهم. هؤلاء الطغاة مجموعة منحرفة من البشر وربما ولدت وهامات العظمة واضطهاد الناس في أذهانهم، ولكنه من المجحف الحديث عنهم في مجال الصحة النفسية احتراماً للمهنة والمرضى المراجعين للعلاج.
العلاج
لابد من التركيز أولاً على تقدير المخاطر الناتجة من هذا الوهامات على المريض وغيره كما تم التطرق إليه أعلاه وخاصة في وهامات الحب والخيانة الزوجية. غير أن هناك من المرضى من يتأثر بالوهامات وجدانياً وهذا بدوره يؤدي إلى اكتئاب ثانوي شديد يحتاج إلى علاج. في حقيقة واقع الممارسة المهنية فإن باب الاضطراب الوجداني الثانوي يساعد على علاج المريض بالعقاقير المضادة للاكتئاب والعقاقير المضادة للذهان في آن الوقت. في غياب المخاطر على الآخرين التي تفتح باب العلاج الإجباري، وخطر الانتحار من جراء الاكتئاب الثانوي، لا يوجد مدخل على أرض الواقع يُسَهل علاج هؤلاء المرضى وتصبح مسؤولية احتواء سلوكهم من اختصاص الجهات القانونية وليس الطبية.
أما العلاج المعرفي فحاله حال العلاج بالعقاقير المضادة للذهان. يمكن إعطاء هذا العلاج في ظل ظروف العلاج الإجباري للمريض في مصحة نفسية، ولكن لابد من إعطاء العقاقير المضادة للذهان. يضاف إلى ذلك بأن سلوك هؤلاء المرضى يبقى طبيعياً للغاية خارج نطاق الوهامات وهم يملكون القدرة على تضليل المعالج النفسي بسهولة ناهيك عن المراوغة بعد الأخرى بعدم تناول العقاقير وكثرة شكواهم من أعراض جانبية لا يعانون منها ويطلعون عليها في الإنترنت.
يجب توخي الحذر من العلاج النفساني الفردي للمرضى المصابين بوهامات الحب. بعد الجلسة العلاجية الواحدة بعد الأخرى يتحول حب المريضة أو المريض من الضحية الأولى إلى المعالج النفساني ومن الأفضل أن يتم توفير العلاج رجلاً لرجل والمرأة للمرأة وإن كان ذلك ليس آمناً جداً.
ليس هناك عقار مفضل من العقاقير المضادة للذهان في علاج اضطراب الوهامية. التحدي الأكبر بالطبع هو إقناع المريض بتناول العقار.
الاضطراب الذهاني العابر1,2
مصطلح الاضطراب الذهاني الحاد او العابر لا يخلوا من الاشكال، وليس من السهولة تمييزه من الاضطرابات الذهانية المزمنة التي تتميز بنوبات انتكاسة وهدنة. تعريف هذا الاضطراب يستند عموما إلى ما يلي:
1. ظهور مفاجئ لعرض ذهاني واحد على الأقل مثل الوهام، الهلاوس وارتباك التفكير والسلوك.
2. استمرار النوبة لفترة قصيرة لا تتجاوز ٣٠ يوماً.
3. لا يجوز تشخيص هذه النوبة إلا بعد استبعاد حدوثها بسبب استعمال عقاقير طبية أو غير مرخص بها، أو وجود اضطراب نفسي جسيم أو عضوي آخر.
4. عودة المريض إلى أداء طبيعي بعد انتهاء النوبة.
دراسة وبائيات هذا الاضطراب لا تخلو من التعقيد بسبب تدوين التشخيص الطبنفسي الذي يميل إلى التركيز على الفصام والثناقطبي عموما لتفسير الاضطرابات الذهانية. يضاف إلى ذلك يكثر تشخيص هذا الاضطراب في النساء مقارنة بالرجال، وخاصة في المصابين باضطراب الشخصية الحدية. ما هو متفق عليه بأن انتشار هذا الاضطراب يتراوح ما بين 0.1-0.5% في السكان.
ما يسبب هذا الاضطراب وآليته غير واضحة، ولكنه عموما أكثر ملاحظة مع وجود تاريخ سابق أو عائلي للاضطرابات النفسية، ويمكن الاستنتاج بأن عتبة المريض للإصابة باضطراب نفساني ذهاني أقل من غيره.
هناك عموماً ثلاثة أنواع من هذا الاضطراب:
1- اضطراب ذهاني وجيز مع وجود ضغوط بيئية واضحة ويتم استعمال مصطلح الذهان التفاعلي الوجيز لوصفهBrief Reactive psychosis.
2- اضطراب ذهاني وجيز مع عدم وجود ضغوط بيئية واضحة.
3- اضطراب ذهاني وجيز ما بعد الولادة ويتم تشخيصه مع ظهور الأعراض خلال ٤ أسابيع في فترة بعد الولادة ورجوع المرأة إلى طبيعتها قبل أربعة أسابيع. انتشار هذا النوع يتراوح ما بين ١ – ٢ /ألف ، ولكن معدل الإصابة يرتفع إلى أكثر من ٩٪ في النساء التي تدخل مصحة نفسية قبل الولادة.
التشخيص:
التشخيص يعتمد على ظهور أعراض ذهانية بصورة مفاجئة يمكن تلخيص عوامل الخطورة الكثيرة الملاحظة في الممارسة المهنية إلى ما يلي:
1. وجود ضغوط بيئية واضحة.
2. اضطراب الشخصية.
3. خلال ٤ أسابيع ما بعد الولادة.
4. تاريخ طبنفسي سابق.
5. تاريخ عائلي للأمراض النفسية.
6. عمر ٣٠ – ٤٠ عاماً.
7. غياب الزوج.
لابد من التأكيد على أن التشخيص لا يتم مع وجود اضطراب عضوي أو نفساني آخر يفسر الأعراض.
في غالبية الحالات يتم عمل الفحوص المختبرية والإشعاعية اللازمة لاستبعاد وجود اضطراب عضوي. اختيار هذه الفحوصات يعتمد على تقييم الطبيب لحالة المريض وتاريخه الطبي. لذلك يكثر عمل هذه الفحوص مثل:
1. وظائف الكلية والكبد.
2. وظائف الغدة الدرقية.
3. فحص الإدرار.
4. الغلوكوز.
5. فحص الدم.
لا يصعب تمييز الاضطراب عن الاضطرابات النفسية الأخرى التي تتميز بظهور الأعراض بصورة تدريجية وبوجود تاريخ طبي أو طبنفسي سابق مثل:
1- الفصام.
2- الاضطراب الوهامي.
3- الصرع
4- استعمال عقاقير محظورة.
5- صدمات الرأس Head Trauma.
6- اضطرابات الغدة الدرقية.
العلاج:
المساندة الاجتماعية النفسية في غاية الأهمية في جميع الحالات، وقرار دخول المريض إلى المستشفى يعتمد على عوامل خطورة المريض على نفسه وعلى غيره. علاج الأم المرضعة يختلف عن البقية.
يتم استعمال أحد العقاقير المضادة للذهان (الجيل الثاني لمضادات الذهان) كما هو موضح في الجدول أدناه مع /أو بدون عقار لورازيبام Lorazepam ١- ٢ مغم كل ثماني ساعات عند الحاجة. إضافة عقار لورازيبام هو للسيطرة على أعراض القلق والتهيج والغاية منه تهدئة سريعة للمريض. كذلك يمكن استعمال عقاقير مضادة للذهان من الجيل الأول بالإضافة إلى لورازيبام عند الحاجة.
في غالبية الحلات يتم توقيف استعمال العقار تدريجياً مع انتهاء النوبة خلال أربعة أسابيع. استمرار الأعراض لفترة أطول يتطلب مراجعة التشخيص واستمرار العلاج استناداً إلى تقييم الطبيب النفساني.
الجرعة القصوى يوميا | الجرعة الأولية | الصنف | العقار |
20 mg | 2.5 mg | جيل ثاني | Olanzapine |
8 mg | 0.5 -3 mg
| جيل ثاني | Risperidone |
800 mg | 25 mg | جيل ثاني | Quetiapine |
30 mg | 10-15 mg | جيل ثاني | Aripiprazole |
12 mg | 6 mg | جيل ثاني | Paliperidone |
20 mg | 5 mg | جيل ثاني | Asenapine |
80 mg | 40 mg | جيل ثاني | Lurasidone |
20 mg | 2 mg | جيل أول | Haloperidol |
40 mg | 2 mg | جيل أول | Fluphenazine |
100 mg | 20 mg | جيل أول | Loxapine |
800 mg | 25-100 mg | جيل أول | Chlorpromazine |
الفترة الزمنية ما بين جرعات العقار يعتمد على صفات العقار نفسه وتقييم الطبيب النفساني للحالة العقلية.
ويتبع>>>>>: الفصام واضطرابات ذهانية أولية11
المصادر:
1- Malhotra S, Malhotra S. Acute and transient psychotic disorders: comparison with schizophrenia. Curr Psychiatry Rep. 2003;5:178-86.
2- Nager A, Johansson LM, Sundquist K. Are sociodemographic factors and year of delivery associated with hospital admission for postpartum psychosis? A study of 500,000 first-time mothers. Acta Psychiatr Scand. 2005;112:47-53.
واقرأ أيضاً:
العلاج النفسي لاضطراب الشخصية الحدية / الاستشارة الطبنفسية (الطبنفسانية)