هل أن صور أعلام الحضارة في تأريخنا حقيقية أم متخيلة؟!!
أي هل رسمت في زمانهم وصوّرتهم على حقيقتهم، أم أمعنت بها مخيلة الرسامين في القرن العشرين خصوصا.
من المرجح أنها متخيلة، فالعاهة الكبرى التي عانت منها مسيرتنا الحضارية غياب الرسم، بينما في الحضارات السابقة، كان تصوير الرموز البارزة يتحقق على الحجر.
ولا توجد مثل هذه الشواهد عندنا، خصوصا بعد الإسلام، الذي جعل الفن من المكروهات.
وطغى التصوير بالكلمات، ومهما حاول الكاتب أن يرسم بالكلمات، فيعجز عن التعبير الصادق، فالصورة فيها الجواب اليقين.
وفي عالم اليوم، أصبحت الصور بأنواعها، الوسيلة الدامغة والبرهان القاطع، رغم أدوات التحريف والتزويق في الفوتوشوب.
فأعلام الأمة نظهرهم كما نتخيلهم، فرسوماتهم ومنحوتاتهم لا تمثلهم.
فتماثيل العلماء البارزين بميادين المعارف، منتشرة في أصقاع الدنيا، لكنها ليست وجوههم الحقيقية وهيأتهم، إنها تخيلاتنا عنهم، عدا تماثيل القرن العشرين التي تجعل الصورة تظهر بالمنحوت.
فمنذ عهد التصوير (1822) بدأنا نعبر عن حقيقة ما يبدو عليه الشخص فننحته ونقترب من صورته.
الدافع وراء المقال تعليق أحد الأخوة القراء على أن الصورة المرافقة لمقال منشور تمثل شخصا آخر، والحقيقة أنها ليست من اختيار الكاتب، وإنما الموقع هو الذي وضعها بصدر المقال.
فمن يدري كيف كانت صورة ابن خلدون، ابن الهيثم، ابن فرناس وغيرهم، إنها تخيلات مجسدة في رسومات على أنها تمثلهم.
فدعونا من الصورة ولنتفاعل مع الجوهر وأصل الأفكار!!
واقرأ أيضاً:
لعبة جندرية!! / دول مَضحكة!!