الساقط في البئر بحاجة لمن هو خارجها لينقذه، فلابد لمن يدلي بدلوه ليخرجه منها، وفي قصة يوسف تعبير واضح عن هذا المعنى المطلق.
إنه قانون سلوكي محكم، فالساقطون في البئر لا يتمكنون من الخروج منه لوحدهم، بل بقوة خارجية، وبعض المجتمعات تحولت أوطانها إلى آبار سحيقة العمق، وتحاول الخروج منها، فتجد مَن يواري عليها التراب، ويتخذها أعداءَ بعض.
وفي الحالة الانتكاسية القاسية، لابد من قوة رحيمة ترأف بالبلاد والعباد، وتمد حبل الخلاص من قاع البئر المظلم.
فهل توجد قوة بهذه المواصفات؟
هل وجدتم أسدا يساعد غزلانا على الخروج من الحفرة؟
إن الدول غابية الطباع، متوحشة السلوك، لا يعنيها سوى الافتراس، والاستحواذ على طاقات الآخرين، لتزداد بها قوة واقتدارا لتحقيق تطلعاتها اللا محدودة.
فما يجري في واقع بعض مجتمعاتنا مرهون بإرادات قوى خارجية، ولهذا سيزداد تعقيدا وتطورا لصالح تلك القوى، ولن تساهم أية قوة بإخراج فرائسها من مطباتها، بل تمضي بافتراسها كما تشتهي.
والمطلوب بناء الإرادة الوطنية المعتصمة بالوحدة الوطنية، وبالتوثب نحو مستقبل زاهر مبين، بدلا من انتظار الطامعين في البلاد والعباد.
على الساقطين في البئر أن يتعاونوا للخروج منه، وحالما ينجح أولهم في الخروج عليه أن يبني منطلقا قويا لإخراج الآخرين منه.
فهل توجد إرادة وطنية موحدة للتفاعل الإيجابي لصالح الجميع؟
أما السير على سكة "أكلنا يوم أكل الثور الأبيض" وهو مرام الطامعين!!
وهل من صحوة نفسية وإنارة عقلية، ويقظة وطن في دنيا الضمير؟!!
و"لا يعجز القوم إذا تعاونوا"!!
واقرأ أيضاً:
هل استيقظت الأمة؟!! / المفردات القاتلة!!