الكلمة لها دورها في تأمين الحياة النفسية الطيبة، ولها قيمتها في العافية النفسية والسلوك البشري المستقيم، ولهذا فالكلمة الطيبة صدقة، ولهذا أيضا، "ن..والقلم وما يسطرون"، مما يعني أن الذي يكتب عليه أن يتوخى الحذر في اختيار الكلمات، لما لها من تأثيرات نفسية وفكرية على القارئ.
والمجتمعات الرشيدة الحية، تميل لتسويق الكلمات الإيجابية، وتبتعد عن السلبية مهما كانت ظروفها صعبة وقاسية، وهذا يتطلب جرأة وشجاعة وإقدام وإيمان بأن المستقبل أفضل.
وبالكلمات الإيجابية الواعدة بالخير تميز القادة في أحلك الظروف، التي تمر بها شعوبهم وبذلك اكتسبوا صفة القادة الأفذاذ.
ومن الأمثلة في تأريخنا أن النبي الكريم في ذروة معركة الخندق، كان يبشر الصحابة بأنهم سيملكون عرش كسرى، مما أشاع فيهم عزيمة الإصرار والانتصار والأمل بوعدٍ عظيم وقدرة على بناء الحياة وفقا لإرادتهم، فكانت تطلعاتهم لا تعرف المستحيل.
وما يسود اليوم في واقع الأمة الكتابات السلبية المشحونة بالكلمات المدمرة للإرادة والقدرة والحياة، وبموجبها تسير الأمور وتنطلق التفاعلات الخسرانية والتداعيات المريرة ويتمكن الضلال والبهتان.
أي أن الأقلام السلبية تساهم في ديمومة الوضع القائم، وتدمر الكيان الوطني الإنساني، وتحيل الواقع إلى ميادين غاب وتوحش وإضطرام.
وعليه فأن الذي يكتب يتوجب عليه، أن يكون حذرا ومنتبها في اختيار المفردات التي يستعملها للتعبير عن أفكاره، وخير الكلام ما كان مختصرا ووافيا.
إن شيوع الكتابات السلبية من أخطر ما يواجه المجتمعات، ويمنعها من التحرر من قيد السكون وعدم المشاركة في صناعة الحياة المعاصرة.
فالأمة فيها طاقات إيجابية أكثر من السلبية، ولا بد من تفعيل الإيجابي وإهمال السلبي، لا تجسيمه وإيهام الأجيال بأن الأمة خالية من الأنوار وتعيش في الجحيم.
ومع كل ما يجري ويُقال فأن الأمة بخير وأجيالها سترتقي وتكون، وستزيح العثرات والمعوقات وتردم مستنقعات الكراسي الغابية الشرسة الأنانية الطباع والتطلعات.
نعم إن الأمة بخير وستكون أرقى وأقوى، وستشعشع أنوار جوهرها الحضاري الأصيل!!
و"لابد أن يشرق الضوء في آخر النفق"!!
واقرأ أيضاً:
هو الذي قعد!! / مصير ما تخطه الأقلام!!