أمضى العرب القرن العشرين في مستنقعات الأوطان، وأحواض الدول والأحزاب السياسية، وصناديق الفردية والإستبداد والطغيان الأليم.
وفي بداية القرن الحادي والعشرين تمكنت بعض الحياة التسرب إلى مستنقعات وجودهم، سواء بالقوة المسلطة عليهم، أو بإرادتهم، وتحول وجودهم إلى حالة أخرى، لكنهم أحالوها إلى بركان.
ولكي يخرج العرب من حالة "التبركن"، عليهم أن يدركوا ضرورة المياه الجارية، والإيمان بأن حياة الأنهار وقوانينها مصيرهم لكي يعيشوا في عصرهم.
فالبركان يحرق ويرمي حمما، ولابد للبراكين أن تهدأ، بعد أن أحالت ما حولها إلى وجود هامد، أما النهر فيجري ويسقي أرجاء الوجود ويبعث الحياة الزاهية بالعطاء.
ومن أهم قوانين الأنهار هو الجريان، وهذا يعني التغيير والتبدل، فلا يمكننا عبور النهر مرتين.
ووفقا لإرادة الجريان فأن الأمواج تتوافد وتتعاقب، وكل موجة تؤدي دورها وتذهب لتأتي غيرها، وتعيد نفسها.
والأنظمة السياسية عليها أن تتعلم من الأنهار، وتكون حكوماتها مثل أمواج المياه الجارية، تنهض لفترة معينة وتذهب لتأتي موجة أخرى غيرها فتؤدي دورها.
ويبدو أن المجتمع بحاجة لتغيرات سياسية متواصلة لكي يجد طريقه، أما أن يقيم على حالة واحدة، فأنه يدفع بطاقات الأنهار إلى الانحباس في مستنقعات الحكومات الراكدة فيعم التعفن والفساد.
فالمطلوب أن تؤلَّف حكومات تؤدي دورها الإيجابي لفترة وتذهب، ليحل مكانها حكومة أخرى، ليتم استيعاب طاقات التغيير، فالكل عليه أن يتبدل لتتواكب أمواج الحياة ويتحقق الاستقرار، وتتسلق الجماهير سلم الرقاء الحضاري.
فهل أدركنا جوهر مأساة أنظمتنا السياسية المعوِّقة لمناهج صناعة الحياة؟!!
و"قف دون رأيك في الحياة مجاهدا...إنّ الحياة عقيدة وجهاد"!!
واقرأ أيضاً:
الجدل العقيم عملنا! / النووي قراطية!!