من النظريات المعمول بها على المسرح العالمي، أن ليس من مصلحة القِوى العظمى أن تحل أي مشكلة في العالم، بل أن تمسك بخيوطها وتحركها حسب مصالحها.
والشواهد على ذلك واضحة في واقع أمتنا، التي أسلمت مشاكلها للآخرين فاستثمروها أيما استثمار، فلا توجد مشكلة وصلت لحل وهي على طاولة التداولات العالمية.
فهل يمكنكم أن تأتوا بمشكلة أوجدت لها حلا القِوى التي أحيلت إليها، من مجلس الأمن إلى كافة أروقة الأمم المتحدة والمراكز المهيمنة على الدنيا؟
هل وجدتم مفترسا أسهم بحل الصراعات بين الغزلان، أم وجدها فرصة للانقضاض عليها.
تناطح أيّلان (أيل) وتشابكت قرونهما، فهاجمهما الأسد لافتراس أحدهما، وهكذا هي التفاعلات السياسية الممهورة بالطباع الغابية.
"إذا لم تكن ذئبا ذؤوبا...بالت عليك الثعالب"
المشاكل يحلها أصحابها، فهم أعرف بها من غيرهم، الذين ينظرون إليها بعيون مصالحهم، ومن عجائبنا، أن معظم سُراتنا لا يأبهون لمصالح البلاد والعباد، وما يعنيهم الكرسي، والحفاظ على السلطة لحين، مهما كان الثمن باهظا، وقد تجسد السلوك في بلاد الأندلس فأدى إلى ما انتهت إليه أحوالهم.
فهل لدينا القابلية على مواجهة مشاكلنا والبحث فيها بقلوب سليمة معتصمة بإرادة واحدة، أم أن أية مشكلة تتسبب بتناثرنا، وتحاملنا على بعضنا وانشطارنا إلى كينونات متناحرة متآمرة على بعضها، ومؤسسة للويلات والتداعيات المتفاقمة.
هذه ظاهرة محيرة في واقع أمتنا المنكودة بنا، فالمفروض أن تكون السياسة أسلوبا للتخلص من المشاكل والتحرر من الأزمات، وليس خلقها وتأجيجها وصب الزيت على نيرانها، والخاسر جميع أطرافها، والرابح الطامع بهم أجمعين.
تحية لمن يرى بعقله ويعمل بيديه، ويمارس سلوك الألفة والأخوّة والتفاعلات الإيجابية بين أبناء أمة عليها أن ترتقي إلى آفاق رسالتها الحضارية الإنسانية.
فهل سنحل مشاكلنا، أم سنبقى نبحث عن حلاّل لها ليوظفها لصالحه؟!!
واقرأ أيضًا:
علّمونا العربية وسنعرف الإسلام"!! / الاحتلال النفسي!!