مقدمة
هذه هي المقالة الأولى من سلسلة من المقالات تسعى إلى استكشاف ومناقشة بعض المدارس أو النظريات أو الفروض الحديثة نسبيا في علم النفس والطب النفسي. وهناك هدفان أساسيان وراء هذه المحاولة.
1- الهدف الأول هو نقل هذا النوع من المعرفة المتجددة إلى قارئ اللغة العربية بأكبر قدر من الوضوح بوصفها جزء هام من الثقافة العالمية الحية المتطورة المتعلقة بماهية الإنسان، والتي لم تعد –وليس لها أن تكون – حكرا على مجموعات محدودة من المتخصصين، وإنما يجب أن تصل –بشكل مناسب وبدرجة مناسبة– إلى المثقف غير المتخصص، لعلها تقدم إضافة ما إلى وعيه بنفسه وبالعالم من حوله. أقول هذا بالرغم من المحاذير والمخاطر التي تحف بمثل هذه المحاولة وأبرزها احتمالات القصور أو سوء الفهم أو سوء الاستخدام مما قد يهدد يجعل هذه المعرفة عنصرا معوقا للنمو الحقيقي في الوعي أكثر منها إضافة فعالة إليه.
وهذا الهدف يشمل بشكل ضمني محاولة لتجاوز قصور معيب في المفاهيم الشائعة في ثقافتنا العامة عن علم النفس، حيث توقفت هذه المفاهيم –فيما يبدو– عند حدود ضيقة تقليدية لمدارس أو نظريات محدودة مثل التحليل النفسي (فرويد) أو الاتجاه السلوكي الكلاسيكي، بينما علم النفس يتحرك ويتطور بإضافات وإبداعات ثرية ومتجددة تدفعنا إلى مراجعة مفاهيمنا عن الإنسان بصورة لا تتوقف ولا تحتمل التجمد في قوالب محدودة.
2- الهدف الثاني مكمل للهدف الأول، فبالرغم من أهمية مجرد عرض المدارس أو النظريات الحديثة كما هي كمادة معرفية، إلا أن هذا الهدف لا يكتمل في تصوري دون إضافة تقويمية تحاول أن تميز جوانب التفوق والقصور في كل نظرية بما يساعد على تحديد حجم ونوعية إسهامها أو مكانها وسط غيرها من الجهود المبذولة في هذا العلم الذي لا مكان فيه –بعد– لكلمة أخيرة أو نظرية جامعة مانعة. وقبل الانتقال إلى تقديم أولى النظريات التي سنعرض لها. هناك تمهيد أحسه ضروريا يتعلق بمفهوم النظرية وطبيعة النظريات في علم النفس.
نظريات علم النفس:
النظريات في أي علم هي –ببساطة– مجموعة من الفروض المترابطة في نسق منظم يسمح بتفسير الظواهر والكشف عن القوانين التي تحكمها كما يمكننا من التنبؤ بشأنها. والنظرية عموما تكون قريبة من الصدق والفائدة بقدر وفائها بوظيفتين أساسيتين:
1- تجميع الملاحظات والنتائج التجريبية المعروفة في نسق مترابط يسمح بتفسيرها والكشف عن قوانينها.
2- الكشف عن علاقات جديدة وهامة بين الظواهر لم يسبق ملاحظتها ويمكن إخضاعها للتثبت الأمبيريقي أو التجريبي. ولعل من أهم المؤشرات على صدق وثراء أي نظرية في هذا الصدد مدى قدرتها على التوليد الاستكشافي الموجه Heuristic للبحوث، أو بتعبير آخر القدر الذي تسمح به من التوليد والاشتقاق لفروض نوعية قابلة للاختبار والتثبت.
والنظرية في علم النفس لا تخرج عن التعريف السابق .. فهي أيضا مجموعة من الفروض المتعلقة بظواهر السلوك الإنساني مترابطة في نسق منظم يسمح بتفسير هذه الظواهر والكشف عن قوانينها والتنبؤ بشأنها. إلا أن النظرة الفاحصة لتاريخ علم النفس تدفعنا إلى التفريق بين نوعين متمايزين من النظريات في هذا المجال:
1- نظريات عامة في السلوك تحاول أن تشمل في نسقها جميع الظواهر السيكولوجية المتعلقة بحياة وتطور وتوافق الكائن الحي Organism وهذه تسمى عادة بنظريات الشخصية. ومعظم هذه النظريات تستند في منهجنا بشكل ملحوظ على الملاحظة الإكلينيكية.. أي ملاحظة السلوك الإنساني في سياقه الطبيعي في السواء أو المرض.
2- نظريات ذات مجال محدود تركز على جوانب أو فئات معينة من الوقائع السلوكية تستند مثل الإدراك أو الذاكرة أو الانفعالات.. الخ. ومعظم هذه النظريات تستند في منهجها على التجريب أو البحث التجريبي المستمد من نموذج العلوم الطبيعية.
كلا النوعين يسعى إلى تفسير السلوك الإنساني، ولكن بينما يحاول النوع الأول ذلك بشكل مباشر وكلي وشامل. فإن النوع الثاني يلجأ إلى معالجة أجزاء منفصلة عليها تتجمع في النهاية لكي تعطي صورة شاملة ووافية. وجدير بالذكر أن التمييز بين النوعين من حيث المنهج ليس تفريقا حاداً. فالنوع الأول من النظريات قد يستند في منهجه إلى التجريب كما أنه في معظم الأحيان يولد بحوثا تجريبية تحاول التثبت من الفروض وتحقيقها عمليا، في حين أن النوع الثاني كثيرا ما يرتبط بالملاحظة الإكلينيكية في مراحله المختلفة.
في مقامنا الحالي نحن معنيون بالنوع الأول من النظريات إلا وهو ما يسمى عادة بنظريات الشخصية. وهناك حقيقة هامة لابد وأن نضعها في الاعتبار لكي يتيسر لنا الفهم والحكم السليم على هذه النظريات دون أن نحملها أكثر مما تحتمل إيجابا أو سلبا. فبالرغم من سعي هذه النظريات إلى تقديم تفسير شامل للسلوك الإنساني في كافة جوانبه، إلا أن الشخصية الإنسانية بطبيعتها نظام شديد التعقيد ومتعدد الجوانب والمستويات بشكل يفوق طاقة أي محاولة منفردة مهما بلغت عبقريتها. والنتيجة هي أن كل نظرية من هذه النظريات تركز عادة على جانب أو جوانب محدودة من هذا النظام مثل الجوانب الدافعية.. أو جوانب النمو.. أو صراعات الشخصية.. أو الجوانب التركيبية.. الخ.. ومن خلال منظورها المحدد تحاول أن تضع نسقا يفسر السلوك بشكل عام.
أن فهم هذه الحقيقة يجنبنا الانزلاق في محاولة الحكم على هذه النظريات حكما ساذجا بالصواب أو الخطأ.. ويجعلنا نحاول أن نرى الإسهام الذي تقدمه كل منها في تكوين صورة شاملة ومتكاملة لنظام الشخصية الإنسانية بكل ثرائه وتعقيده وتعدد جوانبه.
(1) ماسلو: النظام المتصاعد للدوافع الإنسانية
إطار النظرية وأصولها
قام عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو [1] بصياغة نظرية فريدة ومتميزة في علم النفس ركز فيها بشكل أساسي على الجوانب الدافعية للشخصية الإنسانية. ولعل المدخل المناسب إلى نظرية ماسلو هو ذلك الذي يبدأ بمحاولة استكشاف الأصول التي تنتمي إليها ويشمل هذا نوعية التوجه أو الرؤية Orientation التي تقوم عليها، كما يشمل بعض أفكارها الرئيسية التي تشترك فيها مع نظريات سابقة عليها.
من حيث التوجه أو الرؤية فإن نظرية ماسلو تنتمي إلى ذلك النسق من المفاهيم الذي صاغه الاتجاه أو التيار الحديث في مجال علم النفس والمعروف باسم "علم النفس الإنساني" والذي كان ماسلو نفسه أحد مؤسسيه والمتحدثين باسمه. ولقد سبق لنا تقديم دراسة مفصلة عن هذا الاتجاه في هذه المجلة[2]، إلا أنه قد يكون من المناسب أن نقدم نوعا من الاستعراض الموجز لأهم ملامحه المتعلقة بالمقام الحالي:
1- يقدم علم النفس الإنساني نظرة معرفية جديدة في مجال دراسة الإنسان تتجاوز النموذج المنهجي التقليدي المستعار من العلوم الطبيعية بعلتيه الحتمية ونظرته الجزيئية والكمية.. وتصوراته الميكانيكية.. ورؤيته المحدودة للموضوعية، ويحاول في مقابل ذلك أن تعطي أهمية أساسية للخبرة الإنسانية الفنومنولوجية بوصفها أساس كل أنواع المعرفة الممكنة، والوسيلة التي يمكن من خلالها وضع فروض ذاتية وحدسية، وملاحظة عالم المعاني الداخلية، وتكوين مفاهيم لها نوعية العملية الجارية Process quality التي قد تميز الظواهر المتعلقة بالإنسان.
الهدف في النهاية أن يكون هناك أساس معرفي ومنهجي يتسق مع الطبيعة المتفردة لموضوع علم النفس وهو الإنسان، وذلك بدلا من التطبيق العشوائي لمنهج مستعار من علوم أخرى لا يتسق في كثير من الأحوال مع طبيعة الظواهر الإنسانية.
2- وفي ضوء النظرة المعرفية السابقة يحاول علم النفس الإنساني أن يقدم تصورا جديدا لطبيعة الشخصية الإنسانية بوصفها كيان دينامي فاعل Proactive وليس سلبيا رادا للفعل، رؤيته غير ممكنة بالتحليل المختزل أو التجزيئي وإنما ككل له نوعية العملية الحية بل ومن فرد إلى فرد داخل نوعه، كيان يتميز بالتعقل والنية الواعية والقدرة على الاختيار والتخطيط.. والسعي الهادف في حركة صاعدة وتطور مفتوح النهاية.
3- وتكتمل الصورة التي يقدمها هذا العلم بنظرته الغائية التي تأخذ في الاعتبار أهمية القيم والغايات في تكوين الإنسان ومسار حياته، وهي قيم ذات طابع إيجابي لا تهدف إلى مجرد البقاء وحفظ الاتزان الحيوي Homeostasis أو تجنب الألم والمعاناة، وإنما تتمثل في السعي المتواصل من أجل نمو الخيرة الإنسانية إلى مستويات أرقى ومتسامية.
والملامح السابقة تنعكس بشكل واضح في النظرية التي يقدمها ماسلو، سواء في المنهج الذي اتبعه في استكشاف فروضها أو المبادئ التي حاول أن يرسم من خلالها تصوره الشامل للشخصية الإنسانية.
من ناحية أخرى، ومن داخل إطار علم النفس الإنساني –الذي يضم العديد من علماء ومفكري علم النفس– تنسب نظرية ماسلو تفي أصولها إلى نموذج نظري أكثر تحديدا يسمى عادة "بوجهة النظر أو النظرية العضوية" Organismic theory، والتي كان رائدها أخصائي الطب العصبي والنفسي الألماني كورت جولدشتين Kurt Goldstein (1878 – 1965). وماسلو يعتبر نفسه على صلة وثيقة بوجهة النظر العضوية هذه، وإن كان يفضل أن يسميها بوجهة النظر "الكلية الدينامية". ويمكننا أن نلخص السمات الرئيسية لهذه النظرية من حيث صلتها بسيكولوجية الشخصية فيما يلي:
1- تؤكد هذه النظرية وحدة وتكامل وتماسك الشخصية السوية.. وتعتبر أن التنظيم هو الحالة الطبيعية للكائن العضوي، بينما يمثل المرض اختلال هذا التنظيم.. وهو شيء ينتج نعن بيئة قاسية أو مهددة أو بدرجة أقل بعض أشكال الشذوذ العضوي الداخلي، بتعبير آخر ترى هذه النظرية أن الشخصية الإنسانية بطبيعتها وإمكاناتها الكامنة تنظيم سوى ومتكامل ينزع ويتجه في نموه نحو الأفضل دائما، وأن الانحراف في هذا التنظيم إنما يأتي بتأثير بيئة غير مواتية أو صالحة تفرض عليه ما يتنافى مع طبيعته.
2- تعتبر هذه النظرية الكائن العضوي نسقا كليا منظما.. وبالرغم من إمكان تحليل هذا الكل إلى الأجزاء المتمايزة التي يتكون منها، إلا أنه لا يمكننا أن نفهم أحد هذه الأجزاء إذا حاولنا دراسته ككيان منفصل، بل لابد وأن ينظر إليه دائما بوصفه جزءا من الكيان العضوي الكلي. بتعبير آخر يؤمن أصحاب هذه النظرية باستحالة فهم الكل عن طريق دراسة أجزاء أو قطاعات منفصلة أو عن طريق اختزاله إلى عناصره المكونة ذلك أن الكل يؤدي وظائفه وفقا لقوانين لا يمكن استخلاصها من الأجزاء.
3- تفترض هذه النظرية أن الفرد تحركه حاجة أو قوة دافعة رئيسية أطلق عليها جولدشتين اسم "تحقيق الذات" Self-sctualiztionor Self-realization، وهي تعني أن الإنسان يحاول دائما أن يحقق إمكاناته الكامنة والأصلية بكل الطرق المتاحة، وما يبدو من تعدد في حاجات أو دوافع الإنسان لا يعدو أن يكون تعبيرات مختلفة ومتنوعة لهذه القوة الدافعة الأساسية. أن هذه الغاية هي التي تحدد اتجاه حياة الإنسان وتمنحها وحدتها.
4- من حيث المنهج يؤكد أصحاب هذا الاتجاه على أهمية الدراسة الإكلينيكية ويرون أننا يمكن أن نتعلم الكثير من خلال الدراسة الشاملة لشخص واحد أو عدد محدود من الأشخاص، وذلك في مقابل أو على عكس وجهة النظر التجريبية التي تسعى عادة إلى دراسة أجزاء أو وظائف سيكولوجية منفصلة بشكل مقنن يشمل أعداد كبيرة من الأفراد.
يكفي –في تصوري– هذا القدر من التمهيد ويمكننا الآن الانتقال إلى نظرية ماسلو حيث نتبين إلى أي مدى تنعكس الأصول والمبادئ السابقة في النسق الذي تقدمه.
النظرية
قدم ماسلو نظرية في الدافعية الإنسانية Human motivation حاول فيها أن يصيغ نسقا مترابطا يفسر من خلاله طبيعة الدوافع أو الحاجات التي تحرك السلوك الإنساني وتشكله. في هذه النظرية يفترض ماسلو أن الحاجات أو الدوافع الإنسانية تنتظم في تدرج أو نظام متصاعد Hierarchy من حيث الأولوية أو شدة التأثير Prepotency، فعندما تشبع الحاجات الأكثر أولوية أو الأعظم قوة وإلحاحا فإن الحاجات التالية في التدرج الهرمي تبرز وتطلب الإشباع هي الأخرى وعندما تشبع نكون قد صعدنا درجة أعلى على سلم الدوافع.. وهكذا حتى نصل إلى قمته. هذه الحاجات والدوافع وفقا لأولوياتها في النظام المتصاعد كما وصفه ماسلو هي كما يلي:
1- الحاجات الفسيولوجية Physiological needs
مثل الجوع.. والعطش.. وتجنب الألم.. والجنس.. إلى آخره من الحاجات التي تخدم البقاء البيولوجي بشكل مباشر.
2- حاجات الأمان Safety needs
وتشمل مجموعة من الحاجات المتصلة بالحفاظ على الحالة الراهنة.. وضمان نوع من النظام والأمان المادي والمعنوي مثل الحاجة إلى الإحساس بالأمن.. والثبات.. والنظام.. والحماية.. والاعتماد على مصدر مشبع للحاجات. وضغط مثل هذه الحاجات يمكن أن يتبدى في شكل مخاوف مثل الخوف من المجهول.. من الغموض... من الفوضى واختلاط الأمور أو الخوف من فقدان التحكم في الظروف المحيطة.
وماسلو يرى أن هناك ميلا عاما إلى المبالغة في تقدير هذه الحاجات.. وأن النسبة الغالبة من الناس يبدو أنهم غير قادرين على تجاوز هذا المستوى من الحاجات والدوافع.
3- حاجات الحب والانتماء Love & Belonging needs
وتشمل مجموعة من الحاجات ذات التوجه الاجتماعي مثل الحاجة إلى علاقة حميمة مع شخص آخر الحاجة إلى أن يكون الإنسان عضوا في جماعة منظمة.. الحاجة إلى بيئة أو إطار اجتماعي يحس فيه الإنسان بالألفة مثل العائلة أو الحي أو الأشكال المختلفة من الأنظمة والنشاطات الاجتماعية.
(أ) المستوى الأدنى أو مستوى الحب الناشئ عن النقصDeficit or D-love وفيه يبحث الإنسان عن صحبة أو علاقة تخلصه من توتر الوحدة وتساهم في إشباع حاجاته الأساسية الأخرى مثل الراحة والأمان والجنس..... الخ.
(ب) المستوى الأعلى أو مستوى الكينونةBeing or B-love وفيه يقيم الإنسان علاقة خالصة مع آخر كشخص مستقل... كوجود آخر يحبه لذاته دون رغبة في استعماله أو تغييره لصالح احتياجاته هو.
4 – حاجات التقدير Esteem needs
هذا النوع من الحاجات كما يراه ماسلو له جانبان:
(أ) جانب متعلق باحترام النفس.. أو الإحساس الداخلي بالقيمة الذاتية.
(ب) والآخر متعلق بالحاجة إلى اكتساب الاحترام والتقدير من الخارج... ويشمل الحاجة إلى اكتساب احترام الآخرين.. السمعة الحسنة.. النجاح والوضع الاجتماعي المرموق.. الشهرة.. المجد... الخ.
وماسلو يرى أنه بتطور السن والنضج الشخصي يصبح الجانب الأول أكثر قيمة وأهمية للإنسان من الجانب الثاني.
5- حاجات تحقيق الذات Self-actualization والحاجات العليا Metaneeds
تحت عنوان تحقيق الذات يصف ماسلو مجموعة من الحاجات أو الدوافع العليا التي لا يصل إليها الإنسان إلا بعد تحقيق إشباع كاف لما يسبقها من الحاجات الأدنى. وتحقيق الذات هنا يشير إلى حاجة الإنسان إلى استخدام كل قدراته ومواهبه وتحقيق كل إمكاناته الكامنة وتنميتها إلى أقصى مدى يمكن أن تصل إليه. وهذا التحقيق للذات لا يجب أن يفهم في حدود الحاجة إلى تحقيق أقصى قدرة أو مهارة أو نجاح بالمعنى الشخصي المحدود.. وإنما هو يشمل تحقيق حاجة الذات إلى السعي نحو قيم وغايات عليا مثل الكشف عن الحقيقة.. وخلق الجمال.. وتحقيق النظام.. وتأكيد العدل.. الخ. مثل هذه القيم والغايات تمثل في رأي ماسلو حاجات أو دوافع أصيلة وكامنة في الإنسان بشكل طبيعي مثلها في ذلك مثل الحاجات الأدنى إلى الطعام.. والأمان.. والحب.. والتقدير. هي جزء لا يتجزأ من الإمكانات الكامنة في الشخصية الإنسانية والتي تلح من أجل أن تتحقق لكي يصل الإنسان إلى مرتبة تحقيق ذاته والوفاء بكل دوافعها أو حاجاتها.
وسوف أكتفي بهذا القدر من الحديث عن تحقيق الذات هنا حيث أن هذا الجانب من نظرية ماسلو سوف يحظى بتفصيل أكبر فبما يلي نظرا لأنه يمثل ابرز إضافات هذا العالم.
بعد تحقيق الذات يتبقى نوعان من الحاجات أو الدوافع هما الحاجات المعرفية والحاجات الجمالية ورغم تأكيد ماسلو على وجود وأهمية هذين النوعين ضمن نسق الحاجات الإنسانية إلا أنه فيما يبدو لم يحدد لهما موضعا واضحا في نظامه المتصاعد[3]:
(1) الحاجات الجمالية Aesthetic needs
وهذه تشمل فيما تشمل عدم احتمال الاضطراب والفوضى والقبح والميل إلى النظام.. والتناسق.. والحاجة إلى إزالة التوتر الناشئ عن عدم الاكتمال في عمل ما.. أو نسق ما.
(2) الحاجات المعرفية Cognitive needs
وتشمل الحاجة إلى الاستكشاف والمعرفة والفهم، وقد أكد ماسلو على أهميتها في الإنسان بل أيضا في الحيوان، وهي في تصوره تأخذ أشكالا متدرجة.. تبدأ في المستويات الأدنى بالحاجة إلى معرفة العالم واستكشافه بما يتسق مع إشباع الحاجات الأخرى ثم تتدرج حتى تصل إلى نوع من الحاجة إلى وضع الأحداث في نسق نظري مفهوم.. أو خلق نظام معرفي يفسر العالم والوجود. وهي في المستويات الأعلى تصبح قيمة يسعى الإنسان إليها لذاتها بصرف النظر عن علاقتها بإشباع الحاجات الأدنى.
تحقيق الذات أو مرحلة الدوافع العليا
يعد هذا الجانب أهم ما تنفرد به نظرية ماسلو. إذ أنه حاول فيه أن يدرس ويفهم الشخصية الإنسانية من خلال الصحة.. من خلال حالات اكتمالها وتفوقها وليس من خلال حالات مرضها وضعفها أو تفككها، وهو مدخل معاكس لما هو سائد لدى الغالبية العظمى من علماء النفس وأصحاب نظريات الشخصية.
من أجل تحقيق هذا الهدف قام ماسلو ببحث متعمق وشامل لمجموعة من الأشخاص الذين تمكنوا من تحقيق ذواتهم.. أو حققوا إمكاناتهم إلى أقصى مداها.. ويمكن اعتبارهم ضمن قمة هرم التطور والنمو والاكتمال الإنساني. وقد شملت المجموعة بعض معاصريه من أمثال أينشتين وروزفلت وألبرت شفيترز، بالإضافة إلى شخصيات تاريخية مثل لينكولن.. وجيفرسون وبيتهوفن. وكان المنهج الذي اتبعه في هذه الدراسة منهجا إكلينيكيا أو بتعبير أدق منهجا فنومنولوجيا، استخدم فيه المقابلات الإكلينيكية.. وملاحظات السلوك.. ودراسة السير أو السير الذاتية.. الخ.
من خلال هذه الدراسة أمكن لماسلو تحديد عدد من الخصائص أو السمات التي رأى أنها تميز أولئك الذين وصلوا إلى مرحلة تحقيق الذات، وهذه السمات كما وصفها ماسلو يمكن إيجازها فيما يلي:
1- الاتجاه الواقعي.. أو الإدراك السليم للواقع والعلاقة المناسبة معه.
فمثل هؤلاء الأشخاص يتميزون بالقدرة على الحكم الدقيق على الواقع والتنبؤ بأحداثه، ليس نتيجة لحدس فائق أو قدرات خارقة، وإنما لقدرتهم على رؤية وإدراك الأشياء كما هي.. دون أحكام مسبقة أو أهواء وتعصبات أو شوائب ذاتية، كما يشمل هذا أيضا قدرتهم العالية على تحمل الغموض.. وعدم الوضوح أو التجديد.. وقد اعتبر ماسلو أن هذه السمة تمثل نوعا من القدرة المعرفية الموضوعية أطلق عليها اسم معرفة مرحلة الكينونة Being or- Bcognition .
2- القدرة على تقبل النفس والآخرين والعالم الطبيعي كما هم.
3- التلقائية والبساطة والطبيعية. فهم لا يخافون أن يكونوا أنفسهم، ويثقون في مشاعرهم وسلوكهم تجاه الآخرين.
4- القدرة على التمركز حول المشاكل بدلا من التمركز حول أنفسهم فهم مدفوعون بإحساس غامر بالرسالة في عملهم يمكنهم من التركيز على المشاكل بانفصال عن ذواتهم (بالمعنى السلبي والمعوق لما هو ذاتي).
5- الحاجة إلى الخصوصية.. ونوع من الانفصال عن الآخرين فهم يتحملون بل ويرغبون في نوع من الوحدة التي تجعلهم يعرفون المزيد عن أنفسهم وفي اتصال قريب معها. كما يتميزون بأنه ليس لهم علاقات ملتصقة بشكل اعتمادي على الآخرين.
6- الاستقلال عن الآخرين Independence، والتوجيه الذاتي Autonomy ، ونوع من الاكتفاء بالذات Self-sufficiency .
7- الاحتفاظ بالقدرة على الدهشة ورؤية الأشياء بعين جديدة: فهم لا يستسلمون للعادة.. ولا يأخذون الأمور كمسلمات مهما طال احتكاكهم بها، وإنما تظل رؤيتهم وتقديرهم للأفراد والأشياء في تجدد مستمر دون نمطية جامدة.
8- القدرة على التعاطف والتوحد بالآخرين.. أو بالبشرية كلها.
9- القدرة على تكوين علاقات بين شخصية عميقة وقوية. وهم عادة يميلون إلى تكوين مثل هذه العلاقات القوية والعميقة مع أشخاص قليلين، منهم إلى تكوين علاقات معرفة واسعة وسطحية.
10- الاتجاهات والقيم الديمقراطية: وهذا يشمل قدرتهم على احتمال وقبول الاختلافات الدينية والعرقية والطبقية واختلافات السن والمهنة... الخ، بالإضافة إلى الاحترام الحقيقي للرأي الآخر، والإيمان بأهمية تفاعل مختلف الآراء من أجل الحقيقة.
11- هم رجال مبادئ.. ذوو عقيدة إنسانية شاملة تتجاوز فروق الأديان التقليدية.
12- روح المرح لديهم ذات طابع فلسفي وليست ذات طابع عدواني.
13- القدرة الإبداعية والولع الشديد بالخلق والابتكار.
14- تجاوز فروق الثقافات ومقاومة الخضوع والتقولب في حدود الثقافة السائدة.
بالرغم من أن محققي ذواتهم لا يميلون إلى خرق الأعراف والتقاليد بشكل راديكالي، إلا أنهم لا ينساقون انسياق القطيع وراء ما تفرضه أي ثقافة وإنما يختارون قيمهم واتجاهاتهم بشكل ناضج وحر.. ويحاولون بهدوء وبشكل غير درامي أن يغيروا ما يرفضونه مما تعارف الناس عليه وتقولبوا فيه.
15- تماسك وتكامل الشخصية دون انشقاق Dissociation أو تفكك Fragmentation
16- القدرة على تجاوز الاستقطاب الثنائي Dichotomy للقضايا.
إن الأمور بالنسبة لمن حققوا ذواتهم لا تتمثل في أقطاب ثنائية متناقضة في صورة "أما" "أو" (خير أو شر.. مادية أو مثالية.. روح أو جسد.. الخ) وإنما لديهم القدرة على تجاوز هذا الاستقطاب إلى المستوى الولافي الذي يجمع النقائض في حقيقة واحدة. وهذا لا ينطبق فحسب على مواقفهم من القضايا، وإنما يتمثل أيضا في سلوكهم الذي يعيشونه، فهم على سبيل المثال لا يفصلون الحياة إلى عمل وجد في مقابل ترويح ولعب... وإنما يمتزج الاثنان في صيغة يكون العمل بالنسبة لهم فيها ترويج.. والترويح نشاطا جادا هادفا.. كل ذلك افتعال أو اصطناع.
17 – خبرات القمة Peak experiences
هذه السمة تحتاج إلى وقفة خاصة أطول من ساقيها. لقد وجد ماسلو أن معظم من شملهم بحثه يشتركون في وصف نوع خاص من الخبرات اسماها هو "بخبرة القمة". وهذا لا يعني أن هذا النوع من الخبرات يعد اكتشافا جديدا، وإنما هو شيء عرف منذ قديم وسمى بأسماء متباينة مثل الخبرات الصوفية Mystic experiences أو خبرات الوعي الكوني Cosmic consciousness أو الخبرات المفارقة أو المتسامية Transcendental experiences . وفضل ماسلو هنا يتمثل في إخضاعه هذه الخبرات لدراسة فينومينولوجية واسعة ومتعمقة.
هذا النوع من الخبرات يتمثل في فترات قصيرة يعيش فيها الإنسان في حالة خاصة من الوعي المتسامي أو المفارق. وهناك محاولات كثيرة لوصف هذه الحالة يرد فيها تعبيرات مثل: الإحساس بالنشوة الغامرة.
الرؤية الشفافة للوجود.
المعرفة الكلية.
الإحساس بالتوحد مع الكون.
وفي المستويات العليا من هذه الخبرات يصل البعض إلى وصف حالات من الوجود شبه الإلهي، إلا أن الجميع يجمعون في النهاية على أنها خبرة حية يصعب إلى أبعد حد أن تجسدها الكلمات ولا يغني في معرفتها بحق إلا المرور بها.. أو كما يقول المتصوفة "من ذاق عرف". عن هذه الخبرة يقول ماسلو[4]: "أنها يمكن أن تكون قوية وشديدة التأثير إلى درجة تتغير بها شخصية الإنسان كلية. وإلى الأبد". مثل هذه الخبرات رغم قصرها وعدم دوامها تعتبر –بإجماع كل من مروا بها– أعلى أنواع الخبرة والوعي الإنساني، والتجسيد الحي لذروت اكتمال الإنسان.. وقمة وجوده.
ويبدو أن دراسة ماسلو المتعمقة لمثل هذه الخبرات قد ساهمت في نوع من التغيير في نظريته، فبعد أن كان يرى أن "تحقيق الذات" هو أعلى أنواع الحاجات وأرقى مراحل النمو فإنه في مراحله الأخيرة بدأ يرى أن هناك مرحلة أو حاجة أعلى هي الحاجة إلى "تجاوز الذات" Self-transcendence . أعتقد أن الصورة التي ترسمها هذه القائمة الطويلة من الخصائص والسمات بليغة بقدر كاف في تجسيدها لتلك المرحلة العليا من الدوافع الإنسانية كما وصفها ماسلو، ولا يحتاج الأمر إلى المزيد من الشرح والتوضيح.
وقد خرج ماسلو من دراسته لهذه الصورة التي يكتمل فيها تحقيق الذات ثم تجاوزها في بعض الأحيان... خرج من هذا بتصور لما أسماه بمرحلة الكينونة Being بوصفها مرحلة التواجد في أعلى مستوى وجودي للإنسان.. مرحلة تحقيق الغايات بالفعل وليس مجرد السعي من أجلها أو المكابدة في سبيلها. فيها يعيش الإنسان بالفعل قمة خبرات المعرفة.. ومشاعر الحب.. واكتمال السلوك، وتتحقق "فيه" القيم العليا مثل الكلية.. والجمال.. والتفرد.. والصدق.. والبساطة.. والعدل.. والحرية أو الاستقلال الذاتي... الخ. وبالرغم من الندرة الشديدة في تحقيق مثل هذه المراحل العليا تحقيقا مكتملا، والصعوبة الشديدة التي تحف بمسيرة السعي من أجلها، فإن ماسلو قد بين من خلال بحثه ودراسته أنها كمثال لا تقع في منطقة من صنع خيال الإنسان أو أحلامه.. وإنما هي واقع حقيقي يمكن أن يصل إليه البعض.. مهما كان عددهم قليلا.
الحاجات الدنيا في مقابل الحاجات العليا:
يتضح من السياق السابق أن ماسلو يفرق بوضوح بين نوعين من الحاجات أو الدوافع[5]:
1- الحاجات الدنيا أو حاجات إشباع النقص Lower or Deficit or D-needs
2- الحاجات العليا Higher or metandees أو حاجات الكينونة Being or B-needs
الحاجات الدنيا تشمل على وجه التحديد الحاجات الفسيولوجية بالإضافة إلى حاجات الأمان وحاجات الحب والانتماء ثم حاجات التقدير.
هذه الحاجات تقسم بصفة أساسية هي أنها تخدم إشباع حالات النقص في الكائن الحي وتهدف إلى خفض التوتر الناشئ عن هذا النقص سواء كان توترا فسيولوجيا مثل الجوع أو الأمل أو توترا عاطفيا مثل توتر الحاجة إلى الحب أو التقدير، وتحقق الإشباع أو خفض التوتر هنا يؤدي إلى تناقص أو اختفاء دوافع هذا المستوى.
على هذا المستوى من الحاجات يكون الإنسان في حالة اعتماد على الآخرين أو الأشياء الخارجية التي يرتبط بها إشباع حاجاته، ويكون مجرد مستجيب لما حوله يغلب على سلوكه طابع رد الفعل للمؤثرات: لضغوط الحاجات.. للثواب والعقاب.. للألم.. للخوف من فقد مصادر الإشباع... الخ عموما يمكن وصف سلوكه في هذا المستوى بأنه يميل إلى النكوص.. والدفاعية.. والاعتماد.
الحاجات العليا من ناحية أخرى تتمثل في حاجات تحقيق الذات أو تجاوزها وتبدأ في الظهور بعد أن يتحقق قدر كاف من إشباع الحاجات الأدنى. وهي لا تدفع في اتجاه إشباع نقص ما.. وإنما تدفع في اتجاه نمو وتطور نحو قيم وغايات عليا تحدثنا عنها فيما سبق. وإشباع هذه الغايات بأي درجة لا يؤدي إلى خفض التوتر وتوقف الدافع كما هو الحال مع الحاجات الأدنى وإنما قد يزيد من شدة الدافع نحو المزيد من السعي.
على هذا المستوى من الحاجات يكون الإنسان أكثر استقلالا في تفاعله مع بيئته، ويكتسب المبادرة.. ويصبح سلوكه متوجها نحو النمو والتطور.. نحو حالات أرقى من الوجود. وماسلو يرى أن الحاجات الإنسانية لها طابع غريزي Insrinctoid مؤكد، وينطبق هذا في رأيه على الحاجات الدنيا والعليا على حد سواء.
ولكنه لا يعتبرها غرائز بالمعنى الكامل للغريزة (أي ذلك النوع من الاستجابات المحددة سلفا بشكل كامل ومستقل عن أي تعلم مكتسب.. وهو ما يتبدى في سلوك الحيوانات الأدنى من الإنسان). فالإنسان في رأي ماسلو لا يملك غرائز كاملة وإنما ميول غريزية.. يتدخل التعلم والاكتساب في تشكيلها وصياغة صورتها الظاهرة إلى درجة كبيرة. وتأثير المؤثرات البيئية التي يتعلمها أو يكتسبها الإنسان يكون أشد كلما صعدنا في هرم الحاجات والدوافع، فالحاجات العليا أكثر عرضة للتحوير والانحراف بفعل تأثيرات المجتمع والثقافة المحيطة من الحاجات الأدنى.
وفي مقابلته بين الحاجات الدنيا والعليا لا يفصل ماسلو بينهما بشكل استقطابي حاد. فالإنسان لا يكون "أما" في مرحلة الدوافع العليا "أو" مرحلة الدوافع الدنيا، وإنما هو يرى أن سلوك الإنسان في وقت ما يمكن أن يكون محصلة لتفاعل أو صراع النوعين من الدوافع. فالإنسان قد تتجاذبه في نفس الوقت دوافع إشباع النقص في مقابل دوافع أو غايات عليا. ويحدد مدى نمو ونضج الشخصية أي الاتجاهين يغلب أو يلون السلوك بشكل واضح.
وفي هذا المقام فإن مبدأ الأولوية قد يصبح في بعض الأحيان عرضة للتساؤل. فالإنسان قد يسعى نحو قيم وغايات عليا على حساب أو بالرغم من القصور الشديد في إشباع حاجات النقص. ومثال ذلك الإنسان الذي يجاهد في سبيل مبدأ ما ويتحمل من أجل هذا الجوع.. أو الألم.. أو انعدام الأمان.. الخ. في مثل هذه الحالة تصبح اليد العليا للحاجات والدوافع العليا.. وليس العكس. وماسلو يفسر هذا بأن الإنسان إذا ما وصل إلى المستوى الأعلى. فإن العائد أو الإشباع الناشئ عن الحاجات العليا يكون قويا بدرجة تجعله يضحي بالحاجات الأدنى... ويتحمل عدم إشباعها لفترات قد تطول.
وبعد... يمثل الجزء السابق عرضنا لنظرية ماسلو حاولت أن أقدم فيه أبرز ملامح هذه النظرية في إيجاز أرجو ألا يكون مخلا بدرجة كبيرة. ويتبقى بعد ذلك الجانب التقويمي لهذه النظرية والذي سوف أقدمه بإذن الله في المرة القادمة التي سوف أحاول أن أقدم فيها أيضا نموذجا ثانيا من النظريات التي تنتمي إلى علم النفس الإنساني. والغرض من هذا أن يتم التقويم في إطار مناقشة أشمل لهذا الاتجاه الحديث في علم النفس من خلال النموذجين معا.
المراجع العربية
1- سيفرين ف. ت.(1965) "وجهات نظر إنسانية في علم النفس" ترجمة:د. طلعت منصور، د. عادل عز الدين، د. فيولا الببلاوي ( تحت عنوان: علم النفس الإنساني)، القاهرة 1978، مكتبة الأنجلو المصرية.
2- هو.ك.، ليندزي ج.( 1978) "نظريات الشخصية" ترجمة د. فرج أحمد فرج، د. قدري حفني، د. لطفي فطيم (الطبعة الثانية) القاهرة – الكويت – أمستردام : دار الشايع للنشر.
المراجع الأجنبية
DiCaprio, N. S. (1974) Personality theories: guides to living”.Philadelphia – London Toronto: W. B. Saunders Company
Thetford, W, n. Schucman, H.& Walsh, R. (1980) Other psychological personality theories: Abraham Maslow”. In Kaplan, H .I, Freedman, A.M. and Sadock, B.J. (Eds). Comprehensive Textbook of Psychiatry. 3rd Edition Vol. I. Baltimore: Williams &Wilkins.
__________________________________________________
[1] - أبراهام ماسلو Abraham Maslow (1908 – 1970): كان يعمل أستاذا لعلم النفس في عدد من الجامعات الأمريكية، وشغل منصب رئيس الجمعية الأمريكية لعلم النفس في عام 1967. وهو يعد من أبرز مؤسسي حركة علم النفس الإنساني أو ما يسمى أحيانا بالقوة الثالثة في علم النفس (بعد التحليل النفسي والاتجاه السلوكي).
[2] - الإنسان والتطور – العدد الأول- السنة الأولى (يناير سنة 1980)
[3] - انظر المراجع (1974) Dicaprio
[4] - انظر المراجع Thetford et al (1980)
[5] - قام ماسلو بنوع من المراجعة للتعريفات والمفاهيم المتعلقة بالقوى الدافعة للسلوك الإنساني وهو يرى أن هناك حاجات إنسانيةneeds تنشأ عنها دوافعmotives يخبرها الإنسان في وعيه بوصفها رغبات نحو سلوك معين. ومثل هذه العلاقة بين هذه المفاهيم يمكن أن تبرر استخدامها بشكل يكاد يكون مترادفا.
عدد يناير 1984