(169)
عصف ذهني
حتى يمكن لنا إجراء نقاش فكري يساعد في الوصول للأفضل لبلدنا في المرحلة المستقبلية؛ أرى أنه يمكن استغلال المعرض الصناعي لما فيه من قاعات كثيرة وكبيرة تسع لأعداد غفيرة من جمهور الحضور، وذلك للمشاركة في مناقشة جميع الموضوعات التي تهم مصر في المستقبل. على أن تخصص كل قاعة لموضوع واحد من الموضوعات، فمثلاً تخصص قاعة لمناقشة الدستور وجميع مواده، وتخصص قاعة أخرى لمناقشة تطوير التعليم، وقاعة ثالثة لتطوير البحث العلمي، وأخرى رابعة لمناقشة تطوير الخدمات الصحية،.. وهكذا. وأظن أن قاعات المعرض سوف تسع جميع المحاور التي نفكر فيها بخصوص مستقبل مصر. ولزيادة المشاركة يمكن نقل هذه المناقشات عبر شاشات التليفزيون لتصبح عملية التطوير ليست قاصرة على مجموعة بعينها دون أخرى؛ حتى تكون المناقشة عملية تطوير مجتمعية.
ويمكن استخدام شبكة الإنترنت لزيادة المشاركة والنقاش الفعال. وأعتقد أن أفضل سبيل لنجاح هذه المناقشات سيكون باستخدام أسلوب العصف الذهني كما قال به اوسبورن منذ الخمسينات من القرن الماضي. ويقوم هذا الأسلوب على تقسيم المشكلات الكبيرة التي سيتم مناقشتها من جانب المجموعة إلى مشكلات نوعية صغيرة فتكون المشكلة الصغيرة هي موضوع المناقشة حتى تكون المناقشة سهلة وفعالة قدر الإمكان. ولنجاح هذا الأسلوب في النقاش يحتاج الأمر إلى قائد حازم فاهم لموضوع المناقشة؛ وإلى مُيَسّر قادر على ضبط سير النقاش وتلخيص ما تصل إليه المجموعة من قرارات ونتائج. ويتم أسلوب العصف الذهني عبر الخطوات التالية:
1- قول المجموعة بأكبر عدد من الأفكار دون محاولة وقف تدفقها من أفراد المجموعة. فالهدف الرئيسي في هذه الخطوة هو الحصول على أكبر عدد من الأفكار بغض النظر عن نوعيتها، ويقوم بعملية تدوين هذه الأفكار ميسر الجلسة.
2- يمنع نقد أي فكرة من الأفكار المطروحة من جانب المجموعة؛ فليس هناك فكرة سخيفة أو غير منطقية، فالهدف هنا هو توليد الأفكار وليس تقييمها. كما يجب التأكيد أن كل فكرة مطروحة لا تخص صاحبها، وإنما تخص الجميع بمعنى أنه لا يجوز شخصنة الفكرة ومحاولة انتقاد صاحبها، ويقوم القائد بضمان تحقيق هذه الخطوة.
3- بعد الانتهاء من طرح جميع الأفكار يتم الانتقال إلى عملية تبويبها تحت عناوين فرعية ليشمل كل عنوان مجموعة نوعية من الأفكار التي تم طرحها. ويقوم الميسر بأخذ موافقة أفراد المجموعة بعملية التبويب هذه.
4- يتم حذف الأفكار النوعية المتطابقة لتعبر عنها فكرة واحدة وذلك لتجنب التكرار. ويقوم بهذه الخطوة أيضاً الميسر وبموافقة المجموعة.
5- تتناقش المجموعة بمساعدة قائد المجموعة على وضع مميزات كل فكرة وعيوبها.
6- تقوم المجموعة بمساعدة كلاً من القائد والميسر على تكوين فكرة جديدة من الأفكار السابقة لها أكبر قدر من ميزات جميع الأفكار مع تجنبها لأكبر قدر ممكن من العيوب.
7- بعد الانتهاء من فكرة يقفل النقاش بها وتنتقل المجموعة إلى الفكرة التالية. ليكون لدى المجموعة في النهاية مجموعة من الأفكار تتناول الموضوع بكامله.
حتى ينجح أسلوب العصف الذهني يجب أن يكون القائد فاهماً لموضوع النقاش ولديه الشخصية القيادية وقادر على أن يحظى بالاحترام من أفراد المجموعة. ويتلخص دوره في اختيار موضوع المناقشة بموافقة المجموعة، وقيادة عملية الحوار بشكل صحيح حتى لا يتحول النقاش إلى حوار سوفسطائي أو همجي لا طائل منه، كما يجب أن يكون القائد متمتع بمهارة القدرة على تنظيم النقاش من حيث من يتحدث والمدة المسموح له بالحديث حتى لا يستأثر شخص وحده بالحديث؛ وإيقاف أي شخص عن مقاطعة المتحدث. أما فيما يتعلق بالمُيَسّر فليس بالضرورة أن يكون دارساً لموضوع المناقشة، ولكن من المهم أن يكون محترفاً في عملية تيسير الاجتماعات وهناك الكثيرون ممن يعملون في مجال التدريب الإداري بمصر ويمكنهم التطوع للقيام بهذه المهمة. وتتركز مهمته على تسجيل الأفكار والمساعدة في عملية تبويبها وحذف المتشابه منها وتسجيل عيوب وميزات كل فكرة، وكذلك عملية التلخيص لما تم بعد الانتهاء من كل نقطة حتى تكون المجموعة متوافقة حول الأفكار التي تم التوصل إليها ومن ثم يتحقق الهدف الذي اجتمعوا من أجله.
إذا نجحنا في عمل مثل هذا المشروع في هذه المرحلة فسنكون بالفعل قد وضعنا أقدامنا على أولى خطوات الديمقراطية وسيكون لدينا دليل لحل المشاكل التي نعاني منها، وكما كانت الثورة نموذجاً يجب تدريسه؛ سيكون أيضاً ما بعد الثورة نموذجاً يحتذى به. لو استطعنا تحقيق ذلك فستحدث طفرة في مصر في سبل إجراء المناقشات فيما بيننا؛ وسنتعلم أن نصمت ونستمع للغير عندما يتكلمون. سنتعلم كيف نصل من اختلافنا إلى ما يمكن لنا أن نتفق عليه. سنتعلم كيف يحترم كل منا الآخر وألا نسفه من أفكار بعضنا البعض. سنتعلم كيف نكون متحضرون وليس مجرد غوغائيون.
(170)
البرادعي
ما أن نجحت الثورة حتى ظهر كل من يريد أن يبحث له عن غنيمة يغتنمها فيقول "إنا كنا لكم من الناصرين" فهذا يلعب دور البطل المناضل، وذاك يلعب دور المتحدث باسم الثورة، وقد يسعى آخر لمنصب رئيس الجمهورية المنتظر. وهناك أناس آخرون على غير هؤلاء فنجدهم وقد بذلوا ما بذلوا من أجل الثورة سواءً قبلها أو أثنائها؛ فكانوا مرابطين في الميدان يواجهون النظام وبطشه بهم، ولكن ما أن انتهت الثورة حتى اختفوا وكأنهم قد أدوا ما عليهم فلم يبحثوا لهم عن مغنم أو منصب.
أعتقد أن من هؤلاء البرادعي وإبراهيم عيسى وجميلة إسماعيل، وغيرهم الكثيرين. فالبرادعي بعد جهاده قبل الثورة وأثنائها اختفى تماماً من الصورة وكأنه يقول بذلك لقد فعلت ما كافحت من أجله وكنتم تظنون أنه المستحيل، أما وقد تحقق هذا المستحيل فأقول لكم سلاماً فلست طامعاً في منصب الرئيس. يقول الرجل كنت أقول لكم أنتم المُخَلّص فلا تبحثوا عن الزعيم فلا حاجة لكم بزعيم، فاتهمني بعضكم بالتخاذل، ها قد علمتم الآن أني كنت على حق فيما كنت أدعيه. لهذا أعتقد وبصدق أن هذا الرجل هو أفضل من يقود المرحلة التالية وذلك لأسباب كثيرة بداية أنه لا يرغب في المنصب فهو ليس كغيرة ممن هم طامعون في الكرسي وبأي ثمن، كما أنه ليس له أية علاقة بشبكة الفساد والفاسدين والمفسدين في البلاد؛ وبالتالي لن يتستر على أي فاسد لأي سبب من الأسباب.
كما أن للرجل رؤية واضحة في اتجاه بناء مجتمع ديمقراطي لا مكان فيه لمن يلعب دور الزعيم المُلهِم الذي سيؤدي بنا لتعاظم عبادة الفرد من جديد، وأخيراً وهو الأهم أن الرجل وفقاً لتركيبته لن يحكم إلا لفترة واحدة؛ فتكون بمثابة فترة انتقالية تسمح لنا بالتقاط الأنفاس ببناء مجتمع مدني ديمقراطي على أسس سليمة. هناك أبطال آخرون في هذه الملحمة الثورية مثل إبراهيم عيسى وجميلة إسماعيل وأسامة الغزالي حرب. هؤلاء جميعاً أبطال ولكني لا أتمنى مثلاً أن أجد إبراهيم عيسى مرشحاً لمنصب الرئاسة فأولى به أن يظل كما هو مراقباً ومحاسباً لكل من تسول له نفسه اللعب بمقادير هذا الوطن.
أما عن أسامة حرب فهو جدير للمنصب في حال عدم ترشح البرادعي. أما عن جميلة إسماعيل فيجب عليها الترشح لمنصب الرئيس على الرغم من عدم نجاحها ولكن في ترشحها، وكما أتصور، سيحقق صدمة للعقل المصري لتجعله يتقبل فكره أن يحكمه امرأة. وأعتقد أنها ستنجح حتماً في شغل هذا المنصب يوماً ما، فهي واضحة الرؤية مخلصة لمصر لديها عزيمة ومقاتلة من الدرجة الأولى وبامتياز. بالنسبة لي أعتقد أن عمرو موسى يجب ألاّ يرشح نفسه فعلى الرغم من تاريخيه المشرف فلم يكن له حاضراً في الثورة يستند إليه، كما أننا لسنا في حاجة إلى زعيم؛ وطابع الزعامة يغلب عليه في إدارته للأمور، وإن كان هذا لا ينفي عنه بالطبع إدارته الجيدة لجامعة الدول العربية، لهذا فهو بالنسبة لي آخر المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية.
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (37)
واقرأ أيضاً:
الثورة تضرب على قفاها/ مفهوم الحرب النفسية/ الحرب النفسية وغسيل الدماغ/الثورة في مصر وأبعادها النفسية/ دروس في الحرب النفسية/ كيف تخلص المصريون من الخوف من الحميمية/ حكاوي القهاوي
عصف ذهني
حتى يمكن لنا إجراء نقاش فكري يساعد في الوصول للأفضل لبلدنا في المرحلة المستقبلية؛ أرى أنه يمكن استغلال المعرض الصناعي لما فيه من قاعات كثيرة وكبيرة تسع لأعداد غفيرة من جمهور الحضور، وذلك للمشاركة في مناقشة جميع الموضوعات التي تهم مصر في المستقبل. على أن تخصص كل قاعة لموضوع واحد من الموضوعات، فمثلاً تخصص قاعة لمناقشة الدستور وجميع مواده، وتخصص قاعة أخرى لمناقشة تطوير التعليم، وقاعة ثالثة لتطوير البحث العلمي، وأخرى رابعة لمناقشة تطوير الخدمات الصحية،.. وهكذا. وأظن أن قاعات المعرض سوف تسع جميع المحاور التي نفكر فيها بخصوص مستقبل مصر. ولزيادة المشاركة يمكن نقل هذه المناقشات عبر شاشات التليفزيون لتصبح عملية التطوير ليست قاصرة على مجموعة بعينها دون أخرى؛ حتى تكون المناقشة عملية تطوير مجتمعية.
ويمكن استخدام شبكة الإنترنت لزيادة المشاركة والنقاش الفعال. وأعتقد أن أفضل سبيل لنجاح هذه المناقشات سيكون باستخدام أسلوب العصف الذهني كما قال به اوسبورن منذ الخمسينات من القرن الماضي. ويقوم هذا الأسلوب على تقسيم المشكلات الكبيرة التي سيتم مناقشتها من جانب المجموعة إلى مشكلات نوعية صغيرة فتكون المشكلة الصغيرة هي موضوع المناقشة حتى تكون المناقشة سهلة وفعالة قدر الإمكان. ولنجاح هذا الأسلوب في النقاش يحتاج الأمر إلى قائد حازم فاهم لموضوع المناقشة؛ وإلى مُيَسّر قادر على ضبط سير النقاش وتلخيص ما تصل إليه المجموعة من قرارات ونتائج. ويتم أسلوب العصف الذهني عبر الخطوات التالية:
1- قول المجموعة بأكبر عدد من الأفكار دون محاولة وقف تدفقها من أفراد المجموعة. فالهدف الرئيسي في هذه الخطوة هو الحصول على أكبر عدد من الأفكار بغض النظر عن نوعيتها، ويقوم بعملية تدوين هذه الأفكار ميسر الجلسة.
2- يمنع نقد أي فكرة من الأفكار المطروحة من جانب المجموعة؛ فليس هناك فكرة سخيفة أو غير منطقية، فالهدف هنا هو توليد الأفكار وليس تقييمها. كما يجب التأكيد أن كل فكرة مطروحة لا تخص صاحبها، وإنما تخص الجميع بمعنى أنه لا يجوز شخصنة الفكرة ومحاولة انتقاد صاحبها، ويقوم القائد بضمان تحقيق هذه الخطوة.
3- بعد الانتهاء من طرح جميع الأفكار يتم الانتقال إلى عملية تبويبها تحت عناوين فرعية ليشمل كل عنوان مجموعة نوعية من الأفكار التي تم طرحها. ويقوم الميسر بأخذ موافقة أفراد المجموعة بعملية التبويب هذه.
4- يتم حذف الأفكار النوعية المتطابقة لتعبر عنها فكرة واحدة وذلك لتجنب التكرار. ويقوم بهذه الخطوة أيضاً الميسر وبموافقة المجموعة.
5- تتناقش المجموعة بمساعدة قائد المجموعة على وضع مميزات كل فكرة وعيوبها.
6- تقوم المجموعة بمساعدة كلاً من القائد والميسر على تكوين فكرة جديدة من الأفكار السابقة لها أكبر قدر من ميزات جميع الأفكار مع تجنبها لأكبر قدر ممكن من العيوب.
7- بعد الانتهاء من فكرة يقفل النقاش بها وتنتقل المجموعة إلى الفكرة التالية. ليكون لدى المجموعة في النهاية مجموعة من الأفكار تتناول الموضوع بكامله.
حتى ينجح أسلوب العصف الذهني يجب أن يكون القائد فاهماً لموضوع النقاش ولديه الشخصية القيادية وقادر على أن يحظى بالاحترام من أفراد المجموعة. ويتلخص دوره في اختيار موضوع المناقشة بموافقة المجموعة، وقيادة عملية الحوار بشكل صحيح حتى لا يتحول النقاش إلى حوار سوفسطائي أو همجي لا طائل منه، كما يجب أن يكون القائد متمتع بمهارة القدرة على تنظيم النقاش من حيث من يتحدث والمدة المسموح له بالحديث حتى لا يستأثر شخص وحده بالحديث؛ وإيقاف أي شخص عن مقاطعة المتحدث. أما فيما يتعلق بالمُيَسّر فليس بالضرورة أن يكون دارساً لموضوع المناقشة، ولكن من المهم أن يكون محترفاً في عملية تيسير الاجتماعات وهناك الكثيرون ممن يعملون في مجال التدريب الإداري بمصر ويمكنهم التطوع للقيام بهذه المهمة. وتتركز مهمته على تسجيل الأفكار والمساعدة في عملية تبويبها وحذف المتشابه منها وتسجيل عيوب وميزات كل فكرة، وكذلك عملية التلخيص لما تم بعد الانتهاء من كل نقطة حتى تكون المجموعة متوافقة حول الأفكار التي تم التوصل إليها ومن ثم يتحقق الهدف الذي اجتمعوا من أجله.
إذا نجحنا في عمل مثل هذا المشروع في هذه المرحلة فسنكون بالفعل قد وضعنا أقدامنا على أولى خطوات الديمقراطية وسيكون لدينا دليل لحل المشاكل التي نعاني منها، وكما كانت الثورة نموذجاً يجب تدريسه؛ سيكون أيضاً ما بعد الثورة نموذجاً يحتذى به. لو استطعنا تحقيق ذلك فستحدث طفرة في مصر في سبل إجراء المناقشات فيما بيننا؛ وسنتعلم أن نصمت ونستمع للغير عندما يتكلمون. سنتعلم كيف نصل من اختلافنا إلى ما يمكن لنا أن نتفق عليه. سنتعلم كيف يحترم كل منا الآخر وألا نسفه من أفكار بعضنا البعض. سنتعلم كيف نكون متحضرون وليس مجرد غوغائيون.
(170)
البرادعي
ما أن نجحت الثورة حتى ظهر كل من يريد أن يبحث له عن غنيمة يغتنمها فيقول "إنا كنا لكم من الناصرين" فهذا يلعب دور البطل المناضل، وذاك يلعب دور المتحدث باسم الثورة، وقد يسعى آخر لمنصب رئيس الجمهورية المنتظر. وهناك أناس آخرون على غير هؤلاء فنجدهم وقد بذلوا ما بذلوا من أجل الثورة سواءً قبلها أو أثنائها؛ فكانوا مرابطين في الميدان يواجهون النظام وبطشه بهم، ولكن ما أن انتهت الثورة حتى اختفوا وكأنهم قد أدوا ما عليهم فلم يبحثوا لهم عن مغنم أو منصب.
أعتقد أن من هؤلاء البرادعي وإبراهيم عيسى وجميلة إسماعيل، وغيرهم الكثيرين. فالبرادعي بعد جهاده قبل الثورة وأثنائها اختفى تماماً من الصورة وكأنه يقول بذلك لقد فعلت ما كافحت من أجله وكنتم تظنون أنه المستحيل، أما وقد تحقق هذا المستحيل فأقول لكم سلاماً فلست طامعاً في منصب الرئيس. يقول الرجل كنت أقول لكم أنتم المُخَلّص فلا تبحثوا عن الزعيم فلا حاجة لكم بزعيم، فاتهمني بعضكم بالتخاذل، ها قد علمتم الآن أني كنت على حق فيما كنت أدعيه. لهذا أعتقد وبصدق أن هذا الرجل هو أفضل من يقود المرحلة التالية وذلك لأسباب كثيرة بداية أنه لا يرغب في المنصب فهو ليس كغيرة ممن هم طامعون في الكرسي وبأي ثمن، كما أنه ليس له أية علاقة بشبكة الفساد والفاسدين والمفسدين في البلاد؛ وبالتالي لن يتستر على أي فاسد لأي سبب من الأسباب.
كما أن للرجل رؤية واضحة في اتجاه بناء مجتمع ديمقراطي لا مكان فيه لمن يلعب دور الزعيم المُلهِم الذي سيؤدي بنا لتعاظم عبادة الفرد من جديد، وأخيراً وهو الأهم أن الرجل وفقاً لتركيبته لن يحكم إلا لفترة واحدة؛ فتكون بمثابة فترة انتقالية تسمح لنا بالتقاط الأنفاس ببناء مجتمع مدني ديمقراطي على أسس سليمة. هناك أبطال آخرون في هذه الملحمة الثورية مثل إبراهيم عيسى وجميلة إسماعيل وأسامة الغزالي حرب. هؤلاء جميعاً أبطال ولكني لا أتمنى مثلاً أن أجد إبراهيم عيسى مرشحاً لمنصب الرئاسة فأولى به أن يظل كما هو مراقباً ومحاسباً لكل من تسول له نفسه اللعب بمقادير هذا الوطن.
أما عن أسامة حرب فهو جدير للمنصب في حال عدم ترشح البرادعي. أما عن جميلة إسماعيل فيجب عليها الترشح لمنصب الرئيس على الرغم من عدم نجاحها ولكن في ترشحها، وكما أتصور، سيحقق صدمة للعقل المصري لتجعله يتقبل فكره أن يحكمه امرأة. وأعتقد أنها ستنجح حتماً في شغل هذا المنصب يوماً ما، فهي واضحة الرؤية مخلصة لمصر لديها عزيمة ومقاتلة من الدرجة الأولى وبامتياز. بالنسبة لي أعتقد أن عمرو موسى يجب ألاّ يرشح نفسه فعلى الرغم من تاريخيه المشرف فلم يكن له حاضراً في الثورة يستند إليه، كما أننا لسنا في حاجة إلى زعيم؛ وطابع الزعامة يغلب عليه في إدارته للأمور، وإن كان هذا لا ينفي عنه بالطبع إدارته الجيدة لجامعة الدول العربية، لهذا فهو بالنسبة لي آخر المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية.
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (37)
واقرأ أيضاً:
الثورة تضرب على قفاها/ مفهوم الحرب النفسية/ الحرب النفسية وغسيل الدماغ/الثورة في مصر وأبعادها النفسية/ دروس في الحرب النفسية/ كيف تخلص المصريون من الخوف من الحميمية/ حكاوي القهاوي