(لماذا وكيف جاءت الثورة المصرية ثورة حضارية.. وكيف يستمر المسار الحضاري لها؟)
الصورة الحضارية للثورة المصرية في عيون غربية:
كان أكثر وصف يتكرر على ألسنة المعلقين والمحللين السياسيين والكتّاب والمفكرين هو "حضارية" ورقي الثورة المصرية، وفيما يلي عينة من أقوالهم وتصريحاتهم:
* أوباما: المصريون ألهمونا وعلمونا أن الفكرة القائلة بأن العدالة لا تتم إلا بالعنف هي محض كذب.. ففي كل مراحل الثورة كان الثوار يرددون "سلمية.. سلمية".. لقد كانت الثورة بمثابة قوة أخلاقية.. يـجب أن نربي أبـناءنا ليصبحوا كشباب مصر.
* رئيس النمسا: شعب مصر أعظم شعوب الأرض.
* CNN لأول مرة نرى شعبا يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها.
* الجارديان: الثورة أعادت الشعب المصري في الصميم الأخلاقي لهذا العالم.
* رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: الأحداث في مصر تثبت أنه يتوجب علينا التواضع والحذر في تقديراتنا للعالم العربي.
* رونالدو: أتابع أخبار الثورة المصرية أكثر من أخبار برشلونة.
* سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا: لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة.. لقد استعادت مصر وجهها الحضاري المفقود وتغلبت على الصورة السلبية التي كان يطبعها عليها مبارك ونظامه.. الثورة المصرية هي قوة تغيير أخلاقية غير عنيفة.
* ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج: اليوم كلنا مصريون.
* هاينز فيشر رئيس النمسا: شعب مصر أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام.
* وزير الخارجية الألماني فستر فيله: أتطلع إلى زيارة مصر والحديث مع الذين قاموا بالثورة.
* السفير الألماني بالقاهرة: الثورة المصرية تشبه ثورة وحدة ألمانيا منذ 20 عاماً.. فقد حافظت على كونها سلمية، خاصة بعد خطاب الرئيس مبارك الأخير الذي قال فيه إنه سيبقى في المنصب فاتخذ المتظاهرون رد فعل إيجابي واكتفوا برفع الأحذية تعبيرا عن الازدراء والاحتقار.
* الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك: هب المصريون ونفضوا عنهم خوفهم وطردوا الرجل الذي يحبه الغرب ويعتبره زعيما معتدلا، نعم ليست شعوب أوروبا الشرقية وحدها القادرة علي مواجهة الوحشية وتحديها.
* الهولندي مارك فوتا المدير الفني للإسماعيلي: الثورة في عيون أوروبا تعبر عن رقي مصر، وتوضح أن الشعب أراد الحرية ولم يرتض دونها.
* الروائي البرازيلي الشهير باولو كويلهو: العالم يتحول للأفضل لأن هناك شعوبا تخاطر بأرواحها لجعله أفضل.. شكرا يا مصريين.
لماذا كانت الثورة المصرية حضارية؟
وقبل أن نجيب عن هذا التساؤل نود أن نعرف ما هو معنى الحضارة؟
تزخر كتب علم الاجتماع بتعريفات لغوية واصطلاحية كثيرة عن الحضارة، يمكن أن نبسطها ونوجزها في التالي:
"الحضارة هي حالة ارتقاء في العلوم والفنون والأخلاق والمعتقدات والعادات والتقاليد تؤثر إيجابا في حياة الفرد والجماعة وفي طريقة تعاملهم مع الآخرين".
أما لماذا كانت الثورة المصرية بهذا المستوى الحضاري فذلك يرجع إلى بعض أو كل الأسباب التالية:
1 – لأنها نشأت في أرض هي مهد الحضارة الإنسانية وفي شعب يحوي في عقله الجمعي وفي وجدانه طبقات متعددة من الحضارات، فتاريخ مصر هو أطول تاريخ مستمر لدولة في العالم لما يزيد عن 3000 عام قبل الميلاد، ونهر النيل الذي يشق أرضها والذي يعتبر عاملا مساعدا لقيام حضارة عريقة به، كما تتميز مصر بموقع جغرافي متميز يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا ويرتبط بقارة أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط. كل هذا أدى إلى قيام حضارة عرفت بأنها أقدم حضارة في التاريخ الإنساني.
2 – لأن الذين قادوها ينتمون إلى طبقة متحضرة فصبغوا الثورة بصبغتهم.
3 – لأن أهدافها كانت حضارية منذ البداية: "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية".
4 – لأن محاولات التغيير بالعنف التي مارستها بعض التيارات في مراحل مختلفة ثبت فشلها تماما بل كانت تعطي ذريعة للنظام البائد أن يزداد توحشا وقسوة وأن يتمترس خلف القوة البوليسية الجبّارة.
5 – لأن الوعي المصري العام بضرورة وحتمية التغيير كان قد نضج بما فيه الكفاية وأصبح قادرا على التغيير بالقوة الأخلاقية الناعمة.
6 – لأن آباء الثورة كانوا متحضرين، أولئك الكتّاب والمفكرون والمصلحون الذين بعثوا روح التغيير ورسموا ملامحه الحضارية على مدى سنوات سبقت الثورة.
7 – لأن طبيعة الشعب المصري لا تميل غالبا للعنف.
8 – لأن القوات المسلحة اتخذت موقفا حضاريا مع الثورة.
9 – لأن النظام السابق كان بعيدا كل البعد عن معنى الثقافة والحضارة، فهو نظام أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم، ولا يحترم العقل أو الحوار بل كان يعرف فقط عصا الأمن وحذائه (لذلك كان يحاصر العقل المصري في الجامعات والنقابات بعربات أمنه المركزي طول الوقت)، ويعرف السلب والنهب في الأراضي والبنوك، ولا يعرف قيمة مصر الحضارية، لذلك تأتي الثورة مناقضة تماما له ومظهرة لوجه مصر الحضاري الذي شوهه النظام السابق، وذلك طبقا لقانون الأطروحة والأطروحة المضادة.
مظاهر حضارية الثورة (كيف كانت حضارية):
تمت عملية التجهيز والحشد للثورة باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا في الاتصال على مواقع الإنترنت وبواسطة شباب حصل على تعليم متميز وثقافة عالمية راقية ولديه قدرات متميزة، وهو فوق ذلك يمثل عقلية مختلفة عن الأجيال السابقة فهو أكثر ثقة بنفسه وأكثر تحررا من الخوف والخضوع.
وحين يطلق لفظ ثورة يتبادر إلى الذهن معاني الخشونة أو العنف وصور المظاهرات الغاضبة والصدامات والدماء والقتلى. والثورة المصرية لم تخل من بعض هذه الصور خاصة في مراحلها الأولى، ولكن ذلك كان منسوبا لأدوات البطش في الدولة البوليسية التي أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين وداستهم بالسيارات، ولم تتورط الثورة في مواجهة ذلك بالعنف المقابل وإنما تحملت ذلك في صبر جميل ونبل راق وألم مسئول، وواصلت ضغطها الأخلاقي على النظام اللاأخلاقي حتى تضعضعت قوته البوليسية وانسحبت تماما من الساحة في أقوى هزيمة لأعنف وأشرس نظام بوليسي قهري وغاشم، واستقرت النواة الصلبة للثورة في ميدان التحرير وامتدت أذرعها الطاهرة النقية البيضاء في أحياء القاهرة والمحافظات.
كانت النواة الصلبة في الميدان تمثل ثبات الثورة، وكانت المظاهرات المليونية تمثل حركية وتصاعدية الثورة، وبهذا التكوين الثنائي الرائع الذي يجمع بين الثبات والحركية خضع رأس النظام ولم يجد بدا إلا التسليم رغم ما عرف عنه من عناد شديد وتوحد مرضي بالسلطة.
ربما تمثل الثورة المصرية أكبر تجمع ثوري في تاريخ البشرية، إذ لم نعرف في تاريخ الثورات الكبرى خروج كل هذه الملايين في العاصمة والأقاليم والتي بلغت في بعض الأيام عشرة ملايين بطول مصر وعرضها وبلغت في ميدان التحرير والشوارع المؤدية إليه حوالي ثلاث ملايين، وبهذا تكسر الثورة المصرية حاجزا كميا جديدا وتسجل رقما قياسيا في تاريخ الثورات.
ومن المعروف لدى علماء النفس والاجتماع أن ثمة خصائص للحشود الكبيرة تجعلها أكثر ثقة وأكثر جرأة وأكثر اندفاعا وأكثر ميلا نحو اكتساح ما يعترضها ولو حتى بالقوة، وأن هذه الحشود تكون بعيدة عن المنطق والتعقل، وتغريها قدرتها على سحق المناوئين لها. ولكن في الحالة المصرية لم تتجه الجموع المليونية إلى شيء من هذا بل كانت تتحرك حركة عاقلة حضارية محسوبة، ولا تميل للاكتساح أو السحق أو العنف، حتى في تلك اللحظات التي كانت تستفزها مجموعات ضئيلة جدا من المناوئين من بلطجية الأمن والحزب الوطني، وكان شعارها دائما في تلك اللحظات الحرجة "سلمية.. سلمية"، وكان لهذا التوجه السلمي أثر هائل في نجاح الثورة، إذ لو كانت الثورة قد تورطت في العنف لانفض عنها كثير من أنصارها المتحضرين ولأعطى هذا فرصة ذهبية للنظام البوليسي أن يمارس أقصى درجات عنفه الدموي وكانت المعركة حينئذ تجري على أرضه التي يعرفها جيدا. أما وأن الثورة سحبت المعركة على أرضها السلمية فقد جعلت النظام في حالة ضعف شديد نظرا لفقره السلمي والحضاري.
ولم يكن للثورة قائدا مشخصنا ومحدد، ومع هذا كانت تتحرك بشكل منتظم ومتصاعد ومتناغم بدرجة حيرت المراقبين، وقد كانت هذه ميزة كبيرة إذ لو قاد الثورة شخصا واحدا لاختلف بشأنه الناس، بعضهم يؤيده وبعضهم يعارضه، وربما لجأ النظام الفاسد لتصفيته أو احتوائه أو تشويهه، ولذلك كانت القيادة جماعية خفية وعفية يمثلها العقل الجمعي المصري الذي اتفق على التغيير، واتفق على الحركة المؤكدة نحو هدف واضح ومحدد. ولما كان العقل الجمعي هو القائد، وكان الهدف هو الوجهة لذلك حدث تجاوز رائع للتفاصيل الصغيرة والخلافات والاختلافات، إذ أيقن الوعي المصري أن الأمر وصل إلى تهديد البقاء الحضاري المصري وبقاء الإنسان المصري ذاته أيا كانت انتماءاته الفكرية أو الدينية أو السياسية فخلق هذا حالة من التوحد توارت معها كل النزعات الطائفية والخلافات الأيديولوجية.
والنداء الأول للثورة يعكس المحتوى الحضاري لأهدافها حيث لم تقتصر على بعض المطالب الفئوية أو الإصلاحات الجزئية وإنما خرجت تهتف "عيش... حرية... كرامة إنسانية" بما يعكس منظومة من احتياجات الإنسان المتكاملة بما فيها الاحتياجات الأرقى من الحرية والكرامة الإنسانية، فالحرية هي الدرس الأول في المشهد الكوني المهيب الذي طلب فيه الله من الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا ورفض إبليس، ولم يقهره الله على السجود رغم قدرته اللانهائية على إبليس وغيره، بل أمهله إلى يوم القيامة ومنحه الحرية، وقرر إبليس لحظتها وفي حضرة الذات الإلهية تكوين حزب الشيطان، وجاءت الرسل بعد ذلك تترى ليتكون حزب الرحمن، وليستمر الجدل بين الحزبين الكونيين الرئيسين، ويقرر الله تعالى أن لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، ويمنح الإنسان حرية كاملة في الاختيار على أن يتحمل مسئولية اختياره، وكان هذا نواة الحضارة الإنسانية التي تقوم على الحرية والاختيار والتنوع والتعدد والمسئولية.
وعلى الرغم من حالة التردي في القيم التي شهدها الشعب المصري قبل قيام الثورة من تفشي للفهلوة والانتهازية والأنانية والعنف والتحرش والسلبية واللامبالاة والخوف والخضوع، إلا أن هذه القيم تلاشت تماما في ميدان التحرير ونشأ ما يسمى بأخلاق الميدان أو أخلاق الثورة، حيث ترى حالة من الجدية والشجاعة والنظام والتكافل والتواصل والحوار الإيجابي بين التيارات المختلفة والإيثار والتعفف والعزة والكرامة والإصرار على تحقيق الهدف والنفس الطويل والنظافة والدقة.
ويبدو المشهد الحضاري في الميدان واضحا في تنوع أنشطة المقيمين فيه فهم يتظاهرون، ويتحاورون، ويصلون، ويتعبدون، ويلقون الأشعار، ويرسمون، ويغنون، ويسمرون، وينشئون إذاعات داخلية للحشد المعنوي والتوعية، وشاشات للعرض لمتابعة الأخبار العالمية، ويشكلون لجانا للإعاشة والنظام والحماية والتأمين والنظافة والإعلام، ويؤلفون الشعارات والهتافات القوية والطريفة، ويطلقون النكات التي شكلت ما يسمى بكوميديا الثورة. إذن كانت الثورة حالة تفتح إبداعي على مستويات متعددة أنشأت حالة من الجمال الإنساني الحضاري الذي يندر أن تراه في ثورات أخرى يغلب عليها الصراع والتجهم والقلق والخوف.
وقد انبهر العالم وهو يرى الثوار صبيحة اليوم التالي لرحيل مبارك وهم يقومون ليس فقط بكنس ميدان التحرير وإنما غسله بالماء ليصبح نظيفا تمام، والذين قاموا بذلك هم أرقى وأنظف وأنبل شباب مصر، وكانت هذه أول مرة في تاريخ الثورات أن يقوم الثوار بتنظيف مكان ثورتهم.
بعد نجاح الثورة في إسقاط رأس النظام لم تقم بعمليات تصفيات انتقامية أو قتل أو ترويع للمناوئين له، كما كان يحدث في أكثر الثورات، ولكن ضغطت لإحالة بعض الرموز الفاسدة إلى الجهات القانونية لمحاسبتها.
كيف تستمر الثورة المصرية حضارية:
٠ حين يتعمق وعي قادة الثورة ووعي الشعب ككل بمكانة مصر الثقافية والحضارية، تلك المكانة التي جهلها وأهدرها النظام البائد.
٠ حين نعي أن الثورة وعي وسعي دائم ومستمر لا يتوقف عند تاريخ قيام الثورة أو سقوط النظام الفاسد أو حتى تحقيق الأهداف الإجرائية المعلنة للثورة بل هي حركة نمو وتطور حضاري مثمر ومستمر.
٠ حين لا نختزل الثورة في أنها ثورة شباب ولا نختزلها في المطالب السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، بل نراها ثورة شعبية شاملة، ومطلبها هو إعادة البعث الحضاري لمصر والوطن العربي والعالم الإسلامي سعيا لإثراء الحضارة الإنسانية بقيم حضارية راقية.
٠ حين تتحول الروح الثورية ويتحول الوعي الثوري ويتحول الزخم الثوري إلى منظومات ومؤسسات حضارية تضع الشعب على الطريق الصحيح.
٠ حين نتخلص من كل آثار الدولة البوليسية وعلى رأسها جهاز مباحث أمن الدولة الذي كان عقل وذراع وقدم وعصا النظام الفاسد.
٠ حين نرتب أحوالنا السياسية بشكل يحول دون تكون منظومات فرعونية جديدة أو نشأة فرعون جديد.
٠ حين يكون نظامنا السياسي قائم على التعددية وتبادل السلطة واحتواء كل طوائف الشعب المصري دون استبعاد أو إقصاء.
٠ حين يمتلئ نهر السياسة بالماء العذب فيشرب الناس ويزرعون ويأكلون.
٠ حين نتحرر من البرمجة الفكرية المعوقة التي طالت الإنسان المصري فأفسدت عقله وملأته بالخرافات وكبلت طاقاته وعطلت إبداعه.
٠ حين نواصل سعينا للتخلص من القيم السلبية وأخلاق العبيد التي أرساها ورسخها العهد السابق مثل الخوف والاستهواء والاستلاب والنفاق والخضوع والخنوع واللامبالاة والسلبية والفهلوة والانتهازية والفردية والعنف والتحرش والاعتمادية والكسل.
٠ حين نستعيد صفات الأحرار من الإيجابية والجدية والشجاعة والصراحة والمبادرة والأنفة والعزة والكرامة والشموخ والتفكير النقدي الحر.
٠ حين يصبح صندوق الانتخابات هو وسيلة التجديد والتغيير.
٠ حين تعود النقابات وتعود وسائل التعبير السلمي المشروع إلى نشاطها فتستوعب وتنظم حركة المجتمع في اتجاهات بنائية.
٠ حين نستمر في إعلاء قيمة الحرية والمساواة والمواطنة والعدالة الاجتماعية في النفوس ونتأكد من توفير وصلاحية آليات راسخة لتحقيق ذلك، ثم الاطمئنان لوجود وسائل تقييم لما وصلنا إليه في كل مرحلة.
٠ حين ننشئ متحفا للثورة يضم آثار فساد النظام السابق ويضم أثار الثورة الحضارية ليكون بمثابة ذاكرة وطنية تنشط جهاز مناعتنا حتى لا نقع في براثن حكم فرعوني بوليسي فاسد مرة أخرى.
٠ حين تكون للثورة قوة راشدة تحميها وتحي مبادئها فكونها ثورة حضارية لا يعني أن تكون ثورة طرية أو ضعيفة أو غافلة أو متساهلة.
٠ حين تكون هناك خريطة قيمية إيجابية وضمير عام يقظ يحرس مبادئ الثورة وحضاريتها من أي يد تعبث بها في المستقبل.
واقرأ أيضاً:
إطلالة نفسية على الثورة المصرية/ هل ألقى عمر سليمان خطابه تحت تهديد السلاح؟/ كنت في التحرير.. لستُ أمّك!!/ حكاوي القهاوي