ماذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟.....24
إهـداء إلى:
ـ كل من ساهم في حركة الشعوب، في البلاد العربية، ضد الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
ـ الشعوب، في البلاد العربية، التواقة إلى الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
ـ إلى الشعبين العظيمين: في تونس، وفي مصر، الحريصين على الذهاب بثورتهما إلى أن تتحقق كل طموحاتهما.
ـ من أجل أن تستمر الثورة في البلاد العربية، حتى يتم القضاء على معاقل الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
ـ من أجل الرفع من وتيرة تعبئة الشعوب، حتى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
خلاصة عامة:
وبمعالجتنا لموضوع: "ماذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟"، نكون قد تناولنا مفهوم الثورة، وهل يصح أن نسمي ما جرى في تونس، وفي مصر ثورة؟ أم أن الثورة شيء آخر، غير ما جرى في تونس، وفي مصر؟
مقارنين بين ثورة الطبقة، وثورة الشعب، مستعرضين مفهوم الطبقة، ومفهوم الشعب، ومفهوم ثورة الطبقة، ومفهوم ثورة الشعب، ثم وقفنا على الثورة التونسية: البداية، المسار، الأهداف، والنتيجة، والثورة المصرية: البداية، المسار، الأهداف، والنتيجة، ثم أتينا على الدروس التي قدمتها الثورتان: التونسية، والمصرية، للشعوب في البلاد العربية، وفي جميع أنحاء العالم، والمتمثلة في الدرس السياسي، والدرس الاقتصادي، والدرس الاجتماعي، والدرس الثقافي، والدرس الإنساني، ومجيبين على السؤال: هل تعتبر ثورات الشعوب، في البلاد العربية، نتيجة للصراع الطبقي القائم في الشعوب العربية؟
فهل نعتبر ما جرى في تونس ثورة فعلا؟ أم أن ما جرى، هو مجرد انتفاضة قادت إلى إسقاط رأس النظام، وحزبه، ليستمر النظام في أشكال أخرى؟
وهل النتائج التي تحققت في تونس، يمكن اعتبارها نتائج ثورية؟ أم أن لوبيات الفساد، لازالت تتمركز في الإدارة التونسية، وتحول دون تحقيق النتائج الثورية، على أرض الواقع؟
وما طبيعة الثورة التونسية؟وهل نعتبر ما جرى في مصر ثورة فعلا؟ أم أن ما جرى، هو مجرد انتفاضة قادت إلى إسقاط النظام، ولم تحقق ك أهدافها؟
وهل نكون قد أصبنا الهدف، في مناقشتنا لمفهوم الثورة؟
وهل وفقنا في المقارنة بين مفهوم ثورة الطبقة، ومفهوم ثورة الشعب؟
وهل كان يمكن أن تندلع ثورة الشعب في تونس لولا قيام البوعزيزي بإحراق نفسه؟ ألا نعتبر بداية ثورة الشعب في تونس، هي البداية الفعلية للثورات العربية برمتها؟
وهل نعتبر أن السقف الذي حققته الثورة التونسية، هو السقف النهائي لهذه الثورة؟ أم أن هذه الثورة، لا بد أن تستمر، حتى تغير جوهر النظام، الذي لم يتغير بعد؟
وهل يمكن اعتبار السقف المتحقق في تونس، هو السقف الذي يجب أن تحققه ثورات الشعوب العربية؟ أم أن ثورات شعوب البلاد العربية، لا بد من أن تنطلق من خصوصياتها، لتقف دون مستوى سقف الثورة في تونس، أو تتجاوزها؟ وهل نعتبر سقف ثورة الشعب في مصر، قابلا للاجراة في جميع البلاد العربية؟
ألا يتساوى حكام البلاد العربية، في نهب ثروات الشعوب العربية؟
أليسوا مهربين لثروات الشعوب إلى الابناك الخارجية؟
أليسوا مستبدين بالسياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والثقافة؟
أليسوا جامعين بين السلطة، والثروة؟
أليسوا مستغلين للدين، من أجل إضفاء القداسة على أنفسهم؟
أليسوا منتجين للفساد السياسي، والإداري، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، في كل البلاد العربية؟
أليسوا منتهكين لكافة الحقوق الإنسانية؟
أليسوا مرتكبين، أثناء حكمهم، للجرائم ضد الإنسانية؟
ألا يقتضي الأمر أن يحاكموا، جميعا، أمام محاكم الشعوب؟
ألا يعتبر ذلك مدعاة لمحاكمتهم أمام محكمة الجنايات الدولية؟
ثم أن الدروس المستخلصة من الثورتين التونسية، والمصرية:
هل تقف عند حدود الدروس السياسية؟
هل تبقى عند مستوى الدروس الاقتصادية؟
هل تتمثل في الدروس الاجتماعية؟
هل لا بد لها أن تتجسد في الدروس الثقافية؟ أم أنها لا بد أن تتجسد في الدروس الإنسانية؟
هل نعتبر ثورات الشعوب العربية، نتيجة لاحتداد الصراع الطبقي؟ أم أن الثورات لا علاقة لها بصراع من هذا النوع؟
وهل يمكن أن نعتبر نتائجها أرضية لوجود وعي طبقي حقيقي، يقود إلى قيام صراع طبقي حقيقي، في مناخ تسود فيه الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، يتمكن فيه الجميع من ممارسة الصراع المشروع، الذي يراه مناسبا؟
إننا عندما نطرح هذه الأسئلة، في خلاصة ختام موضوعنا: "ماذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟"، إنما نسعى إلى استفزاز الأذهان، من أجل جعل النقاش محتدا في الموضوع، بين المتتبعين في البلاد العربية، سعيا إلى جعل الاهتمام بالواقع، محورا للفكر في البلاد العربية: سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، واجتماعيا، من أجل إيجاد إنسان آخر، يهتم بالواقع، ويعي ما يجري فيه، ويسعى إلى تطويره: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وإلى حماية حرية الشعوب في البلاد العربية، وديمقراطيتها، والالتزام بالعدالة الاجتماعية بين أفرادها، وإتاحة الفرصة أمام إمكان تطور تشكيلتها الاقتصادية، والاجتماعية، إلى الأرقى، ودون معرفة عملية الكبح ،التي تعيشها الشعوب في البلاد العربية، والتي لا زالت تمارس بشكل، أو بآخر في تونـس، أو في مصـــــر، إرضـاء لجهة معينــــــة.
وكيفما كان الأمر، فإن ثورات الشعوب في البلاد العربية، السائرة على نهج الثورة في تونس، ثم في مصر، لا بد أن تسير في اتجاه أهدافها القريبة، والبعيدة، والمتوسطة، ولا بد أن تعمل على تغيير الواقع، في مستوياته السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، في كل البلاد العربية، ولا بد من أن تقدم المزيد من الشهداء، في سبيل ذلك، من أجل طي صفحة التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، التي جثمت على صدور الشعوب في البلاد العربية، لعقود طويلة. فالشعوب تبقى، والحكام يزولون.
والتغيير الذي تعرفه الأنظمة في البلاد العربية، لا بد أن يكون في مصلحة الشعوب.
وفرض سيادة الشعوب في البلاد العربية، هو المدخل الحقيقي للتطور، والتقدم.
وتحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، هو العنوان العريض لما يجب أن تعرفه شعوب البلاد العربية مستقبلا.